فضلت أن تنصهر في عوالم ٱلْمَسْرح، وأن يكونَ بوابتها للتّعْبير عن ذاتها وكينونتها.
تقولُ : 

أنا هُنا في ٱلْمُنتصفِ ٱلْمُميتِ 
لاَ أقترب
لا أبتعدْ،
لا أتجَاوز 

تسْكُنها صَرخاتٌ هامسة تُعبّرُ عنها كتابةً وترجمةً وحضورا فَوْقَ خشبة ٱلرّكح أو صوتاً في ٱلْإذاعةِ أو تمثيلا في ٱلتلفاز..
تُؤْمنُ بأنَّ ٱلثّقافة وٱلْإبدَاع عوالم ومساحات  لاتُقِرُّ بٱلْحدُودِ ٱلْجغرافية ولا ٱلْحدود ٱللّغوية؛ فتمتَطِي صَهْوةَ ٱلْحَرْفِ لِتَعْبُرَ إلَى أَفْضيةِ ٱلْحلم وٱلتَّمرُّدِ وٱلْعِشْقِ.

تُقيمُ في ليبيا ..بَيْدَ أنّ قلبها مزروعٌ في كلِّ بِقاعِ ٱلْإبداع وٱلْفَنِّ..
تهْتَمُّ بٱلْفَنِّ وٱلتُّراثِ ٱلشَّعْبِـي وٱلسِّينما وٱلتّرجمةِ..ولولعها بٱلْقراءةِ ٱتَّخَذت من مكتبة منزلها محراباً وملاذا للانتشاء وٱكْتِشَاف عوالم ٱلْقِرَاءة ٱلْفسِيحَةِ ٱلْحالمةِ ..فكان ٱلْكتاب خير مؤنسٍ وزادٍ ..
أما شغفها بٱلْمسرح فيتبَدّى من خلال وقوفها على ٱلْخشبةِ ..يبتلعُها ٱلدّورُ وتتماهى معهُ؛ فيكُونُ ٱلتَّشْخيصُ ٱلْبليغُ.
تلبسُ ٱلدّور وتتَقَمَّصُهُ بٱحترافيةٍ وبِحُبٍّ..
كلّما سقطت على مسرحِ ٱلْحياةِ قامتْ أقوى لِكونها تُؤْمِنُ بِأنَّ ٱلْأُنثى قوية.
تُمْطِرُ مع زخَّاتِ ٱلْمطَرِ وتَتَجَدَّدُ..
تقول: 

لازالت ٱلْأمطارُ تتساقطُ
وأنا أسقُطُ معها..بتوتري ..بشرُودي
بٱرْتِـبَاكِي
أُسَطِّرُ هذهِ ٱلْجمل بِغيابِ كل ٱلْمشاعر

تعيشُ معَ هلوساتها ٱلْكتابية كلّ ٱلطُّقُوس.
وجدتْ في ٱلتّرجمةِ ملاذها ..فكان لها حضورٌ فاعلِ ووازن في ٱلْعديدِ من ٱلْمنابرِ ٱلثّقافية ٱلدّولية وٱلْعربية.
تتولَّى إدارة ٱلْعديدِ من ٱلْورشات ٱلْخاصّة بإعْدادِ ٱلْمُمَثّلِ وتعثُرُ فيها على ذاتها ..
كما ألمعتُ سابقا في هاته ٱلْورقة إنّ ٱلْمُبدعة " سعاد خليل" تؤدي أدوارها بِكُلِّ إحْساسٍ وحُبٍّ..

تقول عن ٱلْمَسْرح:

" ٱلْحَياةُ فوقَ خشبةِ ٱلْمَسْرحِ إنّما هي ٱلْوُقُوعُ بينَ براثينِ ٱلسَّماء وٱلْأَرضِ وٱلْخَيْرِ وٱلشَّرِّ..
تعشق عالم ٱلْقطط وٱلْكتابة وٱلْقراءة وتسافرُ في عوالم ٱلْموسيقى..
- سعاد خليل ممثلة ومخرجة ومسرحية
- عضو مؤسسٌ للمنتدى ٱلْعربي ٱلْأروبي للمسرح وٱلسينما
- كاتبة وباحثة ومترجمة عن ٱللّغة ٱلْإيطالية.
- تكتبُ ٱلْقصة؛ إذ صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: " حلم تعثر" ..
وكتاب " ٱلْإخراج مدارس ومناهـج " ..
تحضر كعضوة تحكيم في ٱلْعَدِيد من ٱلْملتقيات وٱلْمهرجانات ٱلْمسرحية: ( تونس، ٱلْجزائر،لبنان، ليبيا...).

تَعْشَقُ ٱلْفن ٱلدّرامي وتعْتبرُ ٱلْمسرح عبوراً نحو ٱلْجمهور عن طريق ٱلْحوار ٱلرُّوحي..
تقتاتُ على ٱلْقراءة، فتُبحرُ في قراءةِ ٱلروايات : ( دان براون، دوستويفسكي وغيرها ...).
حازت على عدة جوائز منها : جائزة أفضل ممثلة سنة 1995، وتمَّ تكريمها في أكثر من مناسبة : ( ليبيا، الجزائر، تونس، المغرب لبنان، فرنسا ...).
تبْحَثُ عنها في زوايا مُضيئة وفي عزلتها ٱلْمجيدة " ٱلْمكتبة" ينْكتبُ ٱنْوِجَادها.
كما أسّست مجلة " ٱللّيبي" عام 2019م..
تجدُ نفسها أيضا في ٱلْمسرح ٱلنَّفسي أو ٱلدّراما ٱلسّيكولوجية.
وفي سياقِ حدِيثها عن هذا ٱللّون من ٱلْمسرح تقول:

" ...عن تجربتِي ٱلشّخصية أنا سعاد، أقول أنّ كل عملٍ مسرحي أو أدَبي إنّما  هو عملٌ نفسي بٱلْمقامِ ٱلْأول".
أدت مجموعة من ٱلْمسرحيات : " مكانٌ مع ٱلْبهائم" ومسرحية " صبايا أولاد هلال" ومسرحية " فسقط شكسبير"...الخ.
"سعاد خليل "؛ أنثى تؤمن بقدرة ٱلْفنّ وٱلْإبداع على ٱلتّغيير ..
تتخلصُ هي من فوضاها ..أوجاعها وأوجاع شعبها وٱلْإنسان بصفة عامة عن طريق ٱنغماسها في رحلة ٱلْفن وٱلْإبداعِ،
وبأَصْواتها ٱلْمُختَلفة فوق ٱلرّكح تُحَاوِلُ تأثيث عوالم جامّة تتجادبها ..هذا ناهيك عن حضورها في عوالم ٱلشّاشة من خلال ٱلْفيلم ٱلرّوائي ٱلْقصير " غفوة".

كانت هاته ورقة مقتضبة عن سيرة أنثى عاشقة للفنِّ وٱلْإبداعِ بكل ألوانه ..اسمها ٱلحقيقي " سعاد فرج شتوان" وٱسمها ٱلْفَني وٱلْأدبِي " سعاد خليل" ..
ورقة تحرضك على قراءة مقاماتها وحضورها ٱلْإبْدَاعي وٱلْفَني ٱلّذي يزيد عن أربعين عاما، هي ٱلْفنانة ٱلْمترجمة ٱلتي تجيد لغات عدة : ( ٱلْإيطالية وٱلْفرنسية وٱلْانجليزية )؛ بدايتها كانت على مسرح مدرسة إيطالية ببنغازي ٱللّيبية.. وإلى جانب هيامها بٱلْخشبة كان لها حضور في ٱلْعديد من ٱلْأعمال ٱلتلفزية وٱلْإذاعية وٱلْأنشطة ٱلثقافية ..
مسار حافلٌ بٱلْعطاء وٱلبذلِ لأجل فن وإبداع عشقته فأعطت فِيهِ بِحُبٍّ وَدُونَمَا وصَبٍ.




































Share To: