بحث

Translate

 

تبعات الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


تبعات الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
تبعات الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 



السلام عليكم ، 

تبعات الحب : 

سرَت البرودة في أوصالي لم أكن أعلم أنَّ وجودك كان مصدر الدفء بالنسبة لي ، صِرت أشعر بالغربة ولو كنت وسط حشد كبير من البشر ، صرت أبغض الحياة ، أبتعد عن كل ملذاتها فقد صِرت أرى أنها فقدت كل معانيها بعد فِراقنا ، لم يَعُد لها نفس المذاق ، لم أَعُد أملك نفس الشغف تجاهها ، لم يَعُد لديّ متسعاً من الصبر لتحمُّل مشقاتها وحدي ، لم يَعُد هناك فارق بين الأمس والغد ، لم يَعُد اليوم يُشكِّل لي أي اختلاف ، صرت وحيدةً شريدةً من بعدك ولا أعلم لِمَ يُصيبنا الحب بتلك العذابات ويترك بداخلنا الآنات التي لا تَطيب أو تمحو آثارها الأيام ولو مرَّ عليها عشرات السنين ؟ ، لِمَ ندَع قلوبنا تنساق وراء العواطف ونفقد السيطرة عليها لهذا الحد إلى أنْ تقع في المحظور الذي يهدِّد البقية من حياتنا ويجعلنا في نوبات ضيق مستمرة لا تكاد تنتهي حتى تعود مرةً أخرى ولكن بقسوة وشراسة أكثر من ذي قَبْل ؟ ، فمنذ متى تحوَّل الحب لأداة لتدمير حياة البشر وتمزيق قلوبهم ؟ ، منذ متى تغيَّر الغرض الذي خُلِق من أجله ؟ ، لقد بدَّلنا معاني العديد من الأمور حتى صارت الحياة شاحبةً بلا لون يُميِّزها البتة وصرنا غير راغبين فيها تماماً بفعل خلوِّها من أهم عنصر فيها والذي من المفترض أنْ يخفِّف الضغط الواقع علينا إنْ أحسنَّا توجيهه والتعامل معه ، ولكن هيهات فلقد صارت قلوب البشر متحجرة لا تنوي الخير أو السعادة لغيرها ، تطمع في نيل المزيد من المشاعر دون أنْ تمنح شيئاً في المقابل ولو كان زهيداً ، فيجب أنْ يكون شعار الجميع ابحث عن ذاتك في المقام الأول حتى لا تظل المعاناة ترسم طريق حياتك دون أنْ تتذوق يوماً حلواً واحداً يتناسب مع رِقة قلبك ولين طباعك وجياشة عواطفك ...



 

الونس | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة


الونس | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة
الونس | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة



العبرة ليست بفستان الفرح...فالمانيكان عذراء الى الأبد 

تتبدل فوقها فستاتين الزفاف!

... العبرة ليست بخاتم زواج، فقد يدفنك في طيات النسيان،خاتم زواج لزوجٍ آخر، غير من أحبه قلبك...العبرة ليست بفرحٍ باهظ لا يليق بجرحك،

وبأطباق من خيبة محبتك.


يُحكى عن رجل تزوج امرأة لم يخترها قلبه، بل فرضتها عليه نساء عائلته، رزق بابنة أطلق عليها اسم حبيبته القديمة، علّق في عنقها قلادة تحمل ذكرى الماضي، ثم نشر صورتها قائلاً: "هذه ثمرة الحب."

وهذه جارتنا تزوجت رجلاً غير الذي أحبته، أنجبت طفلًا وأطلقت عليه اسم حبيبها السابق، نشرت صورته وكتبت: "هذا ما تبقى من الحب."


بمحاولة حارتنا تلك أن تمحى ذكرى حبها السابق من حياتها وذاكرتها ستنجب لها ما يشبه أوجاع الولادة المتكررة، ستنزف دماءٍ تسيل من جسدها، لتطهّرها من حب تغلغل بداخلها.


سترتدى فستانك الأبيض المطرز بنسيان حبيبك السابق، لتبتسمى ابتسامة زائفة، لتخدعى العالم من حولك بانك سعيدة، لكنكٍ للأسف عزيزتى ما ارتديتى سوى خاتم الوحدة والعزلة. 


أنت أيضا عزيزى الشاب ستستيقظ يوماً ما، من كابوسٍ ثقيل، بعد ليلة فرحٍ خالية من أي دفء، كما اخترت أن تكون. ستواجه صباحك المعتاد،

تستعد ليومٍ شاق، وزوجتك تزيّن وجهك بقبلةٍ عابرة،تحملها طفلة ستحاول الابتسام، لتبدو سعيداً كأي رب أسرة. لكنك ستسير في الحياة مغمض العينين، لتتفادى نظرات الحنين التي تلمع في عيني زوجتك،

هي أيضاً قررت أن تدخل هذا القفص 

لنسيان رجلٍ آخر معك.


ستتزوجُ امرأةً تقولُ نعمَ بلا سببٍ

متكررة بلا اختلاف، توازي الأخريات في كف الميزان ، هزيلة اخف من رائعة، تطهو ألذَ طعامٍ لا يتقبلهُ جوعكَ، لنْ يشبعَ نهمُ جسدكَ 

في حضنها.

ستتزوجُ امرأةً غبيةً ، تضحكُ معَ الجاراتِ على انتكاسةِ قلبِ امرأةٍ

يكرهنَ حضورها، ساذجة حد البلاهة

فارغة، لنْ يهمها الأخبارَ ولا كثرة التفاصيلُ التي كنتُ ستشارككُ فيها

حبيبتك.

سترقصُ معكَ نعمَ لكنْ لنْ تحركَ في قلبكَ شعرةَ رضا لأنها تهزُ مؤخرتها فقط ، ستعج بالمهانة ، ولن تحركها المشاعرِ قط، ستثيرُ جنونكَ 

سترتبطُ بامرأةٍ خصبةٍ حتما لكنَ حبيبتك هى الأرضُ ... هى الأصل

ربما ستنجبُ لكَ منْ الأبناءِ كلُ عامِ مصيبةٍ تثبتك بمسامير الأبوة

لأطفال من ظهر أحزانك كيْ تصير ملكا لها لتحكمك في قبضةَ يدٍ 


ستغريكَ بالأبناءِ الذكورِ الى أنْ يتعبق بيتك برائحة العفنُ ، ستعيش في بيتك غير الآمن ، امرأة لك ستكون وستدورُ حولكَ بلا سمعٍ

ستجادلُ الصمتَ في حواراتكَ معها.


ستتزوجُ امرأةً لترى الحبَ ذهبا 

ومجوهراتِ والمالَ منكَ صداقِ مودةِ ، امرأةٌ تظنُ بأنَ جسدها عورةً

ستشتريهُ للأبدِ بمهرٍ مقدمٍ ستسقطُ في قاعِ المصائبِ ولنْ تجدَ يدُ عونِ منْ الحبِ لينقذك من الفخاخ نحوَ القمةِ.

سترتكب مصيبة الزواج من امرأةً لا تشعر ببؤسك. وتهجرحبيبة هناك تسكن الظلام، تجامع الحزن عروسة 

ما كان ثمنها سوى الحبَ، ومهرها الأمانُ ، وهدايايهاَ العطفَ ، ورجائها حقيقةَ مروءةِ الرجولةِ !


حبيبتك ... بكامل عذريتها لن تعرف طعم القبلة إلا من فم الحزن، فهى فى صالون السيدات شاعرة ، وفي العمل تمارس الحب كفن ، ولها من المواهب العديد والمتميز لكن لا أحد يدري، ولا أحد يفهم أينما كانت أنها وحيدة رغم كل هذا الامتلاء! 


لن تجد امرأة تقبل بك كما فعلت حبيبتك. أنت الذي كنت ترميها في العتمة، فتضيء الغرفة بنارها، تعيد ترتيب كل شيء من الفوضى، وتحبك رغم كل شيء. لن تجد امرأة تحتضنك كما فعلت هى. حينما كنت تدير لها ظهرك، كانت تسندك بظهرها،

كي لا تسقط تحت وطأة الحياة.


عزيزتى الزوجة البائسة ربما تموتين

في بيتِ رجلٍ لا يعرفك لا يدركُ كيف تُؤوكل الأكتاف ، حبّه عقيمٌ. ها أنتى ممددةٌ على سريرِ الموت تُحيطُ بكٍ بقايا أبنائك وأحفادك تودّعُوا بعضكم بصمتٍ، حينها ستكرهين أن ترفعى عينيك إليه ذاك الرجل الذي كنتُ زوجته في فراشٍ وهميٍّ نسجهُ الخداع والتقليد


ربما تموتين حافيةً ترتجفينُ بردًا

تجوبين الشوارع بحثًا عن حذاءِ يأخذك نحو الحب بعد زواجٍ خائبٍ

غُلِّف بالزيفِ والمظاهر. ربما تموتين وحيدة في بيتٍ مهجورٍ بين أسوارهُ ضجرةٌ من الصمت وفي قلبك قصيدةُ شوقٍ لن تُقرأ ستُدفنُ معكٍ في قبرِ القلبِ إلى الأبد


ربما تمونين بعيدةً عن صخبِ الحروبِ والمجازر لكنّ داخلك ساحةُ معركةٍ وحشيةٍ خسرتُ فيها الحياة

وربحتُ خلوةً مع الموت. 


وختاما فخيمة الحزن، التي تكبر مع مرور السنين ستذكّرك دوماً أنك لم تنسَ وهي كذلك.




 

خير صفوف النساء | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 


خير صفوف النساء | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
خير صفوف النساء | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا.". مسلم في صحيحه.

لا زالت الفتوح الربانية ، والإضاءات المحمدية تتدفق حباً وحرصاً ورحمهً ورأفة بالمرأة المسلمة التي لا نقول أنها نصف المجتمع ، بل تمثل كل المجتمع ، فإذا صلحت النساء صلح المجتمع بأسره ؛ لأنها الأم ، والزوجة ، والبنت ، والأخت ، والجارة ، وزميلة العمل ، وشريكة النهوض بالمجتمع ، وفي النص الكريم والمنطق الطاهر الذي بين أيدينا تتلألأ وتتجلى معاني الرحمة في تنبيه المرأة المسلمة وتطييب خاطرها وإسعاد قلبها حينما حرصت على إدراك فضائل الأعمال وحصاد أجورها أُسوة بالرجال ، فتأتي سفيرة النوايا الحسنة والمطالب العادلة إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأمر يؤرق النساء ، أليس لنا نصيب في أجوركم المتواترة في الجهاد دفاعا عن الدين والوطن ، وحضورالجمعة ، والجماعات ، وشهود الجنائز وغير ذلك ، ونحن في ذات الوقت نتحمل عنكم العناية بأولادكم ، وإصلاح بيوتكم ، إضافة إلى حسن تبعلكم في المظهر والمخبر ، فيتعجب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من سؤالها الذي لم يتكلف أحد الرجال بسؤاله عن امرأته ، ولكن نلتمس العذر ؛ لأن الموطن يتنافس فيه المتنافسون ، فيطيب رسولنا الكريم خاطرها ، ويطمئن جبهة النساء الباحثات عن المساواة في الأجور بأن رعاية المرأة لبيتها وأولادها وحسن تبعلها لزوجها يعدل كل مورد للأجور في حق الرجال ، بل يتعدى الأمر أكثر من ذلك ؛ بأن أجر الرجل في جماعة المسجد سبع وعشرون درجة ، وأجرها أعظم من ذلك ، بل أفضل من أجر الصلاة في مسجد المصطفى الذي تعدل الصلاة فيه مائة صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام ، وما ذلك إلا لما وضُع على عاتق المرأة من رعاية للبيت واهتمام بالأولاد ، وتوجيه وإرشاد ، مما يصعب معه الجمع بين هذه المصالح الأسرية وصلاتها في المسجد ، لذا غُلبت الضروريات الأسرية على المصالح التحسينية ، تحقيقا للأمن والاستقرار الأسري ، والذي بدوره يتعدى إلى تحقيق أمن واستقرار المجتمع ، لذا كانت أفضل الصفوف في الصلاة الجامعة للرجال هو الصف الأول تناسبا مع مسؤولياتهم والتي في الغالب تنصرف إلى العمل والكسب ، الذي أمر الله تعالى الرجال بتركه والسعي للمسجد عند سماع النداء إدراكا للصف الأول ، فليس هناك عذر لهم في التخلف عن ذلك إلا لمرض أورعاية مريض أو عائق حال بين إدراك الصف الأول ، وشرها آخرها ، دلالة على من يتقاعس ويجلس في بيته كحال بعض الرجال اليوم يسمع خطبة الجمعة في البيت ، بل ربما انشغل بتلفاز أو تليفون ولا يدرك منها شيئاً ثم يسعى للمسجد بعد إقامة الصلاة ، فلا يُدرك من صفوفها إلا آخرها ، ولا يدرك من أجرها إلا قشر بيضها . 

وأما النساء بما وضع الله تعالى عليهن من التكليفات الأسرية في رعاية الصغار والكبار في البيت ، والقيام على شؤونه من تنظيف وترتيب وإعداد طعام وغير ذلك ، مما يُشغل المرأة غالبا عن إدراك الصف الأول للنساء في الصلاة ، فخير الصفوف لها مع هذه المسؤوليات آخرها ؛لأنها لم تضيع واجباً لإدراك سنة ، ولو أراحت نفسها وصلت في بيتها لكان أفضل . أما من أهملت بيتها وشؤون أسرتها ، أو تحرت الذهاب للمسجد غير ملتفتة إلى مسؤولياتها الأسرية ؛ لإدراك الصف الأول فالتعلم أن هذا شر الصفوف لها ؛لأنها توسلت في إدراك سنة بضياع فريضة . صل عليك الله ياأرحم خلق الله .





حق المدح | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


حق المدح | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
حق المدح | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 



 السلام عليكم ، 

حق المدح : 

يحاول كلٌ منا أنْ يبذل قصارَى جهوده لممارسة مهامه على أكمل وجه ممكن ورُغم ذلك قد يبدو مُقصِّراً سواء فيما يخُصَّه من أعمال أو مع الآخرين ولا أدري كيف يمكن للمرء إرضاء ذاته كي يتمكن من إرضاء الغير والظهور أمامهم بالشكل المُبهِر الذي يجعلهم يَروْنه في أفضل صورة ؟ ، فكيف يمكن لشخص أنْ يتفانى في كل شيء بينما يبدو مقصراً في أعين الجميع بلا سبب وكأن ليس له حق المدح أو الثناء على أي صَنيع يقوم به سواء على المستوى الشخصي أو المستوى العام ولا أدري ما البُعد الذي يقيس به البشر مدى قدرة الشخص على أنْ يكون نافعاً بالقدر الكافي بحيث ينال استحسانهم ؟ ، في حين أنه يمارس كل مهامه بأفضل شكل ممكن ، يؤدي ما عليه دون تقصير أو تراخٍ ، يبدو في مظهر برَّاق ؟ ، فليس كل ما يُريده الآخرون يدركونه ، فبداخل كل شخص المزيد من النواقص لو سَعى عمره بأكمله لسدِّها لفشل فشلاً زريعاً إذْ خُلِق بها ولو حاول القضاء عليها ما استطاع ، فلا تحاول إحباط أحد فكل شخص يُكرِّس كل جهوده ويُفني كل طاقته من أجل أداء واجباته بكل ما بوسعه من قوة فلا تجعل النتيجة دائماً لا تُرضيه مهما قدَّم ومهما فعل ، فكل منا يستحق الإشادة ولو كان العمل الذي يؤديه ضئيلاً فمِن المؤكد أن له دوراً فعالاً في حياة الجميع وعلينا أنْ نمدحه ولو بالقدر البسيط حتى نملأه بالحماس لاستكمال تلك المهام بنفس النشاط والحيوية والهِمة دون أنْ يتراجع عن مزاولتها أو يمتنع عنها تماماً بفعل جُرعات الخذلان المتكررة التي نُسقِيه إياها وكأننا نقصد توريطه في نوبات إحباط لا خلاص منها فيبغُض عمله في المُطلَق ويرغب في اعتزاله تماماً ...



 

الطهر المتخلل بين الدمين في الحيضة الواحدة | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 


الطهر المتخلل بين الدمين في الحيضة الواحدة | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
الطهر المتخلل بين الدمين في الحيضة الواحدة | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 



(الطهر المتخلل بين الدمين في الحيضة الواحدة )

دم .........طهر ..........دم

أ.د.روحية مصطفى 

من المسائل الفقهية التي تشغل بال كثير من النساء هي حكم الطهر المتخلل بين الدمين في الحيضة الواحدة ، بمعنى مثلاً : إمرأة مدة حيضها ستة أيام ، فينزل عليها الدم يومين مثلاً ثم ينقطع تماماً لمدة يوم أو يومين ، ثم يسترسل بعد ذلك حتى تمام المدة المعتادة وظهور واحدة من علامات الطهر الثلاث وهي : جفاف الفرج ، إنقضاء المدة المعتادة ، ونزول القصة البيضاء ( إفراز مخاطي أبيض ) ، فما حكم الطهر الواقع في منتصف الحيضة الواحدة ، هل تُعد به المرأة طاهراً وتغتسل وتباشر عبادتها من صوم وصلاة وطواف وعلاقة زوجية ، أم يُحسب من الحيض ولا يحل لها كل مايحرم على الحائض في الحيض ؟

أقول – وبالله التوفيق – للعلماء في هذه المسألة إتجاهان : 

الأول : إتجاه التلفيق : ومعناه أن تضم المرأة الحيض إلى الحيض ، والطهر إلى الطهر ، وبالتالي يجوز لها أن تصلى وصوم وتطوف ويأتيها زوجها في أيام الطهر المتخلل الحيضة الواحدة ، ، وهو قول مالك وأحمد وأحد قولي الشافعية . 

الثاني : إتجاه السحب : ومعناه اعتبار الأيام كلها أيام حيض ولا أثر للطهر المتخلل بين الدمين في الحيضة الواحدة ، وعليه فلا يجوزلها الصيام ولا الصلاة ولا الطواف ولا العلاقة الزوجية في زمن الحيض حتى تطهر، وهو الصحيح عند الشافعية وقول أبي حنيفة .

والراجح في المسألة هو اعتبار أيام الدم حيض ، وأيام النقاء طهر ، لأمرين : 

 أحدهما : أنه لما كان الدم دالا على الحيض ، وجب أن يكون النقاء دالا على الطهر .

والثاني : لو جاز أن يجعل النقاء حيضا لما تعقبه من الحيض لجاز أن يجعل الحيض طهرا ؛ لما تعقبه من الطهر ، فعلى هذا تلفق أيام الدم فتكون حيضا فيه ما تجتنبه الحائض ، وتلفق أيام النقاء فتكون طهرا تستبيح ما تستبيحه الطاهرات .

على أنه يمكن اعتبار العمل بالقولين ، بأن نأخذ بمذهب التلفيق في شهر رمضان  وناهيك عما تعانيه النساء من فوات روحانيات هذا الشهر الكريم بسبب الحيض ، مع العلم بأنه شرع من الله تعالى وثبوت الأجر لهن حتى في وقت الإفطار ، وكذا في حج البيت خاصة إذا كانت المرأةمرتبطةً بموعد محدد للعودة، فيمكنها طواف الركن لو وافق أيام الطهر المتخلل قياسًا على جواز الصلاة في هذا الوقت.

ونأخذ بمذهب السحب في غير هذين الوقتين احتياطًا، وبهذا يمكن الجمع بين القولين الواردين في المسألة، والجمع أفضل من الترجيح باتفاق العلماء، ولأنه لا دليل في المسألة من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس معتبر على ترجيح أحد القولين على الآخر.

والله تعالى أعلى وأعلم.




 

تناقضات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


تناقضات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

تناقضات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 





السلام عليكم ، 

تناقضات : 

بداخل كل منا أمورٌ لا يقدِر على البوح بها أو يرغب في الإفصاح عنها فهو لا يفهمها في الكثير من الأحيان وربما لن يجد مَنْ يتفهَّم كل تلك التناقضات التي يَمُر بها وتتصارع داخله من أجل بقاء إحداها ، لذا يكتفي بالصمت وينعزل عن الجميع راغباً في البحث عن الراحة التي يتعذَّر الوصول إليها في تلك الحالة التي وصل إليها للتو ، ويظل على هذا الحال لفترة غير وجيزة لحين أنْ يَجِدُّ في الأمر جديداً ، ويوماً تلو الآخر يَجِدْ ذاك الأمر الذي يُساق إليه من الله ليَجبُر خاطره ويُزيح عنه تلك الهموم التي اعتلت صدره وأَزالت البسمة من على ثغره فيُريح قلبه في الحال دون أنْ تعود إليه تلك الأحزان التي راودته تارةً أخرى ، فعلى المرء أنْ يكون واثقاً بقدرة الله على تخفيف أحزانه مهما بلغت ذروتها وألا يتمادى في هذا الضيق الذي يسلِب منه أياماً تمضي بلا طائل ، فلا بد من استغلال هذا الوقت في أمر مفيد حتى يُقلِّل ذاك الضغط الواقع عليه ، الجالب إليه تلك الأحزان والمآسي التي لا تناسبه أو تتوافق مع طبيعة شخصيته التي يُعرَف عنها المرح والفكاهة ، فكل شعور مؤقت زائل ذات يوم فلا عليه أنْ يُطيل الانغماس فيه أياً كان حتى لا يصبح شخصاً بائساً بطبعه غير قادر على استعادة ذاك الشخص الذي كان عليه في الماضي ...




 

العُمر وحقيقة الروح | بقلم الكاتبة والشاعرة المصرية ريهام كمال الدين سليم 


العُمر وحقيقة الروح | بقلم الكاتبة والشاعرة المصرية ريهام كمال الدين سليم
العُمر وحقيقة الروح | بقلم الكاتبة والشاعرة المصرية ريهام كمال الدين سليم 


ما العُمرُ إلَّا رَقْمٌ يُحصي انسيابَ الأيَّام

ولكنَّهُ يَظلُّ عاجزًا عن النُّفاذِ إلى لجَّةِ الأرواح

فكم مِن صبيٍّ

شاخَت أحلامُهُ تحتَ وطأةِ الحياة

وكم مِن شيخٍ

تَأبَّى فيه بَهاءُ الطفولةِ

أن يُفارقَ ناظِرَيه

كأنَّ دَوائرَ الزَّمانِ

تَطوَّفت حولَه دون أن تَمسَّهُ.. 


ثَمَّةَ أرواحٌ

تَشيخُ قبلَ أن تَبلُغَ سنَّ النَّضوج

تَحملُ بينَ جنَباتِها أحمالَ الهمومِ

كأنَّها أثقالُ الجبال

تَنْوءُ تحتَ وطأةِ الأماني المُعطَّلة

فتَتحوَّلُ حيواتُها

إلى رقاعٍ يابسةٍ

لم تكتمل سطورُها.. 


وثَمَّةَ أرواحٌ

تَتحدَّى صَرامةَ الزَّمان

تَترفَّعُ عن الانصياعِ لجبرِه

تَتراقصُ بخِفَّةِ الظِّلالِ

في مهبِّ الحياة

كفراشاتٍ شاردةٍ

تُلاحقُ بَصيصَ النُّور

تُقبِلُ على كلِّ إشراقةٍ

كَأنَّها خُلِقَت مِن رمادِ الأمسِ.. 


العُمرُ ليسَ ما تَختزِنُهُ دفاترُ الأعوام

بل هوَ الجَذوةُ المُتَّقِدةُ في دَواخِلِنا

وذاكَ الحُلْمُ الذي يَأبى أن يَخبو

مهما جَثمتْ على قلوبِنا ليالي الشَّقاء.. 


فلا تَسألْ عن العُمرِ المرسومِ

على أديمِ الجباه

ولكن اسألْ عن الرُّوحِ الَّتي تَنبِضُ، 

عن نورٍ يَشقُّ أستارَ اليأس، 

وعن بَسمةٍ

تَخرُجُ من تحتِ الرمادِ.. 


ما العُمرُ إلَّا أُسطورةٌ

تَكتُبُها الأرواحُ بأقلامِ البقاء

إمَّا أن تكونَ زهرةً

تَتفتَّحُ في صَقيعِ المَنايا

أو غُصنًا يَتصدَّعُ

قبلَ أن يَحمِلَ الثِّمار.. 


كم مِن قلبٍ

يَخفقُ بألحانِ الحياةِ البهيجة

رغمَ أنَّ تجاعيدَ الزمانِ

نقشتْ على وجهِه ما نقشت

وكم مِن وجهٍ يَلمَعُ نَضارةً

تحتَ قسماته يَتوارى

ليلُ المِحنِ والآلام.. 


العُمرُ ليسَ عقاربَ ساعة تَجري

ولا أرقامًا تُحصى

إنَّما هو شُعلةٌ

تَتوهَّجُ أو تَخبو

بحسبِ ما يَحويهِ القلبُ

مِن مَعينِ الحُبِّ والإيمانِ والأمل.. 


فلا تَغتَرَّ بمن شاختْ ملامحُه

فلربَّما يَسكنُ في قلبِه

طفلٌ يَلهو في بساتينِ الأحلام

ولا تُخدَعْ بمَظهرِ الشباب

فكم مِن روحٍ

انطفأت قَبْلَ اكتمالِ الأوان.. 


العُمرُ مِزهريةُ ألوانٍ

نَرسمُ بها ملامحَ الحياة

إمَّا أن نَنسجَ منها قوسَ قُزَحٍ

يُضفي على السَّماءِ بهاءً

أو نَترُكها كئيبةً

تَقبعُ تحتَ ظلالِ الرماد.. 


كُن طفلًا في رُوحِك

وإنْ تناهبتْكَ رياحُ الدَّهر

واجعلْ في قلبِكَ مِصباحًا

لا يُطفئُهُ ليلُ العناء

يُزهرُ رغمَ جَفافِ الفصول

ولا يَعرفُ الوَهَنَ

مهما طالت الآماد.. 


فالحياةُ ليستْ ما تراهُ الأبصار

بل هيَ نُورٌ تُشعِلُهُ في أعماقِك

وليستْ ما يَمضي مِن الأعوام

بل ما تَحكِيه أيَّامُكَ

في مَخطوطاتِ الخلودِ.. 




Age is nothing but a number measuring the flow of days,

yet it remains incapable of delving into the depths of souls.

How many a child

have their dreams withered under the burden of life,

and how many an elder

has the radiance of childhood

refused to abandon their gaze,

as if the circles of time

circled around them without daring to touch.


There are souls

that grow old before their time,

carrying within their chests burdens

as heavy as mountains,

weighed down by the gravity of unfulfilled hopes,

transforming their lives

into dry parchments

whose lines were left incomplete.


And there are souls

that defy the rigor of time,

refusing to succumb to its dictates,

dancing with the lightness of shadows

in life's breeze,

like stray butterflies

chasing after a glimmer of light,

embracing every dawn

as if reborn from yesterday's ashes.


Age is not what the chronicles of years preserve,

but rather the glowing ember

kindled within us,

the dream that refuses to extinguish,

no matter how heavily

the nights of despair rest upon our hearts.


Do not ask about the age inscribed

upon the surface of foreheads,

but inquire instead about the soul that beats,

about the light that pierces the veils of despair,

and the smile

that emerges from beneath the ashes of sorrow.


Age is but a legend

penned by souls with the ink of endurance,

whether as a flower

blooming amidst the frost of death,

or a branch that breaks

before bearing its fruit.


How many hearts

throb to the joyous rhythms of life,

despite the wrinkles time

etched upon their faces,

and how many radiant visages

conceal beneath their surface

nights steeped in trials and anguish.


Age is not the ticking hands of a clock,

nor numbers to be counted;

it is a flame

that either glows brightly

or dims

according to what the heart holds

of love, faith, and hope.


Do not be deceived by faces

marked by the lines of time,

for perhaps within their hearts

dwells a child frolicking in the gardens of dreams.

And do not be fooled by the appearance of youth,

for how many a soul

has aged before its destined hour.


Age is a palette of colors

with which we paint the contours of life,

whether weaving a rainbow

that adorns the sky with splendor,

or leaving it gray

enshrouded in the shadow of ash.


Be a child in your spirit,

even if the winds of time assail you,

and kindle within your heart a lamp

unquenched by the night of toil,

blooming despite the drought of seasons,

unfaltering

no matter how long the years stretch.


Life is not what your eyes behold,

but the light you ignite within your depths.

It is not the years that pass,

but the story your days weave

in the scrolls of eternity.



 

لا تختفِ | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد 


لا تختفِ | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد



لا تختفِ وتصبح ذكرى يتحدث عنها الناس وكأنك لم تكن بينهم الآن. لا تختفِ لأنك لست على ما يرام. فقد اختفيت مثلك وتوارَيتُ من العالم بأكمله حتى لا يروا ثقوب روحي.

 "كانت ثقوب روحي كجروح مفتوحة، تلتئم ببطء."

كنت دائمًا ما أطل عليهم بابتسامة أمل، ولكن عندما كنت لست على ما يرام، كانت إبتسامتي واهية، مخفية وراء ستار من الحزن المتراكم، تخفي أعماق الألم الذى لا ينضب. كنت أختبئ حتى لا أثقل على أرواحهم بحقائب الحزن التي أحنت ظهري وجعلتني لا أنظر إلا إلى وطأة قدمي.


كنت أنتظر من يحمل عني بعضًا من حقائب حزني الثقيلة والمشبعة بذكريات وألم لا يختفي. ولكن اكتشفت أني على خطأ... فمن الصواب أن أقبل نفسي كما هي ولا أحاول تجميل روحي الحزينة بوضع رتوش السعادة عليها، فذلك جعلها روحًا غريبة.


 تقبلت نفسي كما هي، وأحببت انحناء ظهري. من يتقبلك كما أنت، مهما حدث لك من تغييرات، هو الإنسان الصادق الذي هو هدية الله لك. أما من يريدك كما في مخيلته ويضعك في إطار لإرضاء شيء داخله، فلا حاجة لك به.


تقبل نفسك كما هي الآن، حتى وإن كانت لا تشبه نفسك في الماضي. مهما كان هذا التغير نحو الحزن، ستجد نفسك أنضج، أقوى، وأكثر حكمة.


وفي نهاية رحلتي، أدركت أن الانحناء الذي أحنى ظهري لم يكن إلا علامة على القوة والتحمل. 

و الآن  أقف أمام المرآة، أرى تلك الثقوب التي كانت مصدر ضعفي، قد أصبحت نافذة إلى عالمي الحقيقي. تقبلت نفسي كما هي، وعرفت أن الحب الحقيقي هو ذلك الذي يأتي بدون شروط، بدون رتوش، وبدون محاولات لإخفاء الحزن. فالألم الذي كان يثقل كاهلي أصبح جزءًا من قصتي، والقصة هي ما يجعلني فريدة.