يوسف زيدان رجل باحث فى التاريخ لا جدال فى ذلك، لكنه أيضا لديه مشكلة كبيرة فى منهجه، فهو يعتمد القفز بنتائج بحثه إلى إستنتاجات تخص الأديان، فى شرحه قصة أهل الكهف تناول أولا قصة أهل الكهف بأنها قديمة و مذكوره فى أكثر من مصدر تاريخى قديم ( و هى حقيقة ) و أعطى كل الدلائل أن القصة اسطورة من المثيولوجيا القديمة و ذكر يعقوب السروجي و مدينة ابسوس ثم عاد و قال أنها أيضا مذكوره فى الكتب الإبراهيمية و الزاردشتية ثم عاد و قال ان القرآن ذكرها على سبيل العظة و ليس لأنها حقيقية ( هنا لنا وقفه )، و هو قول خطير فما حاجة الإله إلى ذكر قصة أسطورية، إلا لنفس المنهج الذى قلته و هو التشكيك الصريح فى أن القصص منقول من الأساطير، و يمكن تقسيم القرآن إلى قسمين رئيسيين التشريع و القصص (و القصص هنا ما ذكر نصا فى القرآن لا ما ازيد عنه فى التفاصيل )، و الأيمان يعنى التسليم العقلى و القلبى معا، (و إذا كنا نؤمن بما ذكر من قصص معجزات لرسل و هى أكثر قوة من قصة أهل الكهف فلماذا سنقول أن قصة أهل الكهف رمزية و ليست حقيقية)، و ليس معنى أن قصة أهل الكهف موجودة فى أساطير عديده انها قصة غير حقيقية أو انها مجرد رمزية، فإذا كانت كذلك تماشيا مع رأى يوسف زيدان فى ما الحاجة إلى الآية،
﴿ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴾.
و هنا قول الله الفصل أنه أعلم بعدتهم ، و هذا ينفى صفة الرمزية إنما يؤكد على حقيقة القصة ،
إذا قول يضرب الله الأمثال و أن كان الغرض منه رمزى و هو العظة فهو لا يعنى ان القصة لا أصل لها أو أنها إسطورة و هكذا قال الله عز وجل فى موضع من القرآن
﴿ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ الفرقان
فإذا قلنا أن القصة مأخوذة من الأساطير القديمة فقد طعنا فى صحة القرآن و الأديان الإبراهيمية جميعها (و يجب التدقيق هنا أن قصة أهل الكهف مذكورة نصا و ليس الخلاف حول تفسير)
و أى باحث من حقه الوصول بأفكاره إلى عقد مقارنات لكن لفعل ذلك يجب أن تكون أدواته تملك المجالين، فلا يمكن أن أترك مجال منهم و اقفز بنتيجة تخصه.


Post A Comment: