أتذكر منذ كنت صغيرا، وانا اسمع بأن الرجل لا يبكي أبدا ،وبالتالي لايحتاج لمنديل،هي نصيحة تقدم من قبل الأب ،والأم والأقارب، وكل الناس ،فالبكاء للطفلة ،والمرأة، وحتى وإن خلق الرجل بدون دموع فلابأس بذلك، ويخاف الفتى ثم الرجل أن يبكي وان يتحول امرأة فيضحك عليه أقرانه، فصار يتظاهر بالرجولة والصمود والصرامة،  فالرجل يتجنب المظاهر التي تبكي وتسبب ألما ،يتحاشاها حتى لا تتدفق دموعه ويتحول لضحك الناس،انظروا رجل ويبكي،كثرت النساء،هيا ادخل للدار وتحجب كأختك.
* الرجل قلبه قاس كالحجارة لا تتفتت، وليس له دموع، أرادوا تحويل فطرة الله،بتنشئتهم الاجتماعية،فتصبح واقعا وتصد الفطرة، والرجل رغم أنه مازال فتى فهو رجل البيت يحرس أمه وأخواته الإناث رغم أنهن أكبر سنا منه،إنه الوريث،والرجل قبل ميعاده،والكلمة كلمته ،تسري على الجميع،والكل يتصرف تحت امره،يحمل لقب العائلة ويجعل اسمها باق بقاء الدهر،هكذا علمونا ،وهذه مرتبة الذكر،القوة والقلب الحجارة،ومرتبة الانثى القلب الرقيق كالوشاح والدموع الجارية بسبب وبدون سبب،حتى إن لم تبك الأنثى تضرب لتبكي ولتعرف صفها ولماذا خلقت ،خلقت للدموع الحارة، التي جعلت الخد أحمر، أكيد هي دليل على الضعف والقابلية للاستعمار،أما الرجل هو الحجر والمطرقة التي تبحث عن جمجمة أنثى بشوق ولهفة.
* هكذا علمونا،الأخ افضل من أخته حتى في الأكل يبلع حتى التخمة،والأخت تلتقط فتاته وما بقي من بركته.
إن أراد أن يساعد في أعمال البيت نهي بعنف: هذا عمل المرأة اتركه لأختك،و اذهب للخارج لتلهو مع أصحابك،وادخل وقت الأكل.
* أما أنت اغسلي الصحون ورتبي الملابس، وحضري الطعام ،واكنسي ونظفي،قبل دخول الرجال.
*هكذا علمونا،فإن عنفت المرأة،يرجع لتربيتنا،وما قدمناه من نماذج ،هو تغييب لنصف الإنسان، وتحقير لها كشريك ، والغريب ليس من الرجل الأب ،بل من المرأة الأم ،الكل قام بتغذية النموذج ورعاه، وسقاه،حتى أتى أكله،وأمنا ،وجدت الجدة زرعت فيها النموذج،وهكذا سلسلة طويلة،لأجيال،فالحب والأخوة والانسجام،ومعاملة المرأة،كل هذا لايفيده قانون،هذا الأمر أوجدته التربية،فيحل عن طريق التربية،نبدأ من الأسرة ابتداء من بلوغ الطفل عامين،وندعمه بالتربية المدرسية،ونغير العقليات والأذهان ،بعملية استبدال وتعديل ،وإعطاء الانثى حقها كأخيها الرجل،ميزان في كفتين متساويتين،لاميل لهذه ولا لهذه ،عبر التربية فقط نعيد حق الأنثى،ونعتبرها إنسانا سويا.






Share To: