مؤيد : أعطني القميص الأحمر .
لما الأحمر يا أخي اليوم عيد !
نعم عيد ، ولكن عيدي أنا
عيدي لما رأيتها بين نخلة وأختها ، يحول بيننا ، إنسجام الاجنة ، ويموت اليأس على حواف إصبعيها ، تقترب كما النسيم على حواف أنهار التانغو ، ويلوح من بعدها السلام لقلبي ، عيدي لما تبسمت عند ذاك البقال ذو الخمسين خريفاً ، كانت تبرز جل أسنانها ، ومن هنا يفتتن قلب ذاك العجوز ، عيدي لما تحركت و تحرك عجاف القلب ونما من جديد تتحرك فى داخلي وتحدث أنين خفيف على مقربة من أذني ، عيدي لما إبتسمت لذاك المسكين وأصبح حلو المنطق جميل خلوق يتكلم ويشجي ولا ندري عن أي قلب يتحدث ، ، كلما تنظر تحدث ثقب صغيرة يخرج حزني المستبد ويحتل نبضها ما تبقي ! والقليل من النظرات كفيلة بأن تعيد لي الحياة ويمتلي قلبي حباً وشغفأ .
أحببتها و أحبتني .
تواعدنا ، تسامرنا ، ضحكنا ملأ أفواهنا لنبدو غير مبالين لما يحدث حولنا .
راسلتني قائلة : من أنت ؟ أين كنت ؟ كيف فاض قلبي بكِ حبأ وعشقأ .
أنا : العاشق لعينيكِ .
كنت : متلبد فى أحزان الماضي مستلقي على فراش اليأس يغشاني صاحب البقاله ذو الخمسين خريفآ ، يحمل علبة فارقة من محتواها ، تكسوها رائحة يدكِ ، يعتصرها مرات ومرات يلوث الجزء السفلي من العلبة ، كم إستفزتني تلك الحركة ، يداعبني بالحديث عنها ،
دائماً كان يخبرني عن ضحكتك البلورية ، هنا أتخيلكِ عند ساحل البندقية نجلس لنحتسي أكواب القهوة الهندية ، نركب أمواج البحر نغطس و يغطس الحزن بعدها .
فاضي قلبك،ِ أحقاً هو فاض ؟ أيعني إمتلي ؟
دعيني أكتب لكِ رساله : سكرتي كيف حال عينكِ
و خاتم أمي البلاستيكي ، والساعة التي لا تعمل ، هل أصلحتيها أم كما تركتها لكِ ، أتمنى أن تكون كذلك تعمل عندما ينتهي خفقان القلب بكِ حبأ، متأكد أنها لن تعمل أبداً ، وعطركِ هل إنتهى ؟ أتمنى أن ينتهي و تنتهي الأنواع أو الأغراض التي صنعا لأجلها . والمسكين أهو بخير .
…
في مثل هذا اليوم أهداني دفترا و قلم حبر و ممحاة ، داعبني قائلا : " لتمحي به أحزان الماضي ، و تكتبي لي من جديد .... " .
ككل العشاق إرتدينا الأحمر كشعار حب لنا ، و لكن ! لم أدري أن الأحمر يعني توقفنا ، لم أتوقع حدوث ذلك ، ليتنا لم نرتده قط .
تغازلني ، تداعبني ، يحمر وجهي خجلا فتضحك ! أسافر عبر الأزمان ، باحثة عن من يضاهيها ، أجوب العوالم فسئمت توقفت قليلا فصحوت على أنغام ......
أراك شارد الذهن فأنظر إليك خلسة و دائما ما تباغتني فأحول نظري إلي الأرض مباشرة ، و تتعالى ضحكاتك مجددا و أسافر أنا .
كان اليوم على غير عادته ، أحسست كأنك تودعني بتلك النظرات فهل تنبأت ؟! سألتك مقاطعة شرودك الذي طال : أين هديتي ؟ فقالت لي مداعبا : ليس هناك أي هدايا ! فانعقد حاجبي فابتسمت وأخرجت لي قلم حبر و دفتر ! و منذ تلك اللحظة أقررت أني سأملؤه بالوعود كي أطمئن قلبي الذي سجن بين ضلوعك أننا لن نفترق .
رجعت و أنا مغمورة بسعادة قد تملأ الكون و قد تفيض عن حاجته ! فتحت ذاك الدفتر و رائحتك تكسوه و رائحة الشوق فاحت و امتزجت ! و النشوة تعتريني فكتبت لك :
يا ملهمي
يا من جعلتني أشعر ، بحروف أشواق ، كلمات عاشقة و هيام ألحاني .
يا عاشقي
ولهانة ، يرتقي إسمي مهيبا في سماء عشاق الجمال ، حيرانة ، وكيف لي و الأمكنة و الأزمان واقفة مشيدة حصون ، و تبعدني ، معللة ، مزللة ، و موقفة بها نبضي .
أيا مالكي و ممتلكي و أملاكي و حاجاتي و من يقربك سوف يهان ، فلا أحزان ترغمني ، و لا آلام ترديني ، و ليس هناك من يقدر على تفريقنا فلا حسبا ولا نسبا ولا مال جاه سيغنيني ، فيا عقلي و قلبي حبيساً بين أضلع صدره لما تسهو بل ادعو الواحد الجبار يعطيني ، حياة مليئة بضحكته و سيرضيني .
اخذت الورقة من الدفتر و ....
الخاتم البلاستيكي يا عزيزي لم اخرجه من يدي منذ أن ألبستني إياه ، وتلك الساعة فلقد وضعتها في صندوق خشبي و أخرجها كل يوم لأتفقدها ، و ذاك العطر كم هو جميل ، أستنشق رائحة أنفاسك فيه أرشه على الوسادة يومياً و أحتضنها و أنام ، و المسكين فلقد فطر و إنكسر ولا يعلو في سماء يكسوها بعض من الأوهان .


Post A Comment: