Articles by "..."
‏إظهار الرسائل ذات التسميات .... إظهار كافة الرسائل

 حُكم تعليق الطلاق على مشيئة الله تعالى | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة


حُكم تعليق الطلاق على مشيئة الله تعالى | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
حُكم تعليق الطلاق على مشيئة الله تعالى | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة

 

إذا علق الزوج طلاق زوجته على مشيئة الله تعالى بأن قال : : أنت طالق إن شاء الله ، أو قال : إلا أن يشاء الله ، أو قال : إلا أن لا يشاء الله - : فكل ذلك سواء ، ولا يقع بشيء من ذلك طلاق .

حتى وإن لم يسمع بها إلا نفسه ، أو حرك بها لسانه ، عند جمهور أهل العلم من الحنفية والشافعية ورواية لأحمد .

برهان ذلك : قول الله عز وجل : (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً (23) إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً)   [الكهف: 23-24]. 

وقال تعالى : {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير:29] } .

ونحن نعلم أن الله تعالى لو أراد إمضاء هذا الطلاق ليسره لإخراجه بغير استثناء . 

فصح أنه تعالى لم يرد وقوعه إذ يسره لتعليقه بمشيئته - عز وجل .

ولقوله صلى الله عليه وسلم : « من حلف على يمين فقال إن شاء الله فقد استثنى فلا حنث عليه»الترمذي .

ومن باب الاحتياط وجمعاً بين أقوال أهل العلم من لم يوقع الطلاق المعلق على مشيئة الله تعالى ، ومن أوقعه أقول : إذا كان قول الزوج أنت طالق إن شاء الله يقصد تعليق الطلاق بمشية الله تعالى فلا يقع الطلاق لأن مشيئة الله تعالى غير معلومة لأحد فكان هذا التعليق كالتعليق على شرط مستحيل فيكون نفيا للطلاق ، أما إن كان يجري على لسانه دوماً قوله إن شاء الله تعالى تبركاً وتأدباً وليس تعليقاً بقلبه فيقع الطلاق . وبهذا نجمع بين أقوال أهل العلم المختلفين في المسألة . والله تعالى أعلى وأعلم .



 

إصدار كتاب : ''غاستون باشلار :قراءات جديدة(العلم، الأدب، القصيدة) 


إصدار كتاب : ''غاستون باشلار :قراءات جديدة(العلم، الأدب، القصيدة)
إصدار كتاب : ''غاستون باشلار :قراءات جديدة(العلم، الأدب، القصيدة)  



أصدرت دار جبرا للنشر والتوزيع الأردنية،عملا جديدا للباحث سعيد بوخليط ،تحت عنوان :''غاستون باشلار : قراءات جديدة (العلم،الأدب،القصيدة). 

مقاربة بحثية أخرى،ضمن سلسلة اهتمام سعيد بوخليط ،أساسا بالرافد الأدبي والنقدي لدى غاستون باشلار.تقول،إحدى فقرات التقديم :''توطِّد هذه المقاربات لفكر غاستون باشلار،حلقة إضافية،ضمن مسار الإصدارات السابقة،التي خصَّصْتُها منذ سنوات لمنجز باعث رؤى النقد الأدبي الجديد وكذا الشعرية الحديثة،ثم قبل ذلك،ملهم مرتكزات إبستمولوجيا جديدة تستشرف بنيات،منظومات، مناهج،وأسس العقل العلمي المعاصر،حسب جدلية ذهنية خلاَّقة؛تشتغل في الآن ذاته على علاقته بذاته ومختلف التطورات المعرفية والمنهجية التي تشهدها حقول أخرى.رغم ذلك،لازال الطريق طويلا،الأوراش ملحَّة كثيرا،قدر تركيبها البنيوي،تداخلها النظري،تحاورها المفهومي اللانهائي،مما يستدعي باستمرار ،اجتهادا ومثابرة، وتركيزا متصوِّفا ،قصد سبر أغوار آليات التمرُّس على الإحاطة ببعض ذخائر باشلار صاحب مشروعي فلسفة النفي البنَّاءة و ظاهراتية الصورة الشعرية الملهمة''.




 

احك يا شكيب : "الصرامة مطلوبة لتفادي ضياع الوقت" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب : "الصرامة مطلوبة لتفادي ضياع الوقت" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير



نعيش في حياتنا ضياعا بسبب تساهلنا في قضايا مهمة  تقتضي مواقف صارمة ، فالصرامة معناهاالحسم و اتخاذ القرار المناسب  في الأوقات المناسبة ، و الصرامة تعني الحسم و الاتخاذ القرار  لإنهاء المشكل ، للتوضيح أكثر أسوق لكم أمثلة و حكايات من واقعنا المعيش  على لسان من وقعت لهم و لهن : 

"أنا موظفة و زوجي كذلك نشتغل في سلك التعليم كانت حياتنا هادئة مستقرة  ملؤها الاحترام و التقدير ، فجأة بدأت سلوكات زوجي تتغير  معي ، في البداية طلب مني أن نجعل حسابنا مشتركا في البنك ، فلما طلبت منه السبب ، لم أجد عنده جوابا مقنعا علما أنني أساهم في مصروف البيت و لا أبخل ، و مما أثار انتباهي سهره ليلا في غرفة المكتب بدعوى انه منشغل بالقراءة و التحضيرات ، و لكن العكس ما كان يقع و هو سماعي لوشوشات عبر الهاتف ، و لم اخبره بذلك و لكنه في الشهور الأخيرة و بعد ان أصبحت علاقتنا الحميمية غير منتظمة كما كانت  و هو أمر كان يقصده  حتى اخضع  لطلبه و هو الحساب المشترك ، فلما رفضت لم يعد يعاشرني بل هجر غرفة نومنا مما جعلني ادخل في حالة من الاكتئاب الشيء الذي سبب لي مرضا جلديا مزمنا ، و بعد سنتين و نحن على تلك الحال قررت الطلاق و بالفعل حصلت عليه ، و توالت علي بعد ذلك أخباره و ما كان يفعله و نحن متزوجان ، و حاليا استقرت حالتي و أصبحت أعيش في سلم مع ذاتي و محيطي  و عائلتي و أصدقائي وحمدت الله انه لم يكن بيننا أبناء  و لا ملك مشترك "

" أحببتها و قررت أن أكمل معها حياتي ، و لكن عيبها أنها كانت  تشك  كثيرا و غيرتها فاقت المعقول ، كلما خرجنا لتناول وجبة في مكان عام إلا و خلقت مشكلا ،  لا حق لي في الجواب عن مكالماتي و لا حق لي في ان اصحب معي هاتفي و أنا معها للذهاب لدورة المياه  … و أخيرا قررت انهاء العلاقة التي جمعتنا لسبب بسيط و هو أنني  أريد راحتي النفسية و هي الأهم من بقاء علاقة  كلها غيرة زائدة و نكد مستمر ،و تأسفت كثيرا على سنوات ضاعت من عمري "

" ابني مشاغب و كثير الطلبات ، و عندما لا ألبي له طلبا يختلق المشاكل ، فكنت مضطرة أن أبقى سجينة طلباته و تحقيق رغباته ، و  عيبي أنني كنت أخفي كل ذلك عن والده الذي هو زوجي ، و ابني كان فطنا لهذا فيزيد استغلاله لي  ، و بعد سنين قليلة اتخذت القرار فأخبرت والده و بالفعل تدخل ذات مرة و هو يراه يتحدث الي بصوت مرتفع و قلة أدب فنهره و منذ ذلك اليوم تغير حاله ، فتغيرت حتى أنا بحيث أصبحت أعيش مطمئنة بعدما كنت أحمل هم ابني لوحدي ، فأصبح زوجي هو المسؤول عن جميع تفاصيل حياته فاستقام و تحسن حاله و نجح في دراسته ، بعدما كان قاب قوسين أو أدني من ولوج عالم الانحراف الذي يعني التخذير و السكر و الانقطاع عن الدراسة " 

"كانت والدتي الأرملة  تعيش معي ببيت الزوجية ، و كانت هي من اختارت لي زوجتي التي هي بنت أختها ، و  لم أكن أعلم انني سأدخل في حروب غير منتهية  بسبب هذا القرار ، فكانت والدتي كلما خرجت منفردا مع زوجتي تخلق مشكلا علما انني كنت اخرج مع والدتي منفردين و اجعلها تزور كل أقاربنا و صديقاتها ، و لكن كان محرم عليه الخروج مع زوجتي منفردين ، بل كانت في بعض الصباحيات تهجم على زوجتي  التي هي بنت اختها كفى من  الاستحمام  فإنه مضيعة للماء و الكهرباء ، الشيء الذي جعلني و زوجتي تصاب بأمراض نفسية، و لكن صديق لي و زوجته أشارا علي بأن والدتي ترتاح  مع اختي و زوجها و هما متوسطا الحال ، فاتفقت معهما على ان تعيش معهما و اخصص مبلغا شهريا محترما لها و سيساعدهما على مصروف عيشها و ذاك ما كان فعشنا جميعا مرتاحين الوالدة و الاخت و زوجها و زوجتي و الاولاد ، بل تحسنت علاقاتنا و ندمت ان القرار جاء متأخرا  و لكن الحمد لله على كل حال " 

ذ شكيب مصبير




 

احك يا شكيب : "لو لم أولد يوما ؟ " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب : "لو لم أولد يوما ؟ " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير

احك يا شكيب : "لو لم أولد يوما ؟ " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير





لو  لم أولد يوما  لأرى و ما سأرى  و ما رأيت ، نعم رأيت كما رآى غيري و رأيتم أنتم ، مصائب  يندى لها الجبين ، نعم سمعتم و سمعنا حكايات غريبة عن مآسي لم نكن نتصور يوما ما أنها  حدثت و لا زالت تحدث ، حكايات أسوقها لكم من واقعنا المعيش  ، حكايات لم يكن يتصور  حدوثها من كانوا قبل جيلي و من جايلوني و من أتوا بعد جيلي ،من بين كثرة الحكايات أسوق لكم بعضا منها :

"أستاذ يدرس طلبة في تخصص ما كان يقايض طالباته خلال السنة الدراسية و خاصة عند كل دورة بالجنس مقابل نقاط مؤهلة للنجاح ، و مثله أساتذة يلزمون طلبتهم بشراء   مقرر دراسي من تأليفهم و عليهم توقيعاتهم حتى يمكنهم الحصول على معدل في موادهم …"

"إعلاميون و صحفيون تركوا قضايا اجتماعية و سياسية ذات أهمية و أصبحوا يخوضون في أعراض بعضهم البعض ، عوض التحليل   للظواهر المعيبة و القضايا الآنية ، ينزلون قذفا و تشهيراً و تنقيصا من زملائهم بل تعدى تجريحهم الخوض في أعراض أسر زملائهم باختلاق الكذب و البهتان …"

" شباب عوض ركوب مغامرة تسلق درجات العلم أصبحوا يركبون قوارب الموت ، بحثا عن مستقبل كله أوهام و أحلام أكثرها لا يتحقق فيضيعون و تضيع معه أحلامهم ، بل منهم من أصبح مسجونا أو مقتولا أو مدمنا خمر أومخدرات…"

" نساء يبدون أنهن محترمات ، تعاطين لمحتويات تافهة بل ماجنة بمسمى روتيني يومي بحثا عن جمع المال ، و منهن بمباركة ازواجهن و منهن  بمشاركة أزواجهن ، و منهن من أقحمن حتى صغارهن …"

"رجال   أعتبرهم ذكورا تخلوا عن والديهم في دور العجزة أو المتخلى عنهم  وهم من ضحوا من أجلهم بالغالي و النفيس ، و أصبحت لهم مراكز مهمة داخل المجتمع ، فتنكروا لهم و انتهى بهم المطاف فيما ذكرت … " 

"أحزاب  ونقابات عوض تأطير المنخرطين من الشباب وهم النسبة العظمى مالوا نحو المناصب و جمع المال ، فتركوا فراغا و خلقوا جيلا من المصلحيين و المنتفعين …"

" أناس باسم العمل الخيري جمعوا أموالا عوض أن تنفق فيما جمعت له ادخروها   لحسابهم الخاص ، و ما أكثرهم ، و هم من يطلق عليهم تجار المآسي و تجار الدين الذين يستعملون الدين و الدين منهم براء …" 

"أناس يأتون طالبين سلفات  و بعد تمكنهم مما طلبوا انقلبوا على من ساعدهم و تنكروا لهم ، مما خلق عدم الثقة ، و جعل الناس الشرفاء يكفون عن ذلك … "

" نساء حصلن على طلاقهن و ابتعد عنهن من واعدنهن بالزواج لسبب بسيط من تخون زوجها فهي لا تستحق ان تكون زوجة فتبخرت أحلامهن التي بنينهن بوعود كاذبة …" 

" رجال  أي ذكور بدأوا حياتهم مع زوجات مخلصات وفيات من درجة الصفر بعد أن فتحت الدنيا عليهم رزقا تنكروا لمن  ضحون معهم و تركوهم بحفنة أولاد و تزوجوا صغيرات و ضيعوا زوجات و أولاد …" 

هذا قليل من كثير ، ماذا تغير ؟ و لم صرنا هكذا ، أسئلة أصبحت متداولة بين من آلمهم هذه المشاهد و الوقائع التي غيرت من صورة مجتمع البساطة و الوفاء و التضامن إلى مجتمع الخيانة و الكراهية و الأنانية 

ذ شكيب مصبير




 

العنوسة أسبابها وعلاجها | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف


العنوسة أسبابها وعلاجها | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
العنوسة أسبابها وعلاجها | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

 


إن العنوسة آفة تكاد اليوم أن تكون موجودة في كل بيت فلا يكاد يخلو بيت من وجود شاب أو فتاة بلغت سن الزواج وتجاوزته ولم تتزوج بعد وطال مكثها في بيت أهلها وهى مشكلة مستفحلة ومنتشرة في كثير من بيوتنا ومجتمعاتنا العربية .


بل من أعظم أسباب انتشار العنوسة هي تلك العادات والتقاليد السيئة والأعراف الخاطئة السائدة كالتباهي في المهور والمغالاة فيها والتفاخر في التجهيز لمؤن الزواج وتكاليفه فهذا سبب رئيسي وعائق كبير أدى إلى نشوء هذه المشكلة.


والعنوسة ظاهرةٌ عمَّت المجتمعات، ودخلت أغلب البيوت ، وحطَّمت آمال كثيرٍ من النساء والرِّجال، وخوَّفت كثيراً من الصالحين على بناتهم، فما أسباب انتشارها، وما علاجها.


ومن أهم أسباب انتشار العنوسة:


العادات والتقاليد السيئة التي ساهمت في تفشِّي العُنوسة وتتمثل فى المغالاة في المهور والتباهي بها، وما يُسمى بالأفراح والإسراف فيها  .


وقد تكون العادات والتقاليد السيئة سببًا رئيسًا للعنوسة؛ فمن تلك العادات اشتراط الزَّواج من نفس القبيلة، والضحيَّة في هذا الأمر هنَّ الفتيات .


رفض أغلب الفتيات الزواج بحجَّة إكمال الدراسة، فإذا انتهت من دراستها لم تجد أحداً تقدَّم لها .


أيضاً أزمة المسكن وارتفاع أسعار الإيجارات، وضيق فُرََص العمل.


كذلك الدعوة بمساواة المرأة بالرجل، ومحاربة وتشويه تعدُّد الزوجات والزواج المبكِّر، وتشجيع الصداقة بين الشباب والفتيات .


وقد يَعمد بعضُ الآباء إلى مَنع المتقدمين للزَّواج بسبب أنَّ المطلوبة للزواج هي الصغرى، فلا زواج لها حتى تتزوَّج الكبرى، وتمر السنون، وتذهب الأيام والبنات حبيسات المنزل !


أيضاً الكثير من الشباب يلجأ إلى الهجرة إلى الخارج للبحث عن عمل أو للتعليم، مما يدفعهم إلى الاستقرار في بلاد أخرى غير بلده التى ولد فيها مما يضطره إلى الزواج من فتيات أجنبيات، وذلك نظراً لقلة تكاليف الزواج منهن، أو لأهداف أخرى مثل الحصول على جنسية الدولة التي يتزوج فيها.


هذه هى بعض الأسباب الرئيسة التي تقف وراء العنوسة ؛ والحل لمن أراد الحل ومن أراد القضاء على هذه المشكلة أن يسهل في هذا الأمر ويخفف ويسهل ويبتعد عن المغالاة والتفاخر .


كذلك لمن أراد أن يزيل كل العقبات والتعقيدات من طريقه ليجري الزواج بكل سهولة وبساطة عليه بقول الله سبحانه وتعالى :


﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ 


سورة النور


واسمعوا إلى صاحب مدين ذلك الأب الصالح الذي قال لموسى عليه السلام :


﴿ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾


سورة القصص


وإذا تم التسهيل وأغلق باب التعقيد فإن كثيراً من الشباب لديهم رغبة جامحة في الزواج والإقبال عليه وهناك أسر كثيرة لديها الاستعداد الكامل لتزويج كل شاب صالح طموح بغض النظر عما سيدفع من تكاليف وما سيفعل من تجهيزات وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم :

ثلاثة حق على الله عونهم وذكر منهم الناكح يريد العفاف .


كما يجب على الآباء الذين يريدون إعفاف أبنائهم وبناتهم أن يتخلوا عن العادات السيئة والأعراف القبيحة التي تؤدي إلى العنوسة فلا ينبغي لهم أبداً أن يردوا شاباً مصلياً صالحاً تقدم إليهم بحجة عدم التكافؤ في النسب ولا يعقدون الأمور في اشتراط زواج الكبيرة قبل الصغيرة فلكل حظها ونصيبها ومن سهل لتلك سهل الله عليه في الأخرى.


وعلينا اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه : 

إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلُقَهُ فَزَوِّجُوه، إلا تفعلوا تكنْ فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير .


وأن يكون المعيار الأول والأخير عند اختيار الزوج أو الزوجة هو اختيار الأكْفَاء، وتَتَبُّع الصفات التي وضعها الله ورسوله لنا عن الاختيار، ومنه قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: 


تُنكَح المرأةُ لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفَرْ بذات الدين تَرِبَتْ يداك .


وكذلك لا ينبغي أن تجعل الدراسة عائقاً عن الزواج فالزواج أهم من الدراسة لأن قطاره يفوت والعمر يمضي بخلاف الدراسة فإن مجالها واسع .


وأكد الاختصاصي الاجتماعي أيضًا على ضرورة ألاَّ ترفض الفتاة الزواج لمجرد أنها تريد أن تُكْمِلَ دراستها؛ لأنها من الممكن أن تواصل تعليمها بعد الزواج عن طريق اتفاقها مع زوجها على ذلك، وألا يعتقد البعض أن الزواج قد يعطل المسيرة التعليمية؛ لأن الأمر عكس ذلك تمامًا؛ فإن الزواج الموفَّق يُعينُ على صفاء النفس وراحة الفكر، وفقًا لما أكدته العديد من الدراسات .


وأخيراً:


إن الحل والعلاج لظاهرة العنوسة في المجتمع الإسلامي يكمن في العودة إلى دين الله تعالى بتقوية البناء العقدي في الأمة، والتربية الإيمانية للأجيال من الفتيان والفتيات، وتكثيف القيم الأخلاقية في المجتمع، لا سيما في البيت والأسرة، ومعالجة الأزمات والعواصف التي تهدد كيان المجتمع، وتيسير سبل الزواج، وتخفيف المهور، وتزويج الأكفاء، وترسيخ المعايير الشرعية لاختيار الزوجين، ومجانبة الأعراف والعادات والتقاليد الدخيلة التي لا تتناسب مع قيم ديننا الحنيف.


اللهمَّ ارزق بناتنا وبنات المسلمين الأزواج الصالحين، اللهم آمين يارب العالمين.




قيمة الزّمن | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف


قيمة الزّمن | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
قيمة الزّمن | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف




قال الطّيبي رحمه الله تعالى : 


إن الأوقات والسّاعات كرأس المال للتّاجر ، فينبغي أن يتّجِرَ فيما يربحُ فيه، وكُلّما كان رأسُ ماله كثيرًا ، كان الرّبح أكثر ، فمن انتفع من عمره بأن حَسُنَ عملُهُ ، فقد فاز وأفلح ، ومن أضاع رأس ماله ، لم يربح وخسِرَ خُسرانًا مبينًا .


الزَّمَنُ وَالْوَقْتُ مِنْ أَثْمَنِ الأَشْيَاءِ الَّتِيْ لا يَسْتَطِيْعُ الْإِنْسَانُ شِرَائهَا ، فَهُوَ يَمُرُ بِسُرْعَةٍ ، وَلَا يُمْكِن أنْ يَعُوْد الزَّمَنُ إِلَى الْوَرَاءِ ؛ فإن لِلْوَقْتِ في الْإِسْلَامِ ؛وَخَاصَةً عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ قِيمَةً عَظِيمَةً ، فَهُوَ رَأْسُ الْمَالِ ، مَا ذَهَبَ مِنْهُ لَا يَعُودُ ، وَمَنْ فَرَّطَ فِي وَقْتِهِ وَعُمُرِهِ فَقَدْ فَرَّطَ فِي خَيْرٍ كَبِيرٍ ؛ لِأَنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُضَيِّعُ عُمُرَهُ وَوَقْتَه ، وَلا يُحْسِنُ اسْتِثْمَارَهُ بِمَا يَنْفَعُهُ ؛ بَلْ رُبَّمَا قَضَاهُ فِيمَا يَضُرُّهُ فِي مَجَالِسِ الْغَفْلَةِ وَاللَّهْوِ وَالْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ .


وَقَدْ اهْتَمَّ الْإِسْلَامُ بِالْوَقْتِ وَبَيَّنَ أَهَمِّيَّتَهُ .


قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كَمَا فِي الصَّحِيحِ: 


نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ؛ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ .


فَالْخَاسِرُ وَقْتَهُ مَغْبُونٌ كَالَّذِي يَبِيعُ سِلْعَتَهُ بِأَقَلَّ مِمَّا تَسْتَحِقُّ ، أَوْ يَشْتَرِيهَا بِأَكْثَرَ مِمَّا تَسْتَحِقُّ .


ولقد كان السّلف الصّالح ومن سَارَ على دَرْبهم وطريقهم يبادِرُون إلى استغْلال أوقاتهم ؛ لعلمهم بتسابق الأزمنة ، وسرعة الدهر في الانقضاء ، وتلك أمثلة عديدة لنماذج في الحرص على الأوقات ؛ لندرك حجم البون الشاسع بيننا وبينهم :


#قال ابن مسعود رضي الله عنه: 


ما ندمتُ على شيءٍ ندمي على يومٍ غربت فيه شمسُهُ ، نقص فيه أجلي ، ولم يزدَدْ فيه عملي .


ويقول الحسن البصري رحمه الله: 


يا ابن آدم ، إنَّما أنت أيَّام ، كلَّما ذهب يومٌ ذهب بعضُك .


وقال أيضًا: 


لقد أدركت أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشدَّ حرصًا منكم على أموالكم .


قَالَ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : 


يَا عُمَرُ ، وَاعْلَمْ أَنَّ للهِ عَمَلًا بِالنَّهَارِ لَا يقْبَلُهُ بِاللَّيْلِ ، وَأَنَّ للهِ عَمَلًا بِاللَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ بِالنَّهَارِ .


وَفِي مُصَنَّفِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّه كَانَ يَقُولُ :


إِنِّي لَأَمْقُتُ الرَّجُلَ أَنْ أَرَاهُ فَارِغًا لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الدُّنْيَا ، وَلَا عَمَلِ الْآخِرَةِ .


يَقُولُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : 


إِنِّي لَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي وَقَوْمَتِي .


 يَعْنِيْ يَحْتَسِبُ بِذَلِكَ الأَجْرُ مِنَ اللهِ .


وَكَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَه اللهُ يَقُولُ عَنْ حَالِ السَّلَفِ :


أَدْرَكْتُ أَقْوامًا كَانُوا عَلَى أَوْقَاتِهِمْ أَشَدَّ حِرْصًا مِنْكُمْ عَلَى دَرَاهِمِكُمْ وَدَنَانِيرِكُمْ .


قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ :


ابْنُ آدَم إِنَّ الْأَيَّام تَعْمَلُ فِيْكَ فَاسْبِقْهَا وَاعْمَل فِيْهَا .


ويقولَ ابنُ القيمِّ : 


وأعظمُ هذِهِ الإضاعاتِ إضاعتانِ هُمَا أصْلُ كُلِّ إضاعةٍ : 


إضاعةُ القلبِ ، وإضاعةُ الوقتِ .


فإضاعةُ القَلْبِ مِنْ إيثارِ الدنيا على الآخِرَةِ ، وإضاعةُ الوقتِ مِنْ طولِ الأمَلِ ، فاجتمعَ الفسادُ كُلُّهُ في اتِّباعِ الهوى وطولِ الأمَلِ .


والصلاحُ كُلُّه في اتِّـباعِ الهُدى والاستعدادِ لِلقاءِ . 


قال عليه الصلاة والسلام : 


اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : 


شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ .


رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين


وقد قيل لملك زال عنه ملكه يومًا : ما الذي سلبك ملكك ؟ 


فردّ قائلاً : تأخيري عمل اليوم إلى الغد .


وتلك حكمة كنا نراها قديمًا ونحن صغار على الكراسات : 


لا تؤجِّل عمل اليوم إلى الغد .


وهذا عالِم مجتهد : ابن عقيل الحنبلي رحمه الله كان يقول : 


أنا أحب سف الكعك على أكل الخبز ؛ لأن سف الكعك لا يأخذ وقتاً ، وأكل الخبز أنتظر حتى أقطع وأغمس وغير ذلك ، فتذهب الأعمار في الأكل .


وابن عقيل يقول عنه الذهبي : 


إنه استطاع أن يؤلف أكبر مصنف في الدنيا وهو كتاب ( الفُنُون )


أي : فنون اللغة ، وفنون التفسير ، وفنون المناظرات ، وفنون الكلام ، وفنون الفلسفة وغير ذلك ، فكل العلوم التي تتخيلها في كتاب الفنون ، فهو (800) مجلد . 


وكان ابن عقيل رحمه الله : 


إنه لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري .



 

كيرالا أكثر الناس رمادا ! | بقلم الشاعر الهندي/  معصوم أحمد


كيرالا أكثر الناس رمادا ! | بقلم الشاعر الهندي/  معصوم أحمد

كيرالا أكثر الناس رمادا ! | بقلم الشاعر الهندي/  معصوم أحمد 



 


أبيات في محبة الناس بولاية كيرالا واتحادهم في أمر المساعدة للسيد عبد الرحيم، انه قضى ١٨ عاما في سجن بالرياض، لقد تم اعتقاله في عام ٢٠٠٦م في جريمة قتل ابن كفيله فايز، وصل إلى السعودية للعمل في تأشيرة سائق. أصدرت محكمة الرياض حكما بالإعدام عليه، وقد أيدت محاكم الاستئناف هذا الحكم، مما جعل عبد الرحيم يواجه المشنقة دون أي خيارات أخرى. على الرغم من الجهود المبذولة للتواصل مع عائلة الفتى المتوفى على مستوى رفيع، إلا أنهم لم يكونوا مستعدين للعفو عنه. وفي نهاية المطاف، طالبت العائلة بتعويض قدره 34 كرور روبية (ما يعادل تقريباً 4,080,000 دولار أمريكي) شرطا للعفو، وأمه كانت تعد الأيام القاسية والليالي الدامعة متمنية لقاء وجه ابنها قبل أن تموت، أخيرا جهود كيرالا الجماعية ناجحة لتحرير عبد الرحيم من السجن السعودي. وتم هذا الجمع المبارك للمال بقيادة رجل غني وتاجر الذي بنى بصمته الشخصية في تجارة الذهب والماس هو بوبي شمانور.


بِأَعْلَى الصَّوْتِ يَا شِعْرِي أُنَادِي

جَمِيعَ العُرْبِ نَادِيهِمْ فَنَادِ


لَكُمْ أَشْعَارُ فَخْرٍ فِي سَخَاءٍ

لَكُمْ صَخْرٌ وَحَاتِمُ... كَمْ أَيَادِي ؟!


تَمَلَّكْتُمْ مَحَاسِنَ كُلِّ جُودٍ

وَتَفْتَخِرُونَ دَوْمًا بالجَوادِ


أَمَا أنْتُمْ تَخَلَّفْتُمْ قَلِيلًا

فَكَمْ أَجْوَادُ أَوْلَدَهُمْ بِلَادِي


وِلَايَتُنَا قَدِ اتَّحَدَتْ جَمِيعًا

نُقُودُ النَّاسِ كَنْزٌ فِي الشِّدَادِ


هُنَاكَ لَنَا سِجِينٌ فِي ظَلَامٍ

أَخُونَا مُنْذُ أَعْوَامِ السُّهَادِ


فَحُوكِمَ فِي الْجَرِيمَةِ قَتْلُ نَفْسٍ

وعَدَّ عَلَيه دِيَةً بِازْدِيَادِ


فَأَضْخَمُ فِدْيَةٍ قَطَعَتْ رَجَاءً

وَدَمْعُ الأُمِّ يَفْجُرُ مِن بِعَادِ


وَذَا عَبْدُ الرَّحِيمِ دَعَا رَحِيمًا

عَجُوزٌ أَمَّنَتْهُ فِي انْفِرَادِ


بَدَأْتَ الْجَمْعَ يَا ' بُوبِي ' بِدَلْوٍ

وَدَلْوُكَ كَانَ ذَهَبًا في المُرَادِ *


غَنِيٌّ أَنْتَ أغْنَى النَّاسِ قَلْبًا

وَلَيْسَ غِنَاك فِي عَدَدِ الْمَوَادِّ


سَخِرْنَا مِنْكَ مَجْنُونًا وَلَكِنْ

جُنُونُكَ كَانَ فِي فِعْلِ الرَّشَادِ


سَهَرْنَا اللَّيْلَ فِي ' التَّطْبِيقِ ' عَدًّا

رَأَينَا النُورَ فِي السِّجْنِ السُّعُودِي*


سَخِيٌّ أَنْتَ أَمْثَلُ فِي اقْتِدَاءٍ

 'وَمَوْقِعُكَ' الجَمِيلُ رَحَى الجِيَادِ*


أَيَا أَهْلَ السَّمَاحَةِ وَالعَطَاءِ

سَبَقْنَا الْيَوْمَ أَيْدٍ بِامْتِدَادِ


أَيَا مَنْ ظَنَّ عَيْشُكَ فِي انْتِهَاءِ

لَكَ الأَبْطَالُ أَلْفٌ بِالفُؤَادِ


وِلَايَةُ كَيْرَلَا خَيْرُ البِلَادِ

لَهَا قِصَصُ التَّوَحُّدِ والرَمَادِ !


*بوبي : بوبي شيمانور، مؤسس مجوهرات بوبي شيمانور العالمية ورئيس اللجنة الخيرية لايف ويشان

* التطبيق: تطبيق Save Abdurahim منصة أونلاين لقبول التبرعات والصدقات 

*موقع: نفس التطبيق لجمع المال




 

خاطرة طفل : بقلم الكاتب  الجزائري  عبدالعزيز  عميمر


خاطرة طفل : بقلم الكاتب  الجزائري  عبدالعزيز  عميمر
خاطرة طفل : بقلم الكاتب  الجزائري  عبدالعزيز  عميمر



كان قائدا منذ الصغر،يصفّف الأطفال مثله،ويأمرهم بالسير،واحد،اثنين،واحد،اثنين،إنهم جنوده يدرّبهم يوميا،في يده عصا،لا تبارحه ابدا،يرسم بها الخطوط،ويسوي بها الصفّ.


_كل الأطفال في سنّه تحت طاعته،إنه الآمر الناهي،يغلبهم واحدا واحدا،وإذا ظلم أحدهم جاء إليه يشكو،قائد بالفطرة،وممازاد ذلك ثباتا ،عندما رآه يوما ذلك الدرويش الذي يزور القرية من حين لآخر،تفحّص وجهه مليا وقال: ابنك سيصير له شأن عظيم،سيحكم وذات يوم ،جرب قراءة كتاب: قرعة الأنبياء،

واغمض عينية وقرأ سورة الفاتحة ثلاث مرات،ثم وضع أصبعه في مربعات صفحة قرعة الأنبياء، نفس الشيئ ،سيسود ويحكم ،وله شأن عظيم،قرعته كانت مع النبي سليمان ،وكان يحكم في الجن،وهو يحكم في الأطفال ، لا بأس له الأطفال،ولسليمان العفاريت.


_دخل الأطفال في قاعة كبيرة غريبة،جميلة، ليس مثل أكواخهم ،ولا بدّ  من تفويجهم لانطلاق الدروس في ( الكولاج) ومعرفة المستويات،1.2.3...من منكم يعرف كتابة اسمه بالفرنسية ؟ فتأخر! واحمرّ وجهه،هو لا يعرف كيف يكون اسمه؟ جورج؟ جان؟فليب،أيكون روميا ! يالطيف ! ويترك لوحته! وقرآنه! وعربيته! لا! لا! لكن الغريب فالاسماء لم تتغير كتبت فقط بالحرف الفرنسي،الرومي الكافر! هو لا يتحول روميا أبدا .


_هو يقرأ الدرس فقط( عمر تلميذ نظيف يحمل محفظته الجديدة ويتوجه للمدرسة) أعد مرّة أخرى ،احفظها،حفظتها سيدي!


_ايه فرق بينه وبين الطفل عمر الجميل النظيف ، المصوّر في كتاب القراءة للمبتدئين ،بتلك المحفظة الحمراء الجديدة التي تلمع، والحذاء الجلدي يبرق من بعيد ،ويتلوّن تحت الأشعة،والمحفظة ملآنة بالأدوات ،من كل نوع،أحبّ أقلام التلوين في العلبة الكبيرة! آه لو كان يملكها ،لوضعها مع الوسادة لجمال ألوانها وعلبتها المزركشة، إنه فقير، ويظنون أن فقره ظهر لغبائه، هو لا يعرف أبدا من أين يأتون بتلك الأدوات ؟ أين تصنع؟ لا شك تكون في فرنسا! أو ألمانيا،أما في القرية ،فهي ملآنة بالنعاج والخرفان، والماعز ،والبقر،كل بلد مختص بشيئ ،هم بعلب الألوان والمحفظة الحمراء، وعندهم عمر،ونحن عندنا الحيوانات ،نربيهاونحبّها ،ونرقد بجانبها.


_تعلّم وقلّد صياحها،وثغاءها،وخوارها،يقلّد كل شيئ ،حتّى تقول فعلا هذه أصوات الحيوانات، إنه بارع،براعة القرية،تعطي الخروف،ولا تعطي علبة ألوان،آه،لو وجد أحدا، فيسرق خروفا ،ويستبدله بمحفظة حمراء وعلبة ألوان طويلة،آه لويحصل ذلك! سيبرهن لهم عن براعته

في الرسم،وليس عمر ابن المدينة هو الذي يعرف فقط،إنه ابن القرية لكن ينافسه،والألوان تطاوعه،،،،،.


_ايه الفقر،المخ موجود،والمحفظة غائبة،اليد بارعة والألوان مفقودة،لو عثر على الأقل على حذاء،ليقي أصابعه من ضربات الحجارة،ومياه الأمطار،ومن الشوك الذي يخافه لحمه ! كم مرة سال دمه! كم ! وكم!،،،يضمّده بقطعة قماش فقط ولا ينتبه إليه،لا قريب ولا غريب ، فإذا أظهرت أصابعك المجروحة،قيل لك: تستحق ذلك يا أعمى! تمشي وتنظر للسماء،فالشوك والحجارة،بريئة،لا لوم عليها،اللوم على الأعمى،فصار يسكت ولا يبيّن أبدا

جراحه،ولا يشكو ولا يتكلّم أمامهم ،حتى لا ينال التوبيخ،يصبر على الألم،والدم ،الله غالب! ولا يصبر على ما تقذفه افواههم،ولكنهم كبار،وافواههم تقطر عسلا،لكن لا نلحس تلك الحلاوة،كلما تذكرتها تهيأت فأخرج ما في جوفي.


_لا ادري كبرنا مع الشوك،أم الشوك الذي كبر معنا،هو يحب الشوك،ولا يلومه ابدا،أحيانا يصير حريرا،ووشاحا يغطي به فقره،وتارة يعطيه للمعزاة ،ييبس ويصير:  (ڨوفريت )،هش سريع المضغ والهضم.


رغم ماقلت ،كنت سعيدا ،واقتنع بما في يدي،ولا تسرق عيني صور وجمال الآخرين،كنت أعرف أن صورتي جميلة،وستبرز للوجود،لكنها فاكهة لم تنضج

بعد،سأنتظر ،والانتظار صديقي لا أفارقه.


الكاتب  الجزائري  عبدالعزيز  عميمر.



 إعادة الصلاة المكتوبة | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 


إعادة الصلاة المكتوبة | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
إعادة الصلاة المكتوبة | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة


المقصود بإعادة الصلاة : هي أن يؤدي صلاة من الصلوات المكتوبة، ثم يرى فيها نقصاً أو خللً في الآداب أو المكملات، فيعيدها على وجه لا يكون فيها ذلك النقص أو الخلل. 

وحكمها هذه الإعادة : الاستحباب. ومثال ذلك أن يكون قد صلى الظهر منفرداً، ثم يدرك من يؤدي هذه الصلاة جماعة، فيسن أن يعيدها معه. والفرض بالنسبة له هو الصلاة الأولى، وتقع الثانية نافلة. 

دليل ذلك : ماروى الترمذي ،إنه صلى الله عليه وسلم صلى الصبح فرأى رجلين لم يصليا معه فقال:" فقال ما منَعَكُمَا أنْ تُصلِّيَا معَنَا " ؟ فقَالَا: يا رسُولَ اللّهِ إِنّا كنا قد صَلَّينَا في رِحالِنَا ، قال : " فلا تفْعَلَا إذا صلَّيْتُمَا في رِحالِكُمَا ثمَّ أتَيْتُمَا مسْجِدَ جمَاعَةٍ فصَلِّيَا معَهُمْ فإِنَّهَا لكُمَا نافِلَةٌ "  حسن صحيح . 

أما إذا لم يكن في الأولى خلل أو نقص، ولم تكن الصلاة أتم من الأولى، فلا تسن الإعادة. والله تعالى أعلى وأعلم




 

القراءة تَصْنع الوجودَ الإنسانِى وتؤسِّس الحضارات وتبني الدُّول | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف


القراءة تَصْنع الوجودَ الإنسانِى وتؤسِّس الحضارات وتبني الدُّول | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
القراءة تَصْنع الوجودَ الإنسانِى وتؤسِّس الحضارات وتبني الدُّول | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 

 


القراءة هي مُفتاح العقول وهي أساس تكوين المعرفة التي تفتح آفاق العلم والابتكار والتقدم، التي من شأنها أن تُسهّل حياة الناس، وترفع من مكانتهم.

وهى وسيلة فاعلة للتعامل الحكيم مع مختلف الأزمات والمواقف، كما أنّها دليل ملموس على سعي المجتمع ومثابرته لمواجهة أي صعوبات ومعوقات .


ونحن أمة اقرأ، أمة القرآن والعلم، أمّة أسس دينها على القراءة والبحث والاكتشاف .


أمّة اقترن عملها بالعلم فلا تجد آية فيها أمرٌ بالعمل إلا وكان العلم قبلها .


إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ


ولهذا نجد أن أول آية فى القرآن الكريم كانت :


اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ [العلق: 1]


بهذه الكلمات الربَّانية النورانية أُعلِنَ ميلاد الإسلام، وأعلن معه ميلاد العلم بجناحيه القلم والقراءة.


تلك كانت أول آية أنزلها الله سبحانه وتعالى على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وهي وإن دلَّت على شيء فإنما تدلُّ على أهمية القراءة باعتبارها إحدى أدوات بناء الأمم وتقدُّم الشعوب .

فالقراءة وسيلة التقدُّم والرقيِّ والمعرفة والازدهار، ولا يمكن أن يتصوَّر تقدُّم أمة ما دون أن تكون قارئةً ومطلعةً على ما يدور حولها .


والقراءة هي أهم وسائل التعليم في حياة أي إنسان، والتي يستطيع الإنسان من خلالها أن يَكتسب مزيدًا من الأفكار والرُّؤى والمعارف والعلوم التي تُفيده في سائر مجالات الحياة، ومن خلالها يتمكن الإنسان من تطوير ذاته والوصول إلى آفاق جديدة ربما كان لا يَستطيع الوصول إليها قبل ذلك.


والقراءة كانت على مرِّ العصور وستظل أفضل أدوات تناقل المعرفة بين العقول البشرية المختلفة باعتبارها الصفة المميِّزة للشعوب المتقدمة .

 

إن القراء في عصرنا الحديث قد أصبح لها أهمية كبيرة ؛ وذلك لأنها أصبحت جزءًا رئيسياً في حياة كل إنسان، فلا سبيل للإبداع أو للابتكار أو الوصول إلى الاختراعات صغيرة كانت أو كبيرة إلا من خلال القراءة.


فإذا أمعنّا النظر حولنا سنعلم علم اليقين أن القراءة إنما هي جزء أساسي ومكمِّل لحياة الفرد العملية والشخصية وكافة مجالات الحياة، فضلاً عن أنها بمثابة المدخل الرئيس لكافة أبواب المعارف والعلوم المتنوِّعة .


إنَّ توجيه الفرد إلى القراءة يُمكن أن يوفر لنا جيلاً من القارئين الذين يتمتعون بالمعرفة الصحيحة بما يؤدي إلى النهوض الحضاري، كما أنَّ الطفل الصغير عندما ينشأ على حب القراءة، فسوف يكون إيجابيًّا في أسرته ومجتمعه، وسوف يُصبح عنصرَ خير في بيئته؛ لذلك فإنَّ مؤسساتِنا التعليمية ووسائل الإعلام ينبغي أنْ تُشجع القراءة.


وأجمل القراءات ما كان غايتها استرضاء الله عزَّ وجلَّ إذ إنَّها تضبط السلوك الإنساني، وتحث على أداء الحقوق والواجبات، وتمنع الفوضى والسلبية والخيانة والظلم والفوضى.


فالقراءة قوام الشخصية السويَّة، والعقلية الإبداعية، وما من أحد يستغني عنها.

فالقراءة تزيل الغشاوات التي تُحيط بالعقول، كما أنَّها تصلح الدنيا والدين وتدفعه إلى الاتزان والاعتدال.


والقراءة تَصْنع الوجودَ الإنسانِيَّ الرشيد وتؤسِّس الحضارات وتبني الدُّول والممالك المُزدَهرة وتَرتقي بحياة الإنسان نحو مدارجِ الكمال والجمال.

بالقراءة تتميَّز الشُّعوب والأمم في مِضمار الرُّقي والقوة والنَّهضة وحياة العِزَّة وعِزَّة الحياة فالشُّعوب القارئة لا تُستغفل ولا يُستهان بإرادتِها، ولا يُستخَفُّ بعُقولها، ولا تَسمح بانتشار الفَساد والاستِبْداد ؛ والأمم القارئة تَسلك طريق النُّهوض وتأخذ بأسباب القوَّة والنَّصر ، فتحتمي بثوابتها الأخلاقيَّة وتعتصم بعقيدتها الدِّينية، وتبشِّر بالحق والعَدْل والحرية، وتسعى لتقوية حصونِها من الدَّاخل بالأُسرة القوية، والمجتمع المتراحم المتماسِك.


وأخيراً :

القراءة هي مفتاح التعلُّم والرُّقي وسبيل القوة والتقدُّم والازْدِهار ولذا نَهض المسلمون وسادوا العالَم وأسَّسوا حضارة العلم والإيمان انطلاقًا مِن قوله تعالى: 

﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]

قراءةً تؤسِّس لنهضةِ حضارةٍ ربَّانية، عمادها العلم والإيمان، وتحلق نحو الرُّقي الإنساني الحقِّ .

والأهم من هذا كله، أن القراءة مطلب شرعي رباني ومفتاح تلاوة القرآن الكريم، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة التفسير والفقه واللغة والعقيدة وغيرها من العلوم الشرعية والنافعة، وكيف لا والذي يقرأ كتاب الله ويجوِّده ويحفظه ويتقن ذلك كله هو الأجدر والأحقُّ بإمامة الناس والصلاة بهم.


كما جاء عن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 

يؤمُّ القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواءً، فأعلمهم بالسنَّة، فإن كانوا في السنَّة سواءً، فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواءً، فأقدمهم سنًّا، ولا يؤُمَّنَّ الرجلُ الرجلَ في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرِمَتِه إلا بإذنه. رواه مسلم


إن القراءة هي الحياة ذاتها، بل هي مِقْودُ الحياة وقائدها، بل هي الجسر الموصل إلى جنات النعيم في الآخرة وهى واجب فكري وحضاري، لا عذرَ لأحد في إهماله أو التخلِّي عنه، ومن يفعل هذا فقد حكم على نفسه أن يعيش في الحضيضِ، وأن يحجب عن عقله الوقود الأساسي ألا وهو ضياءُ المعرفة.



 

احك  يا شكيب " السجن الكبير " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك  يا شكيب " السجن الكبير " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير

 


السجن الكبير هو سجن نسجن فيه أنفسنا حسب ظرف كل واحد منا ، في حين ان السجن هو مكان محاط بسور كبير فوقه أشواك تمنع عملية التسلل أو الفرار ، سجن محاط بحراس غلاظ شداد يحملون أسلحة  و عددهم كبير ، بداخله غرف مظلمة و أبواب متعددة و  ساحة للتنزه و قاعات للترفيه و ورشات لتعلم الحرف و مدير و موظفون و أعوان و كلاب  حراسة ، كل من هذا تعرفونه أو سمعتم به ، و لكن السجن الحقيقي الكبير الذي أقصده هو سجن من نوع خاص له حراس خاصون غير مرئيين و الخروج منه يتطلب مهارات ممكن أن تكون ذاتية و ممكن أن تكون بمساعدة الغير ، كيف أفسر لكم هذا ؟ الإجابة عن هذا السؤال أو الإشكال يتطلب مني أن أحكي لكم بعض الحكايات و بعدها لكم الحكم أو لكم ان تضعوا أنفسكم في أي سجن أنتم قابعون ؟ 

وكيف يمكنكم الخروج منه؟

" شاب أحب شابة و  تقدم لخطبتها و بعد ذلك حدد موعدا للزواج و تزوجا بعد أن أقاما حفل زفاف كلف الزوج طلب قرض مالي يؤديه على أقساط  شهرية ، إلى حد الان الأمور تبدو طبيعية ، و لكن الذي ليس طبيعي أن الزوجة منذ بداية العلاقة  بينهما  و هي تشترط شروطا  منها السكن المستقل ، و زيارة أهله تكون وفق برنامج محدد و ليس وقتما شاءوا ، و قطع العلاقة مع أصدقائه ، و المقهى ممنوع  الجلوس فيه ، و السفر مع الأصدقاء ممنوع ، و السفر المشترك مع الأهل ممنوع ، و الراتب هي من  تتكلف بتدبيره ، و لا حق له فيه  إلا ما ستجود به عليه ، مضت شهور على كل ما وافق عليه في الأخير قرر الطلاق و كانت   كلفته غالية  "

"شابة نشأت في بيت   الكلمة الاولى و الأخيرة فيه للأب ، يبدو الأمر طبيعيا و مقبولا ، و لكن الغير الطبيعي و هو أن اختياراتها منذ و أن كانت طفلة لا قيمة لها معه ، سواء تعلق الأمر بالدراسة  في اختيار الشعبة التي ترغب فيها  ، أو في  الزوجة الذي وجب أن تقبله و الذي لن يكون من تحبه و له باءة ، بل من سيختاره الوالد ، إلى ان انتفضت يوما و بكل أدب و  رفضت  الزواج من ابن صديق لوالدها و كانوا في جمع من الأسرتين و اخبرت والدها بكل الألم الذي حملته سنين ذوات العدد و أنها الان ترفض هذا الزواج و أن شابا يشتغل معها و له أخلاق عالية هو من سيكون زوجها ، فأراد الأب  أن يتدخل كعادته لفرض إرادته و لكن الشاب الذي جاء خاطبا تدخل هو الاخر و بأدب جم و عاتب الوالد و كان للبنت ما طلبت " 

" زوجة عاشت مع زوجها و أنجبا أبناء و حفدة ، و لم تكن في يوم من الايام سعيدة بزواجها ، زوج لا يهتم بسوى بنفسه و طلباته ، حياتها معه لا مودة و لا رحمة و لا كلمة طيبة ، كلما فاتحت والديها كان جوابهما : اصبري و هذا قدرك و  ماذا سيقول الناس عنا و ماذا سيقول  الناس عنك ، أتدرين  ما معنى ان تكوني مطلقة ؟ معناه لا يمكنك الخروج من البيت بل ستبقين حبيسه إلى حين وفاتك أو ان يتقدم لك زوج ، و كيف سيتقدم لك زوج و لك اولاد ، و بقيت على ذلك الحال و بعد ان تجاوزت من العمر الستين طلبت الطلاق  و حصلت عليه "

" شاب حالم كان ، حصل على الاجازة و  تقدم لمباريات عديدة  قصد الحصول على وظيفة    و لم يفلح في ذلك ، و أشار عليه صديق  بالالتحاق بجمعية المعطلين لحاملي ال شهادات و بقي على حاله منتظرا لسنوات حتى التقى بزميل له في الدراسة هو و زوجته وولدين ، فسأله صديقه عن أحواله و ماذا فعل فكان جوابه صادما بأنه لازال ينتظر ما ستسفر  عنه حوارات الجمعية ؟ لكن صديقه وبخه بعد ان اشفق من حاله و عرض عليه حلولا ناجعة فطبق واحدا منها و بعدها كون أسرة و مضى بعيدا في عمله الحر "

" شاب عاطل قدر عليه ان يلح السجن عن طريق الخطأ و كان يعيش قبل سجنه حالة من اليأس و الإحباط ، و بعد سجنه اختار حرفة هناك و أتقنها و بعد خروجه من السجن مارسها بحب و نجح فيها  " 

ذ شكيب مصبير





قالت | الجزء الثاني بقلم الأديب المصري سامح رشاد


قالت | الجزء الثاني بقلم الأديب المصري سامح رشاد
قالت | الجزء الثاني بقلم الأديب المصري سامح رشاد


استطالت وحلّت ضفائرها للهواء

وراحت تهتز بالرقصِ المتخافتْ

ادرعت بشالها ثم قالتْ:

أنا غُصن زيتونك الأخضر

ودرقة روحك الرنَّانة في ليالي السهر والحُمَّة

"ما من مرةٍ رأيتك إلا وسمَّيت"

كُن رفيقًا بي

أليست لديك رغبة بالتَشْبيب ولو لمرةٍ أخيرةٍ؟ 

شَعري كقطيع معزٍ رابض مزين بالناردين والكركم 

شفتاي ذواتُ رياحين ومزامير مفتولتان من القرمز والتفاح

خمر روحي من زيتون وحنطة

لا تقل أبدًا أني بِئرٍ مُعطلة أو عُصافة جافة

ألم تَرى بطني تنبعج مثل حبة رُمان؟ 

والآن ألا تراها انفثئت وتكرمشت كورقة كُرنب؟

كلَّ هذا وأكثر وأكثر..... 

اعرف اعرف

 أنَّ كلَّ هذا لا يشغلك، لم تعد تعبأ 

فقط كلَّ ما يشغلك  جاريتي التي وهبتها لك

ومن أجلها نسيتني! 

ورحت تلتصق بها وبسوسنات جسدِها

وتعمل على شَعرها مثل جرافة مُسننةٌ

كأنما كانت_هي_بئرك الطافِح

وأنا بئرك المُعطل

كنتُ أدرك أن كلَّ ذرةٌ من جسدك تنطبق على كلِّ خلية من جسدِها 

كُن رفيقًا بي

امسك بيميني دَغدَغني، كخرزة مِسبحتك زَحْزَحني، 

ومن كلِّ وسواسٍ ورجسٍ طهرّني

وبين أصابعك مثل اللفافة دحرجني 

إجعلني غنمة بين معزاتك

فروحي كلَّ يوم تتأجج كيمامةٌ شرقية

ألم تقل لي:

أنا وسوَسة حُلياكِ المسبوكة بعصير الكواكب والنرجس

وأنا نمارقكِ المصفوفة على سُرر الوقت

 والموشومة بحليب العصافير؟ 

كُن رفيقًا بي

فاضت كأسي وَقَد جمري وأنت لم تكن تبصر

تهتُ في البرية بين أعواد السنطْ كعظاءةِ ذنبية

أو كهَاجَةُ بلا نقيق ولا طقطقة 

تقلقلت روحي مثل خبيزة ناشفة 

كًن رفيقًا بي

كُن رفيقًا بي

كُن رفيقًا بي

 بيني وبين فراغ يقال عنه البعد. 




قبلة باطن اليد | بقلم الكاتبة اللبنانية أ. دعاء قاسم منصور


قبلة باطن اليد | بقلم الكاتبة اللبنانية أ. دعاء قاسم منصور
قبلة باطن اليد | بقلم الكاتبة اللبنانية أ. دعاء قاسم منصور


يُقال بأن من يُقبّل باطن يداكِ، كأنه يُخبرك بأنّه لن يتخلى عنكِ ما دام حيًّا، وبأنّه سيحيا ويموت على حبّك، وبأنّه ما دام داخله نبض سيبقى ينبض بإسمكِ وملكٌ لقلبكِ وحدكِ!! مهما حدث...

ويُقال بأنّها في علم النفس تعني الاحتواء والرغبة في التقرّب العاطفي رغم القرب، وهي تعبّر عن الحب والتعلّق، وهي تُشعل نار الحب في القلوب...

ويُقال بأنّ هذه القبلة تُعادل بالشعور التقاء الشفاه بشغف المحبين، والتقاء قلبي البعيدين بعد نشوة الانتظار، وانتقام عن جميع الأسى...

ويُقال بأنّها تعادل بالتأثير، المُسْكِرات المذهبة للعقول، كيف ممن يُتقِن ممارستها ماسكًا بيدك وناظرًا في عيناكِ، ستصابين بنبضات قلبٍ سريعةٍ، والفراشات سترقص في معدتكِ، وستشعرين بالغثيان وللحظات سينسى كلاكما أينما يوجد...

ويُقال كذلك، بأنّ من قبّل باطن يدكِ، لا مهرب لكِ منه، أينما ذهبتي ستجديه، ولا مهرب منه سوى إليه، وستحبيه بمقدار ما أحبك، لأنَّ باطن اليد لا يُقبَْل سوى من شخص يهيم بكِ عشقًا، وبقبلته يربط قلبه بقلبكِ رباطًا قدريًا أبديًا...

أقاويل كثيرة، وخرافات ممتعة للسمع والتسلية ولتعبئة هذه السطور، لكن ليس كل ما يُقال واقع ويجدر به أن يكون صحيحًا، ولكل قاعدة إستثناء، وكما استثنائيةٌ أنا، فغالبًا ما أكسر القواعد العامة وأكون استثناءها التي تُثبت عكس الأقاويل، فمن قبَّل باطن يدي لم أعطِهِ شرف الأبدية في حياتي، وها أنا قبضتُ يدي على البداية والنهاية والقبلة كذلك!




 سفائن الحب | بقلم الأديب المصري محمد فؤاد محمد


سفائن الحب | بقلم الأديب المصري محمد فؤاد محمد
سفائن الحب | بقلم الأديب المصري محمد فؤاد محمد

 


سفائن الحب ترسو في شواطئنا. 

هلا تزود قلبانا من المرفا 

وهل تلاقت عيون بعد غربتنا 

وهل تناجت قلوب بالهوى تشفى  

وهل تراءت على الأوراق خطوتنا 

لما سرى الشوق ضم الأعين الوطفا 

ياربة الشعر لما تنطقين به 

ينساب لحناً جميلًا يعجز الوصفا 

فينزف الشعر من قلبي ومن رئتي 

فياله من خيال يحسن النزفا 

لن أغسل الجرح مهما ضج من ألم 

إن الجراح إذا أهملتها تشفى 

هاتي  وهاتي من الأشعار  وانسحبي

 على بساط الهوى ما يشعل الحرفا 

ما ينبت الشعر في قلبي ويبعثه 

من السويداء لحناً ينشر  الصفوَ 

فنبض  قلبيَ أوحى  لي بأغنية  :

قصائد الحب دفء بل هي الأدفا




 احك يا شكيب :"الكاتب الروائي المزيف" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب :"الكاتب الروائي المزيف" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


شاب اوروبي في مقتبل العمر لم يتجاوز عمره الثلاثين متزوج من شابة في مثل سنه يقطنان في حي  شعبي  به فقراء ،  يمتهن الكتابة له روايتان  فاقترحت عليه زوجته عرضهما على ناشر معروف ، فبعد اطلاعه عليهما لم يقتنع بمحتواهما فاعتذر له بأدب ، و لما عاد للبيت سألته زوجته ماذا كان جواب  الناشر ؟ فأجابها بأنه رفض الطلب  لأن الروايتان ينقصهما الكثير و ليست من المحتويات التي يطلبها القارئ ، فبقي مكتئباً لا يبرح بيته و يفكر فيما يمكنه فعله لأداء واجب الكراء و الإنفاق على زوجته ، و لكن زوجته لم تيأس و كانت تطلب منه إعادة المحاولة مع ناشرين اخرين و البحث عن عمل مؤقت فتفرج مع الايام ، و لكن خيبته  استمرّت لشهور ، و ذات يوم خرجت زوجته لسوق أسبوعي لشراء بعض ما يلزمها للبيت فسقطت عيناها على محفظة  جلدية لونها أسود و لكن يبدو أنها كانت في غرفة مهملة فتغير لونها و أصابتها ندوب و خربشات أفقدتها لمعانها ، و رغم ذلك اشترتها  لأن زوجها كان يحمل روايتيه في ملف عادي   ، و لما عاد زوجها للبيت في المساء استقبلته  بابتسامتها المعهودة و احتضنته كما تفعل كلما عاد للبيت و تحدثا طويلا عن مشواره طيلة اليوم فكان جوابه كالمعتاد لازال الحال كما كان من قبل ، و لإدخال الفرحة عليه و تخفيفا من آلامه و خيبته التي لم تزل ، أخبرته بهدية عبارة عن محفظة جلدية جلبتها له ففرح بها رغم أنها ليست جديدة   ، فقبل أن يخلد للنوم عاد ليتصفح روايتيه يقلب أوراقهما لعله يعدل ما ينبغي تعديله ، و لما شعر بالعياء أخذ المحفظة ليضعهما  بداخلها فلفت  انتباهه وجود ملف فيه أوراقا  ففتحه فإذا به يجد رواية عبارة عن سيرة ذاتية ،  فعوض أن يلتحق بغرفة نومه بقي ساهرا إلى غاية  أن أتم قراءتها مع بداية النهار الموالي، و في الصباح خرج   كعادته حاملا معه محفظته و ذهب إلى حديقة و جلس فوق كرسي و أعاد إخراج الرواية و بدأ يتصفحها من جديد  و يفكر ما عساه أن يفعل ؟ و  اهتدى لفكرة و هي أن ينسبها لنفسه ، و لكن هذا يتطلب منه أن يأخذ وقتا ليوهم زوجته بأنه هو من كتبها ، و بالفعل بدأ في تنفيذ خطته ، فأول ما فعل هو أنه أخبر زوجته بمشروعه الجديد ، ففرحت و رحبت بالفكرة و عملت كل ما في وسعها لتهيئ له ظروف الاشتغال،  فكانت تعد له الطعام و القهوة و تتركه في غرفته أمام آلته للكتابة فكانت تسمع طقطقاتها و هي فرحة ومبتهجة بالإلهام الذي حل علىه ، و بعد أيام أخبرها بأنه أنهى كتابة روايته ، فعرضها عليها و لما أتمت قراءتها شجعته للذهاب في اليوم الموالي باكرا ليعرضها على الناشر ، و في الصباح و بعد تناول وجبة فطوره الذي اعدته له ودعته داعية له بالتوفيق ،  و ظنها هذه المرة فيه لن يخيب ، و لما التقى بالناشر سلم له الرواية فطلب منه الناشر الحضور بعد أسبوع ، و لكن الناشر لم ينتظر كل ذلك الوقت بل اتصل به بعد يوم و أخبره بأن يحضر لمكتبه على وجه السرعة ، فاستقبله استقبالا غير معهود مرحبا به و أثنى عليه و على المجهود الجبار الذي بذله و على الاسلوب الرائع و الحبكة العالية التي كتب بها روايته و وقعا معا عقدة بموجبها حددا المبلغ الذي سيحصل عليه و طريقة التوزيع ، و  عقد ندوة بخصوص الرواية في أفخم قاعة للعروض بحضور شخصيات نافذة و أدباء و مفكرين و طلبة ، ففرحت زوجته بهذا النجاح و حضرت معه لحفل التوقيع على الرواية و التي واكبها الإعلام المرئي و المسموع و المكتوب ، فأصبح حديث الناس هو روايته المؤثرة ، بل ان الناشر طلب منه روايتيه  قصد نشرهما و لم يعترض على مضمونهما كما فعل من قبل ، فاستغرب الكاتب و كتم كل ذلك في نفسه ، و لكن حصل ما لم يكن في الحسبان  ، و هو ان الكاتب الحقيقي وقعت بين يديه مجلة تحكي عن الرواية التي كتبها من قبل و التي ضاعت منه في ظروف غامضة و عليها صورة للكاتب المزيف ، فقرر الذهاب لملاقاته  عندما علم أنه سيكون ضيفا على برنامج  ليحكي عن مضمون الرواية ، فلما انتهى من البرنامج و هو يمشي أثار انتباهه رجل مسن يتبعه اينما حل  ، فخاطبه يا سيدي هل من خدمة أقدمها لك ؟ فقال له  الرجل العجوز فلنجلس معا   في مقهى قريب لدي مجموعة من الاسئلة أود طرحها عليك فوافق الكاتب المزيف ، فبدأ الرجل العجوز في طرح أسئلة بليدة على الكاتب و لكنه وقف عند أسئلة دقيقة عندما سأله عن سنه فأخبره بأن سنه ثلاثون عاما ، هنا بادره بما لم يكن يتوقع كيف تحدثت في سيرتك عن حدث و أخبره به و سنك لم يتجاوز العامين ، هنا صدم الكاتب المزيف و أصابه خرس ، و لم يمهله العجوز ليحدثه عن تفاصيل الحكاية و عن ضياعها لما حملتها زوجته معها في القطار و تركتها فوق رف من رفوف مقصورة ،   فسأله الكاتب المزيف ، فما العمل  الآن يا سيدي؟ فأجابه الرجل العجوز : ما وقع وقع و كنت نذلا بفعلتك و الآن أتركك لأنك إنسان سارق عديم الأخلاق فاقد  للمروءة و كاتب مزيف و منتحل لصفة ، فأعاد الطلب يا سيدي:  إن طلبت أن أصحح الخطأ فعلت،  و اعتذر أمام الملأ بأنني أخطأت في حقك ، و إن طلبت عائدات الرواية من مال أعطيتك ؟ و لكن الرجل العجوز لم يمهله فانصرف إلى حال سبيله تاركا إياه في حيرته و تعذيب ضمير  ، هنا صاحبنا بقي صامتا واضعا رأسه بين يديه متسائلا مع نفسه ما العمل ؟ فلم يعد مباشرة إلى بيته بل التحق بحانة و شرب حتى التمالة  ، و عاد إلى بيته يتمايل ذات اليمين و ذات الشمال ، فاستقبلته زوجته و هي مندهشة من الحالة التي هو عليها  ، فسألته عن السبب  ؟ فأجابها بلسان متلعثم بأنه كان كاذبا،  و أنه كان سارقا لعمل أدبي ليس له ، فصدمت هي الأخرى من فعلته ، و تركته لينام  ، مخبرة  إياه بما يجب أن يفعله صباحا ، و لكنه رغم انه كان في حالة سكر،   و هو نائم كان عقله منشغل و ضميره يؤنبه ، و في الصباح ذهب عند الناشر ليخبره بالخبر الصاعقة كما اشارت عليه زوجته ، فصدم الناشر بما سمع فاحتار  هو الاخر في الأمر ، و طلب من الكاتب المزيف  أن يختفي  هو و زوجته  و أن يذهبا إلى بلد لا يعرفهما فيه أحد ، و قبل بالفكرة ، و لما عاد لبيته لم يجد زوجته بل وجد ورقة عبارة عن رسالة مفادها أنها هاجرت إلى بلد يستحيل ان يعثر عليها بسبب فعلته الشنعاء و خيانته النكراء ، في تلك اللحظات دخل في بكاء  وضحك هستيري فقد معهما عقله فأصبح مدمن خمر ، و كلما التقى بشخص  من المارة يحكي له الحكاية  إلى وجد يوما أشلاء على سكة قطار 

ذ شكيب مصبير



 

تلاحم الأفكار | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


تلاحم الأفكار | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
تلاحم الأفكار | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم ، 

تلاحم الأفكار : 

قد تنسجم أفكار البعض ولو كانت عابرةً للقارات ، لو كان كل منهم في وطن مختلف ، تابعاً لثقافة مُغايرة تماماً ، منتمياً لدين آخر ، فالعقول وإنْ اختلفت مذاهب أصحابها تبقى على توافق وتلاحم وترابط من خلال تلك الأفكار التي تتشارك إياها ، فلا يمكنك إبعاد مَنْ يجدون أنفسهم تحت مظلة علم واحد أو ينجذبون تجاه ثقافة بعينها أياً كانت ، لذا علينا أنْ نعمل على إدماج مَن يملكون نفس الميول والاتجاهات ولو فصلت بينهم المسافات وبتلك الفكرة سنكون قادرين على تحقيق التقدم والازدهار في شتى المجالات على اختلافاتها دون  أنْ يشعر أحد أنه لا يجد ذاته أو ينتمي لهذا المكان ذات يوم فلقد انتابته الراحة فور إيجاد مجتمع يحتويه ويتفهم أهدافه ويتقبل تطلعاته بلا رغبة في الخروج من تلك الدائرة مطلقاً لآخر يوم بحياته ...



في فناء ال !!؟؟ | بقلم الشاعرة العراقية / فائقة نائل فائق


في فناء ال !!؟؟ | بقلم الشاعرة العراقية / فائقة نائل فائق
في فناء ال !!؟؟ | بقلم الشاعرة العراقية / فائقة نائل فائق



 في فناء ال !!؟؟

بينما كنتُ أشارك الجميع الحديث تارةً وتارةً التزمُ الصمت

(وهنا الصمت ابلغُ من الكلام)

وأنا أحاول أن اخطف نظراتي له وبكل حذر واسردُ كلاماً شفيف بتمتمة الشفاه واتخيل أنني الشمس وهو كالكواكب يدور حولي يغمرني من دون أن يلمسني، وانا أحاول أن اطفىء نيراني المشتعلة برحيق عطره الذي كان يتسلل داخلي ليتحد مع عطري المخملي الأخاذ الذي اضعه ،


كنت أشعرٌُ أنه على بساط الريح يحملني لعالم العطر الذي يفوح منه يصطحبني

وأشعرُ ايضاً بأني زهرةٌ ندية تحوطني اغصانه ويحميها مِمن حولها ويخبؤها إن وجبَ الأمر 

أرى في عينيه عدة أسئلة وحوارات 

كشجرة سرو واقفةٌ أنا،وكطيرٌ جارح هو يقفُ أمامي جارج برقة ولين كأنه يلظمُ عُقداً من لؤلؤة ويضعه حول رقبتي ويسنُ شريعة الهوى ويقصها لي بعسل قوافيها وصوته يروي ملامحي،

 كل أوراقي غدت حطباً يحترق حباً وردياً سرمدياً

أشعر ما اشعرُ .... 

على جدران المكان اعلقُ الأمنيات ساكبةً كل الحب من قلبي النابض وعاكسةً بريق عيني وجمالها لكل من حولي 


ياترى ماذا يشعر شهريار؟

عندما بدأت شهرزاد الحديث فقالت 

ياليت عناقهُ قريب ....






 

احك يا شكيب : "أريد أن أتزوج و لكن … ؟ | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب : "أريد أن أتزوج و لكن … ؟ | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير
احك يا شكيب : "أريد أن أتزوج و لكن … ؟ | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير 

 


إنه الخوف ! الخوف من ماذا ؟ سؤال يطرحه كل واحد أو واحدة ممن سنحكي حكايتهم ، أهو خوف من مستقبل محفوف بالمخاطر ؟ أو خوف من مستقبل غامض ؟ أو خوف من مفاجآت غير منتظرة و غير متوقعة ؟ أم هو مرض أصاب فئة عريضة من المجتمع ؟ أم خوف من قوانين يعتبرها البعض مجحفة ظالمة غير منصفة ؟  و لكن الحقيقة و هي أن القاسم المشترك بينهم جميعا هو الخوف ،   خوف قد يكون مشروعا ، "لكل مبتدئ دهشته" و خوف مبالغ فيه بسبب التأثيرات المحيطة ،  دعوني احكي لكم حكايات بعض من هؤلاء و أنتم من ستكونون حكما فيما سيعرض عليكم . 

" أنا شابة متوسطة الجمال أتممت دراستي العليا  في معهد من المعاهد المعروفة و تخرجت مهندسة دولة، لم يحاول  أي شاب من  أن يتقدم لخطبتي أو مفاتحتي في الموضوع و خاصة أبناء حيي ، و مباشرة بعد حصولي على وظيفة  بدأت الطلبات و الذي صدمني هو أبناء حيي معظمهم أبدوا الرغبة في الزواج مني و منهم من التحق بالوظيفة سنوات خلت ، فقلت مع نفسي هل أنا مرغوبة في شخصي أم في وظيفتي ، الشيء الذي جعلني أؤجل هذا الأمر حتى أعرف حقيقة هذه الطلبات التي انهالت علي بعد حصولي على الوظيفة !!!"

" أنا امرأة أرملة و لا زلت شابة توفي زوجي رحمة الله عليه  بمرض مزمن و حصلت على تقاعد و بعد سنوات قليلة جاءني شاب و فاتحني في أمر الزواج ووجدته شابا مهذبا خلوقا و لا مانع من قبول طلبه و لكن المشكلة  و هي أنه بمجرد زواجي سأحرم من معاش زوجي و هي نفس القصة التي وقعت مع صديقة لي تزوجت بعد وفاة زوجها و انقطع معاشه و بعد  ذلك وقع طلاقها فأصبحت مفلسة ، الشيء الذي جعلني أتردد في قبول الطلب ، علما أن المعاش هو حق لكل أرملة سواء تزوجت أم لم تتزوج لانها اموال اقتطعت وجب ردها "

" حكايتي أنني شاب انشغلت بإتمام دراستي و اشتغلت في وظيفة في القطاع العمومي و بعد سنوات  اشتريت شقة و فكرت في الزواج و لكن مشكلتي أن  واحدا من إخواني تزوج من أجنبية و بعد سنوات من زواجهما و إنجابهما لطفلين استيقظ يوما فلم يجدها و علم من بعد أنها ارتبطت بآخر دون سبب يذكر ، أما أخي الصغير فقد تزوج وأنجب ابناً و هو الاخر طلق زوجته التي كانت تكثر من المشاجرات معه و تلتحق به أمام مكان عمله فتسبه و تشتمه و تخلق له المتاعب ، الشيء الذي جعلني ألغي فكرة الزواج نهائيا " 

" أنا سيدة مطلقة و لي ولدين أبن و بنت  صغيرين في السن  الاول سنه خمسة أعوام و الثانية عمرها تمانية أعوام ، جاءني خطيب يريد الزواج مني فترددت كثيرا لاني علمت بأن  طليقي هدد  بإسقاط حضانة ولدي علما بأنه تزوج بعد الطلاق مباشرة ، ووجدت هذا ليس عدلا علما ان جارا لنا طلق زوجته و تركت له الاولاد و تزوج و لما طلبت اسقاط الحضانة له على الاولاد رفض طلبها  فعدلت عن فكرة الزواج نهائيا " 

" أنا سيدة  مطلقة لي بنت ذات أربع عشر عاما تقدم لي عريس قصد الزواج و وافق على أن تعيش معنا بنتنا و لكن رفضت لسبب ليس بالبسيط كون صديقة لي لها نفس الظروف التي أنا أوجد عليها تزوجت و انتهى  زواجها بطلاق كارثي ، و هو أن زوجها كان يتحرش ببنتها "

" حكايتي أنني تزوجت من زوجي و أنا جد سعيدة بزواجنا أنا موظفة سامية و هو كذلك موظف سامي  كل واحد منا  خرج  من تجربة زواج فاشلة ، و كان في اعتقادي أن زواجنا سيكون ناجحا لما عشناه من تجربة تعلمنا منها الكثير ، و لكن فوجئت به كلما خرجنا لمطعم أو سفر يطلب مني نصف واجبات  تكاليف المطعم و البنزين  فأصبحت أشعر بالقلق من هذه التصرفات علما بأنني قمت بتغيير الفرش و اشتريت مستلزمات بيت  الزوجية و لم أطالبه بدرهم و اشتري كل ما أراه ضروريا و لم أطالبه بأي درهم حتى ملابسي اشتريها أنا من مالي الخاص و لم يحدث ان أهداني و لو هدية بسيطة بالإضافة ان له عادات خاصة به ينعزل في كثير من الأوقات في غرفة و ينشغل بملفات يحضرها معه من عمله و ينشغل بالتلفاز فأجد نفسي وحيدة في النهاية قررت الطلاق فكان لي ذلك " 

" أنا شاب كان حلمي هو الحصول على عمل يجعلني أفتح بيتا و اكون أسرة و لكن مع ما أسمعه من خلال نسب الطلاق و ما أشاهده من مشاكل جعلني أحجم عن الزواج ، كيف أتزوج و صديقي وجد زوجته تطالبه بالتطليق للشقاق لا لسبب سوى أنها  تطلب منه تكاليف فوق طاقته و ان يقطع صلته بوالديه ٠

هي حكايات  القاسم المشترك بين من يحكونها أنهم وضعوا فكرة الزواج في ثلاجة و في رف من رفوف الزمن ربما يتذكرونها بتغير الاحوال و الظروف و القوانين 

ذ شكيب  مصبير




 

كل من مروا وعبروا | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك


كل من مروا وعبروا | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك
كل من مروا وعبروا | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك 

 

كل من مروا وعبروا 

تركوا النهر يبكي 

وأشجار الخريف 

تعزف لحناً كئيباً 

وأنا أسمع قصص الحزن 

أجيد الصمت 

والموت 

والرحيل 

رجلٌ مصنوع من خجل 

من كبرياء 

من جبل 

أخاف الحياة 

ولا أخاف الموت 

أعزف كل مساء لحن 

بلا موسيقى بلا وطن

أجمع بعضي 

من أرفف الحكايات 

أزيح تراب الأيام عني 

وأخجل أخجل من لا أحد 

أعرف الرقصة وفنجان القهوة 

وكفوف تودع كفوف

أبحلق في الأشياء 

أبدو بليها أحمقا 

أدعي الفهم 

ككل الأغبياء 

أرفع حاجب 

واخفض كتف 

علامات الغباء تفرح 

افهم جدا 

أني لم ولن أفهم 

إنها الحياة 

لغزا  في لغز ……



 

احك يا شكيب : " أنا التائه الضائع المشرد " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب : " أنا التائه الضائع المشرد " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير

احك يا شكيب : " أنا التائه الضائع المشرد " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير




أنا ظاهرة إنسانية قد أكون ذكرا أو أنثى ، ليس مهما ، المهم هو أنني إنسان مختلف ، أعيش ظروفا خاصة في مجتمع المفروض فيه أن يكون متضامنا متعاونا محتويا للجميع ، لكن العكس هو الذي وجدت فيه ، سواء كنت ذكرا أم أنثى ، قيم نبيلة اختفت  وحلت محلها الأنانية و الحقد و البغض و التحرش و التنمر و الغيبة و النميمة و الحگرة ، حكاياتي كثيرة و متنوعة و حقيقية سنحكيها لكم لتروا حجم الظلم الذي نعيشه بين ظهرانيكم و لكنكم غير مبالين ، اهتماماتكم لا ترقى لما يجب من قضايا كبيرة مثل قضيتنا على سبيل المثال نحن المهمشون المقصيون  ، تهتمون  بمباريات كرة القدم و بما سمّيتموه "روتيني اليومي " و بمسلسلات مستنسخة من بيئات غير بيئاتنا و نقاشات مفتعلة و اصطففتم في معسكرين متضادين و خضتم حروبا لا منتهية  ، و الأصل أننا ندخل في معادلة ثلاثية كل الشعوب التي تحافظ على إنسانيتها تدافع  عنها : " العدل و الكرامة و الحرية " ، و لكن هيهات ، دعونا من كل ما قلناه و عبرنا عنه بكل تلقائية و صدق و لكم حكايات من واقعنا المعيش  المر الأليم جاءت على لسان بعضنا لعلكم تنتبهوا و تولوا للأمر أهمية قصد ايجاد حلول عاجلة قبل فوات الأوان كم من دولة كثر مشردوها فأصبحت قنابل موقوتة تهدد أمن و استقرار المواطنين . 

" قصتي أنني ولدت من والدين شاء القدر ان ينفصلا فعشت بداية مع أمي و لكن زوجها لم يكن يتحمل رؤيتي فكان يعنفني و طلبت من والدي أن أعيش معه فوافق على الفور فوجدت نفس المعاملة مع زوجة والدي عنف مضاعف فقررت الهروب و الفرار بجلدي فوجدت نفسي مرمية في الشارع احتضنني من هم مثلي و يعيشون ظروفا تشبه ظروفي  …"

"حكايتي أنني ولدت   مجهول الأب أمي كما حكت لي كانت طفلة أحبت ابن الجيران الذي كان يكبرها سنا و هو كما ادعى كان يحبها فتواعدا على الزواج و انه سيصحبها معه خارج الوطن فوقع بينهما ما جعلني أرى النور في غيبة والد مدع ، فبمجرد أن علم أن أمي حامل اختفى و لم يعد يظهر له أثر ، فما كان من والدتي سوى الهروب نحو وجهة تبعد عن منزل والديها و إخوتها  خوفا من قتل محقق ، و عشت معها حتى بلغت من العمر عشرة أعوام كانت كلها معاناة و نوم في الشوارع العامة و الحدائق و تحت القناطر و في مداخل العمارات و لكم ان تتصوروا انواع التحرش و الاعتداء و الضرب و الاعتقال أثناء الحملات التمشيطية و لما تعبت أمي من كل هذا فرت هي كذلك و تركتني وحيدا في عالم كنت أستعين بها فيه فأصبحت وحيدا علي أن أواجه مصيري لوحدي …"

"أما أنا فحكايتي أنني وجدت نفسي في دار للأطفال المهملين كانت حياتنا غير مستقرة حسب مزاج كل مدير فإذا كان المدير طيبا فتكون المعاملة على العموم حسنة و إن كان غير ذلك فتكون سوء المعاملة و التعذيب النفسي و الجسدي و حتى التحرش الجنسي و يكثر السحاق و اللواط حتى بين النزلاء ، و كم كانت فرحتنا كبيرة عندما يزورنا محسنون و محسنات و خاصة من يجلسون إلينا و يستمعون  لآلامنا و يشاركوننا أحزاننا و يجلبون معهم منشطون  يدخلون الفرحة إلى قلوبنا فنشعر بالأمن و الامان ، لان ما يحملونه الينا من هدايا و أكل لا يخفف من آلامنا و لكن الذي يشعرنا بالأمان هو كل رجل أو امرأة يخاطبك بكلمة يا ابني و يا بنيتي …"

" عشت حالة التشرد لما  توفي والدي  أبي و أمي معا في حادثة سير مميتة و وضعت في دار للأطفال و لم  تعجبني ظروف العيش فيها و خرجت بمحض إرادتي للشارع و التقيت من هم في سني ذكورا و إناتا  يتعاطون لكل أنواع المخدرات التي ثمنها زهيد فأصبحت أنام أمام المحطات الطرقية و داخل محطات القطار مختفيا و تحت الحافلات ليلا و كم كنا نعاني في فصل الشتاء من برد قارص و أمطار غزيرة و جوع يقطع الأمعاء ، كم تمنيت ان تجد لنا الحكومة حلولا نندمج عوض ان نرى الكل منزعج من وجودنا في حين لم يكلف أي أحد نفسه للدخول معنا في حوارات و سيجد أن منا من له قلب كله رحمة يحتاج فقط لتوجيه و مساعدة و لمسة يد حانية فلولا إيماننا بالله كم  واحد منا لوضع حدا لحياته انتحارا أو خرج للشارع منتقما من مجتمع لم يرحمه و لم ينصفه و لم يهتم بأحواله و لم يراع ظروفه ، نعم وجودنا أمام المساجد كانت فرصا نسترق بها السمع فينشرح قلب كل واحد منا  ، و كم كان يؤلمني سماع قولة سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : " لوعثرت بغلة  في العراق  لسئلت  عنها يا عمر " فأبكي لحالي و حال غيري و حال من تركونا نعيش ظلما مركبا  و "الظلم ظلمات يوم القيامة  فلا تظالموا" و دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب  فنحن مظلومون جئنا في ظروف لم نخترها و لكن منا من وجد منقذا فخطى خطوات صحيحة بمساعدة اناس يملكون قلوبا و منا  من وجد عوائق وحواجز و موانع و إبعادا فكان عالة على نفسه و على مجتمعه بحيث أصبح من مرتادي  السجون …" 

هي حكايات ليست من نسج الخيال و إنما أكثرها من واقع نعيشه بكل تناقضاته

ذ شكيب مصبير