إقترب حُلم النتيجه يصافح مسمعي ، مضي يوم السبت وكأن من المتوقع أن تعلن النتيجه فى اليوم ،
يأتيني عز الدين من بعيد وفى يده كيسان من البلح وهو يضحك ويداعب حبات البلح ، وأخبرني عن كذا موضوع ، ولكن كان ذهني منشغل وفى كل مرة يبدأ الكلام وأنا أستفيق على الضحك ، أضحك من دون سبب وكأنه يخبرني مزحة ، لم أستطع أن أبتسم .
كان كل همي أن تاتي رساله من إحدى الشبكات السودانية وفيها يذاع أسمي ناجح ، كنت لا أود التفوق أريد النجاح لانها سنة مشؤومة، فيها ما يدمر نفسيات طالب ، كانت قد تحطمت آمالي أيضاً حدث الكثير والكثير من الامور التي قد تدمر نفسيتي .
قبل الأحوال السياسية كنت مجتهدا نوعاً ما وكنت أحصل على جميع الدرجات فى أغلب المواد ، ولكن ؟
إنتهت كل أحلامي بعد ظهور أول حالة من ذاك المرض الملعون ، حاصد المئات من الأرواح البشرية ، كنت عندما أسمع شخص أصيب بذاك المرض " كوفيد ١٩ " أتمني أن اكن ذاك الشخص المستلقي يصارع الموت وأنا أصارع مستقبلي المرير . لم افرح قليلآ بعد أن جاءني خبر أن النيل قد فاض ودمر الكثير والكثير من المباني ، لم يرحم كل من كان أمامه ، وقلت فى نفسي النيل الرحيم هل ضاقت بك الضفتان ، أم أنك أردت أن تمرح وتلعب وتغازل الموج ، ما كنت لتكن ودود أو رحيم حصدت أرواحنا ولم تبالي ، احقاً أنت رحيم ، أعتقد أنك لست رحيم بما يكفي !
تسامرنا قليلاً أنا وصديقي لنخفف عمأ بداخلنا ضحكنا ملأ أفواهنا وأتاني أخر ، فزمجر بالضحك لما كان يسمع من قصصنا التي نرويها ، عن استاذ مادة اللغه الانجليزيه ، ذاك الرجل الطيب المضحك الصارم ، كان عندما يلقي علينا بعض الكلمات باللغه الانجليزيه ، كمن يخبرنا عن نكتة مضحكة لو لم تكن كذلك لضحكنا ، نضحك وهو يضربنا ، ولكن فى نفس الوقت كان من أحب الاساتذة, على قلبي وكان أقربهم لي ، كنت أفهم من الانجليزي الكثير وأدعي أني لا أفهم عن ما يتكلم أو لا مبالي .
وعندما يتم سؤالي عن سبب عدم فهمي/ أجيب وبفخر أنها ليست لغتي الأم . لقد انتهى ذاك اليوم وضحكنا حد البكاء ولم نبالي بما يحدث حولنا .
الاحد :.
نسمع أن يوم غداً سيكون المؤتمر الصحفي لتعلن الشهادة السودانية ، نبكي فى داخلنا مرات ولكن لا واقع يتغير نتيجتنا هي نفسها لا تتغير .
يأتي من جديد وأخبرني أن النتيجه موعدها غداً قال أكثر من الدعاء ، تسامرنا بهتافات ثورتنا والأغاني التي نسمعها كانت جميله ذات لحن ينفتح له صميم القلب .
فى تمام السادسة ذهب صديقي ليتركني مع هاتفي بمثابة صديق لي .
فتحت جميع مواقع التواصل الاجتماعي لكي أروح عن نفسي من الضيق الذي حل بها .
كلما قرأت خبر عن النتيجه أنصدم ولا أكمل القراءة حزنت من ما قرأت فى ذاك الليل .
كان الهاتف بحوزتي فى تمام التاسعة تلقيت بعض الإشعارات فى الواتساب ، كانت هناك رساله مميزة من صديقات لي جمعتني بهن الكتابة أشكركن من القلب على كل جبر خاطر ، منحتونني إياها وعلى كل كلمه كانت تخرج من صدق قلبكن انتن حقاً جميلات ( أم كلثوم _ صبا _ ضحي _ خديجه _ خالدة _ روان _ إمتنان _ ميعاد واخيراً دلوعه أبوها ) شكرا جميلاً وحبأ.
يأتي يوم الاثنين المرتقب كاد هاتفي ، ينكسر من شدة الرنين .
إبتدأ المؤتمر في تمام الساعة الثانية بعد الظهر لم يحالفنا الحظ فالتيار الكهربي كان قد إنقطع منذ ساعات ، لجأت لصديقاتي فى معرفة بداية المؤتمر ، فكان الجواب أنه قد بدأ .
أغلقت هاتفي لربع ساعة أي بعد إنقضاء المؤتمر
وأمسكت بطاقتي وكتبت رقمي فتم الارسال من هنا إبتدأ العد التنازلي لمستقبلي المجهول ، وبعد ثلاث دقائق قرأت رسالة مضمون ما خرج منها أني ناجح ففرحت قليلاً ، إنها ليست الدرجه المطلوبه فى داخلي ولكن نحمد لله على أنها خرجت من وكر الساسة.


Post A Comment: