أتجد الموت أسوأ ما يخافة المرء
و أشد الكوابيس فتكا بالإنسان
لكن لدي ما هو أسوأ
الإنتظار
فلا أجد أسوء من الإنتظار في حياتي
فكل منا منتظر شخص أو حدث يأتي
عندما يأتي الذي ينتظره تأتي معه الحياة
فأنت ميت في كل لحظة من لحظات إنتظارك
فالإنتظار ألم
أتدرك مدى بشاعة الإنتظار
فأنت حى ولكن ميت و تتألم أيضا
فما أقسى من أوقات الإنتظار
و الأقسى منه أن من تنتظره لا يأتي
فقد فقدت حاضرك و ماضيك في هذا الإنتظار الذي أنهكك
و قد تفقد مستقبلك إذا لم يأتي
و لا تخلط يا صديقي بين الصبر و الإنتظار
فالصبر له ثواب وله بعض الطقوس التي تهون عليك
أما الإنتظار هو موت الوقت و توقف الحاضر و عدم الأستمتاع به
فنفقد الكثير في إنتظارنا من علاقات و فرص
لتوقف عقلنا على شئ واحد فقط في إنتظاره
أتعرف لماذا الصدفة جميله لأنها تخلو من الإنتظار
ولكن السجن بغيض لأنه عباره عن حياة قائمه على الإنتظار
كل خوفي أن من الممكن من كثرة الإنتظار أن نزهد فيما ننتظره
فعندما يأتي بعد طول إشتياق نكون قد قل شغفنا بما ننتظره
فنقول في أنفسنا لقد تأخر الوقت في مجيئك حتى إعتدت العيش بدونك
فنكون قد خسرنا حياتنا كلها بلا ثمن
فلا تجعل حياتك تقف على شئ واحد
فعش الحاضر و تمتع به
و تذكر الماضى و إشتاق لما فيه
و تطلع للمستقبل و لكن بصبر و أمل و عمل
و ليس بإنتظار و ملل و توقف الحياة
فخلقك الله في الحياة لتعيشها لا أن تنتظر فيها كأنها محطة قطار
فالحياة هي القطار نفسه
فالحياة فيها الوجهان الجميل و القبيح
فتمتع بجمالها و أصبر على قبحها
و لا تعاقب نفسك بأنتظار حدث
لا نعرف متى و إين سيحدث
فأترك ذمام أمورك لله
و أعدك أنك ستحيا أجمل حياة



Post A Comment: