Articles by "..."
‏إظهار الرسائل ذات التسميات .... إظهار كافة الرسائل

 

ملاقاة المخاوف | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


ملاقاة المخاوف | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
ملاقاة المخاوف | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


السلام عليكم ، 

ملاقاة المخاوف : 

كتفي مُثقَل بالخيبات التي لم يتمكن الزمن من مَحوِها ، مُقيَّد بالأعباء التي لا أستطيع نفضها ، ملئ بالندوب التي لم يقدر أحد على مداواتها فهي وإنْ اختبأت داخلي فهي محسوسة طوال الوقت وكأن آثارها ظاهرة على ملامح وجهي كبقايا خدوش عالقة به ، لقد اعتراني الخُذلان الأشبه بالضباب الكثيف الذي يحجب الرؤية ويجعلني فاقدة الثقة في أغلب البشر ولو حاولت منح بعضهم قدراً منها أجدني أتردد وأتراجع حينما يُصيبني منهم نفس النتائج المُخزية التي تُرجِعني للوراء خطوات كثيرة بعدما تمكَّنت من السير مسافة لا بأس بها للأمام ، فهيهات بين قلبي وخُطط عقلي التي أحاول تنفيذ إياها ولكن بلا جدوى أو رجاء ، فعادةً ما يُصاب المرء بما يخشاه وكأنه كُتِب عليه ملاقاة مخاوفه في أي درب يسير به ويخطو ، بينما عليه أنْ يتظاهر بأنه صلبٌ قوي لا يَهاب شيئاً أو يَعبأ بتلك المخاوف التي تطارده في كل خطاه ، فعساه يتمكن من الوصول لذاك الدرب الذي يهرب فيه من تلك المخاوف أو يتمكن من مواجهتها ويقضي بذلك على كل تلك المآسي التي تُعرِقل حياته وتجعله في حالة خوف ورهبة طيلة الوقت بلا داعٍ ، فنحن مَنْ نُغرِق أنفسنا في رُكام الخيبات بحيث لا نتمكن من التجاوز أو الوصول للمراحل التالية حينما نقرر تكرار نفس الأخطاء أو الاستسلام لنفس المشاعر وهذا ما يُودي بنا لنفس المصير بلا إيجاد الحل السليم الذي ينأى بنا عن كل تلك الأهوال ويخلِّصنا من الوقوع في نفس الخيبات التي ربما عَلِقت بنا وتعرَّفت بنا من كثرة ما اعتدناها وفضَّلت البقاء معنا للأبد ، فكل شيء بأيدينا ما دُمنا نملك الإرادة والرغبة في الخلاص منه ...




ماذا لو استطاع كل منا قراءة أفكار الآخر؟ | بقلم ريهام كمال الدين سليم: كاتبة وشاعرة من مصر


ماذا لو استطاع كل منا قراءة أفكار الآخر؟ | بقلم ريهام كمال الدين سليم: كاتبة وشاعرة من مصر
ماذا لو استطاع كل منا قراءة أفكار الآخر؟ | بقلم ريهام كمال الدين سليم: كاتبة وشاعرة من مصر



ماذا لو استطاع كل منا قراءة أفكار الآخر؟ هل ستصبح الحياة أكثر وضوحًا أم سنغرق في ظلام التعقيدات البشرية؟

 

في قدرتنا على إخفاء أفكارنا قوة كامنة فالخصوصية تمنحنا مساحة للتأمل والتجديد وتحافظ على الغموض الذي يضفي على حياتنا جمالًا وعمقًا.

إن معرفة ما يدور في عقول الآخرين قد يبدو ميزة لكنها تفتح أبوابًا على مصراعيها لكل أنواع المشاعر والأفكار الإيجابية منها والسلبية. قد نجد أنفسنا أمام سيل من المعلومات التي نحن غير مستعدين لاستيعابها أو التعامل معها. فقدان الخصوصية في أفكارنا يعني فقدان القدرة على التفاعل بشكل طبيعي وعفوي وإفساد الروابط الإنسانية التي تعتمد على الثقة والاحترام المتبادل.


هناك جمال في الغموض وسحر في عدم المعرفة، تلك الأفكار المخبأة تشكل جزءًا من هويتنا الخاصة وتعطينا الفرصة لنُعَبّر عن أنفسنا بطرق متعددة ومختلفة.

إذا استطعنا قراءة أفكار بعضنا البعض سنجد أن الحياة أصبحت سطحية خالية من التعقيد والتنوع الذي يجعلها مثيرة ومليئة بالمفاجآت. نفقد القدرة على الاحتفاظ بالأسرار، فخصوصية أفكارنا هي ما يميز كل فرد عن الآخر ويمنح العلاقات الإنسانية قيمتها وجمالها.

القدرة على الحفاظ على مسافة صحية بين ما نفكر فيه وما نشارك به هي مهارة تحتاج إلى تقدير واحترام. إن الحفاظ على هذه الخصوصية هو ما يمنح حياتنا توازنًا ورونقًا ويجعل من كل حديث تجربة فريدة ومميزة.


لو استطاع كل منا قراءة أفكار الآخر لتلاشت الحدود بين الواقع والمخيلة. تخيل لو كان عالم الخيال مرئيًا لاندثرت تلك اللحظات السحرية التي نختبئ فيها خلف ستائر الخيال، ولبدأت أرواحنا تشعر بالاختناق في مواجهة الحقيقة المجردة.

الخيال هو متنفس الأرواح حيث نهرب من قيود الواقع ونتحرر لنحلق في عوالم من صنع مخيلاتنا. هو الملاذ الذي نهرب إليه حين تضيق بنا الحياة ونجد فيه ملاذًا آمنًا نتنفس فيه بحرية. هو الزهور التي تنمو في حدائق عقولنا، تغذي أرواحنا وتلون أيامنا بألوان الأمل والإبداع.

بدون الخيال يصبح العقل كصفحة بيضاء بلا كلمات، جامدة وصامتة. نصبح كآلات تتحرك بلا روح، نفقد الدهشة والعجب ونتحول إلى كائنات تفتقد للحيوية والإلهام. الخيال هو الذي يمنح الحياة جمالها وعمقها، هو السر الذي يجدد نبضات قلوبنا ويسمح لنا برؤية ما وراء الممكن.


خيالُ العقلِ يكفيني

فما أطغى وما خانا


بطيبِ مشاعرٍ حُسنى

سعى ليُزيل أحزانا


ويرويني فلا ظمأٌ

فيضحى القلبُ بُستانا


و مؤتمنٌ.. فلا عجبٌ

بدا للأمنِ عُنوانا


وحين أفورُ من غضبٍ

يدُقُّ النبضُ ألحانا


فكيف الهمُ يُغرقني

و بات الدفءُ شطآنا؟! 


خيالي صار مملكتي

و قد أصبحتُ سُلطانا


على عرشِ الهوى نبضي

يهيمُ يدورُ نشوانا


كقارئةٍ لفنجانٍ 

رَأتْ بالسعدِ إمكانا


و لو أمسيتُ في حزنٍ

بيُسرٍ زال ما كانا


و بات عصا لساحرةٍ

تفيحُ الفرْحَ ألوانا

 


#بقلمي #ريهام_كمال_الدين_سليم #تصويري 


What if each of us could read the thoughts of others? Would life become clearer, or would we drown in the darkness of human complexities?


The ability to hide our thoughts holds a latent power, for privacy gives us space for contemplation and renewal, maintaining the mystery that adds beauty and depth to our lives. Knowing what is going on in others' minds may seem like an advantage, but it opens wide doors to all kinds of emotions and thoughts, both positive and negative. We may find ourselves facing a flood of information that we are not ready to comprehend or handle. Losing privacy in our thoughts means losing the ability to interact naturally and spontaneously, damaging the human connections that rely on mutual trust and respect.


There is beauty in mystery and charm in not knowing; those hidden thoughts are part of our unique identity and give us the opportunity to express ourselves in multiple and different ways. If we could read each other’s thoughts, life would become shallow, devoid of the complexity and diversity that make it exciting and full of surprises. We would lose the ability to keep secrets, as the privacy of our thoughts is what distinguishes each individual and gives human relationships their value and beauty. The ability to maintain a healthy distance between what we think and what we share is a skill that requires appreciation and respect. Preserving this privacy grants our lives balance and elegance, making each conversation a unique and special experience.


If each of us could read the thoughts of others, the boundaries between reality and imagination would dissolve. Imagine if the world of fantasy were visible, those magical moments where we hide behind the curtains of imagination would vanish, and our souls would start to feel suffocated facing the bare truth. Imagination is the breath of souls, where we escape the constraints of reality and free ourselves to soar in worlds created by our minds. It is the refuge we escape to when life becomes constricting, finding in it a safe haven where we can breathe freely. It is the flowers that grow in the gardens of our minds, nourishing our souls and coloring our days with hues of hope and creativity. Without imagination, the mind becomes a blank page, lifeless and silent. We become like machines moving without spirit, losing wonder and astonishment, turning into beings lacking vitality and inspiration. Imagination is what gives life its beauty and depth, the secret that renews the beats of our hearts and allows us to see beyond the possible.


The mind's imagination suffices me,

For it neither overpowers nor betrays.


With noble, pleasant feelings,

It strives to erase my sorrows.


It quenches my thirst,

Turning my heart into a garden.


Trustworthy, no surprise,

It became a symbol of security.


And when I rage with anger,

My pulse beats melodies.


How can worry drown me,

When warmth has become my shore?


My imagination became my kingdom

And I have become a sultan


On the throne of passion, my pulse

Wanders, drunk with delight


Like a fortune-teller

Saw possibilities of happiness


And if I become sad

Sadness easily vanishes 


And imagination Becomes like a magician’s wand

Releases colors of joy


#my_words #myphotography

#nature #naturelovers #flowers

 

حمامة سلام | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


حمامة سلام | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 

السلام عليكم ، 

حمامة سلام :

قلبكِ كحمامة سلام لديّ إذْ يبعَث داخلي الطمأنينة والسكينة والراحة التي لم أَعهَدها مسبقاً قَبْل أنْ ألاقيكِ أو أصطدم بكِ ، لقد كُنتِ طوق نجاة لغريق أوشك على لفظ آخر أنفاسه تحت دوامات المياه العاتية التي تضرب به الواحدة تلو الأخرى حتى يكاد يموت في الحال ثم جئتي لتنتشليه من تيهه وشِتاته ، تلملمي تَبعثُر روحه ، تُضمِّدي جراحه ، تُخفِّفي عنه وطأة شعوره في بعض الأحيان ، تربِّتين بكلماتك الدافئة على كل كيانه فتطيِّبين بها خاطره وتجبُرين قلبه الذي ذاق مَرار الوحدة وعانى مشقات الخذلان على مدار حياته السابقة قبل أنْ يعرفكِ ، فأنتِ لقلبي نِعْم الملاذ ، صِدق الشعور ، راحة البال ، ذاك الأريج العَطِر الذي يفوح في الأرجاء وقتما تحلِّين ، يبعَث بنفسي سعادة غير مرتقبة النظير وكأني كنتُ في انتظار قدومك منذ قديم الأزل كي تُشفَى نفسي من كل العِلل التي أصابتها ويتغير مجرى حياتي للأبد ، ليتكِ كنتِ معي قبل أنْ تتعثر خُطاي وأفقد دربي وتضيع حياتي لهذا الحد القاتل الذي يفتك بي كل يوم ويرميني صريعاً بين الدروب ، تائهاً ، حائراً لا يدري أين الطريق وإلام يريد الوصول ؟ ، لقد صرت هادئاً في رحابك أيتها الفتاة الشقية الهادئة التي تعبَث بكل ذرة بجسدي ، تُثير جنوني بكل ما فيها سِمات تأسرني وتجعلني متيَّماً بها ، مغرماً بجمالها طيلة الوقت ، غير راغب في التوقف عن التطلُّع إليها للحظة تذوب فيها كل آهاتي وتتلاشى كل آناتي التي عَلِقت بي لسنوات طوال وها قد مَحوتِها بحضورك الخلاب الذي يسرق لُبي وقلبي في كل الأوقات والساعات ، دُمتِ لي خير الحبيبة القريبة لقلبي حتى الممات ...





 

عن الصمت | بقلم الكاتبة المصرية ريهام كمال الدين سليم 


عن الصمت | بقلم الكاتبة المصرية ريهام كمال الدين سليم
عن الصمت | بقلم الكاتبة المصرية ريهام كمال الدين سليم 



أرى أن في الصمت حكمة، وفي الهدوء قوة، وفي الاستماع عالم من الجمال لا يراه إلا من يختار الصمت رفيقًا له.

 

إن في الصمت سكونًا يعانق الأفكار برفق ويفسح المجال للأرواح كي تتأمل وتستبصر ما غفل عنه الآخرون. 

الصمت ليس فراغًا، بل هو فسحة تنبض بالحياة، حيث تتعانق الأرواح مع أنغام الكون الهادئة وتنسج خيوط السكينة من حروف لا تُكتب ولا تُقال. في هذا الصمت تزهر حدائق الإلهام وتولد الألحان العذبة التي لا يسمعها سوى من أصغى بكل كيانه فوجد فيها ملاذًا من ضجيج العالم وضوضائه.


إن الهدوء في عصر الضجيج هو جسر إلى عمق الذات، حيث يمكن للمرء أن يسمع صوت قلبه وهو ينبض بإيقاع الحياة الحقيقية. ففي كل لحظة من السكون تفتح أبواب الحكمة وتتجلى رؤى لم تكن لتُرى في زحمة الكلام. 

هناك في عالم الهدوء تتكشف أسرار الروح وتبدع العقول أعظم الأفكار التي تنير دروب الحياة.


الهدوء هو اللغة الأعمق من الكلمات، حيث يتلاقى الحاضر بالماضي والمستقبل في لحظة واحدة. 

في السكون يتحرر الإنسان من قيود الزمن ويغدو قادرًا على استكشاف أغوار نفسه والعالم من حوله برؤية شفافة. ومن اختار الهدوء رفيقًا له يعِش في تناغم مع الكون مستمتعًا بجمال التفاصيل الصغيرة التي تضيء الطريق وتكشف عن جوهر الحياة.



I see that in silence there is wisdom, in calmness there is strength, and in listening, there is a world of beauty that only those who choose silence as their companion can perceive.


In silence, there is a stillness that gently embraces thoughts and allows souls to contemplate and discern what others overlook. Silence is not emptiness, but a space pulsating with life, where souls harmonize with the quiet melodies of the universe, weaving threads of tranquility from unwritten and unspoken letters. In this silence, gardens of inspiration bloom, and sweet melodies are born, heard only by those who listen with their whole being and find in it a refuge from the world's noise and clamor.


Calmness in an era of noise is a bridge to the depth of the self, where one can hear the sound of their heart beating to the rhythm of true life. In every moment of stillness, doors of wisdom open, and visions emerge that could not be seen amid the hustle and bustle of words. In the realm of calmness, the secrets of the soul are revealed, and the greatest thoughts, illuminating the paths of life, are created.


Calmness is a language deeper than words, where the present meets the past and future in a single moment. In stillness, a person is freed from the constraints of time and becomes capable of exploring the depths of themselves and the world around them with a transparent vision. Those who choose calmness as their companion live in harmony with the universe, enjoying the beauty of the small details that light the way and reveal the essence of life.

تألق الأستاذة إيمان فتيحة السيد في ندوة "القواعد الذهبية لبناء طفل متوازن الشخصية"


تألق الأستاذة إيمان فتيحة السيد في ندوة "القواعد الذهبية لبناء طفل متوازن الشخصية"
تألق الأستاذة إيمان فتيحة السيد في ندوة "القواعد الذهبية لبناء طفل متوازن الشخصية"

كتبت : ريهام كمال الدين سليم 

 أقام حزب مستقبل وطن دائرة سيدي جابر يوم الأربعاء الموافق 17 يوليو 2024 ندوة بعنوان "القواعد الذهبية لبناء طفل متوازن الشخصية". ألقت المحاضرة الأستاذة إيمان فتيحة السيد - أخصائي التربية الخاصة والصحة النفسية والإرشاد الأسري والتربوي.


تناولت الأستاذة إيمان في محاضرتها عدة نقاط هامة، منها:


- ربط تربية الطفل بحب الله عز وجل:

 أكدت على أهمية غرس القيم الدينية في نفوس الأطفال ليكون لديهم أساس قوي في الحياة.


- توفير حاجات الطفل النفسية:

شددت على ضرورة تلبية احتياجات الطفل النفسية ليشعر بالأمان والراحة.


- تقبل الطفل كما هو:

 حثت على قبول الطفل بشخصيته وطبيعته دون محاولة تغييره أو مقارنته بالآخرين.


- احتضان الطفل:

 نوهت بأهمية احتضان الطفل جسديًا وعاطفيًا ليشعر بالحب والدفء.


- الأمان:

 أشارت إلى أن شعور الطفل بالأمان داخل أسرته هو الأساس لبناء شخصيته المستقرة.


- الاستماع له:

أكدت على ضرورة الاستماع للطفل واحترام آرائه ومشاعره.


- التوافق بين الأبوين على نهج تربوي واحد: شددت على أهمية اتفاق الوالدين على منهج تربوي موحد لتجنب التناقض في التربية.


- عدم المقارنة:

 حذرت من مقارنة الطفل بأقرانه لما لذلك من تأثير سلبي على ثقته بنفسه.


- عدم التدليل الزائد:

 نبهت إلى خطورة التدليل الزائد على تنشئة طفل غير مسؤول.


- الثواب والعقاب:

 أشارت إلى أهمية استخدام نظام الثواب والعقاب بطريقة متوازنة لتعزيز السلوك الإيجابي.


- التغافل عن الأخطاء في بعض الأحيان:

 أكدت على أهمية التغافل عن بعض الأخطاء البسيطة لعدم إرهاق الطفل نفسيًا.


- إعطاء الأبناء الثقة في الاختيار:

 شددت على أهمية منح الأطفال الفرصة لاتخاذ قراراتهم بأنفسهم لبناء ثقتهم بأنفسهم.


شهدت الندوة حضور جمع من أولياء الأمور والمهتمين بالمجال التربوي، حيث استقطبت المحاضرة اهتمام الجميع. أشاد الحاضرون بالأستاذة إيمان فتيحة السيد، حيث أثنوا على أسلوبها الشيق والمنظم في طرح المواضيع. كانت قادرة على إيصال المعلومات بطريقة سلسة وممتعة، مما جعل الجميع متفاعلين ومستمتعين بالمحاضرة.


تميزت الأستاذة إيمان بقدرتها على جذب انتباه الجمهور من خلال تقديمها معلومات قيمة وأمثلة حية من واقع الحياة، مما ساعد على تعزيز فهم الحاضرين للنقاط التي تناولتها. كانت المحاضرة مليئة بالحيوية والنشاط، مما جعل الجميع يخرجون منها بفائدة كبيرة ورغبة في تطبيق ما تعلموه في حياتهم اليومية.


تألق الأستاذة إيمان فتيحة السيد في ندوة "القواعد الذهبية لبناء طفل متوازن الشخصية"

تألق الأستاذة إيمان فتيحة السيد في ندوة "القواعد الذهبية لبناء طفل متوازن الشخصية"

تألق الأستاذة إيمان فتيحة السيد في ندوة "القواعد الذهبية لبناء طفل متوازن الشخصية"

تألق الأستاذة إيمان فتيحة السيد في ندوة "القواعد الذهبية لبناء طفل متوازن الشخصية"




تسخير قوى الإنسان | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


 

تسخير قوى الإنسان | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
تسخير قوى الإنسان | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


 السلام عليكم ، 

تسخير قوى الإنسان : 

الإنسان كائنٌ ضعيف مهما بلغ جبروته واعتلى أرفع المناصب أو ظهرت قوته في بعض المواقف ، فهناك مواقف أخرى قد تهده ، تعصف به ، تعتصره ، تقتلعه من جذوره ، تهز كيانه فترتج أجزاؤه ويقع صريعاً أمامها غير قادر على الحِراك أو اتخاذ أي تصرف سليم حِيالها ، فلا عليه أنْ يغتر أو يتفاخر بقوته فهي في الأصل لا تخُصَّه وإنما هي هبة من الله قد بثها داخله كي تحميه وتُنقِذه في بعض الأوقات فبدلاً من أنْ يُحسِن استغلالها استخدمها بشكل خاطئ فتجبَّر وطغى وعَاث في الأرض فساداً ونشر الظلم في كل مكان دون أنْ يشعر بالذنب أو تأنيب الضمير ذات لحظة يتراجع فيها عن كل هذا الطُغيان والبغي ، فالقوة الحقيقية هي قوة الله التي يزرعها في الخلق ويُوزِّعها بينهم بنسبٍ متفاوتة على أنْ يتحكَّموا في تلك المِنحة قبل أنْ تطغى على شخصياتهم وتتمكَّن منهم وتُورِّطهم في مشكلات جمَّة لا حصر لها ، فتلك القوة هي حب من الله للعبد يمنحه إياها من أجل أنْ يعلم أنه قادر على سَلْبِها منه إنْ استخدمها على نحو غير مشروع ولم يجعل لها حداً ، فقوة المرء تنبع من قدرته على أنْ يكون ليناً وألا تُحيله لشخص صلب يَصعُب التعامل معه وينفر منه الجميع فهي بذلك لن تؤدي الغرض الذي وُهبَت من أجله ، فكل مِنحة من الله هي سلاح ذو حدين إذْ تعتمد في المقام الأول على شخصية المرء فإنْ كان عاقلاً تمكَّن من توجيهها في الخير ونُصرة المظلوم وإنْ لم يحاول الفَصْل في الأمور خصَّصها في الشر فتبددت منه بلا طائل وسوف يتذوق عاقبة هذا الأمر في القريب العاجل إذْ لن تضيع حقوق هؤلاء الضعفاء التي اعتدى عليها ذات يوم ، فعلى كل إنسان أنْ يعلم أن لكل شيء حدوداً إنْ تجاوزها سُلبَت منه أعظم العطايا والنِعَم التي منحه الله إياها حتى يتعلم في المرات القادمة كيف يمكنه تسخير قواه في الخير فقط دون أنْ يُحوِّلها لوسيلة لجلب الحقوق أو يستغلها وقتما يصل لنفوذ ويحمِل سلطات لأذى الغير أو الحَطِّ من قيِّمهم وإعطائهم الأوامر طوال الوقت ، فهناك وسائل عِدة لاستخدام القوى غير تلك التي يمارسها البشر فهي كغيرها من السِمات التي أنعم الله بها على عباده ولا بد من استخدامها فيما يُفيد والابتعاد عمَّا يَضُر الخَلْق بأي شكل كان ، فلم يُقصَد بها الأذى يوماً وعلَّ الإنسان يكون عاملاً بما أمره الله به حتى يرضى الله عنه ويُزيده من الخيرات والمسرَّات ...




معرفة الذات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


معرفة الذات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
معرفة الذات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 


 السلام عليكم ، 

معرفة الذات ( الاكتفاء الذاتي ) : 

 لا يُدرك المرء حقيقته أو يعرف ذاته جيداً إلا حينما يقع في مأزق ويكون بغير حاجةٍ لأحد ، حينما يستند على ذاته في معظم شئون حياته ، حينما يستمد قوته من داخله ، حينما يكتِم حزنه في أعماقه ، حينما يشتد به الضيق ولا يرغب في إخبار أحد ، يحاول حل مشاكله اعتماداً على نفسه دون الاستعانة بأحد ، حينما يَفِر من العالم لحجرته لحين أنْ يتعافى من أحزانه ، حينما يتخذ من ذاته الملاذ الآمن في كل حالاته ، حينما يدرك أنْ نفسه هي الأجدر بتولِّي كل تقلُّباته دون الرغبة في إزعاج الغير بتاتاً ، حينما يُولِّي وجهه لله وقتما لا يجد الحل المناسب لأي مشكلة كانت ، حينما يَعي ضآلة الدنيا وصغائر أمورها التي لا تكاد تستحق كل هذا العِراك والضجيج ، حينما تَحتِدم بداخله المعارك ويكتفي بالصمت والسكون ، حينما يحتذي بنفسه ويتخذ خُطى مغايرة لمَنْ سبقوه بحيث يجد لنفسه ترياقاً آخر يسير فيه ويجعله مميَّزاً عمَّن سواه ، حينما يفهم جيداً ما يُريد من تلك الحياة ووقتها فقط سيتمكن من خوض الرحلة بثباتٍ وهدوء دون أنْ يعتريه الخوف أو يَسكُنه التوتر أو يساوره القلق ذات لحظة فهو على علم أن كل شيء زائل مهما طال أمده ، فلا عليه أنْ يحمل هم شيء على الإطلاق فهي في النهاية دنيا ...


جمال الروح | بقلم الشاعرة والكاتبة المصرية ريهام كمال الدين سليم 


جمال الروح | بقلم الشاعرة والكاتبة المصرية ريهام كمال الدين سليم
جمال الروح | بقلم الشاعرة والكاتبة المصرية ريهام كمال الدين سليم


 أيا من روحهُ تهمي

كغيثٍ يصطفي بورا


إذا انهملت سحائبهُ

يصيرُ الأمنُ موفورا


لقد طابت بك الدنيا

وبات الكونُ مسرورا


#بقلمي #ريهام_كمال_الدين_سليم 


قال الشاعر والعالم الفقيه جلال الدين الرومي رحمه الله: "إن جمالك الحقيقي جمال روحك أما تلك القسمات ستذبل يوما بينما الروح تتوهج للأبد"


في أعماق هذا القول الصوفي لجلال الدين الرومي نكتشف كنزًا من الحكمة ينير دروبنا كالقمر المكتمل في ليلة حالكة. 

إنه ليس مجرد عبارة بل هو مفتاح سحري يفتح أبواب الرؤية الحقيقية حيث يصبح الجمال انعكاسًا للروح وليس للعين فقط.

الروح الجميلة تشبه زهرة تنمو في الوحل لكنها تظل نقيَّة. عندما تتألق الروح تُحوِّل الحياة بكل تفاصيلها إلى رحلة مدهشة تكتشف فيها أسرار الوجود وجمال التفاصيل الصغيرة، فيصبح كل يوم مغامرة جديدة تستحق العيش بشغف وإلهام.

في عيون الروح الجميلة تتحول قطرات المطر إلى لآلئ وتصبح أوراق الشجر المتساقطة قصائد تحكي قصص الزمان.

رحلة اكتشاف جمال الروح هي أشبه برحلة غوص في محيط عميق حيث تتبدد ظلمات الأعماق كلما اقتربنا من جوهر النور. في هذه الرحلة نتعلم كيف نمحو عن قلوبنا الكره والضغائن وكيف نملأها بالمحبة والرضا والسلام، عندها ستنعكس أنوار هذا الصفاء الداخلي على العالم من حولنا فنرى فيه جمالًا لم نكن نلمحه من قبل.

الروح الجميلة ترى الجمال في كل شيء، حتى في الحجارة الصماء تجد قصةً خفيةً ونبضًا من الحياة حيث تلمس فيها تاريخًا عريقًا وشكلًا بديعًا يروي حكايات منسية ويفتح آفاقًا من التأمل والخيال. إنها القدرة على تحويل كل ما هو عادي إلى شيء استثنائي كالشمس التي تحوّل بزوغ الفجر إلى لوحة ساحرة بألوانها الذهبية، أو كالنسيم الذي يشدو أنغامه الخفية فيجعل أوراق الأشجار المتساقطة ترقص بلطف فتنبض بإيقاع الحياة وجمال الطبيعة. 

فالجمال الحقيقي ليس في جمال الشكل بل هو نور يتوهج في القلب، نور يعكس جمال الروح ويشع ليضيء العالم بأسره. فلنبحث عن هذا النور في أعماقنا لننقّي أرواحنا ونرى العالم بجماله الحقيقي. فعندما نجد جمال أرواحنا نجد العالم كله جميلًا كما لو أن الكون بأسره قد ارتدى حلة من الضياء وأصبح مرآة تعكس بريق أرواحنا النقية.

#بقلمي #ريهام_كمال_الدين_سليم#تصويري 


O you whose soul approaches,

Like rain that chooses its barren land.


When its clouds shower,

Security becomes abundant.


The world has become pleasant with you,

And the universe became joyful.


#my_words


 The poet and scholar Jalal al-Din Rumi, may God have mercy on him, said: 'Your true beauty is the beauty of your soul, but those features will fade one day while the soul glows forever.'


In the depths of this Sufi saying by Jalal al-Din Rumi, we discover a treasure of wisdom that illuminates our paths like the full moon on a dark night. It's not just a phrase but a magical key that opens doors to true vision, where beauty becomes a reflection of the soul, not just what meets the eye.


A beautiful soul is like a flower that grows in the mud but remains pure. When the soul shines, it transforms life with all its details into an amazing journey where secrets of existence and the beauty of small details are discovered. Each day becomes a new adventure worthy of living with passion and inspiration.


In the eyes of a beautiful soul, raindrops turn into pearls, and falling leaves become poems that narrate tales of time. The journey to discover the beauty of the soul is akin to diving into a deep ocean where darkness dissipates as we approach the essence of light. In this journey, we learn how to erase hatred and grudges from our hearts and fill them with love, contentment, and peace. Then, the lights of this inner purity will reflect onto the world around us, and we will see beauty in it that we had not glimpsed before.


A beautiful soul sees beauty in everything, even in silent stones it finds hidden stories and a pulse of life, touching deep histories and beautiful forms that inspire contemplation and imagination. It's the ability to turn the ordinary into something extraordinary, like the sun transforming the dawn into a magical painting with its golden hues, or like the breeze humming its hidden melodies, gently making fallen leaves dance to the rhythm of life and the beauty of nature.


True beauty is not just in the appearance but a light that shines within the heart, reflecting the beauty of the soul and illuminating the entire world. Let us search for this light within ourselves to purify our souls and see the world in its true beauty. When we find the beauty of our souls, we find the whole world beautiful, as if the entire universe has donned a garment of radiance and become a mirror reflecting the brilliance of our pure souls.





 

شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف


شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

 

شَهْرُكُمْ هَذَا شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ، أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ الْهِجْرِيَّةِ، وَهُوَ أَحَدُ الْأَشْهُرِ الْأَرْبَعَةِ الْحُرُمِ .


 قَالَ تَعَالَى: 


إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ


 [التوبة:36] 


وَسُمِّيَتْ بِالْحُرُمِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَرَّمَ فِيهَا الْقِتَالَ .


 قَالَ الْإِمَامُ الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: 


خَصَّ اللَّهُ تَعَالَى الْأَشْهُرَ الْحُرُمَ بِالذِّكْرِ وَنَهَى عَنِ الظُّلْمِ فِيهَا؛ تَشْرِيفًا لَهَا، وَإِنْ كَانَ مَنْهِيًّا عَنْهُ فِي كُلِّ الزَّمَانِ، وَعَلَى هَذَا أَكْثَرُ أَهْلِ التَّأْوِيلِ، أَيْ: لَا تَظْلِمُوا فِي الْأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ الْحُرُمِ أَنْفُسَكُمْ .


وَشَهْرُكُمْ هَذَا شَهْرٌ فَاضِلٌ، قَدْ عَظَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَأَضَافَهُ لِنَفْسِهِ تَشْرِيفًا وَتَكْرِيمًا؛ قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ : 


سَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرَ الْمُحَرَّمِ شَهْرَ اللَّهِ، وَإِضَافَتُهُ إِلَى اللَّهِ تَدُلُّ عَلَى شَرَفِهِ وَفَضْلِهِ؛ فَإِنَّهُ تَعَالَى لَا يُضِيفُ إِلَيْهِ إِلَّا خَوَاصَّ مَخْلُوقَاتِهِ .


وَمِمَّا يُبَيِّنُ فَضْلَهُ وَمَنْزِلَتَهُ: 


أَنَّ صِيَامَهُ يَلِي صَوْمَ رَمَضَانَ فِي الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 


أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ .


أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ


قَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ : 


كَانُوا يُعَظِّمُونَ ثَلَاثَ عَشَرَاتٍ: الْعَشْرَ الْأَخِيرَ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْعَشْرَ الْأُوَلَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَالْعَشْرَ الْأُوَلَ مِنْ مُحَرَّمٍ .


وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَيَّامِ الَّتِي جَاءَ الْحَثُّ عَلَى صِيَامِهَا:


 يَوْمَ الْعَاشِرِ مِنَ الْمُحَرَّمِ؛ فَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 


صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ .


أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ


وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُهُ فِي جَاهِلِيَّتِهَا، وَهُوَ يَوْمٌ نَصَرَ اللَّهْ رَسُولَهُ الْكَلِيمَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَوْمَهُ، عَلَى الطَّاغِيَةِ فِرْعَوْنَ وَجُنْدِهِ، فَهُوَ يَوْمُ نَصْرٍ وَتَمْكِينٍ .


فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ: 


فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ .


مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ


بَلْ كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحُثُّونَ أَبْنَاءَهُمْ عَلَى صِيَامِهِ وَهُمْ صِغَارٌ، فَعَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: 


فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ -أَيْ: مِنَ الصُّوفِ-، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ .


مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ


إن لِصِيَام يَوْمِ عَاشُورَاءَ مَرْتَبَتَانِ: أَفْضَلُهُمَا: صِيَامُ الْيَوْمِ التَّاسِعِ وَالْعَاشِرِ؛ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 


لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ .


[أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ] 


يَعْنِي: مَعَ يَوْمِ عَاشُورَاءَ.


وَالْمَرْتَبَةُ الثَّانِيَةُ: 


صِيَامُ عَاشُورَاءَ فَقَطْ، فَإِنَّهُ جَائِزٌ، وَلَا يُكْرَهُ إِفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ.


وَكَانَ بَعْضُ السَّلَفِ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فِي السَّفَرِ، مِنْهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَالزُّهْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ.


وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَقُولُ: 


رَمَضَانُ لَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، وَعَاشُورَاءُ يَفُوتُ .


شَهْرُ الْحَرَامِ مُبَارَكٌ مَيْمُونُ وَالصَّوْمُ فِيهِ مُضَاعَفٌ مَسْنُونُ وَثَوَابُ صَائِمِهِ لِوَجْهِ إِلَهِـهِ فِي الْخُلْدِ عِنْدَ مَلِيْكِهِ مَخْــزُونُ .


قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَبٍ : 


فَمَنْ صَامَ ذَا الْحِجَّةِ سِوَى الْأَيَّامِ الْمُحَرَّمِ صِيَامُهَا مِنْهُ، وَصَامَ الْمُحَرَّمَ، فَقَدْ خَتَمَ السَّنَةَ بِالطَّاعَةِ وَافْتَتَحَهَا بِالطَّاعَةِ، فَيُرْجَى أَنْ تُكْتَبَ لَهُ سَنَتُهُ كُلُّهَا طَاعَةً؛ فَإِنَّ مَنْ كَانَ أَوَّلُ عَمَلِهِ طَاعَةً وَآخِرُهُ طَاعَةً، فَهُوَ فِي حُكْمِ مَنِ اسْتَغْرَقَ بِالطَّاعَةِ مَا بَيْنَ الْعَمَلَيْنِ.


حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ فِي نِهَايَةِ الْعَامِ لِتَعْرِفُوا رَصِيدَكُمْ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ، وَتَزَوَّدُوا مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ؛ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: 


حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَزِنُوهَا قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا .


فَالْمُحَاسَبَةُ تَكْشِفُ عَنْ خَبَايَا النَّفْسِ، وَتُظْهِرُ عُيُوبَهَا، فَيَسْهُلُ عَلَيْكَ عِلَاجُهَا وَإِكْمَالُ نَقْصِهَا .


قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ : 


رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا قَالَ لِنَفْسِهِ: أَلَسْتِ صَاحِبَةَ كَذَا؟! أَلَسْتِ صَاحِبَةَ كَذَا؟! ثُمَّ ذَمَّهَا، ثُمَّ خَطَمَهَا، ثُمَّ أَلْجَمَهَا كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَانَ لَهَا قَائِدًا .


هَا هُوَ الْعَامُ الْجَدِيدُ قَدْ أَقْبَلَ، فَاسْتَثْمِرُوا أَيَّامَهُ، وَاغْتَنِمُوا لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، وَتَزَوَّدُوا؛ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى .


اللَّهُمَّ لَنَا فِي أَوْقَاتِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَأَوْلَادِنَا وَأَزْوَاجِنَا، وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ .




 شاب يحمل وطنا في عيونه | بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح


شاب يحمل وطنا في عيونه | بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح
شاب يحمل وطنا في عيونه | بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح

 
شاب يحمل وطنا في عيونه | بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح
نبيل أبو رجيلة

نبيل أبو رجيلة، شاب من بلدة خزاعة شرق خانيونس،  منذ بدايات الحرب على غزة ومن خلال الواقع الصعب الذي نشأ؛ عمل على إنشاء فريق إغاثي وأسماه (بذور الخير)، كانت الفكرة إسهاما في دعم النازحين والتخفيف من معاناتهم، بدأت الأفكار تتوافق مع الظرف الميداني للنازحين.

لم يكن نشاط (بذور الخير) عبثيا بل كان الكم والكيف هو الفارق  مقارنة بكيانات أخرى لا تعتمد على آلية صحيحة،  أو توجه خالص لخدمة المواطنين، حيث بدأ الإغاثة الغذائية في مرحلة الحرب الأولى حين كان النازحون في مدارس وكالة الغوث (الأونروا) تم توفير كمية كبيرة من الطحين، والذي كان سعره يثقل كاهل الأسر، ثم جاءت الإغاثة الغذائية على هيئة أكياس الخضراوات، وبذلك عمل أبو رجيلة وطاقمه على سد ثغرة كبيرة للواقع المعيشي.

ومع دخول مرحلة أخرى من الحرب وخروج النازحين من المدارس غصبا، والانتقال إلى الخيام، حرص الشاب نبيل أبو رجيلة على سد ثغرات أخرى من العجز الناشيء عن النزوح، فقام بإنشاء (تكية) غذائية مساهمة من فريق (بذور الخير) لتوفير وجبة غداء يومية طازجة يقوم عليها طاقم العمل، وما يسبق ذلك من توفير الدعم اللوجستي للتكية من حطب ومواد غذائية بمقادير تتناسب مع حجم التوزيع والذي كان يضم مئات العائلات.

لم يترك نبيل أبو رجيلة فرصة إعانة النازحين من بلدته وغيرها إلا وعمل على تنفيذها، فعمل بموازاة التكية على توزيع مساعدات الخضراوات والأطعمة الجاهزة وتوزيع المياه المعدنية على عدة مخيمات في مختلف المناطق.

كان هناك اهتمام من قبل الفريق العامل بالأطفال حيث قام  بعمل أيام ترفيهية  وزعت  بعض الألعاب والمعجنات مع فريق ترفيهي يساهم في إضفاء بعض البهجة للأطفال.

ثم جاءت مرحلة العودة الطوعية لبعض النازحين لبيوتهم المهدمة دون وجود ضمانات أمنية وسلامة تامة، وكان التحدي الأكبر هو توفير المياه المعدنية للمناطق التي يوجد فيها المواطنون، عبر براميل متنقلة يتم ملئها وتعبأة جالوناتهم، ولا يخفى مدى المجهود الكبير الذي يكون من خلال استئجار المركبة المناسبة لنقل البراميل من محطة التحلية إلى  مكان التوزيع 

نموذج فريق بذور الخير بقيادة الشاب نبيل أبو رحيلة يعد مثالا واضحا للعمل الإغاثي الشفاف والمستمر على الأرض وبجهود حقيقية 


طلعت قديح



  

الهجرة النبوية حدثٌ عظيم وهجرةٌ فريدةٌ من نوعها | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف


الهجرة النبوية حدثٌ عظيم وهجرةٌ فريدةٌ من نوعها | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
الهجرة النبوية حدثٌ عظيم وهجرةٌ فريدةٌ من نوعها | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

 


من أروع الأمثلة في تاريخ انتصارات الخير على الشر حادث الهجرة النبوية الشريفة، تلك الهجرة إلى الله، تلك الهجرة التي كانت هجرًا للظلم والفحش والطغيان، تلك الهجرة التي أسَّست لعالَم خيريٍّ تسود فيه القيم والمثل والأخلاق، عالم تكون فيه كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى.

لقد تعرَّض الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لحملات إيذاء عاتية منذ أن بدأ يجهر بدعوته المباركة، لم يرُق للكُفار ما جاء به محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم من عند ربه، فأخذوا يُضيِّقون عليه ويروِّعون أتباعه ويُعذِّبون أنصاره، ويحاصرون قومه، فكيف له أن يجعل الآلهة إلها واحدًا؟


لقد كانت الهجرة النبوية من مكة المشرفة إلى المدينة المنورة حدثًا تاريخيًّا عظيمًا، ولم تكن كأيِّ حدثٍ، فقد كانت فيصلًا بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية هما:


المرحلة المكية، والمرحلة المدنية، وإذا كانت عظمة الأحداث تُقاس بعظمة ما جرى فيها والقائمين بها، والمكان الذي وقعت فيه، فقد كان القائم بالحدث هو أشرف وأعظم الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أشرف مكانًا وأعظم من مكة والمدينة، وقد غيَّرت الهجرة النبوية مجرى التاريخ، وحملت في طيَّاتها معاني التضحية والصحبة، والصبر والنصر، والتوكُّل والإخاء، وجعلها الله طريقًا للنصر والعزة، ورفع راية الإسلام، وتشييد دولته .


لقد كانت الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة انطلاقة لبناء دولة الإسلام، وإعزازًا لدين الله تعالى، وفاتحة خير ونصرٍ وبركة على الإسلام والمسلمين، ولذا فإن دروس الهجرة الشريفة مستمرة، لا تنتهي ولا ينقطع أثرُها، وتتوارثها الأجيالُ جيلاً بعد جيلٍ .


 لقد تركت الهجرة النبوية المباركة آثارًا جليلة على المسلمين، ليس فقط في عصر النبوة، ولكنها امتدت لتشمل حياة المسلمين في كل عصر ومصر، كما أن آثارها شمِلت الإنسانية عامةً؛ لأن الحضارة الإسلامية التي قامت قدَّمت ولا زالت تقدِّم للبشرية أسمى القواعد الأخلاقية والتشريعية التي تنظِّم حياة الفرد والأسرة والمجتمع .


فسيرة النبي صلى الله عليه وسلم لا تُحَدُّ آثارها بحدود الزمان والمكان؛ لأنها سيرة القدوة الطيبة والأسوة الحسنة .


قال الله تعالى: 


﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ 


سورة الأحزاب


إن الهجرة النبوية حدثٌ عظيم، قلَبَ مجرى التاريخ، وغيَّر مساره؛ حيث انتقل المسلمون من حالة الأقلية والاستضعاف، إلى حياة العزة وبناء الدولة، وانتقل العرب من حياة الحروب والثأر والمكر، إلى مجتمع التآخي والتحابب، ومن حياة عبادة الأحجار والأوثان، إلى عبادة الله الواحد الديان .


أخرج أبو نعيم في تاريخه: 


أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتبٌ ليس لها تاريخ، فجمع عمر الناس، فقال بعضهم: أرِّخ بالمبعث .


و قال بعضهم: أرخ بالهجرة، فقال عمر: الهجرة فرَّقت بين الحق والباطل، فأرِّخوا بها، وذلك سنة سبع عشرة، فلما اتفقوا، قال بعضهم: ابدؤوا برمضان، فقال عمر: بل بالمحرم؛ فإنه منصرَف الناس من حجهم، فاتفقوا عليه .


فالتأريخ بالهجرة إيذان بتشبث الأمة بتاريخها، واعتزازها بشخصيتها الإسلامية، وتميُّزها بمنهجها وحضارتها، بدل ما نراه اليوم من افتتان بعض مثقفينا بتقليد غير المسلمين، والتشبُّه بهم في تاريخهم وأعيادهم، وأزيائهم وثقافاتهم، ولو كان في التأريخ بتاريخهم خيرٌ لفعله عمر، فقد قال ابن كثير في البداية والنهاية : 


جمع عمر الصحابة رضي الله عنهم فاستشارهم في وضع تاريخ يتعرَّفون به حلول الدَّين وغير ذلك، فقال قائل: أرخوا كتاريخ الفرس، فكره ذلك، وقال قائل: أرِّخوا بتاريخ الروم، فكره ذلك ، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ تشبَّه بقومٍ، فهو منهم .


رواه أبو داود


إنها الهجرة التي انفردت عن سائر الهجرات، فلم تكن هجرته عليه الصَّلاة والسَّلام من مكَّة المكرَّمة إلى المدينة المنوَّرة كأيِّ هجرةٍ حدثت من قبل أو ستحدث من بعد، إنَّها هجرةٌ فريدةٌ من نوعها، وهذا ما حدا بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن يتَّخِذَ من حادثة الهجرة النبويَّة منطلَقًا للتَّاريخ العربيِّ الهجريِّ، وحصل إجماعٌ من الصَّحابة الكرام على ذلك.


ولهذا يجب علينا الاهتمام بالتَّاريخ الهجري وعدم إهماله؛ باعتبار أنَّ حادثة الهجرة النبويَّة هي أهم وأبرز حَدَث في تاريخ الدَّعوة الإسلاميَّة. فحريٌّ بالمسلمين في كلِّ زمانٍ ومكانٍ أن يحيوا هذه الذِّكرى، وأن يتدارسوا تفاصيلَ حادثة الهجرة، وأن يستلهموا العِبَر والعِظات منها؛ فإنَّ في هجرة المختار موعظةً لنا، وفي هجرة المختار تنبيهًا.


ولقد أثنى القرآن الكريم ومدح المهاجرين والأنصار على مواقفهم الإيمانيَّة بقوله عزَّ وجلَّ في سورة الأنفال: 


﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾


 [الأنفال: 74]


كما وصف القرآن الكريم المهاجرينَ بالصَّادقين في قوله تعالى في سورة الحشر: 


﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ 


[الحشر: 8]


ووصف القرآن الكريم الأنصارَ بالمفُلحين في قوله عزَّ وجلَّ في السورة نفسها:


 ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾


[الحشر: 9]


عندما يَذكُر المسلم التاريخ الهجري، ويَخُطُّه بيمينه، ويرتبط به معتزًّا؛ فإنما يدل ذلك على وعيه وإدراكه لما يعنيه هذا التاريخ في واقع الأمر، وما يمثله بالنسبة إليه، وأثره على الإنسانية جميعًا.


فليس هذا التاريخ أرقامًا تُكْتَب، أو حُروفًا تُسطر؛ وإنما هو المجد الذي بدأ حيث بَدَأ هذا التاريخ، والنور الذي سطع مع بزوغ فَجْرِهِ، والبناء الذي شيدت أُولى لبناته مع خطوات الهجرة المُباركة، حيث قام للإسلام دولةٌ، وللإيمان قوةٌ وسط بحر الجاهلية المُدْلَهِمّ.


فمن هذه الهِجْرة المباركة بدأت خطوة أُمَّة الإسلام، وانطلقت مسيرتها إلى قيادة البشرية وهدايتها إلى الصراط المستقيم، والنور المبين بتحمُّلها الأمانة، بعد أن أفلست الأمم الأخرى، فكانت هذه الأُمَّة قائدةً لِلنَّاس، وشاهدةً عليْهِم، وكانتِ الهجرة إيذانًا بالتطبيق العملي لأحكام الإسلام على الواقع المشهود لِلنَّاس، في ظِلّ دولَتِه الرشيدة.


أخيراً :


أهنئ جميع المسلمين بالسنة الهجرية الجديدة وأدعو الله تبارك وتعالى أن تكون سنة مباركة على المسلمين، وأن يمن عليهم بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام.

اللهم اجعل هذا العام الهجري الجديد عام عزة ونصرة للإسلام والمسلمين .


اللهم آمين يارب العالمين.

 في جسم الفراشة | بقلم الأديب الجزائري : عبد العزيز عميمر


في جسم الفراشة | بقلم الأديب الجزائري : عبد العزيز عميمر
في جسم الفراشة | بقلم الأديب الجزائري : عبد العزيز عميمر

 


_هو فراشة جميلة ،لا تملك إلاّ الابتسامة،معجونة بماء الورد،رُشّت بالمسك ،وبديع الألوان،زُخرفت بهندسة خيوط حرير لا تخطر على البال،تطابق الجناحين بمنتهى الدقّة،ترفرف بجناحيها تتنفّس رائحة الورد والياسمين،تشقّ طريقها برفرفة جناحيها برفق ولطف حتى لا يسمع ذلك الصوت،هي رقيقة فإذا أردت الإمساك بها ألحقت بها ضررا .

مايعجب في الفراشة ليس الألوان وتناسق الجسم،بل هي لا تعرف الحقد ولا الغلّ ،تحب كل المخلوقات على وجه الأرض،قلبها مملوء بالابتسامة وحبّها مسكوب دون طلب على رؤوس الناس .

نعم هو فراشة وليس ذلك بمستحيل ،جسمه معتصر ومكثّف في جسمها،أعرف أن تصديقه أمر عجبب،لكن ذلك شعوره،وإحساسه لا يكذب ،وخاصّة على الفراشة،أراها تضحك وتهزّ رأسها موافقة ،وتقول :

لايهمّك تصديقهم ،هذا فوق درجة معرفتهم ،وما أوتوا من المعرفة إلاّ النصيب القليل ،وذلك ما اتيح لهم وما جبلوا عليه.

مازال يرفرف ويطير مع الفراشات صانعا استعراضا عجيبا ودورات راقصة ،إنه بدون ثقل خارج الجاذبية،صنع آخر لإنسان الفراشة،مزيج مختلط،بانسجام، وبعبقرية مدهشة،

نعم هو فراشة وخال من الحقد والغلّ ،وقاموسه اللغوي تجد فيه كل الحروف،ولكن بين دفتيه بعض المفردات فقط مثل : الحب،والتسامح والأخوة،والتضامن ،وحب جميع المخلوقات،والشعور بألمها وفرحها ،بعذابها،وغبنها وبراحتها وعرسها،تحكمه الدمعة والابتسامة ،لذلك فرقصة الإنسان الفراشة مختلفة باستمرار، وطيلة الوقت .

إنّ الشعور بحالة الناس هي التي تصنع نوع الرقصة ،لكن الناس لا يميزون بين رقصة العذاب،ورقصة النصر على الشرّ،وبين اليد الدافئة الممدودة وبين شفرة السيف،عالم آخر يدخله إنسان الفراشة لوعرفت قيمة صانع هذا الكون،وتأمل صنعه،لكان بمقدور كل واحد التحوّل إلى فراشة ،وانتصر على الشهوة وغادر التصاقه بالتربة وبثقلها،الذي يبقيه في غرائزه .



 

اختلاف رؤى الإنسان | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


اختلاف رؤى الإنسان | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
اختلاف رؤى الإنسان | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 

 


السلام عليكم ، 

اختلاف رؤى الإنسان : 

وإنْ كنت ترى أنها أيامٌ تمضي فحَسب فيكفيك أنك صحيحٌ البدن ، كاملٌ القوى العقلية ، تملك قوتاً يكفي احتياجك ، تملك قلباً كالياقوت ليس له مثيل ، تحفُل حياتك بالمزيد من النِعَم التي تُلهيك تلك الأوقات الحالكة عن رؤيتها ، تملك قدرات تُمكِّنك من ممارسة حياتك بسهولة ويُسر ، حباك الله من الهِبات ما تعجز عن شكره عليها إذْ لا تُعَد ولا تُحصَى ، فلا تجعل تلك الحالات التي تُصيبك تُفقِدك القدرة على استشعار كم النِعَم والمزايا التي تزخر بها حياتك قبل أنْ تُزاح من طريقك تماماً بلا عودة ، فكلنا معرَّضون للإصابة بمثل تلك المِحن والظروف المختلفة والروتين القاتل الذي يمحو الشعور بأي شيء في المُطلَق ويقتل قدرتنا على الإبداع ورغبتنا في تقديم أي جديد ، لذا علينا أنْ نقضي عليه ولا ندَعه يُحطِّم الجزء البرَّاق من حياتنا قبل أنْ يطفئه تماماً بلا قدرة على استعادته مرة أخرى ، فلكل أمر زوايا يمكننا رؤيته من خلالها فلا علينا أنْ نصب تركيزنا على زاوية واحدة سوداوية حتى لا نفقد الشعور بالجانب المشرق من الحياة ونفقد بصيرتنا التي تضئ لنا الجوانب الأخرى ، فهكذا خُلِق الإنسان وهو القادر على اختيار الجانب الذي يراه فهو ما يجعل الحياة تختلف في ناظريه فلا يعود يراها بشكل مُحبِط بائس طوال الوقت فتتجدد رغبته في العطاء والتقدم والازدهار في كل نواحي الحياة ، فلا يوجد شخصٌ غير راغب في الاستمتاع بحياته ولكن هناك البعض مِمَّن يظلمون أنفسهم حينما يضعونها في دور الضحية لائمين الحياة على كل ما حدث لهم وكأن لا ذنب لهم في أي قرار اتخذوه أَودَى بهم لمصير غير منشود تماماً ، فلا علينا أنْ نكون مثلهم ذات يوم حتى لا تنصرف من بين أيدينا تلك الأمور التي نرغبها بالفِعل لحين أنْ نشعر بفُقدان الرغبة في مُطلَق الحياة ...




 

يوم عاشوراء يوم عزة وتمكين | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف


يوم عاشوراء يوم عزة وتمكين | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

 


شهر الله المحرَّم أحدُ الأشهر التي قال الله فيها: 


﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماوات وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذالِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ﴾ 


[التوبة: 36]

 

والأشهر الحُرُم هى ذو القعدة، وذو الحجَّة، ومحرَّم، ورجب .


واليوم العاشر من محرَّم له شأنُه العظيم وفيه :


أن صيامه يكفر السنة الماضية : 


ففي صحيح مسلم أن رجلا سأل رسول الله عن صيام عاشوراء فقال: 


أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله .


وفيه تحري الرسول صلى الله عليه وسلم صيام هذا اليوم:


روى ابن عباس قال: 


ما رأيت النبي يتحرى صوم يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء .


رواه البخاري


وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 


ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء .


رواه الطبراني في الكبير 


وفيه وقوع هذا اليوم في شهر الله المحرم الذي يسن صيامه: 


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 


أفضل الصيام بعد صيام رمضان شهر الله المحرم .


رواه الترمذي 


أيضاً كان الصحابة رضي الله عنهم يصوّمون فيه صبيانهم تعويدًا لهم على الفضل، فعن الربيع بنت معوذ قالت أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: 


من أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم .


قالت: فكنا نصومه بعد ونصوّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار. 


رواه البخاري


وكان بعض السلف يصومون يوم عاشوراء في السفر، ومنهم ابن عباس وأبو إسحاق السبيعي والزهري، وكان الزهري يقول: 


رمضان له عدة من أيام أخر، وعاشوراء يفوت .


ونص أحمد على أنه يصام عاشوراء في السفر. 


لطائف المعارف 


واليهود كانوا  يصومون هذا اليوم، فسألهم عليه الصَّلاة والسَّلام في ذلك فقالوا: 


يوم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فيه فرعون وقومه، فصامه موسى؛ فنحن نصومه .


 فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: 


نحن أحقُّ وأَوْلَى بموسى منكم .


أخرجه البخاري


وكان هذا اليوم يصومه أهل الجاهلية في جاهليَّتهم، فكان النبى محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم قبل البعثة يصومه مع قريش، وصامه في المدينة، فلما افتُرِضَ عليه رمضان؛ لم يلزِم النَّاس بصومه، وخيَّرهم بين صومه وفِطْرِه لكنه صامه إلى أن لقيَ ربَّه.


أخرج ذلك البخاري ومسلم 

 

والرسول صلى الله عليه وسلم كان قبل أن يُفرَض رمضان أمر الناس بصيامه، فلما فرُِضَ رمضان صار مَنْ صامه فَحَسَنٌ، ومَنْ لم يصمْهُ فلا شيءَ عليه، لكنَّه رغَّب في صيامه .


فيروى عن عبدالله بن عباس رضيَ الله عنهما أنه كان يقول: 


ما رأيتُ النبيَّ صام يومًا يتحرَّى فضله على الأيام إلاَّ هذا اليوم؛ يوم عاشوراء .


أخرجه البخاري ومسلم 


وقال أبو قَتادَة: سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: 


صيام يوم عاشوراء أحتسبُ على الله أن يكفِّر سنةً ماضية .


أخرجه أحمد


ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في آخِر حياته لمَّا أُخبِرَ أنَّ اليهود والنَّصارى يصومونه قال: 


لئن عشتُ إلى قابلٍ - إن شاء الله - لأصومنَّ التَّاسع .


أخرجه مسلم


ولكنه توفِّيَ قبل أن يصومه، وقال للمسلمين: 


صوموا يومًا قبله، أو يومًا بعده؛ خالِفوا اليهود .


أخرجه أحمد والبزار وغيرهما 


وروي عنِ ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 


صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يومًا، أو بعده يومًا .


رواه الإمام أحمد 


إن يوم عاشوراء هو يوم عزة وتمكين، يوم مغفرة وتطهير، يوم شكر وتحدث بالنعم.


ما أعظم معانيه! وما أجل عظاته!


ولا بد لنا أن نتساءل: 

لماذا هذا الاهتمام الكبير والاحتفال المهيب بيوم عاشوراء؟


نقول إن العبرة الواضحة، والهدف الجليّ لهذا الأمر أن رسول الله يريد ألاَّ تمر هذه الذكرى على أذهان المسلمين دون تدبر وفهم؛ إنه أراد لنا أن نجلس لدراسة هذا الحدث ولو مرة في كل عام؛ ذلك أن الحدث ضخم والعبرة عميقة.


لقد مرَّ على بني إسرائيل زمانٌ شعر فيه الكثيرون أن النصر بعيد، وأن الأمل يكاد يكون مفقودًا في تغيير الواقع، وأن فرعون سيظل جاثمًا على أنفاس شعبه أبد الدهر، وأن الجنود الظالمين سيظلون في أماكنهم مهما حاول الضعفاء من بني إسرائيل.

ثم ماذا حدث؟

إننا رأينا فرعون يقود جيشه في غرور وكبر ليقتحم البحر بعد أن رأى معجزة انشقاقه، فيهلك ويهلك معه جنده وأعوانه في لحظة واحدة، رأينا هذا الحدث وفهمنا أن الله قادر على كل شيء، وأدركنا بوضوح أن الظالمين لا بد لهم من رحيل، وأنه مهما طالت فترات حكمهم وطغيانهم فإنهم إلى زوال.


إن هذا ما كان يريد رسولنا الأكرم والأعظم أن نتذكره.

نتذكر أن يوم عاشوراء يومٌ صالح، فيه رُفع الظلم، وفيه نُصر الإيمان، وفيه ظهرت قدرة رب العالمين. 


إن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجَّا الله فيه موسى في البحر وأغرق فيه فرعون في البحر، ليبقى هذا اليوم يوما تاريخيًّا عظيمًا لا يُنسى أبدًا .


هو يوم فاصِل، وموقف حاسِم، ومصير لازم قادم، يوم الخلاص من البَطش والقَتل، يوم الانتهاء من الجور والظُّلم، يوم العاشر من المحرَّم كَتب الله النجاةَ لنبيِّ الله موسى عليه السلام، الدَّاعي إلى الله وأحد أولياء الله، من أولي العَزم من الرُّسل، وهلاكَ فرعون أكبر أعداء الله من الطُّغاة .


فهو يوم عظيم من أيام الله سبحانه وتعالى، أرسى الله فيه دعائم الحق والنصر العظيم على فرعون وقومه ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ سورة آل عمران


نسأل الله أن يرزقنا يومًا عظيمًا كهذا اليوم تُرفع فيه رايات العزة والمجد للمؤمنين من أبناء هذه الأمة الكريمة.





 

حدود التسامح | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


حدود التسامح | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
حدود التسامح | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 

 

السلام عليكم ، 

حدود التسامح : 

إن التسامح لا يعني التفريط في حقك أو السماح للغير باستباحة أذيتك وتكرار نفس الأخطاء تجاهك وكأنك اعتدت الأمر فلم يَعُد يُشكِّل فارقاً لديك فهذا آخر ما يمكن للتسامح وصفه ، فتسامحك يعني تغاضيك عن الخطأ مرة أو مرتين على الأكثر وليس تمرير الأخطاء في كل مرة حتى يعتبر الطرف الآخر أن هذا الأمر قد صار عادياً بالنسبة إليك وكأنه حقٌ مُكتَسب ، فمَنْ يضمَن تسامحك لا يتوقف عن ارتكاب نفس الخطأ في حقك ومرةً تلو الأخرى لن يعترف بهذا الخطأ على الإطلاق بل قد يتهمك بأنك المتسبب في ذلك حينما تغافلت عن المطالبة بحَقِك في المرات السابقة ، فثقافة الاعتذار قد تمحو آثار هذا الخطأ إنْ كنت قادراً على تَقبُّله ، وإنْ لم يَكُن في وسعك قبول العُذر فعليك الإقرار بذلك للطرف الآخر وعليه إيجاد وسيلة أخرى حتى تغفر له وتسامِحه فمكانتك لديه أكبر بكثير من مجرد اعتذار واهٍ لا يحمل في طياته أي شعور بالذنب أو رغبة دفينة في استعادة وضعه عندك بحيث تتقبَّله بنفس القدْر السابق ، فلا تتعجب إنْ وجدت نفسك غير قادر على السماح مع شخص بعينه فلكل منا طاقة ، كما أن تكرار الأخطاء هو ما أدى لهذا الأمر المزعج وأنت لست شخصاً قاسياً أو خالياً من الرحمة كما تعتقد فلنفسك عليك حق ولا عليك التهاون فيه مطلقاً وإلا سَحقَك البشر وطغوا عليك وجرحوا كرامتك ودهسوا كبريائك وطمسوا احترامك لذاتك بفعل التسامح المُفرِط الذي تُقدِّمه لهم طوال الوقت مهما كان العُذر أو الخطيئة التي اقْتُرفَت في حقك ، فلتراعِ ذاتك كما تراعي شعور الآخرين فلسوف يأتي اليوم الذي تَمِل منك وترغب في استعادة حقها أيضاً وقد تنفجر على أتفه الأسباب ...




 

سحر البدايات | بقلم الشاعرة العراقية فائقة نائل فائق


 

سحر البدايات | بقلم الشاعرة العراقية فائقة نائل فائق
سحر البدايات | بقلم الشاعرة العراقية فائقة نائل فائق

وأن كانَ سحرُ البداياتِ ساحراً...

سأظلُ استنشقُ اجيجَ عطر القوافي

سأركضُ واتراقصُ على عقارب الحروف 

واكسو على وجنتي شقائقٌ مبتلة بأبجديات معشقة 

وارمي مفاتيح القلب في بحور الشعر

وانسجُ... انسجُ شرقيات الهوى

واتلاعبُ على الأوزان 

لأصوغ نغمٌ يدندن بالكلماتِ

لأرتوي و اروي ذائقتي المخميلة 

واستمرُ للنهايات 

كما كانَ سحرُ البدياتِ اخاذٌ