لا تسلطي ضوءكِ عليَّ!
تحامى بكلتا يديه
و فرَ هارباً من جدار الأخيلة.

خروجه من المشهد
سرعةُ تجاوبه
و ذاك العشقُ المضني
لعدم الظهور
تكاثرهُ في الظلام
و تقوقعهُ الغريب
الغريب !
ملفتٌ جداً.

سُحِبَ المشهدُ
إلى عالمٍ موازي

التهمة : 
"حيازةُ حبٍ 
لامرأةٍ ضوئية 
في صدرِ ظِل"

محكمةُ الضوءِ تنطق
المطرقةُ لا تهدأ
و الجمهورُ في غيظٍ
مستمر
ظلالٌ تجيءُ و تذهب
التوتر واضح
واضحٌ جداً.

ظلٌ غاضب
ظلٌ يقضم أظافره
ظلٌ يهتز خائفاً
ظل يندبُ حظه
ظلٌ ينفجرُ ضاحكاً
و يركلُ جبينه بيده
ظلٌ يخدشُ وجهه
ظلٌ يحفرُ الجدار بأسنانه
ظلٌ يهرولُ وراء توأمه
يرتمي عليه و يتحدان في لحظة
تظهرُ قدمه على الجدار
يده ، رأسه و ينفصلان
في لحظةِ فراقٍ ضاحكة

جنونٌ على جنون
جلبةٌ و صراع
سوقُ الأخيلة نشطٌ 
جداً لهذا اليوم!

شاشةٌ فوضوية
و اشتباكٌ لا نهائي

لحظة!
صادمٌ إعلانيٌ
يقتحمُ المشهد

شريطُ العناوينِ يصدح :
ظلٌ منشقٌ عن جنونهم
خرجَ من قفصه فجأة
ترافقه حراسةٌ ضوئية.

معاناةٌ في الزحام
و حراسُ الضوءِ
يوسعونَ المدى أمامه
؛ كي يتمددَ أكثر

نجحوا!
نجحوا!
 في تأمين
مساحةٍ أكبرَ له
مع خصوصيةٍ فذةَ
لا تشوشها أخيلةٌ دخيلة.

 انحى ذاك الظلُ
في حركةِ تهدئةٍ مقصودة

انتبهت الجماهيرُ
خفتَ الشغبُ تدريجياً
عادوا أدراجهم و ارتمى
كلٌ منهم على مقعدهِ
بائساً وحيداً كسيرته الأولى.

عدلَ من هيئتهِ الظِلية
و نفضَ عنه انحنائه مستبدلاً إياهُ
باستقامةٍ تليقُ بحرمِ محكمة.

نُطِقَ بالحكم المؤجلِ عليه منذُ
جلبةٍ و آخرِ ظهورٍ لكِ أمامه :

بالفرارِ المؤبدِ بين زنازينِ عشقك 
مع مراقبتكِ الشاقة مدى الحياة.

؛ و امتثالاً لأمرِ المحكمة
"فرَ هارباً من جدارِ الأخيلة"



Share To: