Articles by "..."
‏إظهار الرسائل ذات التسميات .... إظهار كافة الرسائل

 

كُلُّ إِنْسَانٍ مَسْؤُولٌ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 


كُلُّ إِنْسَانٍ مَسْؤُولٌ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
كُلُّ إِنْسَانٍ مَسْؤُولٌ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 


 خَلَقَ اللهُ الْإِنْسَانَ وَفَضَّلَهُ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، وَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ وَجَعَلَهُ عَنْ أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ مَسْؤُولًا، فَمَا مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، وَلَا جَلِيلٍ أَوْ حَقِيرٍ؛ إِلَّا سَيَسْأَلُهُ اللهُ عَنْهُ، وَإِنَّ اللهَ سَيَبْعَثُ النَّاسَ أَجْمَعَهُمْ لِيَسْأَلَهُمْ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ.


قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: 


فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ


[الحجر:92-93]


وَفِي الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ: 


وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَسَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ.


 [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ 


وَكُلُّ امْرِئٍ سَيُسْأَلُ عَنْ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، تَعْقُبُهَا بِشَارَةٌ أَوْ نَدَامَةٌ وَمِنْهَا: 


سُؤَالُهُ عَنْ رَبِّهِ وَدِينِهِ وَنَبِيِّهِ فِي الْبَرْزَخِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ .


فَعَنِ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي حَدِيثِهِ الطَّوِيلِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ عَنِ الْمَيِّتِ الْمُؤْمِنِ إِذَا دُفِنَ وَتَوَلَّى عَنْهُ النَّاسُ قَالَ: 


وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ 

فَيَقُولُ: دِينِيَ الْإِسْلَامُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ 

فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ. 

قَالَ: فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ قَدْ صَدَقَ عَبْدِي، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ .

 وَأَمَّا الْكَافِرُ فَقَالَ:وَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ 

فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ، لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ، لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ 

فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ، لَا أَدْرِي، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ كَذَبَ، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ النَّارِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنَ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ.


أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ 

 

وَسَيَسْأَلُ اللهُ الْعَبْدَ عَنْ عِبَادَاتِهِ وَصَلَوَاتِهِ، أَحْسَنَ فِيهَا أَمْ أَسَاءَ.

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: 


إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ؟ 

ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ.


أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ


وَكُلُّ إِنْسَانٍ مَسْؤُولٌ عَنْ عُمُرِهِ وَعِلْمِهِ وَجَسَدِهِ وَمَالِهِ فَعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 

لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ؟ 

وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ؟ 

وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ 

وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ؟


أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ 


 وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ حَوَاسِّهِ وَجَوَارِحِهِ، وَسَتَنْطِقُ شَاهِدَةً لَهُ أَوْ عَلَيْهِ.


قَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: 


وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا


الإسراء:36


وَكُلُّ امْرِئٍ مَسْؤُولٌ عَنْ وَاجِبِهِ تُجَاهَ مُجْتَمَعِهِ: هَلْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ هَلْ أَرْشَدَ وَوَجَّهَ وَنَصَحَ، أَمْ أَعْرَضَ وَأَهْمَلَ وَعَيَّرَ وَفَضَحَ؟ 


عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: 


سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: 


إِنَّ اللَّهَ لَيَسْأَلُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يَقُولَ: مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَ الْمُنْكَرَ أَنْ تُنْكِرَهُ؟


أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ 


وَلَيُسْأَلَنَّ مَنِ اعْتَدَى عَلَى الدِّمَاءِ، وَهُوَ أَوَّلُ سُؤَالٍ فِيمَا يَخُصُّ حُقُوقَ الْخَلْقِ مِنَ الْقَضَاءِ.


عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 


أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ.


 [أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]


وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 


إِنَّ الْمَقْتُولَ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقًا رَأْسَهُ بِيَمِينِهِ أَوْ قَالَ: بِشِمَالِهِ آخِذًا صَاحِبَهُ بِيَدِهِ الْأُخْرَى، تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا، فِي قُبُلِ عَرْشِ الرَّحْمَنِ، فَيَقُولُ: رَبِّ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي؟


أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ 

 

إِنَّ مِنْ مَسْؤُولِيَّةِ الْإِنْسَانِ رَعِيَّتَهُ الَّتِي جَعَلَهَا اللهُ فِي ذِمَّتِهِ، وَأَوْجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِحَقِّهَا وَيَسُوسَهَا وَفْقَ دِينِ اللهِ وشِرْعَتِهِ.

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 


أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ.


 [أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ]


وَهَذِهِ النِّعَمُ مِنْ إِيمَانٍ وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَصِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ فِي الْأَبْدَانِ، وَمَالٍ وَعِيَالٍ، الَّتِي نَتَقَلَّبُ فِيهَا صَبَاحَ مَسَاءَ.


وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ 


[النحل:53] 


أَلَسْنَا مَسْؤُولِينَ عَنْهَا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ.


 قَالَ اللهُ تَعَالَى: 


ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ


[التكاثر:8] 


وَقَدْ ذَهَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ إِلَى مَنْزِلِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَانْطَلَقَ فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، ثُمَّ ذَبَحَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ وَشَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: 

وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الْجُوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ.


 [أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ]


فِيَا مَنْ تَوَلَّيْتَ مَسْؤُولِيَّةَ وِزَارَةٍ أَوْ شَرِكَةٍ أَوْ إِدَارَةٍ أَوْ أَكْبَـرَ مِنْ ذَلِكَ أَوْ أَصْغَرَ اتَّقِ اللهَ فِيهَا وَارْعَ أَمَانَتَكَ، وَاحْفَظْ عُهْدَتَكَ، وَقَدِّرْ مَسْؤُولِيَّـتَكَ؛ فَإِنَّكَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ يَدِيْ رَبِّكَ، وَمَسْؤُولٌ عَنْ كُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ، وَالْعَاقِلُ مَنْ أَعَدَّ لِلْقِيَامَةِ عُدَّتَهَا، وَأَحْضَرَ لِلْأَسْئِلَةِ إِجَابَتَهَا، فَأَعِدُّوا لِلسُّؤَالِ جَوَابًا، وَلِلْجَوَابِ صَوَابًا.


 قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: 


وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ


 [الصافات:24]


أَلَا وَإِنَّنَا مَبْعُوثُونَ، وَعَلَى أَعْمَالِنَا مَجْزِيُّونَ


فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ 


 [الزلزلة:7-8]




 

الخطاب الجمالي عند (ابو عبيدة ) | بقلم الناقد العراقي / حاتم عباس بصيله 


الخطاب الجمالي عند (ابو عبيدة ) | بقلم الناقد العراقي / حاتم عباس بصيله
الخطاب الجمالي عند (ابو عبيدة ) | بقلم الناقد العراقي / حاتم عباس بصيله 


منذ مدة طويلة ونحن لا ننعم بخطاب تواصلي  جميل  مع جماهير الأمة العربية ولقد راقبت واستمعت بدقة إلى خطابات أبي عبيدة الرائعة فوجدت فيها ما يلي : 

صدق الخطاب وحرارته الوجدانية الحماسية في ايقاض  الحماس الثوري لدى الجماهير حيث افتقرنا إلى ذلك بعد غسل الأدمغة العربية بخطابات التبرير والجبن والاستكانة أمام  العدو الصهيوني 

ان صدق الخطاب يرافقه تمكن من مخارج الحروف وصوت مؤثر له نبرة صافية في الإلقاء تدل على خبرة الخطيب مع ان الخطيب هنا يمثل الناطق الرسمي باسم المقاومة الباسلة 

ولقد ادخل ابو عبيدة في الخطاب الثوري مصطلحات تدل على الوعي السياسي والثقافة الباهرة والمعرفة التاريخية بحركات التحرر العالمية 

لم أجد فيما سمعت له خطابا متزمتا إنما وجدت روحا متحررة إنسانية في طرح المواضيع بذكاء على وفق إيقاع مؤثر 

كما وجدت القدرة الرائعة في وصف الأحداث القتالية والاشتباكات على الرغم من المصطلحات العسكرية والتكتيكية الجديدة والتي كانت مبتكرة بما يربك العدو رغم بساطة الطرح في المقاومة 

ووجدت ثبات الصوت الدال على القوة والإيمان والقدرة والثقة بالنفس  والانتصار على العدو 

ووجدت الحجة المنطقية التي توثق مجرى الأحداث بالوثيقة الثورية والصوت والتاريخ الواضح للحدث الدامي ونجاح الخطيب في تعرية قبح الهمجية الصهيونية في مذابحها المخزية 


ووجدت مركزية الصوت يشد الانتباه في الارتفاع والانخفاض وتلوين الصوت بحسب الحدث الصاعد المتوتر او الهاديء الداعي إلى السلام كما وجدت حسن المقدمة وحسن الخاتمة التي تصلح لأن تكون هدفا عظيما مجسدا بالقول نصر او استشهاد 

ولا يفوتني أن المس الروح العربية في المقاومة  وان الخطاب عربي اولا واسلامي ثانيا وانساني عالمي  ثالثا بعيدا عن فضل احد  فالمقاومة عربية في الميدان ورغم أنها تعاملت بسياسة مع الآخرين بحكم السياق السياسي في إدارة المعركة  

وكشف الخطاب الجمالي لأبي عبيدة عمق الخيانة عند الأنظمة العربية و أثار  القوى الكامنة في النضال ضد الاحتلال




 

أيّ صمت هذا اخترته؟ | بقلم الشاعرة السورية / ريم نداف 


أيّ صمت هذا اخترته؟ | بقلم الشاعرة السورية / ريم نداف
أيّ صمت هذا اخترته؟ | بقلم الشاعرة السورية / ريم نداف 



أيّ صمت هذا اخترته 

والقلب في ضجيج 

والحبر في حيرة 

هل أكتبكَ؟

أم أقف عند  ناصية اللاشيء 

ألملم أحرفًا ظلّت عالقة 

في أثير الكون

تطفئ سرمدية الأشواق 

لتنام في مقل أعياها السُهاد 

وأنا التي اختزلتُ النّبض 

وعانقتُ عينيك 

بالصّلاة 

وتراويح الغد المنبثق 

عند السّجود في آخر هزيع للعناق

أغنية أرددها فيعجز اللّحن

عن مواصلة الغناء

لأنك عالق في حنجرة 

نادتك كثيرا حتى تعب المدى 

من رجع الصّدى 

دونك صوتك أو حتى لقياك...




 

ذة. أمنة برواضي في حوار "مع الناقد "(أسئلة الباحث العربي ) الجزء الثاني الحلقة 17 مع الأستاذ الباحث محمد امحيندات.


ذة. أمنة برواضي في حوار "مع الناقد "(أسئلة الباحث العربي ) الجزء الثاني الحلقة 17 مع الأستاذ الباحث محمد امحيندات.
ذة. أمنة برواضي في حوار "مع الناقد "(أسئلة الباحث العربي ) الجزء الثاني الحلقة 17 مع الأستاذ الباحث محمد امحيندات.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولا أرحب بكم وأشكركم على تفضلكم بالموافقة على الإجابة على أسئلتي

 ليكن أول سؤال:


 - 1: من هو محمد امحيندات؟ 


جواب:

- الشكر موجه لكم أستاذة أمنة على مجهوداتكم النيرة للإعلاء من شأن الثقافة والإبداع في عصر عمت فيه التفاهة، وتفشى فيه الخمول والكسل. 

محمد امحيندات شخص  شغوف بالأدب، ومتعطش للإبداع منذ نعومة أظافره، ولدت في مدينة صغيرة اسمها أكنول شرق المغرب عام 1996، فيها نشأت وتربيت على التأمل في جبالها الراسية وطبيعتها الخلابة الساحرة.

 حاصل على شهادة الماستر في السميولسانيات وتحليل الخطاب وباحث بسلك الدكتوراه تخصص اللسانيات العربية المقارنة. 

أعمل أستاذا للغة العربية للناطقين بغيرها في المعهد العربي الأمريكي للدراسات اللغوية بمدينة مكناس. مهتم بكتابة الشعر ، وفائز بالعديد من المسابقات الوطنية والدولية، ومشارك في العديد من الأمسيات والمحافل الشعرية الوطنية والدولية، ولي مخطوط ديوان جاهز للطبع.  

 

سؤال: 

2 - صحيح لا زلت في أول الطريق لكن خطواتك ثابتة، وهناك عزيمة قوية ماذا يمكنك أن تقول لنا عن مسيرتك الإبداعية؟


جواب:

- صراحة الحديث عن مسيرتي المتواضعة جدا يجعلني أستحضر تلك الدهشة الأولى التي طالما اعترتني وأنا أنظر لكل ما يحيط بي بعين منفلتة صوب الطبيعة والوجود، أجدني حائرا في أحايين كثيرة وتائها تارة ثانية، تربيت في محيط شبه منعزل جعلني مهووسا بالطبيعة والوجود مرفوقا بالصمت التام، كانت هذه البواعث الأولى التي اكتشفت عبرها دهشتي الأولى، بعدها تحولت النظرة المرفوقة بالصمت إلى محاولات أولى أعبر بها عن ما يختلج دواخلي، ويكسر صمتي الدفين الذي طالما كان مرافقي وأنيس وحدتي الأول. 

هناك وجدت ذاتي المنفلتة من العالم الكائن إلى العالم الممكن، ركزت بعدها على إخراج ما يكنته دواخلي للوجود في أسطر مشتتة تحتاج إعادة الترتيب والصقل، جاءت بعدها مرحلة تحول آخر كان فيها لسلطة اللغة نصيب الأسد، ولعلها ليومنا هذا هي التي تعبر عن ما تسمح به حدودها، أما نصيب الصمت فقد تركت فراغه للآخر ليسهم بدوره في إتمامه. هذه هي تجربتي باختصار. 


سؤال:

 3 - لا زلتم في بداية مشواركم الإبداعي، وقد كلل بعدة نجاحات. ترى هل واجهتكم صعوبات وعراقيل؟


جواب: 

- إن أعظم صعوبة قد تواجه أي شخص بدأ في بناء مشواره الإبداعي هي خيبات الأمل التي يتلقاها من قارئ لا يعطي للنص نصيبه من الاهتمام، وكلنا ندرك مكانة الشعر بين الأمس واليوم في ظل الثورة الرقمية التي أشعلت فتيل الكسل فينا وقتلت فينا حاسة التذوق الذي ارتبط بالأسماء أكثر من النص للأسف. فضلا عن عدم إتاحة فرص حقيقية للشباب المبدع ليبصم بصمته في محيطه الاجتماعي، ويصقل تجربته الإبداعية ويطورها. لذلك، أجد أن الشعراء الشباب لم تتح لهم الفرص الكافية للتعبير عن ما يكتنه دواخلهم، ولإبراز ما تجود به قريحتهم، وهذا يعود بطبيعة الحال للقارئ أولا الذي يجب ألا يقتصر، في نظري، على أمجاد الماضي وأن ينفتح على المستقبل الإبداعي الذي يبصمه الكثير من الشعراء الشباب الذين يعملون جاهدا على تطوير أنفسهم، ولا يمكن أن نتحدث عن التطور من دون تلقي.


سؤال:

 4 - لكم حضور في الساحة الثقافية وعضو بمجموعة من المواقع الالكترونية: - مدير نشر مجلة امتداد للثقافة والفن بمدينة تازة المغرب. - عضو بمبادرة غلمان الأدب المصرية، صنف الشعر (مصر). - عضو بالرابطة الموريتانية للأدب والثقافة (موريتانيا). - عضو بأكاديمية الفينيق للأدب العربي (الأردن). - عضو بالعديد من المدونات الإلكترونية الثقافية الوطنية والدولية. كيف يمكن التوفيق بين التحضير لرسالة الدكتوراه، وما تشرفون عليه من خلال عضويتكم في العديد من المدونات السالفة الذكر وبين الإبداع ؟


جواب:

- صراحة هذا يطرح تحديا حقيقيا بالفعل، أول تحدٍ هو تخصصي العلمي الدقيق والبعيد كل البعد عن مساري الإبداعي الذي يجعلني دوما بين مطرقة لغة إبداعية منسابة وسندان لغة تقنية علمية دقيقة.  أضف إلى ذلك تحدي الموازنة بين العمل والإبداع. لكن بالرغم من كل ما سلف ذكره أجد دوما في الإبداع ذلك الملاذ الآمن الذي يأخذني من عالم ضغوطات الحياة وهمومها إلى عالم رحب يتجاوز ما هو كائن إلى ما هو ممكن.  


سؤال : 

5 - سؤال مرتبط بما سبق، ماذا تضيف لكم العضوية في مثل هذه المدونات الإلكترونية؟ 


جواب:

- أكيد، فهي تجعلني أنفتح على أصوات شعرية بارزة في الوطن العربي، فضلا عن إتاحة فرص ثمينة لتطوير كتابتي والاستفادة من آراء ونصائح شعراء كبار لهم تجربة مميزة ومسار إبداعي حافل، كل هذا يحفزني على تطوير نفسي وقدراتي والاستفادة من ملاحظاتهم ونصائحهم التي تسهم في تطوير مساري الإبداعي للأحسن. 


سؤال:

 6 - أستاذي الفاضل أحرزت أعمالكم الإبداعية على مراتب مشرفة:

 - المرتبة الأولى في المسابقة الوطنية "شغف الكتابة" صنف الشعر المنظمة من قبل "جمعية رواد للتغيير للتنمية والثقافة" في إطار النسخة الثانية للمعرض الجهوي للكتاب المستعمل، بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع جماعة وجدة، سنة 2021.

 - فائز بالمرتبة الأولى في المسابقة الأدبية الوطنية التي قام بتنظيمها "منتدى الإبداع" بالمغرب صنف الشعر سنة 2021. 

- فائز بالمرتبة الأولى في المسابقة الشعرية الدولية "دروب القلم" المنظمة في باريس من طرف المجمع الدولي للآداب والفنون البصرية والمنظمة الدولية للثقافة والتنمية وحوار الحضارات سنة 2021.

 - فائز بالرتبة الثالثة في المسابقة الدولية الشعرية الشبابية العربية المنظمة في تونس من قبل المركب الثقافي محمد الجموسي والمقهى الأدبي عبد الرزاق نزار. سنة 2021. 

- مؤهل للقائمة الطويلة للمسابقة الشعرية الدولية "تلك الأشعار" المنظمة في الصين من طرف موقع تلك الكتب. سنة 2021.

 - فائز بالمرتبة الأولى في المسابقة الشعرية "تجارب شعرية"، المنظمة من طرف المديرية الإقليمية للثقافة بتازة، سنة 2023.

 سؤال : حدثنا عن وقع هذا الفوز؟ وكيف يكون شعوركم وأنتم ترون ثمار مجهوداتكم؟ وهل لهذا الفوز دافع للمزيد من العطاء؟ 


جواب:

- أولا، المشاركة في المسابقات الشعرية تجعلك تكتشف ذاتك من جديد، وتعرف قيمة ما تقدمه للساحة الإبداعية، بالإضافة إلى الاستفادة من آراء لجان التحكيم، وملاحظاتهم التي تساعد لا محالة في التطور والتقدم للأحسن دائما. 

أكيد أن الفوز له طعم مختلف يحفزك على العمل والاجتهاد، ويطمئنك بأنك تخطو بخطوات ثابتة نحو الأحسن والأفضل، هذا يجعلك بالتأكيد تتطلع للأحسن دوما وتجتهد أكثر لتظهر في أبهى صورة مستقبلا، ولتبصم على مستقبل إبداعي واعد.

 لذلك، المسابقات تحفزني كثيرا وتطمئنني، وأيضا تحملني مسؤولية ليست باليسيرة لتطوير نفسي وكتاباتي مستقبلا.


سؤال:

 7 - هل في رأيكم الجوائز كافية لتتويج المسيرة الإبداعية والنقدية للأديب والناقد؟


جواب:

- أكيد ليست كافية؛ لأنها تعرفك بمكانتك الإبداعية في الساحة الأدبية فقط، وتفتح لك آفاقا جديدة للعمل والاجتهاد. وهذا يعني أن التتويج الحقيقي للمسيرة الإبداعية لأي شاعر أو أديب يتجلى في عمله الدؤوب على تطوير نفسه، والانفتاح على محيطه الثقافي والاجتماعي لأجل بناء تجربة مميزة تعطيه بصمة خاصة تميزه عن غيره من المبدعين. هذا هو التتويج الحقيقي في نظري.


سؤال:

8 - كيف يرى المبدع محمد امحيندات مشاركة الشباب في الحقل الثقافي؟ وهل من السهل أن يضع قدمه على الطريق الصحيح في ظل غياب النقد والتوجيه؟


جواب: 

- لقد أشرت لهذا في معرض حديثي عن التحديات التي تواجهني. صراحة أرى أن إقبال الشباب على الحقل الثقافي ممتاز، لكن المشكل الذي نواجهه هو مشكل الانفتاح؛ بمعنى، هل فعلا تتاح الفرصة لهؤلاء الشباب المقبلين على هذا العالم الرحب؟ وهل هناك فعلا امتداد لتجربتهم هذه؟ والأهم من كل هذا كله، هل هناك فعلا وعي نقدي يوجههم للطريق الذي يطمحون إلى سلكه؟ كل هذا أكيد سيكون مستحيلا من دون توجيه وإرشاد حكيم يُخلق من خلال ربط الماضي بالحاضر، وتقديم نقد بناء غير مبني على أحكام قبلية من جهة، ولا مجال فيه للمجاملة من جهة ثانية.


سؤال: 

9 - هل اهتمام الجيل الجديد بالإبداع بهذا الشكل الذي يبدو عليه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، قادر على أن يعطينا في المستقبل كتاب ونقاد يحملون على عاتقهم هم الثقافة في الوطن العربي؟ 


جواب:

- أن تحمل لواء الثقافة في الوطن العربي على عاتقك مهمة ليست باليسيرة. أكيد، هذا يحتاج لجهد وعمل وكد، وهو ما لا يتاح من خلال مواقع التواصل الاجتماعي في غالب الأحيان للأسف. ففي هذه المواقع يمكن للجميع أن يصبحوا مبدعين في رمشة عين؛ لأنه في نظري هذه المواقع مبنية على الإيهام والابتذال وتسود فيها العشوائية، والحال أن المبدع الحقيقي هو من يضع نفسه أمام هاجسين؛ هاجس الإبداع المبني على قوانين نقدية صارمة لا مجال لتجاوزها، وهاجس التجربة المبنية على رؤيا واضحة للقارئ والمبدع. وهذا في أغلب الأحيان لا نجده متاحا إلا لدى القليل من رواد هذه المواقع. لذلك، أرى أن مواقع التواصل تخدم المبدع الذي يكون واعيا بهذه القناعات، وإلا فلا مجال للحديث عن نهضة ثقافية حقيقية إن بقينا على هذا الحال.  


سؤال: 

10 - كيف يرى المبدع محمد امحيندات العلاقة بين المبدع العربي والنقد؟ 


جواب:

- أراها علاقة مضطربة قليلا تحتاج لإعادة النظر من جديد، كون النقد هو المحدد الرئيسي للإبداع، ومن دونه لا يمكننا أن نتحدث عن إبداع حقيقي؛ لأن الهدف الأسمى للنقد هو وضع شروط دقيقة تحدد المعنى الحقيقي للإبداع وشروطه قبل الحديث عن قراءته وتلقيه. لذلك، أرى أنه من الأهمية بمكان إعادة النظر في هذه العلاقة وأخذها بعين الاعتبار إذا أردنا بناء مستقبل إبداعي رصين.



 

الوسادة اللعينة | بقلم الأديبة المصرية/ خلود أيمن 


الوسادة اللعينة | بقلم الأديبة المصرية/ خلود أيمن
الوسادة اللعينة | بقلم الأديبة المصرية/ خلود أيمن



السلام عليكم ، 

الوسادة اللعينة : 

تمتصني تلك الأفكار التي تطاردني بينما أضع رأسي على تلك الوسادة اللعينة التي تلعب دوراً مُغايراً لما صُنعَت لأجله ، فبدلاً من قدرتها على تهدئة روعي وتبديد مخاوفي فهي تُزيد من قلقي وارتجافي وهلعي ، تجعلني أخشى اليوم القادم والحياة بأسرها ، لم تَعُد تحتضني ، تحتوي آلامي وأحزاني كما كانت تفعل من قَبْل ، لم تَعُد تمنحني الدفء ، الأمان ، أو تبعث في نفسي الهدوء ، صارت تُضاعِف الألم داخلي ، تُجدِّد تلك المشاعر التي أهرب منها إليها فلم أَعُد أجد الملجأ المناسب الذي يحميني من عَنت الحياة وقسوة الأيام وتَخبُّط المشاعر ، لقد كانت الحماية حينما لم أجد من البشر مَنْ يتفهمني ولكنها فقدت قدرتها على أداء هذا الدور فصرت أعاني حتى أتمكن من النوم بهدوء فقد صار القلق يتسلل إلى نفسي ويمنعني ويحول بيني وبين الراحة ، فلا عُدت قادراً على النوم ولا راغباً في الصحو ، صرت أمقت الحياة بأسرها ، أرغب في مغادرتها في أسرع وقت ممكن وما بيدي حيلة لمعرفة ذاك اليوم ولو بتوقع بسيط فهو في علم الغيب الذي لا يعلمه سوى الله _ عز وجل شأنه _ ، فلجأت إليه علَّه يُخلِّصني من كل ذاك التيه والخراب الذي عمَّ بكل أنحاء جسدي ولم يترك لي جزءاً سليماً أحيا به أيامي القادمة ...




 

"لقد سامحوه جميعاً إلا أنا" | بقلم الكاتبة السودانية/ تسنيم عبد السيد 


"لقد سامحوه جميعاً إلا أنا" | بقلم الكاتبة السودانية/ تسنيم عبد السيد
"لقد سامحوه جميعاً إلا أنا" | بقلم الكاتبة السودانية/ تسنيم عبد السيد 



أسمرٌ مُلتحي، ابتسامته انتشالٌ من قاعِ الكآبةِ إلى قمةِ السعادة، كمفقودٍ عاد يوم عزاءه! غمازةُ خده الأيسر غائرةٌ أكثر من الأخرى كأنها مثقوبةٌ لا محفورة.. يتوسط رفقته في جلسة القهوة، عند  سِت الشاي (زوبة) يجلس مع مجموعةٍ من الأصدقاء لا يقل عددهم عن عشرة، لا يهم كم العدد بالضبط! فلم أرَ إلا واحداً، بائنٌ بين مجموعته.. لم يكن أكثرهم وسامةً ولا أرفعهم قامةً ولا أحسنهم أناقةً بحسب بيوت الموضة والأزياء، لكنهُ بذلك الـ(تي شيرت الأسود وبنطال الجينز الباهت) بدا لي وكأنه يرتدي صيحة من صيحات الموضة، وليس ذلك المظهر المكرر الذي نراه يوميًا في طرقاتنا أو نرتديه.


أدهشني أمرُ ذلك الشاب -الجذاب- إنه حقًا كذلك! مُلفت جدًا بغيرِ مجهودٍ منه، كلما نظرت إلى ذلك الجمع، أراني في عينيه، أُراقب حركاته وسكناته، عندما يتحدث يُكثر من حركة يديه، تعابير وجهه تُنبئك عن أي شيءٍ يتحدث، قصة ساخرة أم حزينة أم أنه يُجامل احدهم بإيماءات وابتسامة خاطفة! كله بائنٌ في ذلك الوجه البريء، لن أكذب وأقول الجميل! لكنني سأُكرر بملء فيهِيّ إنه كان مُلفتًا! في ملامحه راحة ونقاء، في وجهه معنى السلام الحقيقي، لا ذاك الذي تخدعنا بتوقيعه النُخب والحكومات.


نقاء وصفاء وجه (كِراشِي) نابعٌ من روحه، لا لون بشرته ولا جمال سحنته.. كان أكثرهم ضجيجًا رغم هدوئه ورزانته، إذا تحدَّث غيره يُنصت باهتمام، يتكئ على الجدار الذي خلفه، يلتفت كل فينة وأخرى إلى (زوبة)، فيمازحها أو يسألها فتجيب ساخرة! فتضحك ويضحك مرات ومرات، وكأنه يتلذذ باصطياد مزيد من الضحايا بذلك الوجه المفرهد البشوش، يبسط الأُنس في المكان بخفة الروح وعفوية الضحك والابتسام.


فجأة بدأت المركبة بالدوران، نعم! يبدو أنّ العطل قد زال، فيالها من "عَطَلة"! مرَّت تلك الساعة وكأنها لحظة، فبالرغم من أني أكره تعطل مركبات المواصلات، وأجدني أول المغادرين حال حدوث ذلك، إلا أنّ تلك المرة كانت الوحيدة التي أُجْبَر فيها على البقاء والتسمُر مكاني دون حراك، نعم أُجبِرت، أجْبرني ذلك (الجبّار)، فمنذ أن تعطَّلت المركبة ومع أول إلتفاتة نحو النافذة لأستطلع أين نحن بالضبط، خرجت ولم أعد! إلا عندما دار محرك السيارة، وسمعت السائق يعتذر عن التأخير ويطلب السماح، لقد سامحوه جميعًا إلا أنا!



 

ماثيو الضائع | مشهد بقلم الكاتبة المصرية / رقية الحملاوي 


ماثيو الضائع | مشهد بقلم الكاتبة المصرية / رقية الحملاوي



"'أيها الرفيق ماثيو لماذا لم تدعه يكمل حديثه .. لقد كان سيخبرك بالحقيقة كاملة !! 


عندما تجد شخصا يا آرثر يريد أن يعترف لك اعتراف سيندم عليه لاحقا ..أوقفه ..

نحن لسنا اغبياء نحن فقط نحاول أن نرحم .. نحاول ..


حتي في تلك الأشياء التي كانت سهاما مصوبة علينا ..

إن الصورة واضحة وضوح الشمس لقد قالت المواقف كل شيء

ومابين السطور كان أوضح من الحديث الموجه ..

الأحداث الثانوية هي التفسير الحقيقي للأمور في الغالب ..

الزلات التي لاتكمل استرسالها حين تسقط سهوا أو استغباءا لك .. مامن صورة لم تكتمل حقيقتها لتأخذ حكمها الصحيح ..

لكننا نحب الحياة فنخدر العقل من حين لآخر .. إنني يا آرثر ارى من فوقي وجانبي وخلفي .. صوت الحقيقة دائما يصرخ حولي لكنني أراوغه لأنني .. لا أدري لماذا أراوغه ؟ . 


"""لكنك ياماثيو تبدو وغدا أو شيطانا أو أحمق .. إنك مدان في كل موقف ولم تمنح نفسك حقيقة واحدة للدفاع بها عن نفسك حين تقام محكمة التصنيف .. واجه بكل ماتعرف وقف علي ناصية البراءة .. لاتكن جبانا ..


فلأبدو كما أبدوا يا آرثر ..إنني بالفعل لست صالحا بمايكفي فبداخل أشرس وحش فينا جزء رحيم وضوء يأخذ ركن من الروح لايراه أحد وطفل بريئ .. وبداخل أرحم ملاك فينا ذئب كامن ذئب لايتوقعه أحد .. وإنسان متجرد مما يتغنى  ..

نحن فقط نحارب ..نحارب لنكمل المسير في الطريق المختار .. وبعضنا يحارب مع شيطانه وبعضنا يحارب ضده . 

وبعضنا يقفز بين هذا وذاك .. لكن هذا لا ينفي أننا سنحاسب في النهاية على ماسرنا نحوه ..


أنا لست جبانا يا آرثر أنا فقط أحاول ألا أحكم على الآخر وأنا أعرف جيدا أن كل إنسان في هذه الحياة في أعاصير المعاناة يتعذب فأحاول إعفاء الآخر من سياط حكمي ..


""""لكنهم يحكمون عليك ياماثيو ..


لأنهم أوغاد ياآرثر لأنهم أوغاد لأنهم يتركون الرحمة التي بداخلهم لأشخاص آخرين  .. أريد أن أعود لمحرابي 


 .. إنني متعب .. متعب للغاية .. دعني الآن يا آرثر .. 


""" ماثيو أنت ضعيف .. ضعيف للغاية ..


لا يا آرثر .. أنا لست ضعيفا ..أنا ضائع بين إنسانيتي وقلبي وعقلي وإيماني وشيطاني ..فآخر مرة خرجت من محرابي أغلقت بابه وأضعت المفتاح وضللت الطريق وغادرني الضوء  .. لا أدري أين كنت ذاهبا حينها .. لكن كل ماأتذكره أنني ضللت الطريق .. ضللت الطريق وأنا لم أكن أعرف إلى أين كانت وجهتي حينها .. كل ماأعرفه أنني هنا الآن .. في ذلك النفق المظلم ..

ولا أدري ماذا هناك في نهاية النفق ؟ 


آرثر أين أنت ؟؟؟ آرثر .....؟  

ماهذا إنني في النفق وحدي ! وحدي ..

الطريق طريقك ياماثيو ستختار وحدك وتعاصر الظلام وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك .. يا الله أريد بعثا جديدا في هذه الحياة .. إبعثني يا الله ..إبعثني من جديد فأنا لا أحتمل الظلام وأنا لا أعرف متى سينتهي .. الطريق طويل وأنا عاجز مقيد بأشباح لا أراها أنا ضعيف  .. 


 






 بوحٌ ومرآة | بقلم الأديب العراقي/ عماد الدعمي 


بوحٌ ومرآة | بقلم الأديب العراقي/ عماد الدعمي
بوحٌ ومرآة | بقلم الأديب العراقي/ عماد الدعمي


أرضَ الكنانــةِ ضمّــي شــاعرَ القَلَقِ

وخلصينـــي مــــن الأحزانِ والأرَقِ

وساعدينـــي لأنّـــــــي دونما وَطنٍ

ودونما هدفٍ امشـــــي على الطُرِقِ

هُمْ غرّبوني بأرضي حامـــلا وَجَعي

حالي كمُحْتَضرٍ فــــــــي آخر الرّمَقِ

أصـــــــارعُ الحزنَ والآلامُ تهزمُــني 

ويرقدُ البؤسُ فـــــي ليلي ولم يَفِقِ

يا مصرُ يا واحةً روحــــي تُسامرُها

قَدْ جئتُ مـــن بَلدِ الأحزابِ والفُرَقِ

أشدو وعزفــــــــي بــلا نايٍ ولا وَترٍ

واحبسُ الكبتَ فـي صدري بلا نُطُقِ

أدونُ الشعـرَ لا أصبـــــــــو لمنزلــــةٍ

لكنّما غايتـــــي أرقــــــى إلى الخُلقِ

وأنبــذُ الظلـمَ إنْ قـــــامتْ قيــامـتُه

فغايــةُ الظلمِ أن أمشــي علـى الزَلقِ

فكيفَ بــــي وبـلادي عــاثَ فاسدُها 

وصــــارَ يذبــــحُ شُبـانًا مــــن العُنِقِ

يا مصرُ عُذرًا إذا أعلنتُ عــــن كَــدَرٍ

فالهمُّ  يرقدُ في روحي وفــي عُمُقي

والنّاسُ فـــــي بَلدي ضلّوا بصيرتَهم

ساروا بلا أمــلٍ  فـــــي ظُلمةِ الغَسقِ

يُعلقـونَ علــــــــى الأقــــدارِ خيبتَهُمْ

ويَغرقـــونَ بـــــــلا مـــــــاءٍ ولا وَدَقِ 

ويؤمـنونَ بوغـــدٍ بــــــــاتَ يحكمُهُمْ

يُصفقـــــــــــونَ لــسُراقٍ ومُــــرتــزقِ 

ويَفرحـــونَ بدجّـــــالٍ بـــــــلا شَرفٍ

ويَرفعــــونَ بأقـزامٍ علــــــــى السَّمِقِ

ويَرسمـونَ علــــــــى خَيبــاتِهم حُلُمًا

ويُؤمنونَ بضوءٍ تـــــاه فــــي الشّفقِ

ويَرقصونَ علـــــــى طبــلٍ يُسامرُهُمْ

ويَرفضونُ تَباشيرًا علــــــى الأفُـــــقِ 

يــا مصرُ لـم يبـــــقَ عندي أيُّ أقنعـةٍ

هيهاتَ أخفي وقــد ضاقتْ ولم أطِقِ

فَكَمْ وَقفتُ علـــى الأعــوادِ أفضحُهُمْ

حتـى تَحـرَّقَ  مـــــاعندي مـن الحُرَقِ

أمشي علـــى وَجــلٍ والموتُ يَرقبُـني 

يأبــــــى مُفارقتــــــي بالليــلِ والفَلقِ

ناديتُ مـــن وَجعٌـي والقـومُ يَسمعُني 

وَكَمْ نَظمتُ وفـــــــاضَ الشعرُ كالعَبقِ  

فكيفَ أبصرُ دربــــــي حيـنَ يَحكمُني

أولادُ عاهـرةٍ عـاشـوا علـــــــــى اللَعِقِ

يـــــــا شاعرًا غـرّهُ التصفيقُ كُـنْ فَطنًا

ألستَ يــــــــا مفصـحًا بالشّاعرِ الحَذِقِ

ومـــــا اغترارُكَ والأقــــــــلامُ عــاجزةٌ

وأنتَ تصمتُ عــــــن ظلمٍ وعــــن نَزِقِ

يــا مصرُ دونتُ مــا عندي وفـــي عَلَنٍ

ألستُ عــــــن وطنــــــي بالنّاطقِ اللّبقِ

عهدًا وعهدي علـــــى الأسمــاعِ أطرُقُه

أنْ لا أساومَ فــــي حرفــي على الوَرَقِ





بصيص الأمل | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


بصيص الأمل | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
بصيص الأمل | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 



 السلام عليكم ، 

#بصيص_الأمل : 

وغدا الأمل يُنير سماء حياتي كما القمر الساطع في تمامه وقت الظلام الحالك الذي عمَّ بحُلول الليل ولكن ذهني ما زال  شارداً في تلك الأحداث التي ولَّت ، في تلك الليالي التي انقَضت ، في تلك الذكريات التي تجول بمخيلتي ، في تلك الأمنيات التي أردت تحقيقها ولكن هذا المشهد المَهيب كان له الفضل الأعظم في النسيان ، في رؤية بصيص الأمل الذي يومض كل لحظة فينتشلني من سُكاتي ويُعيد لي اتزاني ورغبتي في استكمال الحياة ، ولولاه لكان الصبر قد نفد وانتهى منذ زمن بعيد ، فليت للآخرين نفس النظرة التي أملُكها حينما أراقب ذاك المشهد المُميَّز من شرفتي الرائعة المُطلَّة عليه بكل شوق وشغف ، فبه ما عاد الخوف يتملكني ويشهد على حزني ، ما عاد القلق يساورني ولو للحظات ، لقد تغيَّرت حياتي في بضع لحظات رغم علمي أنها فانية تتلاشى بسرعة فائقة أكثر مما هو متوقع ولكني حاولت أنْ أُثبِّت عيني عليها حتى يستقر داخلي الأمل بلا رحيل ...




 

مِنْ وَصَايَا النَّبيّ ﷺ الجامِعَةِ النافِعَةِ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 


مِنْ وَصَايَا النَّبيّ ﷺ الجامِعَةِ النافِعَةِ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف



  اَلنَّبِيَّ ﷺ لَمْ يَتْرُكْ خَيْراً إِلَّا دَلَّنَا عَلَيْهِ وَلَا شَرّاً إِلَّا حَذَّرْنَا مِنْهُ فَمِنْ اِتَّقَى اَللَّهَ تَعَالَى لَزِمَ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ دِينِ اَلْحَقِّ وَاَلْهُدَى وَاجْتَنَبَ مَا نَهَى ﷺ عَنْهُ مِنْ اَلشَّرِّ وَالرَّدَى وَقَدْ أَوْصَى ﷺ بِوَصَايَا جَامِعَةٍ تَجمَعُ خَيرَ الدُنْيَّا والآخِرَةِ وَمِنْهَا الْوَصِيَّةُ بِالتَّقْوَى وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ الوَصَايَا فَقَدْ وَصَّى النَّبِيُّ ﷺ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِوَصِيَةٍ تَجْمَعُ لِلْمُسلِمِ صَلَاحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ وَمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اَلْخَلقِ فَقَالَ: 

اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ.


وَمِنْ أَجَلِّ مَا وَصَّانَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الْحِفَاظُ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ فِي أَوْقَاتِهَا قَالَ ﷺ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: 


وَلَا تَتْرُكَنَّ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ مُتَعَمِّدًا" وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "إِنَّ خَلِيلِي أَوْصَانِي أَنْ أُصَلِّيَ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا.


وَمِنْ وَصَايَاهُ ﷺ أَنْ لَا يَدَعَ الْمُسْلِمُ الْأَذْكَارَ الْمَسْنُونَاتِ بَعْدَ الصَّلَاةِ قَالَ ﷺ:


يَا مُعَاذُ أُوصِيكَ أَنْ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ.


وَمِنْ وَصَايَاهُ ﷺ صِيَامَ النَّافِلَةِ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:


 أَوْصَانِي خَلِيلِي ﷺ بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: 

 صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَصَلَاةِ الضُّحَى وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ.


وَمِنْ وَصَايَاهُ ﷺ مَا أَوْصَى اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِهِ هُوَ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمَا .


قَالَ عَزَّ وَجَلَّ :


﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا﴾


 وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: 


وَأَطِعْ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دُنْيَاكَ فَاخْرُجْ لَهُمَ.


وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: 


وَلَا تَعُقَّنَّ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ.


وَمِنْ وَصَايَاهُ ﷺ الْإِحْسَانُ إِلَى الْأَرْحَامِ:


 يقولُ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: 


أَوصاني خليلي ﷺ بخِصالٍ مِن الخيرِ وَذَكَرَ مِنهَا " وأوصاني أنْ أصِلَ رحِمي وإنْ أدبَرتْ.


وَمِنْ وَصَايَاهُ ﷺ إِكْرَامُ النِّسَاءِ وَإِحْسَانُ مُعَامَلَتِهِنَّ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:


اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا.


وَمِنْ وَصَايَاهُ ﷺ الْإِحْسَانُ إِلَى الْجَارِ وَإِكْرَامُهُ وَصِلَتُهُ وَزِيَارَتُهُ قَالَ ﷺ:


أُوصِيكُمْ بِالْجَارِ" وَهُوَ وَصِيَّةُ سَيِّدِنَا جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ .


قَالَ ﷺ:


مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ .


وَإِنَّ مِنْ إِكْرَامِ الْجَارِ أَنْ تُطْعِمَهُ مِمَّا طَعِمْتَ قَالَ ﷺ لأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:


إِذَا طَبَخْتَ مَرَقاً فَأَكْثِرْ مَاءَهُ ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأَصِبْهُمْ مِنْهَا بِمَعْرُوفٍ.


إِنَّ مِنَ الْأَخْلَاقِ الْكَرِيمَةِ وَالسُّلُوكِيَّاتِ الرَّفِيعَةِ الَّتِي وَصَّانَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِفْظَ اللِّسَانِ وَالْيَدَيْنِ قَالَ ﷺ لأَحَدِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عِندَمَا طَلَبَ مِنهُ الوَصِيَّةَ :


فَلَا تَقُلْ بِلِسَانِكَ إِلَّا مَعْرُوفًا وَلَا تَبْسُطْ يَدَكَ إِلَّا إِلَى خَيْرٍ" وَالْمُؤْمِنُ صَاحِبُ سُلُوكٍ مَحْمُودٍ وَطَبْعٍ لَطِيفٍ وَكَلَامٍ طَيِّبٍ وَوَجْهٍ بَشُوشٍ يَقُولُ بِلِسَانِهِ خَيْرًا فَيَغْنَمُ أَوْ يَصْمُتُ فَيَسْلَمُ لِذّا أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَحَدَ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فَقَالَ ﷺ: 


لَا تَسُبَّنَّ أَحَدًا وَلَا تَزْهَدَنَّ فِي الْمَعْرُوفِ وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ.


وَمِنْ وَصَايَاهُ ﷺ لِصًحَابَتِهِ إذا بعَث سَريَّةً قالَ: 


اغْزُوا باسْمِ اللهِ في سَبيلِ اللهِ قَاتِلُوا مَن كَفَرَ باللَّهِ اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تُمَثِّلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا ولا امرأةً ولا كبيراً ولا فانياً ولا مُنعزلاً بصوَمعةٍ ولا تَقْطَعُوا نَخْلاً ولا شجرةً ولا تهدِمُوا بناءً.


أَخِيراً مِنْ وَصَايَا النَّبيُّ ﷺ الجامِعَةِ النافِعَةِ القليلَةِ العِباراتِ الكَثيرةِ الفَوائِدِ والمَعاني قُولُهُ لأبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: 


 اتَّقِ المحارمَ تَكن أعبدَ النَّاسِ وارضَ بما قسمَ اللَّهُ لَك تَكن أغنى النَّاسِ وأحسِن إلى جارِك تَكن مؤمنًا وأحبَّ للنَّاسِ ما تحبُّ لنفسِك تَكن مسلِمًا ولا تُكثرِ الضَّحِك فإنَّ كثرةَ الضَّحِك تُميتُ القلبَ.


فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا بِوَصَايَا نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ عَامِلِينَ وَإِلَى الْخَيْرَاتِ سَابِقِينَ وَوَفِّقْنَا لِطَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ ﷺ أَجْمَعِينَ .




 

الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال  


الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال
الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال  


دكتورة اصبحت بوقت قصير بمكانة مرموقة بمجتمعها إذ اختصرت بذكائها وعملها المتواصل ان تحصل على علامة تجارية وصناعية بمنتجاتها التي وصلت إلى جميع انحاء سوريا وبعض الدول العربية والأوروبية ، اذ تطمح ان تصل للعالمية وان تنافس شركات مستحضرات تجميل عالمية ، 

تقوم بصناعة مستحضراتها من الطبيعة اذ تخلو من المركبات الكيميائية التي تستخدمها معظم الشركات بمنتجاتها .

لقد وصلت بوقت قصير ولرغم من صغر سنها وضغط العمل المتواصل وأعمال المنزل بالإضافة لذلك إلا انها مستمرة وتطمح للكثير . 

كل التوفيق للدكتورة الرائعة ميراي الشاهر .


الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال

الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال

الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال

الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال

الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال

الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال



الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال
الدكتورة/ ميراي الشاهر

الدكتورة/ ميراي الشاهر - صاحبة مملكة ميراي الشاهر للجمال
الدكتورة/ ميراي الشاهر


 

نعمة سلامة الصدر ونقاء السريرة | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 


نعمة سلامة الصدر ونقاء السريرة | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
نعمة سلامة الصدر ونقاء السريرة | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف



في زمن ظهر فيه حُبُّ الدنيا بمختلف الصور والأشكال ، يحتاج المسلم إلى التذكير بما يبعثه على محبة الآخرين ، وبذل الخير والمعروف لهم ، وكفّ الشر والأذى عنهم ، إنه خُلُق : سلامة الصدر الذي يعيش به المسلم سعيدا مرضيا مسرورا مطمئنا .


إن سلامة الصدر من أنبل الخصال وأشرف الخلال ، التي يدرك بها المسلمُ عظيمَ الأجر وحسن المآب .


يقول ربنا جل وعلا : 

  

{ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } 

       

 الشُّعَرَاءِ : 88-89 


ومن علامات سلامة القلب بعد الإيمان والتقوى والتوحيد واليقين: 


أن يكون القلب نقيًّا من الغل والحسد والحقد على المسلمين ، يعيش المسلم مع إخوانه بصفاء قلب ، وطِيب نَفْسٍ ، وحُسْن سريرة ، لا يحمل لهم ضغينةً ولا كراهيةً ، ولا يُضمر لهم حقدًا ولا غِشًّا ، ولا خداعا ولا مكرا ، بل يعيش بنفس تفيض بالخيرات والإحسان ، والخُلُق الجميل والصفاء والنقاء ، فهو من نفسه في راحة ، والناس منه في سلامة ، لا يعرف الناسُ منه بلاءً ولا شرًّا ، ولا يُقاسُونَ منه عناء ولا شقاء .


 قال صل الله عليه وسلم :


لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .


[متفق عليه]


 من النعيم المعجَّل في هذه الحياة ، بل هو جنة الدنيا ، وبه تكون لذة العيش ؛ وذلك أن يحرص المسلم على تحصيل نعمة سلامة الصدر ، على كل مَنْ عاش معه أو خالطه ، بل على كل أحد من المسلمين .


قال تعالى في وصف أهل الجنة : 


{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ } 


[ الْأَعْرَافِ : 43 ] 


قال ابن عطية رحمه الله عند هذه الآية : 


 وذلك أن صاحب الغِلّ معذَّب به ، ولا عذابَ في الجنة ، وفي أبرز دعوات أهل الإيمان ما وصفهم به ربهم جل وعلا : 


{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } ، 


[ الْحَشْرِ : 10 ] 


 من أفضل الأعمال : سلامة الصدر من أنواع الشحناء كلها ، ومن البغضاء بجميع صُوَرِها ، قيل لرسول الله صل الله عليه وسلم : 


 أيُّ الناسِ أفضلُ ؟ 

قال : كلُّ مخمومِ القلبِ صدوقُ اللسانِ ، قالوا : صدوقُ اللسانِ نعرفُه ، فما مخمومُ القلبِ ؟ قال : هو النقيُّ التقيُّ لا إثمَ عليه ولا بغيَ ، ولا غلَّ ولا

 حسدَ .


رواه ابن ماجه، وصحح إسناده المنذري وغيره من المحدثين 


وقد أدرك سلفُ الأمة رضي الله عنهم هذه الحقيقة فعملوا بها ودَعَوْا إليها ، فهذا زيد بن أسلم يدخل على أبي دجانة رضي الله عنهما وهو مريض وكان وجهه يتهلل ، فقال له : ما لَكَ يتهلل وجهُكَ ؟ 

قال : ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين : أما إحداهما : فكنتُ لا أتكلم بما لا يعنيني ، وأما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما .


ويقول الفضل بن عياض رحمه الله : 

 ما أدرك عندنا مَنْ أدرك بكثرة نوافل الصلاة والصيام ، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس  وسلامة الصدور والنصح للأمة .


من الأسباب المعينة على سلامة الصدر : الإخلاص لله جل وعلا والصدق معه ، والرضاء بالقدر وبما كتبه الله جل وعلا للعبد في هذه الحياة ، ولزوم طاعة الله جل وعلا ، والإكثار من تلاوة كتابه سبحانه ، مع بذل الإنسان الاجتهاد في مجاهدة النفس من الأدواء الخبيثة ؛ كالغش والغل والحسد ، مع تذكُّر دائم لما تعود به تلك الأخلاق الخبيثة على الإنسان بالشر الوبيل في العاجل والآجِل ، ثم يجتهد العبد بالدعاء الخالص الصادق أن يرزقه الله جل وعلا قلبا سليما ، ولسانا صادقا ، مع عمل صادق ببذل كل ما يجلب المحبةَ والمودةَ ويدفع البغضَ والكراهيةَ من بذل للسلام وترك الإنسان ما لا يعنيه من أمور الخلق ، والحرص على بذل العطية والهدية ؛ فهي جالبة للمودة دافعة للكراهية ، وكذا يحرص المسلم على الدعاء للمسلمين جميعا ، والعفو عند الإساءة وبذل الإحسان بشتى صوره ومختلف أشكاله ، القولية والفعلية ؛ مما يترتَّب عليه إدخالُ السرور على قلوب المسلمين ؛ فالمسلم شأنُه الفرحُ بما يُفرِحُ المسلمينَ ،والمشارَكة الفاعلة بما يواسيهم عند أحزانهم وهمومهم .


فكن - أيها المسلم على مجاهدة شديدة للشيطان ؛ فهو حريص على إيغار الصدور وإفساد القلوب .


قال تعالى : 


{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } 


[ الْإِسْرَاءِ : 53 ] 


وفيما رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : 


إن الشيطان أَيِسَ أن يَعبده المصلُّون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم.


 وإن مما يسلم به المسلم البعد عن المجادلة والمراء والمخاصَمة حول المسائل والوقائع والأحداث مما لا جدوى فيه ، فهذا مما يُثير الحقدَ والكراهيةَ ويُزكي الشحناءَ ، ويُوجِدُ النفرةَ بين المسلمين .

وإنما تُحمد المجادلةُ لإحقاق حقٍّ من عالم ناصح مخلِص صادق متوسِّم بجميع شروط وصفات وعناصر المجادلة والمناظرة وفقَ أدب جَمٍّ وخُلُق أَشَمَّ .


 قال الله جل وعلا : 

  

 { وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } 


[ الْبَقَرَةِ : 83 ] 


 إن سلامة الصدر باب عظيم إلى النعيم المقيم .


 قال أحد السلف : أصل الدين الورَعُ ، وأفضلُ العبادةِ مكابدةُ الليلِ ، وأقصرُ طريقٍ للجنة سلامةُ الصدرِ .


فالزموا سلامة الصدر ونقاء السريرة ؛ ولذا حرص المصطفى صلى الله عليه وسلم على تحقيق ما يؤصِّل هذا الأصلَ ويدرأ عنه كلَّ العوارض والأدواء .


قال صل الله عليه وسلم : 


لا تحاسَدُوا ولا تباغَضُوا ولا تدابَروا ، وكونوا عبادَ الله إخوانًا لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث .


رواه مسلم 


فكونوا عباد الله إخوانا متحابين ، على التقوى متوادين ، وعلى الطاعة والبِرِّ متواصين .





 

يسألني قلمي | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك 


يسألني قلمي | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك
يسألني قلمي | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك



يسألني قلمي 

هيا نكتب 

هيّا نصرخ .

اربت كتفه واقول 

اهدأ  تريث 

الأمر بسيط ولا يستحق 

ستمر الأمور 

يصرخ 

يا رجل تحرك هيّا 

كبرت ،خفت.جبنت؟

يتطاول الوقح 

اصرخ فيه 

احترم نفسك .

ينظر لى بسخرية 

ها الآن عرفت العقل

عرفت الهدوء 

عرفت السلام ؟

أتمتم 

ستكون الأمور بخير 

وتمر ….

يضحك كالأجرب 

كمريض يصرخ 

كمجنون يلعن 

ولكنه لا يصمت

الآن اشهد 

أني اهرب من قلمي

من صراع أجوف 

من شجاعة احمق 

من ضجيج بلا معنى 

الآن اعرف أنه 

العمر والزهد

وحقيقة الأمر 

أن لا فائدة هنا من أى شيء 

أعرف كبر القلم 

وأنا صرت عجوز 

أقيس حجم الوثبة 

وأعد أنفاس الرحلة

وأتراجع بلا خجل

لا شيء هنا سيتغير

إلا الضجيج 

أجمع خطواتي

وأخرج بعيدا 

من وجه القلم الوقح

وأنا أتحسس نظراته 

تجلدني وتلسع ظهري







 نص وتحليل قصيدة "إلى سيف الدولة" للشاعر هاني ( أبو مصطفى) | بقلم الناقد العراقي/ عماد الدعمي 


نص وتحليل قصيدة "إلى سيف الدولة" للشاعر هاني ( أبو مصطفى) | بقلم الناقد العراقي/ عماد الدعمي

نص وتحليل قصيدة "إلى سيف الدولة" للشاعر هاني ( أبو مصطفى) | بقلم الناقد العراقي/ عماد الدعمي 






عُدْ مرّةً أُخرى إلى أوطاني

وامسِكْ بها يادولةَ الحمداني 

قد لا يعودُ بها سوى فُرسانِها

لم يبقَ في العُمرين من فُرسانِ

ولكي تكونَ على يقينٍ أنهم 

لم يحفظوك فقُل أُريدُ حصاني

ولكي تنامَ ستعتنيك حمامةٌ

وهُناك كان أبو فراس يُعاني

وإذا شككتَ عليك أن ترميْ لهم

كنزاً وسيفاً لاخيارٌ ثاني

وهنا ستنكشفُ الحقيقةُ سيّدي 

وأنا الوحيدُ سيقطعونَ لساني

يا سيفَ دولتِنا الأخير خطابُنا

مُتديِّنٌ وسلوكُنا شيطاني 

نحتاجُ حُكماً واضحاً وقصائداً

قُرأتْ عليك وعازفاً وأغاني

نحتاجُ أن نمشيْ وما من حولِنا

فتنٌ وليس هُناك طائفتانِ

مغلولةٌ فينا الجراحُ فيا تُرى 

هل يُوسُفٌ يأتي بلا إخوانِ

هل رحلةُ الطفلِ الجميلِ وبئرهِ

مخفيّةٌ للآن في القُمصانِ

هل قصّةُ امرأةِ العزيزِ مكيدةٌ

لله درُّكِ يا ابنةَ الرحمنِ

حتى الرياح تُريدُ أن يُرمى لها

سهمٌ يدورُ بها على النسوانِ

واختارتِ الدنيا لنا أمثالَها

لكننا سربٌ من العميانِ

في كُلِّ وقتٍ حُفرةٌ مدروسةٌ

كالنارِ نحنُ بداخلِ النيرانِ

لم نتِّعظْ أبداً فيا أبوابَنا

ماضون في هممٍ بلا بُرهانِ

وأنا كبيرُ التائهين بهكذا 

وطنٍ بحجمِ الكونِ في الدّوَرَانِ

وتعبتُ أتعبني الزمانُ بحاكمٍ

مُتفرعنٍ في شكلهِ القُرآني 

وأكادُ من فرطِ اختلافِ جُنودهِ

المتفقّهين أشقُّ جيبَ كياني

حتى الثقافةُ في

العراقِ أكادُ أقطعُ

أنها مفقودةُ العُنوانِ

كان المثقفُ في فضاءٍ واسعٍ

رجعتْ بهِ الفوضى إلى الجُدرانِ 

وقصيدةُ الشعراءِ كانت دائماً

تزدادُ هيمنةً على السُّلطانِ

كانت مُقدّسةً إذا مرّت على 

جمهورِها سجدوا بكُلِّ مكانِ

الذّوقُ ولّى والمشاعرُ صُودِرتْ

ومكامنُ الأسماعِ دون ضمانِ

عجباً لماذا الدّهرُ لم يفتكْ بنا

يادهرُ أنتَ الفاصلُ الرّوحاني

أطفالُنا اقتسمَ الضياعُ عذابَهم

مابين مُغتصَبٍ وبين مُهانِ

وشيوخُنا قبلَ الصلاةِ تفرّغوا

ربطوا عمائمَهم على الأذقانِ

ماعاد إلا التيهُ يلعبُ بيننا

نحنُ الدُّمى في ذمّةِ الصبيانِ

يا سيفَ دولتِنا القديمَ جديدُنا

للآن تحتَ وصايةِ الرُّهبانِ

وملاذُنا الأعمى دمارٌ شاملٌ

تلك الوجوهُ قبيحةُ الغَلَيانِ

حيثُ استرحنا بعدَ شدّةِ حقبةٍ

عمياء واجَهَنا فمُ الخرسانِ

إن كُنتَ قد قرّرتَ أن تأتيْ على

أملِ الخلاصِ فلا تعُد بهوانِ

واحذرْ من القيدِ الفقيهِ فإنهُ

أفتى بحُرمةِ عودةِ الشُّجعانِ

عُد مرّةً أُخرى ولكن بُعثِرَتْ

أحلامُكَ الأُولى على الجيرانِ

وبدايةُ التطبيعِ أن نتقاسمَ 

الرّؤيا على طرفين يختصمانِ

وهنا محمدُ سوف يرجعُ خاسراً

حربَ التجارةِ يا أبا سُفيانِ

.......................................

اشتغل الشاعر على عدة محاور مهمه في القصيدة أهمها صيغة النداء التي حشّد وزجّ من خلالها ما يريد الوصول إليه كالشكوى والاستعطاف وبيان الحال المزري العاصف بالبلاد ، وعمل على تعزيز ذلك من خلال مقتبسات قرآنية ومصادر تاريخية مهمة ... وكثّف من الصور الشعرية فلا يكاد يخلو بيت واحد من قصيدته من صورة شعرية مدهشة .. وقد انطلق من فضاء دلالي واسع ليزيح عن كاهله عدة ارهاصات من أسئلة ومناجاة وتصوير حالات رابطا ومقارنا الحاضر بالماضي فلم يجد إلا سيف الدولة الحمداني ليكتب له .

ويحسب له عتبة العنوان في القصيدة بمتنها النصي ليصل بالقصيدة إلى مرحلة جمالية من التشكيل والتعبير مع الحفاظ على الإبداع رغم طول القصيدة فهو يملك نفسا شعريا ثابتا وذلك أمر قد يصعب على الشعراء . 

أن التأملات القرائية سواء كانت ذهنية أم بصرية ساعدت على انتاج قصيدة شمولية وذلك حدث من خلال الدهشة من خلال رؤى شعرية جعلت من القصيدة مركزة وللغاية .

عُدْ مرّةً أُخرى إلى أوطاني

وامسِكْ بها يادولةَ الحمداني 

قد لا يعودُ بها سوى فُرسانِها

لم يبقَ في العُمرين من فُرسانِ

ولكي تكونَ على يقينٍ أنهم 

لم يحفظوك فقُل أُريدُ حصاني

الآن تمعن في الصورة التي جسد فيها الحال المزري في الوقت الحاضر حينما يقول للحمداني إذا تيقنت أنهم لم يحفظوك فاطلب حصانك وعد إلى ما كنت عليه..

أن الشاعر الفطن الحذق لابد عليه أن يعقد ميثاقا بينه وبين القارىء لذا يتوجب عليه أن ينتج قصيدة متكاملة من حيث اللفظ والمعنى والتشكيل والصور والإيقاع ووحدة الموضوع وأهم ما يريد أن يصل إليه أن تصل قصيدته إلى شغاف القلوب وأن تعبر عن خلجاته كما هو يريد ويخطط فالشاعر أشبه بالمهندس المعماري  ...

ولكي تنامَ ستعتنيك حمامةٌ

وهُناك كان أبو فراس يُعاني

وإذا شككتَ عليك أن ترميْ لهم

كنزاً وسيفاً لاخيارٌ ثاني

وهنا ستنكشفُ الحقيقةُ سيّدي 

وأنا الوحيدُ سيقطعونَ لساني

يا سيفَ دولتِنا الأخير خطابُنا

مُتديِّنٌ وسلوكُنا شيطاني 

نحتاجُ حُكماً واضحاً وقصائداً

قُرأتْ عليك وعازفاً وأغاني

نحتاجُ أن نمشيْ وما من حولِنا

فتنٌ وليس هُناك طائفتانِ

مغلولةٌ فينا الجراحُ فيا تُرى 

هل يُوسُفٌ يأتي بلا إخوانِ

هل رحلةُ الطفلِ الجميلِ وبئرهِ

مخفيّةٌ للآن في القُمصانِ

هل قصّةُ امرأةِ العزيزِ مكيدةٌ

لله درُّكِ يا ابنةَ الرحمنِ

حتى الرياح تُريدُ أن يُرمى لها

سهمٌ يدورُ بها على النسوانِ

توقفْ على التشبيهات وكيفية توظيفها وربطها بالماضي وعلى التساؤلات التي زج بها وهو يخاطب الحمداني ثم يقارن بين المجريات والأحداث التي تجري في الوقت الحاضر ستجد كيف اشتغل الشاعر بحرفية عالية حرّك فيها المشاعر لانه يصوّر ما يجري بدقة فالخطاب ديني بحت والعمل شيطاني وهذا التسلق من قبل المزيفين قد أظهره وجسده بحرفية فهو يحتاج إلى الكثير يحتاج إلى نبذ الطائفية وإلى شعراء حقيقيين ويحتاج إلى أخوة لا يغدرون ولا يكذبون ..

وهو بذلك يبحث عن (يوتوبيا ) لا يمكن أن تتحقق في وقتنا الحالي . وهذه الدلالات تدل على روح طاهرة وعلى مثالية راح يفتش عنها بقوة فلم يجدها حتى اتعبه ما يحدث من حوله فما كان منه إلا أن يزيح الكاهل الثقيل عليه شعرا .

حينما يُقدم الشاعر نصا عليه أن يعي خطورة النص الذي يقدمه وعليه أن يرتكز على مرجعيات شعرية مهمة من حيث التكثيف اللغوي والرؤى الثاقبة وتكريس الدلالات حتى تصل القصيدة إلى درجة الإقناع عند متلقيها فحالة الأنا الشاعرة يجب أن تكون متوهجة متسلحة بمعيار صدق الاحساس عند الشاعر مبتعدة عن التكلف والضبابية ... وقد وجدت ذلك عند هاني أبو مصطفى راسخا ....

واختارتِ الدنيا لنا أمثالَها

لكننا سربٌ من العميانِ

في كُلِّ وقتٍ حُفرةٌ مدروسةٌ

كالنارِ نحنُ بداخلِ النيرانِ

لم نتِّعظْ أبداً فيا أبوابَنا

ماضون في هممٍ بلا بُرهانِ

وأنا كبيرُ التائهين بهكذا 

وطنٍ بحجمِ الكونِ في الدّوَرَانِ

وتعبتُ أتعبني الزمانُ بحاكمٍ

مُتفرعنٍ في شكلهِ القُرآني 

وأكادُ من فرطِ اختلافِ جُنودهِ

المتفقّهين أشقُّ جيبَ كياني

حتى الثقافةُ في

العراقِ أكادُ أقطعُ

أنها مفقودةُ العُنوانِ

كان المثقفُ في فضاءٍ واسعٍ

رجعتْ بهِ الفوضى إلى الجُدرانِ 

وقصيدةُ الشعراءِ كانت دائماً

تزدادُ هيمنةً على السُّلطانِ

كانت مُقدّسةً إذا مرّت على 

جمهورِها سجدوا بكُلِّ مكانِ

الذّوقُ ولّى والمشاعرُ صُودِرتْ

ومكامنُ الأسماعِ دون ضمانِ

الان تمعن بدقة كيف يُجسد حال الشعر وما يمر به في الوقت الحاضر ليقارن ويشكو للحمداني بعد ما وصل إلى درجةٍ من القناعة بأن كل شيء انقلب رأسا على عقب فلا الشاعر المعاصر يفي بالغرض ولا المتلقي يتلقى كما كان في السابق فالشاعر كان قوة ضاربة بوجه السلطان ..

ثم يصور الحاكم المتفرعن بأسم الدين والقرآن والمثقف المتسلق بأسم الثقافة حتى يتعب ويصل لحالة التوهان في هذه البلاد العجيبة والغربية ... 

هاني أبو مصطفى روح صوفية يعيش جسدا وروحه تطوف بعيدا عن هذا العالم المشحون بالتفاهة لذا تجده معانيا على الدوام ومتحملا المشاق بطريقة لا يفهمها الآخرون فهو ذلك الغريب في وطن لا يروق له مطلقا ما يجري به من منعطفات خطيرة أطاحت بالبنى التحتية للإنسان ..

تسلح الشاعر هاني بشاعرية عالية ازدحمت فيها العواطف المتوهجة التي صوّرت صدق الإحساس الصاخب المضطرب ويعود ذلك إلى نظرته للحياة بطريقة مختلفة عن الآخرين. 

هو فنانٌ متمكن من فن الشعر سهل الأسلوب ومتين السبك ورائع النظم وشعره دقيق جدا وللغاية وفي قصائده نضج فني واشتغالات متعددة ...

عجباً لماذا الدّهرُ لم يفتكْ بنا

يادهرُ أنتَ الفاصلُ الرّوحاني

أطفالُنا اقتسمَ الضياعُ عذابَهم

مابين مُغتصَبٍ وبين مُهانِ

وشيوخُنا قبلَ الصلاةِ تفرّغوا

ربطوا عمائمَهم على الأذقانِ

ماعاد إلا التيهُ يلعبُ بيننا

نحنُ الدُّمى في ذمّةِ الصبيانِ

يا سيفَ دولتِنا القديمَ جديدُنا

للآن تحتَ وصايةِ الرُّهبانِ

وملاذُنا الأعمى دمارٌ شاملٌ

تلك الوجوهُ قبيحةُ الغَلَيانِ

حيثُ استرحنا بعدَ شدّةِ حقبةٍ

عمياء واجَهَنا فمُ الخرسانِ

إن كُنتَ قد قرّرتَ أن تأتيْ على

أملِ الخلاصِ فلا تعُد بهوانِ

واحذرْ من القيدِ الفقيهِ فإنهُ

أفتى بحُرمةِ عودةِ الشُّجعانِ

عُد مرّةً أُخرى ولكن بُعثِرَتْ

أحلامُكَ الأُولى على الجيرانِ

وبدايةُ التطبيعِ أن نتقاسمَ 

الرّؤيا على طرفين يختصمانِ

وهنا محمدُ سوف يرجعُ خاسراً

حربَ التجارةِ يا أبا سُفيانِ

لاحظ كيف يصور الحالات المجتمعية وما آلت إليه الأطفال والشيوخ وكيف يشكو للحمداني ما يجري من حولنا ... 

أبدع هاني في أن يكون لسان حال الآخرين لينقل المأساة بشاعرية عالية وبذات الوقت يؤرخ ما يجري في هذا الزمن وبهذا تحول الشاعر إلى مؤرخ بارع ..

(نحن الدمى في ذمة الصبيان )... صيحة واستنهاض للهمم وشحذها بطريقة تستفز الآخرين وتلك براعة الشاعر للتأثير على الآخرين.. 

ثم يذهب ليحذر الحمداني من العودة فالفقيه يحرم وجود الشجعان وأهل الحق ..

تجسيد رائع لحال مؤلم وللغاية ووجع شاعري يعيشه الشاعر ولم يجد إلا زفرات الشعر ليبوح بها ...

ختم القصيدة بمعادلة رائعة حقا بعد تجسيد رائع قارن فيه بين النبي ص وأبي سفيان ...

وهي إشارة إلى تسلط الشر بكل زمان ومكان

أبو مصطفى هاني  شاعر مهم وللغاية ...