Articles by "ترجمات"
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ترجمات. إظهار كافة الرسائل

 ما بين أناملي أنا وأناملك | شعر"كزال ابراهيم خدر | ترجمة "نسرين محمد غلام 


ما بين أناملي أنا وأناملك | شعر"كزال ابراهيم خدر | ترجمة "نسرين محمد غلام


-١- 

أنا الان كالضرير 

لا استطيع أن اتعرف على أناملي 

مُذْ فيه تعانقت 

أناملنا 

الْتَبَكَ اللون بالرائحة

ولا يمكنهم الفراق  

-٢- 

أنامل يدي اليسرى 

اكثر الاحيان تهاجم يدي اليمنى 

هل تعلم لماذا ؟ 

انها الغيرة 

لان أنامل يدي اليمنى

تصافح يدك 

-٣-  

أتذكر حتى الان عندما كنت طفلة 

والدتي هزت إصبع الشهادة 

وقالت لي بصوت مرتفع 

أنت فتاة 

لا تذهبي هنا وهناك 

يا عيب الشؤم 

لا تذهبي 

عندما كبرت 

أناملي علموني 

أن أكسر اصبعي 

الذي اهزه في وجه ابنتي 

-٤-

عندما كنت طفلة 

كنت العق ابهامي  بين شفتي 

حتى آخر مَرة

و بدون شفقة تم حرق 

ابهامي بسيجارة أبي 

يا ترى 

كما في طفولتي 

إن رغبت بمص أناملي 

أتستطيع انت تاجيجها 

-٥-

 يقولون اولائك كفار 

من لا يبللون  أناملهم خمس مرات في اليوم 

أناملهم غير متوضئة 

أنا اغسل أناملي 

خمس مرات في اليوم 

بمطر عينيك 

وعلى قطع الصخور ملامحك

أُصلي لعشقك 

-٦- 

العشاق يتأملون عينيك 

أما أنا فقط أتأمل أناملك 

هم ليسوا عشاقا 

لذلك لا يجيدون مثلي لغة الرقص وتشابك أناملك 

-٧- 

في كشكول احد مجاهدي البشمركة 

بأنفاسِ أناملك

كتَبْتَ هذه الأسطر لأحد 

أصدقائك  

يا صديقي أنا متأكد جداً

عندما ترفع كأس العشق 

تغني نشيد الاستشهاد 

و أُمرأة من شدة الجوع 

في ظل قصر شامخ 

تطرق باب السماء 

من يدري انها والدتك 

من يدري الان أين مرقدها 

-٨- 

أنتَ شيخُ كبير 

وأنا صبية صغيرة 

إسمح لي أن أركع أمامك 

أسجد لعظمتك 

أقبل أناملك باستحياء 

-٩- 

كم أنا متلهفة لأشتم رائحة 

أناملك 

تلك الأنامل 

مقدسة جداً

لا تفوح منها رائحة دموع المرأة 

ولا دماء الرجل

-١٠- 

كل الأنامل جميلة 

إلا أناملك التي تحتلها

 حلقة ( خاتم الزواج )




 الكاتب السوداني /أحمد محمدنور يكتب مقالاً مترجماً تحت عنوان أين أنت في حياتك؟


الكاتب السوداني /أحمد محمدنور يكتب مقالاً مترجماً تحت عنوان أين أنت في حياتك؟



اين انت في حياتك؟؟ 


هذا سؤال مهم للغاية، في الحياة ، من الضروري معرفة مكانك ولماذا أنت في مكانك. تحتاج إلى التفكير في حياتك وعملك وأحلامك ومهاراتك ونموك.


ما يفعله الكثير من الناس هو أنهم يواصلون حياتهم دون التفكير في مكانهم الفعلي في الحياة.

إنهم يعطون القليل من الأهمية للتفكير في ذلك. استمروا في القيام بذلك لفترة طويلة من الزمن. يمر الوقت بسرعة ولا يلاحظونه. تمر سنوات وسنوات ، وما زالوا يفعلون نفس الشيء.

في مرحلة ما ، أدركوا أن هناك شيئًا ما مفقودًا في حياتهم ، وأن هناك شيئًا خاطئًا يحدث ، وأن هناك نوعًا ما نقص في الإنجاز. ثم يكتشفون أن الموقف الذي يعيشون فيه يرجع إلى عدم التفكير في كيف وأين يمضون  في حياتهم.

المشكلة هي على الرغم من أنهم يدركون ذلك ، إلا أنهم عادة لا يدركون ذلك إلا بعد فوات الأوان. ومع ذلك ، هناك دائمًا أمل في تغيير الوضع. الأمر يتطلب الشجاعة فقط للقيام بذلك. يتطلب إعلان قرار في جميع جوانب الحياة.

كل ما ذكر أعلاه يوضح لنا أهمية معرفة مكانك في حياتك. عليك دائمًا أن تسأل نفسك عما حققته حتى الآن في هذا اليوم وهذا الأسبوع وهذا الشهر وهذا العام. عليك أن تسأل نفسك عما قمت به بشكل جيد ، وما لم تفعله كما ينبغي ، وكيف تجعله أفضل في المرة القادمة.

كما ترى ، عندما تفكر في كل شيء قمت به وكيف يعمل ومساهمته في نموك وتطورك بشكل عام ، تحصل على فرصة لمعرفة أين تحرز تقدمًا كبيرًا كما ترى المجالات التي  لديك فيها بعض نقاط الضعف. عندما تعترف بنقاط ضعفك وكذلك نقاط قوتك ، فأنت على دراية بكل شيء يحدث في حياتك وأيضًا سبب حدوثه. يتيح لك ذلك حل جميع المشكلات التي قد تعترض طريقك بسهولة.

لذلك بغض النظر عن المرحلة التي تمر بها الآن ، تذكر دائمًا أن تفكر في مكانك ولماذا أنت في المكان الذي أنت فيه.

النص الإنجليزي:

Where are you in your life? 


This is a very important question to think about. In life, it is essential to know where you are and why you are where you are. You need to think about your life, your work, your dreams, your skills, and your growth. 


What lot of people do is that they just keep going on with their lives without giving a single thought to where they are actually in life. 

They give little importance to think about that. They keep doing so for quite a long period of time. Time passes by quickly and they do not even notice it. Years and years go by, they are still doing the same. 

At some point, they come to realize that there is something missing in their lives, that something wrong is going on, and that there is somewhat lack of fulfillment. Then they find out that the situation that they are in is due to not having thought of how and where they are moving on with their lives.

The problem is that although they realize this, they do not usually come to realize it till it is too late. Yet there is always hope to change the situation. It only and mainly takes the courage to do that. It takes declaring a resolution in all aspects of life. 

All what is stated above shows us the importance of knowing where you are in your life. You always need to ask yourself about what you have achieved so far in this day, this week, this month, and this year. You need to ask yourself about what you have done well, what you have not done as it should be done, and how to make it better next time.

You see, when you think of every single thing that you have done and how it is working and its contribution to your overall growth and development, you get the opportunity to see where you are greatly making progress and you also see the areas where you still have some weaknesses.  When you acknowledge  your weaknesses as well as your strengths, you are aware of every thing that happens in your life and also why it happens. This allows you to solve all the problems that may get in your way easily. 

So no matter what phase you are in now, always remember to think of where you are and why you are where you are.





 

الأديبة المغربية / كنزة الشنتوف تكتب ترجمة للعربية لقصيدة "لا يهم" لجاك بريفر


الأديبة المغربية / كنزة الشنتوف تكتب ترجمة للعربية لقصيدة "لا يهم" لجاك بريفر



لا يهم 

أدخلوا الكلب الملطخ بالوحل

لا يهم  هؤلاء اللذين  لا يحبون الكلاب  و لا الوحل

أدخلو الكلب المتسخ تماما بالوحل

لا يهم  من لا يحبون الوحل

اللذين لا يفهمون

اللذين لا يعرفون الكلب

اللذين لا يعرفون الوحل

أدخلو الكلب

وليهتز

يمكن تنظيف الكلب

الماء أيضا يمكن تنظيفه

لايمكننا أن ننظف

اللذين يقولون شريطة أن...

 الكلب الملطخ بالوحل نظيف

الوحل نظيف

الماء أيضا نظيف أحيانا 

اللذين يقولون شريطة أن ...

هؤلاء ليسوا نظيفين

بتاتا...

جاك بريفر ترجمة كنزة الشنتوف - المغرب 

Faites entrer le chien couvert de boue

Tant pis pour ceux qui n' aiment ni le chien ni la boue

Faites entrer le chien entièrement sali par la boue

Tant pis pour ceux qui n' aiment pas la boue

Qui ne comprennent pas

Qui ne savent pas le chien 

Qui ne savent pas la boue

Faites entrer le chien 

Et qu il se secoue

On peut laver le chien

Et l 'eau aussi on peut la laver

On ne peut pas laver ceux

Ceux qui disent qu' ils aiment les chiens

A condition que...

Le chien couvert de boue est propre

L' eau est propre aussi quelquefois ceux qui disent à condition que

Ceux ĺa ne sont  pas propres

Absolument  pas

Jacques Prévert





 صدى الكلمات | شعر"كزال ابراهيم خدر | ترجمة "نسرين محمد غلام


صدى الكلمات | شعر"كزال ابراهيم خدر | ترجمة "نسرين محمد غلام

 


( ١ )  

اردت ان اناديك كما انادي 

على  الورد 

لا توجد وردة تصل لجمالك 

اردت انقشك جميلا 

لا  اجمل منك 

ما بين  تعريفي لك  

وتعريف كلماتي

انا لا افهم  

هل افقدك ام افقدني   

( ٢ )

لا تستطيع ان تخاصمني 

كما يخاصمني غيرك 

مقلتاي تعفو عنك 

يداي تعفو عنك 

لكن قلمي الذي سكب لك دم جسده لا يعفو عنك 

(٣) 

يقولون ان انامل العاشق 

عندما تغضب 

تدمر كل الورود 

 اناملي ليست عاشقات 

ولا يمر يوم إلا 

وقطعت عنق وردة من اجلك 

( ٤ )

في دفتر مذكراتي 

أبدآ لم اسجل اسمك  

في احساسي اسجله

ممكن 

دفتر المذكرات يفقد او يتلف 

لكن في داخلي لا تمحو اسمك ابدا

( ٥ )

ذات ليلة حلمت به

يا الهي ،للرب تضرعت

فاجعله حلما 

ثم حلمت في ليلة اخرى

وقلت الهي اجعله حقيقة

ما بين احلامي 

الذي رايته 

لست أدري أ حلما كان أم حقيقة  

( ٦ ) 

قلبي والساعة التي  خلف راسي 

متشابهان 

بقدر ما هي تدق للوقت 

يدق قلبي لك 

( ٧ )

انت كفارس أشْوَسَ 

تاتي ذهابا و ايابا 

احيانا تبدو كأنك

عائد من حرب دموية 

و احيانا اخرى من الزفة 

لذلك اكثر الايام اتعلم منك 

معنى الضحك وايام اخرى اتعلم معنى البكاء  

( ٨ )

انا وصديقي متشابهان 

اعيننا ، شعرنا ، ملابسنا 

عَدَا حقيبتنا

في حقيبتي شِعّر 

وفي حقيبته نقود 

( ٩ )

مسرحيتنا

 التي نلعب فيها كلانا 

الادوار 

و الوادي  خشبة مسرح 

العشق كاتبها

 انا وانت ممثلان 

و مخرجان وناقدان 

حيث أنت نسر طائش

وأنا عصفورة طائشة 

إنها نهاية المسرحية

حيث  اجلب الماء 

وأنت الحطب 

لنبني العش 

فقط أنا وأنتَ نفهم ذلك  

( ١٠ ) 

لم آت كي أصير هيكلا 

جئت لتزدهر اناملي

وشفتاي تغسلهم لهفة العشق  

أنا ذلك الجسر تعبره

في نهر ما من فوقي

ما دمت سباحا رديئا





 الكاتب والمترجم المغربي /  كريم الحدادي يكتب نصًا مترجماً من كتابه "فلسفة الحرب، بحثا عن سلام كوني"


الكاتب والمترجم المغربي /  كريم الحدادي يكتب نصًا مترجماً من كتاب "فلسفة الحرب، بحثا عن سلام كوني"


 

عنوان الكتاب: "فلسفة الحرب، بحثا عن سلام كوني"

Karim EL HADDADY, Philosophie de la guerre à la recherche d’une paix universelle. Editions Edilivre, 2020(Manifeste)

 عنوان الفصل المترجم (بتصرف)

 إلى العربية:

" La guerre est un suicide radical"

"الحرب انتحار جذري"

.

لنفترض أن جميع الناس، بدون استثناء، يؤمنون بفكرة الحرب؛ أي أنهم على استعداد دائم لممارسة العنف. لن يبق أحد على الأرض. إذا تقاتلت العائلات و الشعوب و دخل العالم بأسره في صراع؛ إذا كان الكل غير ابه بالكل؛ إذا عمم  اليأس و فرضت العدمية نفسها؛ من يا ترى سيربح؟ يربح ماذا؟ الحرب؟ الحرب لا تربح (بضم التاء). بالمقابل، الكل سيخسر!

سيخسر الأغنياء ثرواتهم و الفقراء بيوتهم؛ ستخسر النساء جمالهن و الرجال عزتهم و كرمهم؛ سيخسر العجائز حكمتهم و المجانين أبعادهم. سيخسر الصغار ابتساماتهم، طفوليتهم، و الكبار مستقبلهم. سيخسر الكتاب كتبهم و الفلاسفة فلسفاتهم. على أية صورة يمكن أن نتخيل العالم؟ صحراء قاحلة، فارغة، خاوية على نحو سيء، لوحة تشكيلية تحت عنوان "نهاية التاريخ"؟ كما ادعى فلاسفة ما بعد الحداثة؟ التدميريون؟

تمنيت،  و أنا أتحدث عن الحرب، لو كنت خبيرا في "التنمية المستدامة"، لأكون أكثر دقة. لكن، أولئك الذين يدعون إلى الحرب، و يعلنونها ، بالرغم من كونهم خبراء في "التنمية المستدامة"، لا يخجلون من دق الأجراس و إعطاء الأمر بالتدمير. ربما لا يعلمون بأنهم بصدد تدمير العالم: "أرض تم إعادة إصلاحها."

 

هناك، بدون شك، أكاديميون تناولوا هذا الموضوع، لذلك ألتمس من القارئ أن يتحمل ركاكتي. لكن، لا يفوتنا أن نشير إلى نقطة مهمة، تتجلى أساسا في كون خطابات المسؤولين بصفة عامة، تشكل مادة دسمة لدراسات و أبحاث الأكاديميين. بالمقابل، نجد في دراسات الأكاديميين نوعا من الانصياع لمشاعر المسؤولين. فأما ما يطمح إليه هذا الباحث، فهو الظفر بلقب " عالم اجتماع" أو "محاضر" أو أستاذا جامعيا،  يشار إليه بالبنان، في  حين إنه لا يعدو أن يكون وسيلة اشتغلت لصالح صاحب الخطاب، و تخلصت من الأكاديمي و عالم الاجتماع في ان واحد و أدخلته خانة "المثقفين الخونة". كما قال "جوليان باندا".

ليست الحرب ظاهرة سوسيو-سياسية فقط مادام أنها  ناتجة عن قصور  في الفكر. يقول " لودفيغ فيتغنشتاين ": "لا يستطيع فكرنا أبدا أن يفكر في شيء فاسد منطقيا، لأنه إن فعل، يكون قد فكر تفكيرا فاسدا منطقيا..."[1]. فالحرب إذا و بهذا المعنى شيء "فاسد منطقيا" لأنها نتيجة لطريقة تفكير "فاسدة منطقيا" ". و مع ذلك فهي جديرة باهتمام وسائل الإعلام "الجماهيرية" و "النخبوية" على حد سواء. صحيح أن العالم له كل الحق في الاطلاع على ما يجري في أنحاء المعمور، شغفا و فضولا و دراسة و بحثا و تأملا. لكن إلى متى ستظل وسائل الإعلام  تسترزق على الأنقاض؟  أقصد أنقاض الإنسانية. تقول إحدى النساء التي استجوبتهن الكاتبة و الصحفية البلاروسية، الحائزة على جائزة نوبل للأدب، سنة 2015 "سفيتلانا اليكسييفيتش"  ضمن كتابها : "ليس للحرب وجه أنثوي":

"نحن كنا نموت هناك بينما كانوا يشاهدون هذه الحرب على شاشات التلفاز، لقد كانت الحرب بالنسبة لهم مجرد فرجة، أتصدقون؟ كنا نموت وقد كانت مجرد فرجة ".[2]  

 

"روبورتاجات" هنا و هناك، تباع بآلاف الدولارات، لكي تعرض لنا بدون خجل وضع أهل أرض طمست  (بفتح الطاء) معالمها القنابل و الغارات. تقول الكاتبة: "إن الله لم يخلق الإنسان كي يطلق النار، بل خلقه ليحب." غير أن هذا الإنسان يتعدى الحب و الله في ان واحد، إلى الحرب. ما السبب في ذلك؟ يقول الفيلسوف الفرنسي "Jaques Bouveresse" في حوار أجراه معه "Jean Jacques Rosat'':معلقا  على خيبة أمله في  العلوم الإنسانية المدعوة إلى  تنظيم وعقلنة العلاقات البشرية:

" كل توضيح قد يصبح بسرعة عذرا: يستمر الناس في التصرف كالسابق، لكن و هم يعون ذلك، فلا يجدون حرجا في الاعتراف قائلين: "نعم، هكذا... لا نستطيع فعل أي شيء حيال ذلك." أعتقد أن تطور مجالات البحث من قبيل علم النفس، التحليل النفسي، علم الاجتماع، إلخ، ساهم لسوء الحظ، في نزع المسؤولية و رفع الذنب عن الفاعلين. إننا نريدهم أن يتصرفوا بطريقة أخرى- لائقة- غير أننا، في نفس الوقت، نشرح لهم كيف إنهم لا يستطيعون ذلك غالبا. و النتيجة هي إنهم ربما يهتدون إلى التفكير بطريقة مختلفة، لكنهم لا يكفون عن التصرف كما السابق"[3] (مترجم عن الفرنسية).

و بما أن الحرب تعني العنف - بحيث في "غياب العقل الأول ينمو العنف    [4]، كما قال "توما دوكونانك"،-  و غياب العقل يعني غياب الثقافة و في غياب الثقافة، يستحسن عدم الحديث عن الإنسان- فإن كل الوسائل التي تستند إليها، بما في ذلك الأيديولوجية، تهدد الوجود البشري في كليته. إنه ليس هناك سوى "العنف أو الثقافة ".

في المقابل، و ما دامت العلوم الإنسانية عاجزة على تهذيب الروح الإنسانية و ترويضها،  كما قال "بوفريس"، و هي التي أخذت على عاتقها- العلوم الإنسانية- التقرب من الوعي البشري و اقتراح سبل أكثر عقلانية للرقي بالعلاقات بين البشر، فإنها تبدو في حاجة دائما إلى كوارث و مصائب بشرية و طبيعية على حد سواء، لكي تجدد أساليبها و مناهجها، و بالتالي، إشكالياتها و مجالات بحثها. يقول "هاشم صالح، "، ضمن كتاب: "الانسداد التاريخي: لماذا فشل مشروع التنوير في العالم العربي":

"الكارثة وحدها أو الزلزال قادران على زحزحة السؤال. الكارثة وحدها قادرة على فضح بداهة السؤال، على إماطة اللثام عن وجه السؤال. لهذا السبب يبدو الفكر- في أوله- بمثابة فضيحة. كل فكر لا ينشب، لا يعري، ليس فكرا".

الحربين العالميتين الأولى و الثانية، حرب فييتنام، الحروب الصليبية، حروب الشرق الأوسط، الحرب الاسبانية الأهلية، إلخ، بغض النظر عن أسبابها، و ذرائعها، ألم تدمر نصف الكرة الأرضية؟ مات أبرياء بالمجان. ماتت نساء، أطفال، حيوانات، ورود؛ لقد تم اغتصاب حيوات بكل وحشية. و الأكثر من ذلك أن من بين هؤلاء الموتى "غرباء" كانوا يستعدون للعودة إلى الوطن. عودة من شأنها أن ترسم الابتسامة على أوجه أفراد عائلة  فقيرة هناك بإفريقيا؛ ربما كان ضمنهم سياح  أيضا و بيولوجيون في مهمة: يجرون أبحاثا عن نباتات أعدمتها الحرائق و أبادتها القنابل و لم تعد.

 

كنت دائما أسمع على أمواج الإذاعة الوطنية أخبارا عن موتى و جرحى في العراق و فلسطين. كانت هناك عبارات حفظتها عن ظهر قلب، و رحت أقلد المذيع و أنا أرددها: " لقى ستون شخصا حتفهم و أصيب العشرات بجروح خطيرة اليوم بقطاع غزة..."؛ "  ثلاثة موتى و عدد من الجرحى إثر انفجار سيارة مفخخة ببغداد...".

و عندما أتقمص دور أحد أفراد ضحية ما- بحيث كنت أشعر بواجب التضامن تجاه هؤلاء المعذبين في الأرض- كنت أردد:

"هذا غير منطقي. يجب أن توقفوا الحرب. إنه الجهل عينه. إنها اللاإنسانية بحذافيرها. تدخلكم في الطبيعة سيء. قراراتكم غير استراتيجية. سياساتكم براغماتية. لا أحد طلب منكم أن تدلوه على الطريق. الكل يملك عقلا و عيونا. لا أحد يهتم بأسلحتكم. لا أحد يطمح أن يصير جنديا. لا أحد يجرؤ على قتل طفل. إنكم جديرون باللوم و العتاب. إن أفضل جنودكم كان يطمح أن يكون ربان طائرة (مدنية) أو مهندسا."

هذا الخطاب المرتجل، (بفتح التاء) لأم فقدت أبنائها الثلاثة و زوجها في ان واحد، كان يسبب لي نوعا من الشفقة، الضعف و الرغبة في رد الدين. لذلك قررت أن أكتب في موضوع الحرب. و نحن الآن بتاريخ فاتح يناير 2020، الذي يوافق تاريخ خروجي إلى هذا الوجود، أوشك على إنهاء فصل اخترت له عنوان: "الحرب انتحار جذري". ما معنى ذلك؟

إن ما يجب الانتباه له، هو إن الحرب لا يمكن أن تكون انتحارا جذريا، إلا إذا كان العالم يعي ذلك. يعي معنى الحياة. معنى الربيع و الهدوء، معنى الإنسانية و الحب. إننا نكان نشهد في عصرنا هذا، عصر "الحداثة السائلة" كما سماها " زيجمونت باومان "، يكاد يصعب علينا الشعور بالأمن و الطمأنينة، إنها مفاهيم التهمتها الأخلاق السائلة. بحيث إنه طالما لا نعي ذلك، فالحرب لا تعدو أن تكون بالنسبة لنا سوى حالة عرضية، "فرجة"، "سحابة و تنقشع". و هذا هو ما يثير الخوف و يجسد أعراض "الجهل المزدوج" أو الجديد، الذي وصفه سقراط بأنه "سبب كل ما يحدث من شر."[5]

إنه إذا كان المئات من الشباب و الأطفال يموتون كل عام نتيجة الحرب، فالعالم مدعو إلى تحمل مسؤولية هذه "التراجيديا". و سواء تحملها أو لم يفعل، فإنها ستظل تلاحقه إلى أن تتحول إلى حقيقة متاحة، سهلة الفهم. إن الشيخوخة التي تعيشها أوربا (القارة العجوز) اليوم، ما هي، في اخر المطاف، إلا نتيجة لمسؤولية لم تأخذ على محمل الجد.

 

و آلاف الهكتارات التي دمرتها نيران القنابل ،هي أيضا مسؤولية ( لم يهتم لشأنها أحد من خبراء التنمية المستدامة الذين ربما ماتوا فتركونا وجها لوجه أمام الكوارث) تتحول رويدا رويدا و بطريقة تثير الهلع إلى نهاية دراماتيكية للعالم. و ظاهرة الاحتباس الحراري؟ أليست المسخ النهائي لمسؤولية لم يتحملها المسؤولون عن الحرب في الوقت المناسب و بالجدية المناسبة؟

إن الأرض، هذا النظام الذي وضع رهن إشارتنا، لا تستحق أن تذهب ضحية للحرب. حرب الإنسان ضد الإنسان. يا له من تناقض صارخ!

 



[1] جاك بوفريس، الفول و القول الذي لا يقول شيئا، اللامنطق و الاستحالة و اللامعنى، ترجمة محمد الشاوش، الهيئة البحرينية للثقافة و الاثار.2019.

[2]  سفيتلانا أليكسييفيتش، ليس للحرب وجه أنثوي، ترجمه عن الروسية، نزار عيون السود، دار ممدوح عنوان للنشر و التوزيع، ط.1. 2016.

[3] Jaques Bouveresse, Le philosophe et le réel, Entretiens avec Jean Jaques Rosat, Hachette Littératures, 1998.

[4] Thomas Dekoninck, La nouvelle ignorance et le problème de la culture, Presses Universitaires de France, Paris, 2000.

[5] Thomas Dekoninck, la nouvelle ignorance et le problème de la culture.



غاستون باشلار : أعمال روبير ديزويل (3/3) ترجمة: د. سعيد بوخليط


غاستون باشلار : أعمال روبير ديزويل (3/3) ترجمة: د. سعيد بوخليط






في الفصول الأخيرة من كتابه،تطرق روبير ديزويل بحصافة كبيرة لدراسة ظواهر التخاطر، وكذا قراءة الأفكار. إذا كان بوسع نفسيتان أن تحيا معا تعاليا متخيَّلا، فسيظهران ربما تأثرا بخصوص تواصل على مستوى الصور والأفكار. يبدو بأنه حين نتموقع ضمن محور حياة الخيال الهوائي، ونستسيغ التدرج الخطِّي للصور التي تتيحها الحركة العمودية المتعالية، حينئذ نكسب مبررا ثنائيا للتواصل: تُقرأ الأفكار في هدوء، ثم يتحقق ذلك ضمن سبيل نحو الانتشاء وفق صيرورة التسامي. يقول ديزيويل عن هذا الانتقال الفكري (ص 189) :''إنه ليس حصيلة إرادة متوترة، بل جراء تمثُّل داخلي للفكر،في صيغة صورة مرئية (غالبا)، يلزمها أن تكون قد صيغت بكيفية جيدة شدَّت نحوها تركيز انتباه المرسِل دون شرود، ويعيش كليا، إن أمكنه الأمر حالة عاطفية معينة.

إذا كان الخيال حقا بمثابة قوة تهذِّب الأفكار الإنسانية،سندرك بيسر أن انتقال الأفكار لايمكنه التحقق سوى بين خيالين متوافقين سلفا. يحدد خيال الصعود إحدى التسويات الأكثر بساطة، وانتظاما، واستمرارية.تأويل ذلك، أنه يفضل"انتقال الفكر''. ولكي يقدم ديزويل دليلا عن هذا الانتقال الفكري، فقد طبق منهجية التقريب الوحيدة الملائمة في حالة الارتياب حينما نصادف ظواهر من هذا القبيل: لقد درس احتمال تبلور لقاءات حول نفس الفكر من طرف ذهنيتين مختلفتين. والحال، أنه يصدر عن هذه التجارب العديدة بحيث يزداد هذا الاحتمال بكيفية معتبرة إذا توخى الفكران معا، التحضير جيدا لتحوُّل الفكر عبر تمرين الارتقاء المتخيَّل.بما أنه لاعلاقة للأفكار المتجلِّية مع صور التعالي- قد تكون ببساطة مجرد اختيار ورقة أمكن الرهان عليها ضمن ثمان أوراق أخرى- فقد اتجه تفكير روبير ديزويل نحو الاعتقاد بأن استنتاج حركة متخيَّلة يعكس حقيقة واقعية.

اقترح أوجين كزلان قبل روبير ديزويل، منهجية مماثلة ستشجع تجارب تتعلق بتناقل الخواطر وكذا الاستبصار. نتبيَّن عبر صفحات عدة من كتاب كزلان(منهجية تطوير مَلَكَات غير عادية، الطبعة الثالثة،1937 )،معرفة عميقة جدا عن دور الخيال،فَنَّا واقعيا قصد الحفاظ على وحدة الصورة ، وإثارتها بتناقضات خفيفة حينما يغمرها بعض الفتور(ص 132). لن نصادف عناء كي نتوقع بأن وعيا مصقولا للغاية على مستوى الصور، يجد نفسه مرهف الحس نحو انطباعات وتجارب تهملها الحياة المشتركة.

لكن، بما أني لم أختبر شخصيا تجربة بعينها، فسأكتفي بشروح مقتضبة حول هذا الجانب من أطروحات ديزويل و كزلان. تتجاوز هذه التجارب موضوعنا الذي يبقى استقصاء حول الرؤى والقصائد.حسب هذا المعنى الأخير، أتوخى الاسترسال قليلا بخصوص منهجية ديزويل.

يبدو لي بأننا نصبح مع الحلم المتعالي أكثر تأثرا بالقصيدة الهوائية. دائما، يكتنفني شعور استغراب كبير حيال الازدراء الذي يلامس القصيدة الصريحة، المفرطة في رؤيويتها، قصيدة فضفاضة إلى حد ما ومتملصة، تتخلى عن مشاهد الأرض. أومن بإمكانية الاستفادة بامتياز من صوفية الشعر، ونبرز قبل ذلك مختلف أنماطه. بهذا الخصوص، استطاع جان بومبيي عبر صفحات أعمال ذات زخم فكري جدا، تعريف صوفية بودلير وكذا بروست. لقد أبرز بومبيي، فيما يتعلق بنفسية تتسم بكونها اجتماعية ومدنية،كما الحال مع بروست، عناصر توتر روحي خاص جدا يجعلنا نتكلم عن صوفية التوتر.غير أنه بوسعنا أيضا تمييز بعض حالات الروح شعريا، تكشف بين طياتها عن صوفية الانبساط.

لكي نحدد الحالة الأثيرية التي نبلغها نتيجة بعض التحليقات المتخيَّلة، سنتجرأ بخصوص التكلم عن توتر للاطمئنان، تحقق نتيجة انتباه يقظ كي نستبعد جل ما من شأنه أن يصرفنا عن غبطة ''الحالة الهوائية".

بخصوص هذه الحالة الهوائية، أو الاطمئنان الهوائي وكذا الديناميكية الهوائية، سيلامس الشاعر الكبير أوسكار ميلوش، سمو ذلك ومن خلاله الحقيقة العظيمة.فلنقرأ الصفحات الخمس الأخيرة من كتابه ''رسالة شعرية عن الحب العائلي'' :"اليوم الرابعة عشر من شهر دجنبر 1914،تشير الساعة إلى الحادية عشر ليلا،في خضم حالة سهر رائعة، صلاتي المعهودة وكذا تراتيلي اليومية المتمعِّنة في الإنجيل، فجأة أحسست دون أيّ أثر للاستغراب، بتحول غير متوقع تحقق على مستوى جسدي بأكمله.لاحظت أولا بأن قوة أجهلها غاية تلك اللحظة، تأتَّت إلي؛ ثم انتشلتني بحرية على امتداد المكان، فوجدتُ نفسي بعد ذلك بجوار قمة جبل شاهق يحيط به سديم داكن، ميزته رقة وعذوبة، يستحيل وصفهما. خلال تلك اللحظة،ادخرتُ مجهود الارتقاء اعتمادا على حركتي الذاتية، لأن الجبل وقد اقتلع من الأرض جذوره،انطلق بي مسرعا نحو مرتفعات يصعب تخيُّلها،صوب فضاءات سديمية،خرساء غمرها وميض هائل ''(Ars Magna ، ص 38 ).هذا، الخيال الديناميكي قوي جدا، يتجلى معه كون للارتقاء، عالم يتشكل حين ارتفاعه.

لقد تأمل أوسكار ميلوش فيزياء النسبية، في خضم سيادة الخيال.بحيث أوضح نوعا من الخيال المعمَّم وفق أسلوب نتحدث في إطاره عن نسبية معمَّمة. بالنسبة إليه،هناك صور حين تحقق تحوّلا للمتخيَّل.فيما يتعلق بالصورة التي نعيشها،تتبدَّى كليا نسبية الذات والموضوع. التمييز بينهما يعني تجاهل وحدة الخيال، والتنازل عن امتياز القصيدة التي نحياها.عندما يبلغ شعور الارتقاء أوجه، سيدرك الكون سلام القمم(ص 29) : ''إنه إذن سكون تام ومطلق، أذهل الشمس والسحب، يشعرني بإحساس لايمكنني التعبير عنه، بخصوص إنجاز بلغ أقصى مداه، وهدوء مطلق، وتوقف مطلق لكل عملية ذهنية ثم تحقّق مافوق إنساني للإيقاع الأخير".

نفس النسبية المتخيَّلة تجمع بكيفية لاتنفصم بين إكليل الشمس وكذا هالة الحالم. حينما صعد أوسكار ميلوش بواسطة سحابة نحو عالم الاستراحة المضيئة، فقد انتابه إحساس مفاده بأنَّ جبينه يأسر ضوء ذلك العالم،وبلغ ''الحيز المطلق للإقرار''(ص 37 )"انبثق وميض فوق قمة الجمجمة، نحو الخلف قليلا، يشبه ضياء مصباح ينعكس على ماء راكد أو مِرآة قديمة'' (ص 29).سرعان مايمتزج هذا الوميض المنبثق، مع فجر السماء.سيكشف هذا الضوء، عن نسبية ممتازة بين الحالم والكون : "اسمع صغيري، لن أسأم قط في سبيل إعادة تكرار ذلك : يركض كل الكون داخلكَ، مضيئا بهالته الرائعة جمجمة ذاك الحاضر في كل مكان'' (ص40).

أريد إنهاء هذه المقاربة بالحديث عن دور التسامي المحرِّض في أبحاث روبير ديزويل. يطبق الأخير التحليل النفسي بعد إدراجه للتسامي الواعي.بعيدا عن اعتباره التسامي مجرد وَهْم يغطي ويعوض غريزة تمّ التنكّر لها، شغف منخدع، سيوضح ديزويل في المقابل، بأن هذا التسامي يجسد منفذا طبيعيا، سعيدا، ومرغوبا فيه، نحو حياة جديدة. أساسا، روحا استضاءت أصلا بالتسامي المحرِّض الذي سيقاربه ديزويل. يمتلك هذا التحليل النفسي الثاني وظيفة تحصين وعي التسامي.يقول (ص 77) :''لقد بدا لي دائما، بوجود امتياز معين، حينما يكون متاحا، ترقب تسامي صور الذات بما يكفي، قبل الشروع في مباشرة تحليل عميق''.أليس فقط حينما ينزاح التسامي عن قيوده داخل اللاوعي، بوسعنا حينئذ توخي قطع الخيط الذي يعيقنا نحو مسار سعيد لتسامٍ محرِّر صراحة؟ ''(ص 179).''لاحقا،عندما نقف صحبة الذات على صور متسامية كفاية، نستدعي لديها حلما دون تغيير لحالتها الوجدانية،أو نترك أولا تلك الصورة جانبا ثم نطلب من الذات تنضيدها،أو بالأحرى دمجها مع الصورة المرتبطة بحالتها الوجدانية الآنية''.تسعى إذن منهجية ديزويل، إلى دمج التسامي في الحياة النفسية العادية. وضع تساعد عليه صور الخيال الهوائي.

تحظى هنا تطابقات بيرسي شيلي بدلالة نفسية عميقة. هكذا، تتشكَّل الروح. يترك السكون السابق مكانه إلى سكون واع بذاته، سكون المرتفعات حيث نرى ''من الأعلى'' اضطرابات الأسفل. ويتولد لدينا كبرياء بُعْدنا الأخلاقي، وتسامينا، وتاريخنا(ص 179). هكذا، بوسعنا أن نطلب من الذات السماح بانبثاق عفوي لذكرياتها.تمتلك هذه الذكريات حاليا مزيدا من الحظوظ كي تكون متصلة، وتكشف عن عِلِّيتها، مادام الحالم اليقظ بلغ تقريبا قمة حياته. يمكن إذن تقييم الحياة الماضية على ضوء وجهة نظر جديدة، يعني بتفرُّد مطلق : بوسع الكائن أن يحكم على نفسه. تدرك الذات غالبا بأنه قد أمكنها امتلاك معرفة جديدة، وتبصر نفسي (ص187، الإحالة على المكتسبات النفسية عند بيير جانيت).

لكن أهل الاختصاص النفسي يرغبون في إدراك بأن الأمر يتعلق بالتخيّل.نلتمس منهم تجريب قوة الخيال، القوة الكلِّية للتسامي المُنْجَز، المتوخَّى وقد تضاعف على مستوى مختلف "التطابقات''.في خضم الحياة الذهنية، وبعيدا عن تمثُّل سياق الكائن المتخيِّل، ألا تكبت الذات تسامياتها؟ نسخر من صور ذات بريق ساذج.جعْل صورة مضيئة، وفقا لتقدير البعض، يعني أن نضفي عليها بريقا مخادعا .

أيضا، حينما يوحي ديزويل إلى الحالم اليقظ بأن يعوض صورة وعاء من تراب بإناء من البلور أو المرمر، سنرفض تصديق- دون القيام بأبسط تجربة- الفعالية المباشرة لهذا التسامي.

مع ذلك، تماثل حقا هذه الصور المتطوِّرة،نشاطا روحيا إيجابيا مادمنا نصادفها باستمرار في القصائد. أيّ إيذاء، وتوقف للنمو نقترفه في حق نفسية كما الشأن مع نفسية شيلي، حينما نمنع عنها البلور أو المرمر!أليس بثّ صورة حية جدا، داخل روح شاعر فاترة، إعادة الحياة إلى تسام مكبوت، وكذا قوى شعرية نجهلها وينبغي السعي لاكتشافها؟.

إذا استطعنا ترتيب هذه القوى الشعرية المبعثرة جدا، ربما أمكننا أن نرى في العمل، بدل تناقل للخواطر نبحث عنه ضمن ألغاز الفكر، شاشة شعرية ستمثل عكس المعطى السابق تمجيدا للصور.يلزم بهدف تفعيل هذه الشاشة الشعرية، إعادة الخيال إلى موقعه الراجح في إطار فلسفة للاستراحة. بمعنى ثان، يلزم أن نمنح استراحة للفكر النشط و الأداتي، وكذا الفكر الوصفي. هكذا، نفهم بأن حالة الاستراحة ،تمثل الرؤيا التي حددها ميخالي فال Phal بشكل دقيق جدا كحالة جوهرية للنفسية .(1)

يتيح تصنيف الخيال المادي والديناميكي، إمكانية تجميع حالات رؤى موحَّدة أكثر. انطلاقا من تلك الحالات مثلما يحددها الماء، الأرض، الهواء، أو النار، يمكننا التطلع صوب شاشة شعرية أكثر انتظاما من القصائد التي تشترك في كونها تأسست انطلاقا من صورة طارئة. سيكون الخيال حيويا، في كل الأحوال، من خلال إنتاجه للصور. تتبلور أنا-أعلى متخيِّلة في إطار منظور الانجذاب، بدل أنا-أعلى تفرض نفسها، تحس بمفعول أنا-أعلى أخرى تستدعي تركيبات.

لكن إشكالية القصيدة الشائعة أنها لاتحظى بكل القيمة التي تستحقها.بهذا الخصوص، لم تتم مناقشة المقال الجميل لصاحبيه غابريل أوديسيو وكذا كاميل شاور(2). أيضا، مجهودات السورياليين في هذا الإطار غير متداولة بشكل أفضل.نفس القضية تطرح من جهة أخرى عبر علاقة الشاعر وقارئه.بالتالي، تقتضي قراءة القصائد تجليا لمفعول الشاشة الشعرية.

أشار هوغو فون هوفمانستال إلى ''الإنتاجية الايجابية" التي ينبغي لها ضمّ القارئ إلى العمل الأدبي(كتابات نثرية، ص 91 ) : "حينما تستفيق بكيفية مذهلة الإنتاجية الايجابية، خلال يوم ليس كباقي الأيام، تحت ريح وشمس غير الريح والشمس المعتادين، يجبر حينئذ الشخص الممثل على أداء الدور،غير أن الأخير لايبدي قط في خضم ذلك أيّ إرادة، بل يخضع للتوجيه التالي : '' ستقرأني اليوم وسأعيش أنا داخلَكَ''.

نحس سلفا بأثر هذا التوجيه بين طيات صورة منتجة. صورة سعيدة، يجد القارئ نفسه مضطرا كي يتمثَّلها، ويعيشها تبعا لدلالة الخيال الفعال الذي منحها الحياة. تجسِّد صور من هذا القبيل خطاطات بالنسبة للحياة الاستقرائية وكذا الحياة المستحدَثة .

إذن، يعتبر الكاتب الذي يمتلك عبقرية الخيال، ذاتا- أعلى إيجابية بالنسبة للقارئ. ذات- أعلى خيال إيستيتيقي، إذا استحضرنا ذلك ونحن نعيش القصائد، فسيمثل قوة توجيهية غير التربية الأداتية والعقلانية التي تسلبنا كثيرا.لكن للأسف !الذات-الأعلى الشعرية احتواها النقد الأدبي، لذلك يبدو الأخير كما لو أنه جائر.أليس لافتا للنظر أن النقد الأدبي، تحالف تقريبا دون تحفظ مع ''الواقعية''ويكشف عن امتعاضه نحو كل سعي للمثالية؟بعيدا عن تشجيع التسامي،يعمل الناقد على كبحه مثلما أوضح ذلك جيدا،جان بولهان.

فيما وراء كبت المثالي، انطلاقا من اعتقاد مفاده الارتكاز على حقيقة- ليست سوى حقيقة الكبت- يعتقد كذلك، بأنه يرتكز على استدلال يعكس في نهاية المطاف نظام كبت، يجدر بالتالي العثور ثانية على هذه الأنا- الأعلى الشعرية الايجابية، تلك التي تستدعي الروح وجهة مصيرها الشعري، والهوائي، مصير الشعراء الحقيقيين كما الشأن بالنسبة لريلكه، إدغار الآن بو، بودلير ،شيلي ونيتشه.

هوامش :

مصدر المقالة :

Gaston Bachelard :Lair et Les songes .Essai sur l imagination du mouvement(1943).pp129-139.

(1) Makhali Phal ; Narayana.passim

(2)Gabriel Audisio et Camille Schuwer :La revue Nouvelle ;mars 1931 ;page.24.



 الكاتب السوداني /أحمد محمدنور يكتب مقالاً مترجماً تحت عنوان "محاربة الأفكار السلبية"


الكاتب السوداني /أحمد محمدنور يكتب مقالاً مترجماً تحت عنوان "محاربة الأفكار السلبية"


_______________________

لا تدع الآخرين يقررون من تصبح. لا تدع الآخرين يمنعونك من متابعة حياة أحلامك ، الحياة التي طالما رغبت في أن تعيشها. كثيرًا ما نقع في شرك ما يقوله لنا الناس. أنت لست جيد بما فيه الكفاية. ليس لديك المؤهلات. لا يمكنك فعل هذا. لا يمكنك فعل ذلك .... لقد سمعنا جميعًا هذه الأشياء في مرحلة ما من حياتنا.


سيقنعك الاستماع المستمر لهذه الأفكار السلبية بالتخلي عن أحلامك. إنه يجعلك غير قادر عقليًا على الاستمرار في دفع نفسك ، وفي مرحلة ما ، تفقد الإلهام ، وتفقد القوة لمواصلة المضي قدمًا - تفقد نفسك.


ما أريدك أن تفعله هو عدم الاستماع إلى الأفكار السلبية. بالطبع الأفكار السلبية تأتي إلينا جميعًا. لكن ، لا تسمح لهم بالدخول. أبقهم بعيدًا. بمجرد السماح لهم بالدخول ، سيشغلون المساحة - سيشغلون الغرفة التي تحتاجها للأمل والإلهام والإبداع.


عليك أن تكون حارس حياتك. تحتاج إلى تصفية كل شيء قبل أن تسمح له بالدخول. فقط لأنهم يقولون إنه لا يمكنك فعل ذلك ، لا يعني أنه لا يمكنك القيام بذلك. سيضع الناس دائمًا قيودًا على إمكاناتك. إنهم يبذلون قصارى جهدهم لإقناعك بإلقاء أسلحتهم قبل أن تدخل في معركتك الأولى.


دعني أخبرك بشيء ما ، عدوك الأول ، معركتك الأولى هي محاربة تلك الأفكار السلبية. هذا هو عدوك الأول ، أعظم عدو. هذا ما عليك محاربته أولاً. عندما تكسب هذه المعركة ، أؤكد لك أنه لن يكون هناك قتال آخر بهذه الصعوبة.

الترجمة الإنجليزية

_______________________

Don't let other people decide who you become. Don't let other people stop you from pursuing the life of your dreams, the life that you've always wanted to have. So often we get trapped by what people say to us. You are not good enough. You don't have the qualification. You can't do this. You can't do that.... We all have heard these things at some point of our lives. 


Continually listening to these negative thoughts will persuade you to give up on your dreams. It makes you mentally unable to keep pushing yourself, and, at some point, you lose the inspiration, you lose the strength to keep moving forward-- you lose yourself. 


What I want you to do is to not listen to negative thoughts. Of course negative thoughts come to us all. But, don't let them in. Keep them away. Once you allow them in, they will take up  the space-- they will take up the room you need for hope, and  inspiration, and creativity. 


You have to be the guard of your own life. You need to filter everything before you allow it in. Just because they say that you cannot do it, doesn't not mean that you cannot do it. People will always set limitations for your potential. They do their best to convince you to put your weapons down before you even get in your first battle. 


Let me tell you something, your first enemy, your first battle is to fight those negative thoughts. That's your first enemy, the greatest one. That's what you have to fight first. When you win this battle, I assure you that there won't be another fight as hard as this one.