كُلُّ إِنْسَانٍ مَسْؤُولٌ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 


كُلُّ إِنْسَانٍ مَسْؤُولٌ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
كُلُّ إِنْسَانٍ مَسْؤُولٌ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 


 خَلَقَ اللهُ الْإِنْسَانَ وَفَضَّلَهُ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، وَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ وَجَعَلَهُ عَنْ أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ مَسْؤُولًا، فَمَا مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، وَلَا جَلِيلٍ أَوْ حَقِيرٍ؛ إِلَّا سَيَسْأَلُهُ اللهُ عَنْهُ، وَإِنَّ اللهَ سَيَبْعَثُ النَّاسَ أَجْمَعَهُمْ لِيَسْأَلَهُمْ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ.


قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: 


فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ


[الحجر:92-93]


وَفِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ: 


وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَسَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ.


 [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ 


وَكُلُّ امْرِئٍ سَيُسْأَلُ عَنْ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، تَعْقُبُهَا بِشَارَةٌ أَوْ نَدَامَةٌ وَمِنْهَا: 


سُؤَالُهُ عَنْ رَبِّهِ وَدِينِهِ وَنَبِيِّهِ فِي الْبَرْزَخِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ .


فَعَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي حَدِيثِهِ الطَّوِيلِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ عَنِ الْمَيِّتِ الْمُؤْمِنِ إِذَا دُفِنَ وَتَوَلَّى عَنْهُ النَّاسُ قَالَ: 


وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ 

فَيَقُولُ: دِينِيَ الْإِسْلَامُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ 

فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ. 

قَالَ: فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ قَدْ صَدَقَ عَبْدِي، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ .

 وَأَمَّا الْكَافِرُ فَقَالَ:وَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ 

فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ، لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ، لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ 

فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ، لَا أَدْرِي، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ كَذَبَ، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ.


أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ 

 

وَسَيَسْأَلُ اللهُ الْعَبْدَ عَنْ عِبَادَاتِهِ وَصَلَوَاتِهِ، أَحْسَنَ فِيهَا أَمْ أَسَاءَ.

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: 


إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ؟ 

ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ.


أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ


وَكُلُّ إِنْسَانٍ مَسْؤُولٌ عَنْ عُمُرِهِ وَعِلْمِهِ وَجَسَدِهِ وَمَالِهِ فَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 

لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ؟ 

وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ؟ 

وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ 

وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ؟


أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ 


 وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ حَوَاسِّهِ وَجَوَارِحِهِ، وَسَتَنْطِقُ شَاهِدَةً لَهُ أَوْ عَلَيْهِ.


قَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: 


وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا


الإسراء:36


وَكُلُّ امْرِئٍ مَسْؤُولٌ عَنْ وَاجِبِهِ تُجَاهَ مُجْتَمَعِهِ: هَلْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ هَلْ أَرْشَدَ وَوَجَّهَ وَنَصَحَ، أَمْ أَعْرَضَ وَأَهْمَلَ وَعَيَّرَ وَفَضَحَ؟ 


عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: 


سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: 


إِنَّ اللَّهَ لَيَسْأَلُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يَقُولَ: مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَ الْمُنْكَرَ أَنْ تُنْكِرَهُ؟


أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ 


وَلَيُسْأَلَنَّ مَنِ اعْتَدَى عَلَى الدِّمَاءِ، وَهُوَ أَوَّلُ سُؤَالٍ فِيمَا يَخُصُّ حُقُوقَ الْخَلْقِ مِنَ الْقَضَاءِ.


عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 


أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ.


 [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]


وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 


إِنَّ الْمَقْتُولَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقًا رَأْسَهُ بِيَمِينِهِ أَوْ قَالَ: بِشِمَالِهِ آخِذًا صَاحِبَهُ بِيَدِهِ الْأُخْرَى، تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا، فِي قُبُلِ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، فَيَقُولُ: رَبِّ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟


أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ 

 

إِنَّ مِنْ مَسْؤُولِيَّةِ الْإِنْسَانِ رَعِيَّتَهُ الَّتِي جَعَلَهَا اللهُ فِي ذِمَّتِهِ، وَأَوْجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِحَقِّهَا وَيَسُوسَهَا وَفْقَ دِينِ اللهِ وشِرْعَتِهِ.

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 


أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ.


 [أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ]


وَهَذِهِ النِّعَمُ مِنْ إِيمَانٍ وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَصِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ فِي الْأَبْدَانِ، وَمَالٍ وَعِيَالٍ، الَّتِي نَتَقَلَّبُ فِيهَا صَبَاحَ مَسَاءَ.


وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ 


[النحل:53] 


أَلَسْنَا مَسْؤُولِينَ عَنْهَا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ.


 قَالَ اللهُ تَعَالَى: 


ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ


[التكاثر:8] 


وَقَدْ ذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ إِلَى مَنْزِلِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَانْطَلَقَ فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، ثُمَّ ذَبَحَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ وَشَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: 

وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الْجُوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ.


 [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ]


فِيَا مَنْ تَوَلَّيْتَ مَسْؤُولِيَّةَ وِزَارَةٍ أَوْ شَرِكَةٍ أَوْ إِدَارَةٍ أَوْ أَكْبَـرَ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَصْغَرَ اتَّقِ اللهَ فِيهَا وَارْعَ أَمَانَتَكَ، وَاحْفَظْ عُهْدَتَكَ، وَقَدِّرْ مَسْؤُولِيَّـتَكَ؛ فَإِنَّكَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ يَدِيْ رَبِّكَ، وَمَسْؤُولٌ عَنْ كُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ، وَالْعَاقِلُ مَنْ أَعَدَّ لِلْقِيَامَةِ عُدَّتَهَا، وَأَحْضَرَ لِلْأَسْئِلَةِ إِجَابَتَهَا، فَأَعِدُّوا لِلسُّؤَالِ جَوَابًا، وَلِلْجَوَابِ صَوَابًا.


 قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: 


وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ


 [الصافات:24]


أَلَا وَإِنَّنَا مَبْعُوثُونَ، وَعَلَى أَعْمَالِنَا مَجْزِيُّونَ


فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ 


 [الزلزلة:7-8]




 

الخطاب الجمالي عند (ابو عبيدة ) | بقلم الناقد العراقي / حاتم عباس بصيله 


الخطاب الجمالي عند (ابو عبيدة ) | بقلم الناقد العراقي / حاتم عباس بصيله
الخطاب الجمالي عند (ابو عبيدة ) | بقلم الناقد العراقي / حاتم عباس بصيله 


منذ مدة طويلة ونحن لا ننعم بخطاب تواصلي  جميل  مع جماهير الأمة العربية ولقد راقبت واستمعت بدقة إلى خطابات أبي عبيدة الرائعة فوجدت فيها ما يلي : 

صدق الخطاب وحرارته الوجدانية الحماسية في ايقاض  الحماس الثوري لدى الجماهير حيث افتقرنا إلى ذلك بعد غسل الأدمغة العربية بخطابات التبرير والجبن والاستكانة أمام  العدو الصهيوني 

ان صدق الخطاب يرافقه تمكن من مخارج الحروف وصوت مؤثر له نبرة صافية في الإلقاء تدل على خبرة الخطيب مع ان الخطيب هنا يمثل الناطق الرسمي باسم المقاومة الباسلة 

ولقد ادخل ابو عبيدة في الخطاب الثوري مصطلحات تدل على الوعي السياسي والثقافة الباهرة والمعرفة التاريخية بحركات التحرر العالمية 

لم أجد فيما سمعت له خطابا متزمتا إنما وجدت روحا متحررة إنسانية في طرح المواضيع بذكاء على وفق إيقاع مؤثر 

كما وجدت القدرة الرائعة في وصف الأحداث القتالية والاشتباكات على الرغم من المصطلحات العسكرية والتكتيكية الجديدة والتي كانت مبتكرة بما يربك العدو رغم بساطة الطرح في المقاومة 

ووجدت ثبات الصوت الدال على القوة والإيمان والقدرة والثقة بالنفس  والانتصار على العدو 

ووجدت الحجة المنطقية التي توثق مجرى الأحداث بالوثيقة الثورية والصوت والتاريخ الواضح للحدث الدامي ونجاح الخطيب في تعرية قبح الهمجية الصهيونية في مذابحها المخزية 


ووجدت مركزية الصوت يشد الانتباه في الارتفاع والانخفاض وتلوين الصوت بحسب الحدث الصاعد المتوتر او الهاديء الداعي إلى السلام كما وجدت حسن المقدمة وحسن الخاتمة التي تصلح لأن تكون هدفا عظيما مجسدا بالقول نصر او استشهاد 

ولا يفوتني أن المس الروح العربية في المقاومة  وان الخطاب عربي اولا واسلامي ثانيا وانساني عالمي  ثالثا بعيدا عن فضل احد  فالمقاومة عربية في الميدان ورغم أنها تعاملت بسياسة مع الآخرين بحكم السياق السياسي في إدارة المعركة  

وكشف الخطاب الجمالي لأبي عبيدة عمق الخيانة عند الأنظمة العربية و أثار  القوى الكامنة في النضال ضد الاحتلال




 

أيّ صمت هذا اخترته؟ | بقلم الشاعرة السورية / ريم نداف 


أيّ صمت هذا اخترته؟ | بقلم الشاعرة السورية / ريم نداف
أيّ صمت هذا اخترته؟ | بقلم الشاعرة السورية / ريم نداف 



أيّ صمت هذا اخترته 

والقلب في ضجيج 

والحبر في حيرة 

هل أكتبكَ؟

أم أقف عند  ناصية اللاشيء 

ألملم أحرفًا ظلّت عالقة 

في أثير الكون

تطفئ سرمدية الأشواق 

لتنام في مقل أعياها السُهاد 

وأنا التي اختزلتُ النّبض 

وعانقتُ عينيك 

بالصّلاة 

وتراويح الغد المنبثق 

عند السّجود في آخر هزيع للعناق

أغنية أرددها فيعجز اللّحن

عن مواصلة الغناء

لأنك عالق في حنجرة 

نادتك كثيرا حتى تعب المدى 

من رجع الصّدى 

دونك صوتك أو حتى لقياك...




 

ذة. أمنة برواضي في حوار "مع الناقد "(أسئلة الباحث العربي ) الجزء الثاني الحلقة 17 مع الأستاذ الباحث محمد امحيندات.


ذة. أمنة برواضي في حوار "مع الناقد "(أسئلة الباحث العربي ) الجزء الثاني الحلقة 17 مع الأستاذ الباحث محمد امحيندات.
ذة. أمنة برواضي في حوار "مع الناقد "(أسئلة الباحث العربي ) الجزء الثاني الحلقة 17 مع الأستاذ الباحث محمد امحيندات.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولا أرحب بكم وأشكركم على تفضلكم بالموافقة على الإجابة على أسئلتي

 ليكن أول سؤال:


 - 1: من هو محمد امحيندات؟ 


جواب:

- الشكر موجه لكم أستاذة أمنة على مجهوداتكم النيرة للإعلاء من شأن الثقافة والإبداع في عصر عمت فيه التفاهة، وتفشى فيه الخمول والكسل. 

محمد امحيندات شخص  شغوف بالأدب، ومتعطش للإبداع منذ نعومة أظافره، ولدت في مدينة صغيرة اسمها أكنول شرق المغرب عام 1996، فيها نشأت وتربيت على التأمل في جبالها الراسية وطبيعتها الخلابة الساحرة.

 حاصل على شهادة الماستر في السميولسانيات وتحليل الخطاب وباحث بسلك الدكتوراه تخصص اللسانيات العربية المقارنة. 

أعمل أستاذا للغة العربية للناطقين بغيرها في المعهد العربي الأمريكي للدراسات اللغوية بمدينة مكناس. مهتم بكتابة الشعر ، وفائز بالعديد من المسابقات الوطنية والدولية، ومشارك في العديد من الأمسيات والمحافل الشعرية الوطنية والدولية، ولي مخطوط ديوان جاهز للطبع.  

 

سؤال: 

2 - صحيح لا زلت في أول الطريق لكن خطواتك ثابتة، وهناك عزيمة قوية ماذا يمكنك أن تقول لنا عن مسيرتك الإبداعية؟


جواب:

- صراحة الحديث عن مسيرتي المتواضعة جدا يجعلني أستحضر تلك الدهشة الأولى التي طالما اعترتني وأنا أنظر لكل ما يحيط بي بعين منفلتة صوب الطبيعة والوجود، أجدني حائرا في أحايين كثيرة وتائها تارة ثانية، تربيت في محيط شبه منعزل جعلني مهووسا بالطبيعة والوجود مرفوقا بالصمت التام، كانت هذه البواعث الأولى التي اكتشفت عبرها دهشتي الأولى، بعدها تحولت النظرة المرفوقة بالصمت إلى محاولات أولى أعبر بها عن ما يختلج دواخلي، ويكسر صمتي الدفين الذي طالما كان مرافقي وأنيس وحدتي الأول. 

هناك وجدت ذاتي المنفلتة من العالم الكائن إلى العالم الممكن، ركزت بعدها على إخراج ما يكنته دواخلي للوجود في أسطر مشتتة تحتاج إعادة الترتيب والصقل، جاءت بعدها مرحلة تحول آخر كان فيها لسلطة اللغة نصيب الأسد، ولعلها ليومنا هذا هي التي تعبر عن ما تسمح به حدودها، أما نصيب الصمت فقد تركت فراغه للآخر ليسهم بدوره في إتمامه. هذه هي تجربتي باختصار. 


سؤال:

 3 - لا زلتم في بداية مشواركم الإبداعي، وقد كلل بعدة نجاحات. ترى هل واجهتكم صعوبات وعراقيل؟


جواب: 

- إن أعظم صعوبة قد تواجه أي شخص بدأ في بناء مشواره الإبداعي هي خيبات الأمل التي يتلقاها من قارئ لا يعطي للنص نصيبه من الاهتمام، وكلنا ندرك مكانة الشعر بين الأمس واليوم في ظل الثورة الرقمية التي أشعلت فتيل الكسل فينا وقتلت فينا حاسة التذوق الذي ارتبط بالأسماء أكثر من النص للأسف. فضلا عن عدم إتاحة فرص حقيقية للشباب المبدع ليبصم بصمته في محيطه الاجتماعي، ويصقل تجربته الإبداعية ويطورها. لذلك، أجد أن الشعراء الشباب لم تتح لهم الفرص الكافية للتعبير عن ما يكتنه دواخلهم، ولإبراز ما تجود به قريحتهم، وهذا يعود بطبيعة الحال للقارئ أولا الذي يجب ألا يقتصر، في نظري، على أمجاد الماضي وأن ينفتح على المستقبل الإبداعي الذي يبصمه الكثير من الشعراء الشباب الذين يعملون جاهدا على تطوير أنفسهم، ولا يمكن أن نتحدث عن التطور من دون تلقي.


سؤال:

 4 - لكم حضور في الساحة الثقافية وعضو بمجموعة من المواقع الالكترونية: - مدير نشر مجلة امتداد للثقافة والفن بمدينة تازة المغرب. - عضو بمبادرة غلمان الأدب المصرية، صنف الشعر (مصر). - عضو بالرابطة الموريتانية للأدب والثقافة (موريتانيا). - عضو بأكاديمية الفينيق للأدب العربي (الأردن). - عضو بالعديد من المدونات الإلكترونية الثقافية الوطنية والدولية. كيف يمكن التوفيق بين التحضير لرسالة الدكتوراه، وما تشرفون عليه من خلال عضويتكم في العديد من المدونات السالفة الذكر وبين الإبداع ؟


جواب:

- صراحة هذا يطرح تحديا حقيقيا بالفعل، أول تحدٍ هو تخصصي العلمي الدقيق والبعيد كل البعد عن مساري الإبداعي الذي يجعلني دوما بين مطرقة لغة إبداعية منسابة وسندان لغة تقنية علمية دقيقة.  أضف إلى ذلك تحدي الموازنة بين العمل والإبداع. لكن بالرغم من كل ما سلف ذكره أجد دوما في الإبداع ذلك الملاذ الآمن الذي يأخذني من عالم ضغوطات الحياة وهمومها إلى عالم رحب يتجاوز ما هو كائن إلى ما هو ممكن.  


سؤال : 

5 - سؤال مرتبط بما سبق، ماذا تضيف لكم العضوية في مثل هذه المدونات الإلكترونية؟ 


جواب:

- أكيد، فهي تجعلني أنفتح على أصوات شعرية بارزة في الوطن العربي، فضلا عن إتاحة فرص ثمينة لتطوير كتابتي والاستفادة من آراء ونصائح شعراء كبار لهم تجربة مميزة ومسار إبداعي حافل، كل هذا يحفزني على تطوير نفسي وقدراتي والاستفادة من ملاحظاتهم ونصائحهم التي تسهم في تطوير مساري الإبداعي للأحسن. 


سؤال:

 6 - أستاذي الفاضل أحرزت أعمالكم الإبداعية على مراتب مشرفة:

 - المرتبة الأولى في المسابقة الوطنية "شغف الكتابة" صنف الشعر المنظمة من قبل "جمعية رواد للتغيير للتنمية والثقافة" في إطار النسخة الثانية للمعرض الجهوي للكتاب المستعمل، بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع جماعة وجدة، سنة 2021.

 - فائز بالمرتبة الأولى في المسابقة الأدبية الوطنية التي قام بتنظيمها "منتدى الإبداع" بالمغرب صنف الشعر سنة 2021. 

- فائز بالمرتبة الأولى في المسابقة الشعرية الدولية "دروب القلم" المنظمة في باريس من طرف المجمع الدولي للآداب والفنون البصرية والمنظمة الدولية للثقافة والتنمية وحوار الحضارات سنة 2021.

 - فائز بالرتبة الثالثة في المسابقة الدولية الشعرية الشبابية العربية المنظمة في تونس من قبل المركب الثقافي محمد الجموسي والمقهى الأدبي عبد الرزاق نزار. سنة 2021. 

- مؤهل للقائمة الطويلة للمسابقة الشعرية الدولية "تلك الأشعار" المنظمة في الصين من طرف موقع تلك الكتب. سنة 2021.

 - فائز بالمرتبة الأولى في المسابقة الشعرية "تجارب شعرية"، المنظمة من طرف المديرية الإقليمية للثقافة بتازة، سنة 2023.

 سؤال : حدثنا عن وقع هذا الفوز؟ وكيف يكون شعوركم وأنتم ترون ثمار مجهوداتكم؟ وهل لهذا الفوز دافع للمزيد من العطاء؟ 


جواب:

- أولا، المشاركة في المسابقات الشعرية تجعلك تكتشف ذاتك من جديد، وتعرف قيمة ما تقدمه للساحة الإبداعية، بالإضافة إلى الاستفادة من آراء لجان التحكيم، وملاحظاتهم التي تساعد لا محالة في التطور والتقدم للأحسن دائما. 

أكيد أن الفوز له طعم مختلف يحفزك على العمل والاجتهاد، ويطمئنك بأنك تخطو بخطوات ثابتة نحو الأحسن والأفضل، هذا يجعلك بالتأكيد تتطلع للأحسن دوما وتجتهد أكثر لتظهر في أبهى صورة مستقبلا، ولتبصم على مستقبل إبداعي واعد.

 لذلك، المسابقات تحفزني كثيرا وتطمئنني، وأيضا تحملني مسؤولية ليست باليسيرة لتطوير نفسي وكتاباتي مستقبلا.


سؤال:

 7 - هل في رأيكم الجوائز كافية لتتويج المسيرة الإبداعية والنقدية للأديب والناقد؟


جواب:

- أكيد ليست كافية؛ لأنها تعرفك بمكانتك الإبداعية في الساحة الأدبية فقط، وتفتح لك آفاقا جديدة للعمل والاجتهاد. وهذا يعني أن التتويج الحقيقي للمسيرة الإبداعية لأي شاعر أو أديب يتجلى في عمله الدؤوب على تطوير نفسه، والانفتاح على محيطه الثقافي والاجتماعي لأجل بناء تجربة مميزة تعطيه بصمة خاصة تميزه عن غيره من المبدعين. هذا هو التتويج الحقيقي في نظري.


سؤال:

8 - كيف يرى المبدع محمد امحيندات مشاركة الشباب في الحقل الثقافي؟ وهل من السهل أن يضع قدمه على الطريق الصحيح في ظل غياب النقد والتوجيه؟


جواب: 

- لقد أشرت لهذا في معرض حديثي عن التحديات التي تواجهني. صراحة أرى أن إقبال الشباب على الحقل الثقافي ممتاز، لكن المشكل الذي نواجهه هو مشكل الانفتاح؛ بمعنى، هل فعلا تتاح الفرصة لهؤلاء الشباب المقبلين على هذا العالم الرحب؟ وهل هناك فعلا امتداد لتجربتهم هذه؟ والأهم من كل هذا كله، هل هناك فعلا وعي نقدي يوجههم للطريق الذي يطمحون إلى سلكه؟ كل هذا أكيد سيكون مستحيلا من دون توجيه وإرشاد حكيم يُخلق من خلال ربط الماضي بالحاضر، وتقديم نقد بناء غير مبني على أحكام قبلية من جهة، ولا مجال فيه للمجاملة من جهة ثانية.


سؤال: 

9 - هل اهتمام الجيل الجديد بالإبداع بهذا الشكل الذي يبدو عليه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، قادر على أن يعطينا في المستقبل كتاب ونقاد يحملون على عاتقهم هم الثقافة في الوطن العربي؟ 


جواب:

- أن تحمل لواء الثقافة في الوطن العربي على عاتقك مهمة ليست باليسيرة. أكيد، هذا يحتاج لجهد وعمل وكد، وهو ما لا يتاح من خلال مواقع التواصل الاجتماعي في غالب الأحيان للأسف. ففي هذه المواقع يمكن للجميع أن يصبحوا مبدعين في رمشة عين؛ لأنه في نظري هذه المواقع مبنية على الإيهام والابتذال وتسود فيها العشوائية، والحال أن المبدع الحقيقي هو من يضع نفسه أمام هاجسين؛ هاجس الإبداع المبني على قوانين نقدية صارمة لا مجال لتجاوزها، وهاجس التجربة المبنية على رؤيا واضحة للقارئ والمبدع. وهذا في أغلب الأحيان لا نجده متاحا إلا لدى القليل من رواد هذه المواقع. لذلك، أرى أن مواقع التواصل تخدم المبدع الذي يكون واعيا بهذه القناعات، وإلا فلا مجال للحديث عن نهضة ثقافية حقيقية إن بقينا على هذا الحال.  


سؤال: 

10 - كيف يرى المبدع محمد امحيندات العلاقة بين المبدع العربي والنقد؟ 


جواب:

- أراها علاقة مضطربة قليلا تحتاج لإعادة النظر من جديد، كون النقد هو المحدد الرئيسي للإبداع، ومن دونه لا يمكننا أن نتحدث عن إبداع حقيقي؛ لأن الهدف الأسمى للنقد هو وضع شروط دقيقة تحدد المعنى الحقيقي للإبداع وشروطه قبل الحديث عن قراءته وتلقيه. لذلك، أرى أنه من الأهمية بمكان إعادة النظر في هذه العلاقة وأخذها بعين الاعتبار إذا أردنا بناء مستقبل إبداعي رصين.



 

الوسادة اللعينة | بقلم الأديبة المصرية/ خلود أيمن 


الوسادة اللعينة | بقلم الأديبة المصرية/ خلود أيمن
الوسادة اللعينة | بقلم الأديبة المصرية/ خلود أيمن



السلام عليكم ، 

الوسادة اللعينة : 

تمتصني تلك الأفكار التي تطاردني بينما أضع رأسي على تلك الوسادة اللعينة التي تلعب دوراً مُغايراً لما صُنعَت لأجله ، فبدلاً من قدرتها على تهدئة روعي وتبديد مخاوفي فهي تُزيد من قلقي وارتجافي وهلعي ، تجعلني أخشى اليوم القادم والحياة بأسرها ، لم تَعُد تحتضني ، تحتوي آلامي وأحزاني كما كانت تفعل من قَبْل ، لم تَعُد تمنحني الدفء ، الأمان ، أو تبعث في نفسي الهدوء ، صارت تُضاعِف الألم داخلي ، تُجدِّد تلك المشاعر التي أهرب منها إليها فلم أَعُد أجد الملجأ المناسب الذي يحميني من عَنت الحياة وقسوة الأيام وتَخبُّط المشاعر ، لقد كانت الحماية حينما لم أجد من البشر مَنْ يتفهمني ولكنها فقدت قدرتها على أداء هذا الدور فصرت أعاني حتى أتمكن من النوم بهدوء فقد صار القلق يتسلل إلى نفسي ويمنعني ويحول بيني وبين الراحة ، فلا عُدت قادراً على النوم ولا راغباً في الصحو ، صرت أمقت الحياة بأسرها ، أرغب في مغادرتها في أسرع وقت ممكن وما بيدي حيلة لمعرفة ذاك اليوم ولو بتوقع بسيط فهو في علم الغيب الذي لا يعلمه سوى الله _ عز وجل شأنه _ ، فلجأت إليه علَّه يُخلِّصني من كل ذاك التيه والخراب الذي عمَّ بكل أنحاء جسدي ولم يترك لي جزءاً سليماً أحيا به أيامي القادمة ...




 

"لقد سامحوه جميعاً إلا أنا" | بقلم الكاتبة السودانية/ تسنيم عبد السيد 


"لقد سامحوه جميعاً إلا أنا" | بقلم الكاتبة السودانية/ تسنيم عبد السيد
"لقد سامحوه جميعاً إلا أنا" | بقلم الكاتبة السودانية/ تسنيم عبد السيد 



أسمرٌ مُلتحي، ابتسامته انتشالٌ من قاعِ الكآبةِ إلى قمةِ السعادة، كمفقودٍ عاد يوم عزاءه! غمازةُ خده الأيسر غائرةٌ أكثر من الأخرى كأنها مثقوبةٌ لا محفورة.. يتوسط رفقته في جلسة القهوة، عند  سِت الشاي (زوبة) يجلس مع مجموعةٍ من الأصدقاء لا يقل عددهم عن عشرة، لا يهم كم العدد بالضبط! فلم أرَ إلا واحداً، بائنٌ بين مجموعته.. لم يكن أكثرهم وسامةً ولا أرفعهم قامةً ولا أحسنهم أناقةً بحسب بيوت الموضة والأزياء، لكنهُ بذلك الـ(تي شيرت الأسود وبنطال الجينز الباهت) بدا لي وكأنه يرتدي صيحة من صيحات الموضة، وليس ذلك المظهر المكرر الذي نراه يوميًا في طرقاتنا أو نرتديه.


أدهشني أمرُ ذلك الشاب -الجذاب- إنه حقًا كذلك! مُلفت جدًا بغيرِ مجهودٍ منه، كلما نظرت إلى ذلك الجمع، أراني في عينيه، أُراقب حركاته وسكناته، عندما يتحدث يُكثر من حركة يديه، تعابير وجهه تُنبئك عن أي شيءٍ يتحدث، قصة ساخرة أم حزينة أم أنه يُجامل احدهم بإيماءات وابتسامة خاطفة! كله بائنٌ في ذلك الوجه البريء، لن أكذب وأقول الجميل! لكنني سأُكرر بملء فيهِيّ إنه كان مُلفتًا! في ملامحه راحة ونقاء، في وجهه معنى السلام الحقيقي، لا ذاك الذي تخدعنا بتوقيعه النُخب والحكومات.


نقاء وصفاء وجه (كِراشِي) نابعٌ من روحه، لا لون بشرته ولا جمال سحنته.. كان أكثرهم ضجيجًا رغم هدوئه ورزانته، إذا تحدَّث غيره يُنصت باهتمام، يتكئ على الجدار الذي خلفه، يلتفت كل فينة وأخرى إلى (زوبة)، فيمازحها أو يسألها فتجيب ساخرة! فتضحك ويضحك مرات ومرات، وكأنه يتلذذ باصطياد مزيد من الضحايا بذلك الوجه المفرهد البشوش، يبسط الأُنس في المكان بخفة الروح وعفوية الضحك والابتسام.


فجأة بدأت المركبة بالدوران، نعم! يبدو أنّ العطل قد زال، فيالها من "عَطَلة"! مرَّت تلك الساعة وكأنها لحظة، فبالرغم من أني أكره تعطل مركبات المواصلات، وأجدني أول المغادرين حال حدوث ذلك، إلا أنّ تلك المرة كانت الوحيدة التي أُجْبَر فيها على البقاء والتسمُر مكاني دون حراك، نعم أُجبِرت، أجْبرني ذلك (الجبّار)، فمنذ أن تعطَّلت المركبة ومع أول إلتفاتة نحو النافذة لأستطلع أين نحن بالضبط، خرجت ولم أعد! إلا عندما دار محرك السيارة، وسمعت السائق يعتذر عن التأخير ويطلب السماح، لقد سامحوه جميعًا إلا أنا!



 

ماثيو الضائع | مشهد بقلم الكاتبة المصرية / رقية الحملاوي 


ماثيو الضائع | مشهد بقلم الكاتبة المصرية / رقية الحملاوي



"'أيها الرفيق ماثيو لماذا لم تدعه يكمل حديثه .. لقد كان سيخبرك بالحقيقة كاملة !! 


عندما تجد شخصا يا آرثر يريد أن يعترف لك اعتراف سيندم عليه لاحقا ..أوقفه ..

نحن لسنا اغبياء نحن فقط نحاول أن نرحم .. نحاول ..


حتي في تلك الأشياء التي كانت سهاما مصوبة علينا ..

إن الصورة واضحة وضوح الشمس لقد قالت المواقف كل شيء

ومابين السطور كان أوضح من الحديث الموجه ..

الأحداث الثانوية هي التفسير الحقيقي للأمور في الغالب ..

الزلات التي لاتكمل استرسالها حين تسقط سهوا أو استغباءا لك .. مامن صورة لم تكتمل حقيقتها لتأخذ حكمها الصحيح ..

لكننا نحب الحياة فنخدر العقل من حين لآخر .. إنني يا آرثر ارى من فوقي وجانبي وخلفي .. صوت الحقيقة دائما يصرخ حولي لكنني أراوغه لأنني .. لا أدري لماذا أراوغه ؟ . 


"""لكنك ياماثيو تبدو وغدا أو شيطانا أو أحمق .. إنك مدان في كل موقف ولم تمنح نفسك حقيقة واحدة للدفاع بها عن نفسك حين تقام محكمة التصنيف .. واجه بكل ماتعرف وقف علي ناصية البراءة .. لاتكن جبانا ..


فلأبدو كما أبدوا يا آرثر ..إنني بالفعل لست صالحا بمايكفي فبداخل أشرس وحش فينا جزء رحيم وضوء يأخذ ركن من الروح لايراه أحد وطفل بريئ .. وبداخل أرحم ملاك فينا ذئب كامن ذئب لايتوقعه أحد .. وإنسان متجرد مما يتغنى  ..

نحن فقط نحارب ..نحارب لنكمل المسير في الطريق المختار .. وبعضنا يحارب مع شيطانه وبعضنا يحارب ضده . 

وبعضنا يقفز بين هذا وذاك .. لكن هذا لا ينفي أننا سنحاسب في النهاية على ماسرنا نحوه ..


أنا لست جبانا يا آرثر أنا فقط أحاول ألا أحكم على الآخر وأنا أعرف جيدا أن كل إنسان في هذه الحياة في أعاصير المعاناة يتعذب فأحاول إعفاء الآخر من سياط حكمي ..


""""لكنهم يحكمون عليك ياماثيو ..


لأنهم أوغاد ياآرثر لأنهم أوغاد لأنهم يتركون الرحمة التي بداخلهم لأشخاص آخرين  .. أريد أن أعود لمحرابي 


 .. إنني متعب .. متعب للغاية .. دعني الآن يا آرثر .. 


""" ماثيو أنت ضعيف .. ضعيف للغاية ..


لا يا آرثر .. أنا لست ضعيفا ..أنا ضائع بين إنسانيتي وقلبي وعقلي وإيماني وشيطاني ..فآخر مرة خرجت من محرابي أغلقت بابه وأضعت المفتاح وضللت الطريق وغادرني الضوء  .. لا أدري أين كنت ذاهبا حينها .. لكن كل ماأتذكره أنني ضللت الطريق .. ضللت الطريق وأنا لم أكن أعرف إلى أين كانت وجهتي حينها .. كل ماأعرفه أنني هنا الآن .. في ذلك النفق المظلم ..

ولا أدري ماذا هناك في نهاية النفق ؟ 


آرثر أين أنت ؟؟؟ آرثر .....؟  

ماهذا إنني في النفق وحدي ! وحدي ..

الطريق طريقك ياماثيو ستختار وحدك وتعاصر الظلام وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك .. يا الله أريد بعثا جديدا في هذه الحياة .. إبعثني يا الله ..إبعثني من جديد فأنا لا أحتمل الظلام وأنا لا أعرف متى سينتهي .. الطريق طويل وأنا عاجز مقيد بأشباح لا أراها أنا ضعيف  .. 


 






 بوحٌ ومرآة | بقلم الأديب العراقي/ عماد الدعمي 


بوحٌ ومرآة | بقلم الأديب العراقي/ عماد الدعمي
بوحٌ ومرآة | بقلم الأديب العراقي/ عماد الدعمي


أرضَ الكنانــةِ ضمّــي شــاعرَ القَلَقِ

وخلصينـــي مــــن الأحزانِ والأرَقِ

وساعدينـــي لأنّـــــــي دونما وَطنٍ

ودونما هدفٍ امشـــــي على الطُرِقِ

هُمْ غرّبوني بأرضي حامـــلا وَجَعي

حالي كمُحْتَضرٍ فــــــــي آخر الرّمَقِ

أصـــــــارعُ الحزنَ والآلامُ تهزمُــني 

ويرقدُ البؤسُ فـــــي ليلي ولم يَفِقِ

يا مصرُ يا واحةً روحــــي تُسامرُها

قَدْ جئتُ مـــن بَلدِ الأحزابِ والفُرَقِ

أشدو وعزفــــــــي بــلا نايٍ ولا وَترٍ

واحبسُ الكبتَ فـي صدري بلا نُطُقِ

أدونُ الشعـرَ لا أصبـــــــــو لمنزلــــةٍ

لكنّما غايتـــــي أرقــــــى إلى الخُلقِ

وأنبــذُ الظلـمَ إنْ قـــــامتْ قيــامـتُه

فغايــةُ الظلمِ أن أمشــي علـى الزَلقِ

فكيفَ بــــي وبـلادي عــاثَ فاسدُها 

وصــــارَ يذبــــحُ شُبـانًا مــــن العُنِقِ

يا مصرُ عُذرًا إذا أعلنتُ عــــن كَــدَرٍ

فالهمُّ  يرقدُ في روحي وفــي عُمُقي

والنّاسُ فـــــي بَلدي ضلّوا بصيرتَهم

ساروا بلا أمــلٍ  فـــــي ظُلمةِ الغَسقِ

يُعلقـونَ علــــــــى الأقــــدارِ خيبتَهُمْ

ويَغرقـــونَ بـــــــلا مـــــــاءٍ ولا وَدَقِ 

ويؤمـنونَ بوغـــدٍ بــــــــاتَ يحكمُهُمْ

يُصفقـــــــــــونَ لــسُراقٍ ومُــــرتــزقِ 

ويَفرحـــونَ بدجّـــــالٍ بـــــــلا شَرفٍ

ويَرفعــــونَ بأقـزامٍ علــــــــى السَّمِقِ

ويَرسمـونَ علــــــــى خَيبــاتِهم حُلُمًا

ويُؤمنونَ بضوءٍ تـــــاه فــــي الشّفقِ

ويَرقصونَ علـــــــى طبــلٍ يُسامرُهُمْ

ويَرفضونُ تَباشيرًا علــــــى الأفُـــــقِ 

يــا مصرُ لـم يبـــــقَ عندي أيُّ أقنعـةٍ

هيهاتَ أخفي وقــد ضاقتْ ولم أطِقِ

فَكَمْ وَقفتُ علـــى الأعــوادِ أفضحُهُمْ

حتـى تَحـرَّقَ  مـــــاعندي مـن الحُرَقِ

أمشي علـــى وَجــلٍ والموتُ يَرقبُـني 

يأبــــــى مُفارقتــــــي بالليــلِ والفَلقِ

ناديتُ مـــن وَجعٌـي والقـومُ يَسمعُني 

وَكَمْ نَظمتُ وفـــــــاضَ الشعرُ كالعَبقِ  

فكيفَ أبصرُ دربــــــي حيـنَ يَحكمُني

أولادُ عاهـرةٍ عـاشـوا علـــــــــى اللَعِقِ

يـــــــا شاعرًا غـرّهُ التصفيقُ كُـنْ فَطنًا

ألستَ يــــــــا مفصـحًا بالشّاعرِ الحَذِقِ

ومـــــا اغترارُكَ والأقــــــــلامُ عــاجزةٌ

وأنتَ تصمتُ عــــــن ظلمٍ وعــــن نَزِقِ

يــا مصرُ دونتُ مــا عندي وفـــي عَلَنٍ

ألستُ عــــــن وطنــــــي بالنّاطقِ اللّبقِ

عهدًا وعهدي علـــــى الأسمــاعِ أطرُقُه

أنْ لا أساومَ فــــي حرفــي على الوَرَقِ