تبتسمُ أمِّي في وجهي 
بسماحة ما تتمنَّى لي 
ترفعُ قلبَها إلى السَّماء
تصلِّي القنوت بما تعرفه
" مناجاةَ من يُؤمن بنفسه "

أمِّي لاتعلم 
أنَّ نصيبَها من ألمِ المخاض
مُدَّخرٌ كقدرٍ  برحم روحي
فتراني في الصَّمت 
أُنجبُ بعضي من بعضي
و أصنع جسدي الغضَّ 
من مراقد الحجارة
بوداعة من يملك 
كلَّ الرِّئات

☆مابين نبضة و نبضة 
دفقةُ أسًى
تصيب ما توهَّمناه من نشوةٍ
أهادنني فيك اليوم 
و الليل طويلٌ و ضرير
العاصفة هوجاءُ .. هوجاء
حطَّمتْ مناراتي
و هذا الرِّداءُ 
ما عاد يقيني من السَّراب 
و لا من لذاعةِ الأعذار 
أنزع أكمام َما لا اسم له 
عُنوةً 
فأتصبَّبُ تيهاً و حِيرةً

☆سعيرٌ هذا الحنين 
الذي يشعل السَّاعات
 يبكيني .. ثمَّ يطفئني 
فأتكوَّر على ذاتي 
كهُلامٍ بين مسارات الكواكب 
و أشتهي أن أكونَ خبزاً
بموقد لهب ..!! 

من بين أصابعي 
تلتهب الشُّموع 
فيسيل من طينتي 
أصل التَّكوين
و لا يخدش أديمي 
إلَّا الحرير ..!!

☆متوهِّج الألق 
هذا المزيج الورديُّ 
المتدفِّق 
من بين ثلج النَّبض
و دم الشّريان  
و كأنَّ المواسم كلُّها 
توتٌ أحمر 
يزهو مختالاً  كرجاءٍ تحقَّق
و الكثير من جنى الزَّيتون ..!!

☆لازالت أجنحة الحمامة 
تغريها بالتَّحليق 
و لاتملك الفكرة 
عن خطورة المختبئين
نائمةً بشفَّةِ اللبن 
و لم تبلغ الفطام بعد ..!!

☆شحَّت المواقيت
من لمسة النَّدى 
فأجدني أتسوَّل الماء 
تحت المطر
بينما يجول بصري 
كزرقاءٍ منفيَّةٍ 
عن أرض اليمامة

☆كوداع مسافر 
أوصي بقاياي
و أحاور بصيرة الأشياء 
أتوهَّج 
على قدر حاجة قلبي 
أتبيَّن في ذلك الوداع
بأنَّ  كلَّ هذا الصَّخب 
#سُكونٌ ..!!
لمن يصبُو إلى الأعماق
بينما يطفُو الجميع 
على السَّطح
كزبد البحر 

لكنَّني ككبشٍ ذبيحٍ
نالت السِّكين من اِمتثالي
و ارتوت أرض 
من تمنَّوا حسرتي  
بدمائي 
و لازلت أرتِّل  الصَّبر 
و أعزِّي نفسي 
" في الأفضلِ منِّي ..!! "
..
..





Share To: