في عام 1980م غنت لأول مرة فرقة أغاني العاشقين الفلسطينية قصيدة ونشيد من سجن عكا
من خلال البوم عز الدين القسام الذي أعد لمسلسل تلفزيوني حمل نفس الاسم من انتاج دائرة الثقافة والاعلام ل م.ت.ف ...
حيث عمل الموسيقار حسين نازك بأبداع وتميز حينما لحن الكلمات على وزن الدلعونا - ولكن برتل بطيئ
واداها صولوا الفنان حسين منذر ومنذ ذلك التاريخ راجت الأغنية كثيرا ولاقت أنتشار كبير واداها مجموعة اصوات وفرق ...
لكن من سنوات بعض المقالات والكتاب كانت تشير بالبداية الى ان كلمات الاغنية للشاعر الشعبي نوح ابراهيم وبعضهم نسبها لابراهيم طوقان وآخرين نسبوها للشاعر الشعبي عوض النابلسي او للشاعر الشعبي رضا شحادة
لكن الأمانة التاريخية تقتضي التنويه والنشر والتوثيق بشكل صحيح ودقيق
بان مؤلف وكاتب الكلمات هو الفنان والشاعر الشعبي الكفيف عبد الرحمن محمد البرغوثي
بذكر أن هذا الشاعر ظلمته الحياة بأن فقد بصره منذ الرضاعة، أو ربما اكتشف فقده للبصر وهو رضيع، وبأنه تيتم طفلا، ولد تقريبا في العام 1910 والتحق بمكاتب المعارف لحفظ القرآن والدين. وفي العام 1924 التحق بمدرسة في القدس وفصل منها في العام 1926 بسبب عمره في دار الأيتام، بعد ذلك ظل شاعرنا يتنقل بين دير غسانة مسقط رأسه وكوبر حيث أقاربه حتى سنة 1956 قبل أن يستقر به المقام في كوبر، إذ عين إماماً لمسجدها وتزوج منها وأمضى حياته فيها.
سجن عكا"، النص الكامل للقصيدة:
أ: أمي الحزينة بالصوت تنادي.. ضاقت عليها كل البلاد
نادوا فؤادي مهجة فؤادي.. يوم الثلاثا بيعلقونا
ب: باب المحاكم صاحت يا ابني.. بدعي ع الحاكم هلي معذبني
والحاكم ظالم ما هو معجبني.. وإعدام الشباب ما هو قانونا
ت: تنده يا عطا من ورا الباب.. قعدت تستنظر منو الجواب
جابوا المشانق جابوا الشباب.. ما عدتوا يما عاد تشوفونا
ث: ثلاثة ماتوا موت الأسود.. جودي عليهم بالدمع جودي
لا تشمت فيهم ولك يهودي.. رح ييجي يومك ولك صهيونا
ج: جابوا المرجيحة جابوا الحبال.. وين المرجيحة قالوا الأبطال
هذي المرجيحة شرفنا الغالي.. يا أهل صفد لا تجزعونا
ح: حبسك يا عكا ما بدنا نشوفو.. هاتوا لمحمد حِنَا لكفوفو
والجلاد واقف بيهز سيوفو.. قاموا الثلاثة يتسابقونا
خ: خيي يا يوسف وصاتك أمي.. إوعي يا أمي بعدي تهتمي
لأجل هالوطن ضحيت بدمي.. كلو لعيونك يا فلسطينا
د: دافع يا كاظم عن الأوطان.. واثبت يا موسى مثل الشجعان
الوطن برفض أي خيانة.. الله يلعنهم اللي يخونونا*
ذ: ذمتنا العدى من خيانتنا.. بيع الأراضي يفني أمتنا
هيا نتوحد يا جماعتنا.. ونربي الخاين في فلسطينا
ر: رئيس المجلس إحنا رجالك.. في نادي الأمم ورينا افعالك
حافظ عالوطن أحسن وابقالك.. ليقولوا خانوا الحسينيونا
ز: زوروا المقابر يوم الأعياد.. وامشوا لعكا شوفوا الأمجاد
أهل الشجاعة عطا وفؤاد.. ما يهابوا الردى ولا المنونا
س: سجن الحكومة ما عدنا نهابو.. بالحرب الطاحن دقينا ابوابو
هذا وطنا واحنا أصحابو.. هيا يا غرب قوموا ارحلونا
ش: شافوا المهالك في معركتنا.. ما كانوا يظنوا هذي قوتنا
أظهرنا جزء من شجاعتنا.. وخلينا الباقي لغير اليوما
ص: صارت علينا جملة مصايب.. جروا علينا جيوش وكتائب
بالعزم الثابت نزلنا نحارب.. صاوبنا العدى ولا صدونا
ض: ضموا الصليب إلى الهلال.. وامشوا يا عرب مثل الأبطال
هيا لنحظى بالاستقلال.. ونحيا جميعا في فلسطينا
ط: طلبنا العفو ما سمعوا منا.. للشهر العاشر واحنا نستنى
بعثنا الوفد تيدافع عنا.. خابت آمالو ورجع مغبونا
ظ: ظبوا المدافع ظبوا الدبابة.. إحنا ما بنخشى ولا بنهابِ
ولا اهتمينا بلمع الحرابِ.. لو نشرب منها كاس المنونا
ع: عمدنا الأرض بالدم الأحمر.. وسلاح الثائر في إيدو يزأر
ويومٍ لقيتنا جموع العسكر.. ضربنا العدا ولا صدونا
غ: غاروا علينا ولا مدافعهم.. ما خوفتنا ورحنا نهاجمهم
الواحد منَا بالمية منهم.. فؤاد حجازي منور الكونا
ف: فَلسطين نادت يا ابن الخطابِ.. ويا بو عبيدة شوفوا مصابي
عطا ومحمد أسود الغابة.. خاضوا المعارك ولا اهتمونا
ق: قالت فلسطين أنا المنكوبة.. وينك صلاح الدين الأيوبي
أصبحنا بيد العدا ألعوبة.. مثل ما بدهم يتلاعبونا
ك: كثر المظالم أدى انفجارا.. وبعد الليالي بيطلع نهارا
ولازم الثورة تنشب هدارة.. إذا ما تغير هذا القانونا
ل: ليالي مرت كلها ظلامي.. وطير المنايا في السما حامِ
قرر قرارو المندوب السامي.. شباب العرب يتعلقونا
م: من سجن عكا طلعت جنازة.. محمد جمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم يا ربي جازي.. المندوب السامي وربعو عموما
ن: نادى المنادي يا ناس إضرابِ.. يوم الثلاثا شنق الشبابِ
باتت الأمة بحال اضطراب.. والقدس أضحت تبكي محزونا
هـ: هم الثلاثة هم البواسل.. نزلوا ع العدا مثل الزلازل
سجل يا مسجل لا تسجل باطل.. سجل حقيقة لليقرأونا
و: واليهود قالت نلنا أربنا.. ما ظن العرب عادت تغلبنا
هذي الحكومة لبت طلبنا.. عانينا وعدنا لفلسطينا
ي: يوم الثلاثا يا عطا الزير.. انظر المقدر والتقادير
للساعة تسعة في الجنازير.. وبعدو بنتعلق لا تجزعونا
مراجع
مقال الدكتورة وداد البرغوثي
صحيفة الصدى الأسبوعية المقدسية مقال نشر بتاريخ 28/2/1992،
Post A Comment: