المسلمون من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم ، أمة واحدة من دون الناس .
عندما ننظر إلى هذه النقطة تحديدا فإننا نجد أن الفكرة الأساسية التي بنيت عليها المدينة المنورة هي المعتقد الفكري والديني الذي يعتقده هؤلاء البشر والتي على أساسه هاجروا تاركين أموالهم وآباءهم وأبناءهم وأزواجهم وأهليهم تاركين الدنيا بما فيها من أجل فكرة آمنوا بها من أجل معتقد آمنوا به وهو أن يعبدوا الله وحده تاركين ما آمن به آباؤهم من أجل ما يؤمنون به وهذا هو الإيمان الحقيقي ذلك أن إيمانهم بالله وحده عز وجل جعلهم يتركون كل شيء وأي شيء من أجل ما يؤمنون به ليقوموا من أجل هذا بالهجرة إلى مكان آخر إلى بقعة أخرى يستطيعون فيها عبادة الله وحده عز وجل ، ليس هذا فحسب بل إن الناس جميعا على مستوى الأرض من آمن بهذه الفكرة وبهذا الدين وبهذا المعتقد هم من نفس هذه الأمة هم من أهل هذه الدولة لهم هذه الجنسية أي أنهم يحملون نفس البطاقة التي تحدد هوية هؤلاء الأفراد بطاقة المؤمن بطاقة الإيمان لا يهم من أين يكون هذا المسلم سواء كان من الهند أو باكستان أو من اليابان أو الشرق أو من الغرب من أفريقيا أو من أوربا أو من اليونان أو من أمريكا أو من أي بقعة على وجه الأرض لا يهم جواز السفر الذي يحمله لا يوجد حدود ولا توجد تأشيرات للسفر من بلد إلى آخر لا فرق بين أبيض ولا أسود عربي أو أعجمي كلهم سواء أمام كلمة الله كلهم مسلمون فإنهم كما جاء في نص الوثيقة أمة واحدة من دون الناس  ونلاحظ هنا أن هذه الدولة ليس لها حدود ولا أرض محددة أو مكان محدد بل إن هذه الدولة تقوم على الإيمان بهذا المعتقد، وهنا نعود فنناقش فكرة الوطن التي طرحتها سالفا ونعيد طرح السؤال ما هو الوطن؟! هنا نجد أن الإنسان لم يخلق ليبني حضارة أو وطن ولا من أجل أن يدافع عن وطن ولا عن أرض بل هو خلق ليعبد الله وينشر فكرة الدعوة إلى الله من خلال هذه النقطة الأولى في الدستور الذي أقره الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والتي أقرها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام منذ دخوله إلى المدينة المنورة هذا أن حدود هذه الدولة هي ما تصل إليه الرسالة من البشر وإلى كل من آمن بها على ظهر الكرة الأرضية فلا حدود بين هؤلاء البشر ولا عوائق ولا تأشيرات سفر ولا أسبقية حجز للدخول إلى أرض مسلمة تتحدث نفس اللغة بل إنهم جميعا أمة واحدة ومن لحق بهم أمة واحدة من دون الناس جميعا، هذا هو الفكر الإسلامي هذا هو المعتقد الإسلامي هذا هو الدين الإسلامي هذه وثيقة الرسول الكريم التي بنى عليها وأسس عليها قيام الدولة الإسلامية أول دولة نشرت العدل بين الناس .

ولننتقل إلى باقي نقاط الوثيقة لنعرف كيف كان العدل والمساوة والعدالة الإجتماعية التي أسس لها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام .

هؤلاء المسلمون جميعا على اختلاف قبائلهم يتعاقلون بينهم ، ويفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين .
هنا هو مفهوم التكافل الإتساني بين هؤلاء المسلمين الذين اختاروا أن يتركوا الأرض وأن يهاجروا من أجل كلمة التوحيد ، من أجل كلمة لا إله إلا الله، من أجل المولى عز وجل ،على هؤلاء البشر الذين أسلموا أرواحهم وأجسادهم للمولى عز وجل أن يطيعوا كلمة المولى عز وجل وأن يقوموا بمساعدة بعضهم بعضا المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا هذا هو كلام الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فهؤلاء المسلمين على اختلاف قبائلهم وألوانهم وجنسياتهم ولغتهم هم أصبحوا إخوة في هذا المجتمع يتعاقلون فيما بينهم يعين كل واحد منهم الآخر في مواجهة الفقر والجهل والمرض ومصائب الدنيا ويفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين هذا هو المجتمع الصحيح المجتمع السليم المجتمع الصحي القوي الذي يمكن أن يعيش فيه الإنسان وهو مطمئن على نفسه وعلى أهله وعلى أولاده وعلى أسرته ويستطيع هذا المجتمع أن يعيش ويستمر لأنه أقيم على العدل وعلى والود والتراحم فيما بينهم إنهم إخوة آمنوا بربهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه تركوا الدنيا ومتاعها وملذاتها وشهواتها من أجل الايمان بالله وحده لا شريك له أصبحوا من دون الناس أخوة مؤمنين بالله أخوة في الإسلام أهم وأقوى من إخوة الدم، ذلك بأننا نرى الأخ يقتل أخاه بل وأباه من أجل هذا الدين، هم إخوة في الإسلام في الدنيا وفي الآخرة هذا هو المفهوم الإنساني والأخلاقي والفكري الذي بنيت عليه هذه الدولة الإسلامية والتي أسسها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام .

إن المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم أن يعطوه في فداء أو عقل .
المشاركة الإجتماعية والتعاون والتكافل الإجتماعي في كل شيء حتى في أبسط الأشياء ونرى كيف أن الرسول الكريم يأمر أهله المؤمنين المسلمين أن لا يتركوا مفرحا بينهم ,أن يتركوا أخاهم المسلم غير فرح وإذا كان أن يعطيه أقصى ما يفرحه فيتقاسمون بينهم رزق الله فلا يملك المسلم لنفسه من الله شيئا المال مال الله والرزق رزق الله فيجب أن يعطي المسلم لأخيه المسلم في فداء أو عقل ابتغاء وجه الله ومرضاته .

إن المؤمنين المتقين ، على من بغي منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين ، وأن أيديهم عليه جميعا ولو كان ولد أحدهم .
إن المؤمنين المسلمين يد واحدة في مواجهة أي مخطط داخلي أو خارجي يريد هدم هذا المجتمع أو هذه الدولة فإنهم يد واحدة في مواجهة هذا المخطط أو هذا العدو داخلي أو خارجي يقاتلونه ويدافعون عن أنفسهم ، المؤمنين المتقين ، على من بغى منهم أو بتغى دسيعة ظلم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين ، وأن أيديهم عليه جميعا ، ليس هذا فحسب بل إننا نرى قمة العدل على أن يكون هذا في مواجهة ولد أحد منهم فإن من أراد السوء أو الظلم أو سعى لتخريب أو تدمير هذا المجتمع ولو كان أحد أولاد أفراد هذا المجتمع فإن يد المؤمنين المتقين المسلمين يد واحدة في مواجهة هذا الظلم وهذا الفساد .

لا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر ، ولا ينصر كافرا على مؤمن .
هنا نجد الرسول الكريم يريد أن يضع أسس يقيم عليها هذا المجتمع وهو أن هؤلاء المسلمين في هذا الوقت لهم أهلهم من الكافرين الذين تركوهم من أجل هذا الدين فلكي يؤكد على مفهوم استقلالية هؤلاء الأفراد داخل هذا المجتمع وأنهم إخوة حقا فلا يجوز أن يقتل أخاه المؤمن المسلم داخل هذا المجتمع ولا من أجل كافر يربط بينه صلة لأحد أفراد هذا المجتمع ولا حتى أن ينصر مؤمنا على كافر لكي يقوي بنية هذا المجتمع الذي مازال وليدا حديث النشأة فيجب حماية أهل هذا المجتمع وهؤلاء الإخوة من أن يتقاتلوا فيما بينهم من أجل أفراد أو أقارب كافرين غير مسلمين يمتون بصلة للأفراد داخل هذا المجتمع .

إن سلم المؤنين واحدة ، لايسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم .
وهنا زيادة تأكيد على النقطة السابقة وهذا فإن سلم المؤمنين واحدة لا يسالم مؤمن مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء ةعدل بينهم هذا لأنه من سمات هذا العصر أنه في عصبية وقبلية هؤلاء الأفراد الثأر من أجل ابن العم وابن الأخ والابن والأب ولكن الرسول يريد أن يؤكد على أنه لا يجب أن يقاتل إلا في سبيل الله هذا لأن سبل المؤنين واجدة وهي سبيل الله فلا يجوز أن يقاتل من أجل كافر حتى ولو كان قريبه ولا يجوز أن يحارب أو يقاتل لأي سبب غير القتال في سبيل الله من أجل إعلاء كلمة التوحيد وفي سبيل نشر كلمة لا إله إلا الله ونشر دعوة الإسلام في الأرض هذا ما نشأت من أجله هذه المدينة وبنيت من أجله هذه الدولة وهو دعوة الرسول الكريم وهذا الأساس الذي هاجر عليه المسلمون وتركوا أهلهم وذويهم وزوجاتهم وأبناءهم وآباءهم وأموالهم وكل متع الدنيا الزائلة وشهواتها من أجل هذه الدعوة وهذا الدين فلا يجب أن يقاتل إلا في سبيل الله ولابد من تقرير هذا داخل الوثيقة التي أقرها الرسول الكريم عند دخوله المدينة المنورة .

ذمة الله واحدة ، يجير عليهم أدناهم ، والمؤمنون بعضهم موالي بعض دون الناس .
ذمة الله واحده هذا هو الأساس الذي بنيت عليه الدولة الاسلامية والتي أسسها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وهو أن القيمة الأساسية الأولى والأخيرة هي كلمة الله عز وجل كلمة التوحيد التي من أجلها نحيا ومن أجلها نموت وأن كل المؤمنين  الذين يؤمنون بهذه الكلمة بعضهم موالي بعض من دون الناس فلا يمكن أن تكون هناك قومية عريبة في مقابل قوم الايمان والإسلام ولا يمكن أن تكون هناك أي قومية أو أي فئة أو أي جماعة غير جماعة الإيمان والإسلام هذه هي الجماعة وهذا هو المجتمع، فذمة الله واحدة ، يجير عليهم أدناهم والمؤمنون بعضهم موالي بعض يقاتلون ويجاهدون في سبيل الله عز وجل من أجل كلمة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويمت وهو على كل شيء قدير .

لا يحل لمؤمن أقر بما في الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثا أو أن يؤويه ، وإن من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة لا يؤخذ منه صرف ولا عدل .
من أهم بنود الوثيقة هذا البند وهو أخذ العهد والميثاق بين المتعاقدين على هذه الوقيقة على عدم خيانة هذا العهد وهذا الميثاق ذلك لأنه لا يجوز لمن أمن بالله واليوم الآخر أن يكون خائنا أو منافقا ولا يجوز لمن آمن بالله واليوم الآخر أن ينصر غير مسلم على هدم هذا العهد أو أن يعمل ضد هذه الوثيقة أو أن يخون ما تعاهد عليه في هذه الوثيقة أو أن ينصر محدثا أو أن يؤويه ، وإن من نصره أو آوه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ونرى هنا أن العقاب ليس عقاب مادي قدر ما هو عقاب معنوي دليل على قوة إيمان هؤلاء الأفراد داخل هذا المجتمع على الإيمان بالله عز وجل والاعتقاد في وجوده بل والخوف من عقوبة المولى عز وجل وحده لا شريك له عقاب في الدنيا هذه الحياة التي نعيشها وحتى في الآخرة الحياة الأخرى التي لا نعلم عنها شيئا فإن عليه غضب الله ولعنة الله في الدنيا ويوم القيامة يوم يبعث البشر ليحاسبوا أمام المولى عز وجل في ذلك اليوم العظيم، اليوم المشهود، يوم الدين، يوم التغابن، يوم الملحمة، يوم الزلزلة، يوم المشأمة، وأما عقوبته المادية في الدنيا هو أن لا يؤخذ منه صرف ولا عدل لا يتاجر معه ولا يتعاقد ولايتم التعامل معه حصار مادي واقتصادي فإنه بهذا يخرج من هذا المجتمع لأنه لم يراع هذا العهد ولم يحافظ على الميثاق ولأنه خان هذا العهد وهذا الميثاق اليهود ينفقون مع اليهود ماداموا محاربين .
هنا يضع الرسول عليه الصلاة والسلام أسس العدل والمساواة والعدالة الاجتماعية لكيفية التعامل داخل هذا المجتمع مع من لا يؤمنون أو يعتقدون نفس العقيدة مع اليهود الذين يعتنقون دين آخر، ذلك لأن هذا الدين هو أساس نشأة وإقامة هذا المجتمع وهو الأساس التي بنيت عليه هذه الوثيقة وهذا العهد وهذا الميثاق، وهو الأساس الذي بني عليه هذا المجتمع، وهو الأساس الفكري والهوية الفكرية التي بني عليها هذا المجتمع ولكن الرسول لم ينسى لمن يعيشوا في هذ1المجتمع من أن يوضع لهم بند داخل هذا الميثاق، وهذا العهد لا يطردهم ولا يشردهم ولكن وضع لهم بند عن ماهية وكيفية وجودهم وكيفية التعامل معهم داخل هذا المجتمع الحديث النشأة فاشترط أن اليهود ينفقون مع اليهود ماداموا محاربين ذلك لأنهم لايؤمنون بهذا الدين ولا يؤمنون ولا يتعاهدون على هذه الوثيقة بل ويحاربونها، إذن فمن العدل أن لا يتم التعامل معهم اقتصاديا وتجاريا هذا هو العدل الإنساني ويضرب لنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام مثلا واضحا عمليا عن ما هو الوضع مع من يعيشون في هذا المجتمع المسلم، لم يقر الرسول الكريم قتالهم ولكن فقط اشترط أن لايتعامل معهم ماديا واقتصاديا وأن اليهود ينفقون مع اليهود ماداموا محاربين لهذا الدين وهذه الوثيقة ولا يدخلون في هذا العهد وهذا الميثاق . 10- يهود بني عوف أمة مع المؤمنين ، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم ، إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته .

نحن نرى في هذا البند من بنود الوثيقة قمة السلام الاجتماعي حيث أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عندما دخل المدينة لم يخرج أهلها منها وأول هؤلاء هم اليهود الذين كانوا يعيشون في هذه المدينة قبل دخول النبي عليه الصلاة والسلام إليها لكنه عاهدهم وأخذ يعقد معهم اتفاق مثلهم مثل من آمن من المسلمين في هذه المدينة ودخلوا في الدين الإسلامي لم يتعامل معهم لا على أنهم أعداء يجب محاربتهم ولا على أنهم مواطنين من الدرجة الثانية ولكن على أنهم من أهل هذه المدينة مثلهم مثل المسلمين الذين يعيشون فيها ويجب معاهدتهم هذا هو قمة السلام الاجتماعي والعدل والتسامح في الدين الإسلامي وهذا ما يجب أن يتبعه المسلمون في عصرنا الحالي لا يحاربون إلا من حاربهم ولا يكونون أول من يقاتل ولا أن يكونون هم المعتدين .

في هذا البند من بنود الوثيقة يضرب لنا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام مثلا عمليا عن الطريقة التي نتعامل فيها مع من لا يؤمنون بهذا الدين ولا بكلمة التوحيد ولكنهم أراداو أن يدخلوا في هذا العقد بإرادتهم وأن يعيشوا مع المسلمين في هذ1 المجتمع تحت ظل هذا الدستور وهذا العهد والميثاق فلليهود دينهم وللمسلمين دينهم ، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام المبعوث من عند المولى عز وجل يقر العدل والمساواة فاشترط شرطا قمة في العدل والمساوة والعدالة الاجتماعية وهو إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه، لم يأخذ الرسول الكريم باقي اليهود بجريرة أو ظلم فرد، بل جعل لهم الأمان ولكن من ظلم فإنه لا يوتغ إلا نفسه أما لو اجتمع هؤلاء اليهود على الخيانة وانقلبوا على هذا العهد والميثاق فإنه ينطبق عليه نفس الشرط لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته فما ينطبق على الفرد ينطبق على الجماعة هذا هو العدل وهذا هو أساس العدالة الإجتماعية.

11- إن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم ، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة

ويؤكد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام على المساواة والعدالة بين الأفراد داخل هذا المجتمع حتى مع الذين يختلفون في العقيدة التي هي الأساس في بناء هذا المجتمع ولكنه يؤكد على المساواة بينهم فعلى اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم ، بل ويزيد الرسول على كل هذا فيبين كيف تكون العدالة فإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة وهذه الوثيقة، إذن هم ليسوا من الدرجة الثانية بل من نفس المستوى فإنهم يحاربون من حارب هذه الصحيفة، هذا لأنهم دخلوا في العهد، بل إنه يؤكد على الثقة بهم ,أن يدخلوا في حرب مع من يختلفون معهم في العقيدة من المسلمين، ذلك يدلل على أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أراد أن يبنى المجتمع على الثقة المتبادلة بين أفراد هذا المجتمع فإنهم يحاربون يدا بيد مع المسلمين في وجه من حارب هذه الوثيقة التي تعاهدوا عليها مثلهم مثل المسلمين، ذلك لأنهم أعطوا عهد وميثاق ومن خان أو نكث فإنه نكث على نفسه .

كل ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده ، فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله .
هنا يؤكد الرسول الكريم على مدنية وحضارة هذا المجتمع وهو وضع أساس القضاء العادل بين أفراد هذا المجتمع فأي حدث أو شجار يحدث بين أفراد هذا المجتمع يعود إلى ولي أمر المسلمين ومن أسس لبناء هذا المجتمع ومن وضع هذه الوثيقة أو من يختاره المسلمين فيما بعد ليكون ولي أمره أو من انتخبوه ليدير مقاليد وشئون هذا المجتمع فيرد هذا الأمر إلى الله وعز وجل ولرسوله الكريم محمد رسول الله .

من خرج من المدينة آمن ومن قعد آمن ، إلا من ظلم وأثم .
في هذا البند نرى قمة الحرية المطلقة لأي فرد مؤمن مسلم أو أي فرد من الأفراد الذين دخلوا في هذا العهد والميثاق إلا من ظلم أو فسد أو تسبب في أذى لمن تعاهد ودخل في هذا العهد والميثاق ذلك لأن الرسول الكريم والمسلمين لا يعادون إلا من عاداهم ولا يحاربون إلا من حاربهم ولا يبغون الشر أو الفساد في الأرض فمن خرج من المدينة المنورة التي أسسها السول الكريم مع المؤمنين المسلمين فإنه آمن ومن قعد آمن فإن له مطلق الحرية في الحرية والحركة متى شاء وإلى أين أراد أن يتجه شريطةأن يكون قد ظلم أو أحدث في شأن المسلمين أمرا أو ظلم أو إثم يضر بالمصلحة العامة لهؤلاء الأفراد داخل هذا المجتمع أو أراد سوءا أو شرا أو أذى لهذا المجتمع .

إن الله على أصدق ما في الصحيفة وأبره ، وإن الله جار لمن بر واتقى .






Share To: