=================
وتسألني الأمواج والبحر عن حالي
وعن دمعيَ المسفوح سحَّاً كهطَّالِ

أجيب أنا المشتاق ويلي من النَّوى
وروحي بغربةٍ تبيت وأوجالِ

أيا بحرُ قلبي في الفراق ميتَّمٌ
ووجدي كجمرٍ في الحنايا هنا صالِ

جزعت من البين الملَوِّعِ خاطري
أُحسُّ الشَّقا أوصى ببؤسٍ لأمثالي

أيا بحرُ مهما شطَّ عنِّي مزارهم
فذكراهمُ في البال تسعى بتجوالِ

وقفتُ أمام البحر أذرف دمعتي
وحالي من الآلام تبكي على حالي

وقفتُ وفي قلبي ضرامٌ من الأسى
إليهم أرى روحي تطير بترحالِ

دهتنا خطوبٌ بالمواجع أثقلت
حروبٌ وإفسادٌ وبغيٌ بإذلالِ

وإنَّ االرَّزايا والمنايا تصيبنا
بقهر وبالبأساء من غير أنبالِ

ألا بئس هذا الدَّهر يبعد بيننا
بهجرٍ لأحبابٍ وفقدٍ من الآلِ

يصوِّب سهم النَّأي نحوي سهامهُ
ليقطع أنفاسي وقلبي وأوصالي

أقول وقد فكَّرتُ في أمر خِلَّتي
ولستُ بِنَاسٍ للوداد ولا قالِ

خذوني إلى الأحباب أحيا بقربهم
فإنِّي أعاني من حنيني وأحمالي

ألا إنَّ هذا البعد أصبح متلفي
ويغتالني همٌ بأنياب أغوالِ

أيا بحرُ خُذْ منِّي الحنين ولوعتي
وهاتِ الأماني واللِّقاء بإكمالِ

وأقسمت أن أرعى المودّة مخلصاً
وأبدي إلى الأحبابِ حبَّاً بإجلالِ

أياربُّ إنِّي بالتَّصبر لم أزل
وأرجو من الرَّحمن رفقاً بأحوالي

لعلَّ الأماني بعد عسرٍ ننالها
فيأتي لنا الإسعاد فيضاً بإقبالِ


---------
على البحر الطويل







Share To: