Articles by "خواطر"
‏إظهار الرسائل ذات التسميات خواطر. إظهار كافة الرسائل

 

احك يا شكيب : "لو لم أولد يوما ؟ " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب : "لو لم أولد يوما ؟ " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير

احك يا شكيب : "لو لم أولد يوما ؟ " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير





لو  لم أولد يوما  لأرى و ما سأرى  و ما رأيت ، نعم رأيت كما رآى غيري و رأيتم أنتم ، مصائب  يندى لها الجبين ، نعم سمعتم و سمعنا حكايات غريبة عن مآسي لم نكن نتصور يوما ما أنها  حدثت و لا زالت تحدث ، حكايات أسوقها لكم من واقعنا المعيش  ، حكايات لم يكن يتصور  حدوثها من كانوا قبل جيلي و من جايلوني و من أتوا بعد جيلي ،من بين كثرة الحكايات أسوق لكم بعضا منها :

"أستاذ يدرس طلبة في تخصص ما كان يقايض طالباته خلال السنة الدراسية و خاصة عند كل دورة بالجنس مقابل نقاط مؤهلة للنجاح ، و مثله أساتذة يلزمون طلبتهم بشراء   مقرر دراسي من تأليفهم و عليهم توقيعاتهم حتى يمكنهم الحصول على معدل في موادهم …"

"إعلاميون و صحفيون تركوا قضايا اجتماعية و سياسية ذات أهمية و أصبحوا يخوضون في أعراض بعضهم البعض ، عوض التحليل   للظواهر المعيبة و القضايا الآنية ، ينزلون قذفا و تشهيراً و تنقيصا من زملائهم بل تعدى تجريحهم الخوض في أعراض أسر زملائهم باختلاق الكذب و البهتان …"

" شباب عوض ركوب مغامرة تسلق درجات العلم أصبحوا يركبون قوارب الموت ، بحثا عن مستقبل كله أوهام و أحلام أكثرها لا يتحقق فيضيعون و تضيع معه أحلامهم ، بل منهم من أصبح مسجونا أو مقتولا أو مدمنا خمر أومخدرات…"

" نساء يبدون أنهن محترمات ، تعاطين لمحتويات تافهة بل ماجنة بمسمى روتيني يومي بحثا عن جمع المال ، و منهن بمباركة ازواجهن و منهن  بمشاركة أزواجهن ، و منهن من أقحمن حتى صغارهن …"

"رجال   أعتبرهم ذكورا تخلوا عن والديهم في دور العجزة أو المتخلى عنهم  وهم من ضحوا من أجلهم بالغالي و النفيس ، و أصبحت لهم مراكز مهمة داخل المجتمع ، فتنكروا لهم و انتهى بهم المطاف فيما ذكرت … " 

"أحزاب  ونقابات عوض تأطير المنخرطين من الشباب وهم النسبة العظمى مالوا نحو المناصب و جمع المال ، فتركوا فراغا و خلقوا جيلا من المصلحيين و المنتفعين …"

" أناس باسم العمل الخيري جمعوا أموالا عوض أن تنفق فيما جمعت له ادخروها   لحسابهم الخاص ، و ما أكثرهم ، و هم من يطلق عليهم تجار المآسي و تجار الدين الذين يستعملون الدين و الدين منهم براء …" 

"أناس يأتون طالبين سلفات  و بعد تمكنهم مما طلبوا انقلبوا على من ساعدهم و تنكروا لهم ، مما خلق عدم الثقة ، و جعل الناس الشرفاء يكفون عن ذلك … "

" نساء حصلن على طلاقهن و ابتعد عنهن من واعدنهن بالزواج لسبب بسيط من تخون زوجها فهي لا تستحق ان تكون زوجة فتبخرت أحلامهن التي بنينهن بوعود كاذبة …" 

" رجال  أي ذكور بدأوا حياتهم مع زوجات مخلصات وفيات من درجة الصفر بعد أن فتحت الدنيا عليهم رزقا تنكروا لمن  ضحون معهم و تركوهم بحفنة أولاد و تزوجوا صغيرات و ضيعوا زوجات و أولاد …" 

هذا قليل من كثير ، ماذا تغير ؟ و لم صرنا هكذا ، أسئلة أصبحت متداولة بين من آلمهم هذه المشاهد و الوقائع التي غيرت من صورة مجتمع البساطة و الوفاء و التضامن إلى مجتمع الخيانة و الكراهية و الأنانية 

ذ شكيب مصبير




 

خاطرة طفل : بقلم الكاتب  الجزائري  عبدالعزيز  عميمر


خاطرة طفل : بقلم الكاتب  الجزائري  عبدالعزيز  عميمر
خاطرة طفل : بقلم الكاتب  الجزائري  عبدالعزيز  عميمر



كان قائدا منذ الصغر،يصفّف الأطفال مثله،ويأمرهم بالسير،واحد،اثنين،واحد،اثنين،إنهم جنوده يدرّبهم يوميا،في يده عصا،لا تبارحه ابدا،يرسم بها الخطوط،ويسوي بها الصفّ.


_كل الأطفال في سنّه تحت طاعته،إنه الآمر الناهي،يغلبهم واحدا واحدا،وإذا ظلم أحدهم جاء إليه يشكو،قائد بالفطرة،وممازاد ذلك ثباتا ،عندما رآه يوما ذلك الدرويش الذي يزور القرية من حين لآخر،تفحّص وجهه مليا وقال: ابنك سيصير له شأن عظيم،سيحكم وذات يوم ،جرب قراءة كتاب: قرعة الأنبياء،

واغمض عينية وقرأ سورة الفاتحة ثلاث مرات،ثم وضع أصبعه في مربعات صفحة قرعة الأنبياء، نفس الشيئ ،سيسود ويحكم ،وله شأن عظيم،قرعته كانت مع النبي سليمان ،وكان يحكم في الجن،وهو يحكم في الأطفال ، لا بأس له الأطفال،ولسليمان العفاريت.


_دخل الأطفال في قاعة كبيرة غريبة،جميلة، ليس مثل أكواخهم ،ولا بدّ  من تفويجهم لانطلاق الدروس في ( الكولاج) ومعرفة المستويات،1.2.3...من منكم يعرف كتابة اسمه بالفرنسية ؟ فتأخر! واحمرّ وجهه،هو لا يعرف كيف يكون اسمه؟ جورج؟ جان؟فليب،أيكون روميا ! يالطيف ! ويترك لوحته! وقرآنه! وعربيته! لا! لا! لكن الغريب فالاسماء لم تتغير كتبت فقط بالحرف الفرنسي،الرومي الكافر! هو لا يتحول روميا أبدا .


_هو يقرأ الدرس فقط( عمر تلميذ نظيف يحمل محفظته الجديدة ويتوجه للمدرسة) أعد مرّة أخرى ،احفظها،حفظتها سيدي!


_ايه فرق بينه وبين الطفل عمر الجميل النظيف ، المصوّر في كتاب القراءة للمبتدئين ،بتلك المحفظة الحمراء الجديدة التي تلمع، والحذاء الجلدي يبرق من بعيد ،ويتلوّن تحت الأشعة،والمحفظة ملآنة بالأدوات ،من كل نوع،أحبّ أقلام التلوين في العلبة الكبيرة! آه لو كان يملكها ،لوضعها مع الوسادة لجمال ألوانها وعلبتها المزركشة، إنه فقير، ويظنون أن فقره ظهر لغبائه، هو لا يعرف أبدا من أين يأتون بتلك الأدوات ؟ أين تصنع؟ لا شك تكون في فرنسا! أو ألمانيا،أما في القرية ،فهي ملآنة بالنعاج والخرفان، والماعز ،والبقر،كل بلد مختص بشيئ ،هم بعلب الألوان والمحفظة الحمراء، وعندهم عمر،ونحن عندنا الحيوانات ،نربيهاونحبّها ،ونرقد بجانبها.


_تعلّم وقلّد صياحها،وثغاءها،وخوارها،يقلّد كل شيئ ،حتّى تقول فعلا هذه أصوات الحيوانات، إنه بارع،براعة القرية،تعطي الخروف،ولا تعطي علبة ألوان،آه،لو وجد أحدا، فيسرق خروفا ،ويستبدله بمحفظة حمراء وعلبة ألوان طويلة،آه لويحصل ذلك! سيبرهن لهم عن براعته

في الرسم،وليس عمر ابن المدينة هو الذي يعرف فقط،إنه ابن القرية لكن ينافسه،والألوان تطاوعه،،،،،.


_ايه الفقر،المخ موجود،والمحفظة غائبة،اليد بارعة والألوان مفقودة،لو عثر على الأقل على حذاء،ليقي أصابعه من ضربات الحجارة،ومياه الأمطار،ومن الشوك الذي يخافه لحمه ! كم مرة سال دمه! كم ! وكم!،،،يضمّده بقطعة قماش فقط ولا ينتبه إليه،لا قريب ولا غريب ، فإذا أظهرت أصابعك المجروحة،قيل لك: تستحق ذلك يا أعمى! تمشي وتنظر للسماء،فالشوك والحجارة،بريئة،لا لوم عليها،اللوم على الأعمى،فصار يسكت ولا يبيّن أبدا

جراحه،ولا يشكو ولا يتكلّم أمامهم ،حتى لا ينال التوبيخ،يصبر على الألم،والدم ،الله غالب! ولا يصبر على ما تقذفه افواههم،ولكنهم كبار،وافواههم تقطر عسلا،لكن لا نلحس تلك الحلاوة،كلما تذكرتها تهيأت فأخرج ما في جوفي.


_لا ادري كبرنا مع الشوك،أم الشوك الذي كبر معنا،هو يحب الشوك،ولا يلومه ابدا،أحيانا يصير حريرا،ووشاحا يغطي به فقره،وتارة يعطيه للمعزاة ،ييبس ويصير:  (ڨوفريت )،هش سريع المضغ والهضم.


رغم ماقلت ،كنت سعيدا ،واقتنع بما في يدي،ولا تسرق عيني صور وجمال الآخرين،كنت أعرف أن صورتي جميلة،وستبرز للوجود،لكنها فاكهة لم تنضج

بعد،سأنتظر ،والانتظار صديقي لا أفارقه.


الكاتب  الجزائري  عبدالعزيز  عميمر.




قبلة باطن اليد | بقلم الكاتبة اللبنانية أ. دعاء قاسم منصور


قبلة باطن اليد | بقلم الكاتبة اللبنانية أ. دعاء قاسم منصور
قبلة باطن اليد | بقلم الكاتبة اللبنانية أ. دعاء قاسم منصور


يُقال بأن من يُقبّل باطن يداكِ، كأنه يُخبرك بأنّه لن يتخلى عنكِ ما دام حيًّا، وبأنّه سيحيا ويموت على حبّك، وبأنّه ما دام داخله نبض سيبقى ينبض بإسمكِ وملكٌ لقلبكِ وحدكِ!! مهما حدث...

ويُقال بأنّها في علم النفس تعني الاحتواء والرغبة في التقرّب العاطفي رغم القرب، وهي تعبّر عن الحب والتعلّق، وهي تُشعل نار الحب في القلوب...

ويُقال بأنّ هذه القبلة تُعادل بالشعور التقاء الشفاه بشغف المحبين، والتقاء قلبي البعيدين بعد نشوة الانتظار، وانتقام عن جميع الأسى...

ويُقال بأنّها تعادل بالتأثير، المُسْكِرات المذهبة للعقول، كيف ممن يُتقِن ممارستها ماسكًا بيدك وناظرًا في عيناكِ، ستصابين بنبضات قلبٍ سريعةٍ، والفراشات سترقص في معدتكِ، وستشعرين بالغثيان وللحظات سينسى كلاكما أينما يوجد...

ويُقال كذلك، بأنّ من قبّل باطن يدكِ، لا مهرب لكِ منه، أينما ذهبتي ستجديه، ولا مهرب منه سوى إليه، وستحبيه بمقدار ما أحبك، لأنَّ باطن اليد لا يُقبَْل سوى من شخص يهيم بكِ عشقًا، وبقبلته يربط قلبه بقلبكِ رباطًا قدريًا أبديًا...

أقاويل كثيرة، وخرافات ممتعة للسمع والتسلية ولتعبئة هذه السطور، لكن ليس كل ما يُقال واقع ويجدر به أن يكون صحيحًا، ولكل قاعدة إستثناء، وكما استثنائيةٌ أنا، فغالبًا ما أكسر القواعد العامة وأكون استثناءها التي تُثبت عكس الأقاويل، فمن قبَّل باطن يدي لم أعطِهِ شرف الأبدية في حياتي، وها أنا قبضتُ يدي على البداية والنهاية والقبلة كذلك!




 

تلاحم الأفكار | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


تلاحم الأفكار | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
تلاحم الأفكار | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم ، 

تلاحم الأفكار : 

قد تنسجم أفكار البعض ولو كانت عابرةً للقارات ، لو كان كل منهم في وطن مختلف ، تابعاً لثقافة مُغايرة تماماً ، منتمياً لدين آخر ، فالعقول وإنْ اختلفت مذاهب أصحابها تبقى على توافق وتلاحم وترابط من خلال تلك الأفكار التي تتشارك إياها ، فلا يمكنك إبعاد مَنْ يجدون أنفسهم تحت مظلة علم واحد أو ينجذبون تجاه ثقافة بعينها أياً كانت ، لذا علينا أنْ نعمل على إدماج مَن يملكون نفس الميول والاتجاهات ولو فصلت بينهم المسافات وبتلك الفكرة سنكون قادرين على تحقيق التقدم والازدهار في شتى المجالات على اختلافاتها دون  أنْ يشعر أحد أنه لا يجد ذاته أو ينتمي لهذا المكان ذات يوم فلقد انتابته الراحة فور إيجاد مجتمع يحتويه ويتفهم أهدافه ويتقبل تطلعاته بلا رغبة في الخروج من تلك الدائرة مطلقاً لآخر يوم بحياته ...



إختلاف! | ومضة قصيرة بقلم الكاتب المغربي العبودي أنس


إختلاف! | ومضة قصيرة بقلم الكاتب المغربي العبودي أنس
إختلاف! | ومضة قصيرة بقلم الكاتب المغربي العبودي أنس 

 

قد أكون مختلفا عن العامة، و كأن ذلك عند البعض أو الكثير إنني جانبتُ الطبيعة. ما الذي يلزمني اتباع خطوات الجميع و على أي أساس علما مني أنني باتباع الخطوات أكون من الأتباع و باختيار أصالتي أكون في أجمل مصالحة مع النفس و أقرب إلى الغير عندما يقاسمني هذه الصفة.



 

أداء الصدقات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


أداء الصدقات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
أداء الصدقات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 


السلام عليكم ، 

أداء الصدقات : 

لا تدهسني بنعليك تكفيني قسوة الحياة ، ضَراوة الأيام ، صعوبة الفقر الذي أعاني منه منذ نشأت وترعرعت ، كُنْ رفيقاً بي علَّك تُثاب وتنال الأجر على ذاك التصرف الراقي ، كُنْ عطوفاً رؤوفاً بحالي ، ارحم ضعفي ، اكرم قلة حيلتي ، سِدْ احتياجي ، خُذْ بيدي لبر الأمان الذي أهنأ عنده بحياة هادئة بعيداً عن الذل والحِرمان ، اجعلني أتذوق حلاوة الأيام بعد صبر دام لسنوات ، امنحني بعض الاهتمام ، ولِّني بضع وئام ، اغدق قلبي بالحب والحنان ، فقد أمرك الله بهذا فهو حقي ولم أكن يوماً بمتسولة له ، أنتم مَنْ أفقدتمونا هذا الحق في الحياة بغَطرستكم ورغبتكم في امتلاك المال لكم فقط دون عناء النظر لهؤلاء الفقراء الذين يتجرعون الذل والهوان حتى يحصلوا على لقمة عيش تَسِد جوعهم كل يوم بينما تترغدون في النعيم والملذات ، فرحمة بنا علَّ الله يرحمكم ويُزيدكم من فضله ، لا تقسوا علينا تكفينا قسوة تلك الساعات التي نقضيها باحثين عن الستر والأمان ، فلكم بيوتٌ لو نظرتم في كل ركن فيها لحَمدتُم الله وشكرتم فضله ومنحتمونا حقنا الذي أمركم به دون تعالٍ أو كِبر أو بخل كما اعتدناكم ، فكلنا راحلون فالأهم أنْ نرحل وقد أدَّينا الأمانات والواجبات التي كلَّفنا الله بها دون تقصير أو تراخٍ أو شُح فهي أمور جبرية لسنا مخيَّرين فيها على الإطلاق إنْ أردنا النجاة عقب انتهاء تلك الحياة ...




غَزَل | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


غَزَل | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
غَزَل | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 


 السلام عليكم ، 

غَزَل : 

هي امرأة يندى لها الجبين خجلاً ، تتوقف عقارب الساعة تبجيلاً حينما تَحِل ، لحضورها بهاءٌ وبهجةٌ تقفز بقلبي فيطير فرحاً ، تكاد الدموع أنْ تنهمر من عيني من فرط السعادة ، أشعر بشعور طفل حصل على لعبة رَغِب فيها منذ زمن طال ، في صمتها وقارٌ ، وفي كلامها لحن رنَّان تُطرَب بسماعه الآذان ، هي فتاة تُرغِمك على الوقوع في حبها والتورط فيها أكثر وأكثر كلما ازددت بها معرفة وتوغلت في علاقتك بها ، يَصعُب عليك نسيانها وقت الغياب ولو لعدة ساعات ، تنتظر حضورها بفارغ الصبر كطفل ينتظر مرور الوقت لعودة أمه فهو متعلِّقٌ بها للغاية ولا يمكنه التفريط فيها ولو لبضع لحظات ، جمالها آخاذ فطري مرتكز على عوامل أخرى بخلاف المظهر الخارجي والملامح الجذابة التي تأسر الجميع فهو نابعٌ من دفء روحها وخِفة ظلها وعِفة طلتها البهية ، في مشيتها دلال العالم كله رُغم أنها لا تتمايل أو تفتعل كالأخريات ، في وجودها سحرٌ لا تتمكن من كشفه أو الوصول لكُنهه ومعرفة سره ومكمنه ، في جيدها قلادةٌ تلمع وسط الظلام وكأنها تضيء لي عتمة الطريق حتى وإنْ ابتعدت عنها ، فهي فتاة فريدة من نوعها لن تجد لها مثيلاً إنْ بحثت ودقَّقت النظر في كل اتجاه ، فلها خصالٌ لا تجتمع في فتاة غيرها قط وهذا ما أُجزِم أنني لم أعثر عليه طوال سنوات حياتي برغم اتساع خبراتي وتنوع معارفي ، فتكفيني نظرة خاطفة من عينيها الساحرتين كي أذوب وأنصهر معها للأبد وتنتهي حكايتنا بالزواج الذي يُكلِّلها ويجعل لها طعماً أشهى ومذاقاً أروع ، فهي أشبه بمقطوعة موسيقية بديعة تستمع إليها في تأمل وانسجام دون أنْ يُصيبك الملل ذات لحظة أو تفقد الشغف تجاهها ، فلقد عَشِقت كل تفاصيلها ووقعت في حبها منذ الوهلة الأولى فلا تمنع قلبك من الغرق في تلك الحالة والانغماس في هذا الشعور والارتواء من هذا العطاء الذي لا يتوقف من قلبها الفريد الذي يَسكُب الحب عليك سكباً بلا انقطاع أو نضوب ...




 

حكمة المنح والمنع | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


حكمة المنح والمنع | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
حكمة المنح والمنع | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم ، 

حكمة المنح والمنع : 

إن الله ليمنع عنك لحكمة ما فلا تظن أنه حارمك ممَّا تريد ، فكل شيء مؤجَّل بالطبع سيأتيك في وقته المحدَّد له منذ قديم الأزل والذي دوِّن لك في اللوح المحفوظ ، فلا عليك أنْ تخشى شيئاً البتة ولتكن على يقين أن الله يبعد عنك كل ما يحمل لك الشرور سواء أشخاص أو أشياء ويجلب إليك الخير في طيات تلك الأمور التي تتحقق دون أنْ تطلبها لأنه على دراية بما أنت بحاجة إليه ، لذا كُنْ عاقلاً حينما تفكِّر في تلك الأمور الأخرى المخبوءة لك في علم الغيب فلسوف تُساق إليك ذات يوم لا مَحالة إنْ كففت عن التفكير فيها ليلَ نهار وانشغلت بغيرها فالحياة لا تتوقف على أمر بعينه ولكن بها المزيد من المهام المنوطين بالقيام بها ، فلا تحصرها في أمور محددة حتى إذا تأخرت أصابك الحزن والقنوط وفقدت الرغبة في مُجمَل حياتك وكأنها لن تسير ما دامت تلك الأشياء ليست بحوزتك ، فلتحمد الله فهو بكلمة كُنْ فيكون يحقِّق لك ما تعتقد أنه محال أو بعيد المَنال ، فلا تيأس ذات يوم حتى لا تتغير نظرتك التفاؤلية للحياة أو تزهد فيها تماماً بلا أي مبررات واضحة ، فكل شيء فيها ولو طال أمده زائل فلا تُقاتِل من أجل الحصول على أمر ما فعلَّ الخير يأتيك في سواه ...



 

تَزوج بَطلة | بقلم الكاتبة اللبنانية/ جِيهان محمد لويسي


تَزوج بَطلة | بقلم الكاتبة اللبنانية/ جِيهان محمد لويسي
تَزوج بَطلة | بقلم الكاتبة اللبنانية/ جِيهان محمد لويسي 

 

تَزوج مَن تَجعلك تَترك فِراشَك صَباحًا وَتركُض لِتراها ولَو لِبرهة،

تَزوج مَن يَرف لَها قَلبِك في كُلِّ مَكان قَد تمُر بِه،

تَزوج مَن تَجعَلك فَخوراً بِها وَتراهَا تَلمع بَين الأُخريَات،

تَزوج مَن سَتكون جَيشك وَتدعَمك في المِّحَن.

تزَوج مَن لا تَشعُر مَعها بِالوَقت وأن قلبك يرقص كفراشة الربيع في صدرك،

تَزوج مَن تَشعر أنكَ مُتلهِف دَائمًا لِمشاركتِها كُل الأشياء حَتى السَخيفة،

تَزوج مَن تَشعر بأنها لا تقارن بالاخريات وتتَباها بِها وترفضهم لاجلها، مَن تَفهم تَصرفاتِك وتقرأ الحُزن في عَينيك 

تزَوج مَن تفهمك دُون الحَاجة لِشرح مُشكلاتِك.

تزَوج حِين تَحظى بِشريكَة العُمر مَنْ تُخَفف هَول مَتاعِبك عَن أكتافِك،

مَنْ تُبعِد جِبال الهُموم عَن صَدرِك بحكمتِها،

تزَوج لِتحيا لا لِتنقبِض رُوحِك، لا تَتزوج عَادية فَتُصبِح الحَياة مُملة..

تزَوج بَطلة تَصنع مِن حَياتِك رِحلة مُغامَراتٍ شَيقة..

.




 فراق | بقلم الكاتبة السودانية / هنادي إسحق إسماعيل


فراق | بقلم الكاتبة السودانية / هنادي إسحق إسماعيل
فراق | بقلم الكاتبة السودانية / هنادي إسحق إسماعيل

 


أنا أقتربُ منكَ أنتَظِرني..

أَمشي على وتينِ قلبي أجرُّ خَلفي تعبَ الفُراق والشَّوق.

أَنتظِر..

لا تَستَشهِد إلا وأَنا مَعَك...

عَلى النَّصيبِ أن يُرضَى بهِ،  إنَّما واللهِ يَعزُّ عليَّ أَن تَستَشهِدَ وجَسدكَ بعيد عَن روحكَ التي تَسكُنني..

قبلَ أَن يَهوي جسمكَ إلى الأَسفل تُشاهدني أَشهقُ شَهقةَ العُمرِ تُراقِبُ رُوحكَ وهي تَخرجُ منِّي إلى الأَعَلى..

روحُك التي تُعشعِشُ بِداخِلي

أُقَبِّلُها..

أُعانقُها..

أُهَدهِدُ لها..

أَعتَني بِها..

لمَاذا عَلى السَّماءِ أَن تَضُمَّها بَدلًا منِّي؟ 

لمَاذا عليَّ أَن أُلوِّحَ لهَا بنظرةِ تَرجِّي وشِفاهٍ مُتشقِّقِة كَواهَا مِلحُ الدُّموع؟

وأَبكِي..

وأَبكِي وتُخمِدُ دُمُوعي شُمُوعِي..

أَنتَظِر..

لا تَستَشهِد إلَّا وأَنا مَعَك

يَعزُّ عليَّ أَن تموتَ ولا تَلتَقِطُكَ راحتَا يَدَيّ..

وتَنعَاكَ مُقلتَيّ..

وأنثُرُ فَوقَكَ الرُّزَ واليَاسَمِين ومَشاعِري

أَنتَظِر..

لا تَستَشهِد إلّا وأَنا مَعك

علَّ رُوحكَ تسحَبُ رُوحي فيَنسابَانِ كالسَّلسَبيلِ الطَّاهِر ويُغادِرانِ جِسمِي سَويَّا وأَموتُ عَليك. 







مَنْ المُلام ؟  | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


مَنْ المُلام ؟  | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
مَنْ المُلام ؟  | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 


 السلام عليكم ، 

مَنْ المُلام ؟  : 

 الشيطان هو المُلام الأول للإنسان حينما يقع في الخطأ أو يقترف أي ذنب فهو لا يضع المسئولية على شهواته وملذاته التي يركض وراءها طيلة الوقت ويحاول إشباعها بكل طاقته مهما كانت النتائج جسيمة مؤلمة ، ثم يستفيق بعد فوات الأوان وقتما تكون أرجله قد انغمست في مثل ذاك الطريق الوَعِر الأشبه بالوَحل الذي لا يؤدي سوى للضياع وزيادة الرغبة في الاستمرار فيه وكأن المرء قد استطابه أو استسهله فهو يقوده لما يرغب ويُشبِع أهواءه ويُرضِي غروره ولن يكتفي مهما تجرَّع منه إلى أنْ يجد ذاته في مواجهة تلك الكوارث الفادحة التي ارتكبها بلا قدرة على الفرار من عواقبها الوخيمة التي لَحِقت به بالفعل وملأت صحيفة أعماله بالشرور والمعاصي التي لن يتوب عنها بسهولة مهما حاول مراراً وتكراراً ، فمَنْ يعتاد أمراً لا يتمكن من التوقف أو التراجع عنه بسهولة فيكون كمَنْ اعتاد على جرعة معينة من المورفين تُسكِّن آلامه التي يشعر بها وقت الإقلاع ودونها يشعر أنه سيموت بالفعل ، فعلى المرء أنْ يردع ويتراجع عن هذا الطريق قبل أنْ يغوص فيه أكثر من اللازم ولا يتمكن من الرجوع عنه لأمد حياته وتضيع دنياه وآخرته على حد سواء بفعل تلك الوساوس التي يُوهِم نفسه أنها السبب الأساسي في هذا الحال الذي آل إليه فهو يضع المسئولية كاملة عليها دون أنْ يعتب على ذاته ولو لمرة واحدة ويُقِر بأن نفسه هي الأمارة بالسوء ويُدرِّب عقله على التفكير الدقيق قبل الإقدام على أي أمر كان ...





ومضة عن الحضارة | بقلم الكاتب المغربي / العبودي أنس


ومضة عن الحضارة | بقلم الكاتب المغربي / العبودي أنس
ومضة عن الحضارة | بقلم الكاتب المغربي / العبودي أنس 

 

الحضارة بمعناها الصحيح لا تكون مُهيمِنة، خلافا للدولة و رأس المال للذان يشكلان المشكل الأساسي الذي ألخصه في كونه المافيا المشترك الذي يتخطى الإنسانية لتحقيق مصالح... أما الحضارة فلا يمكن أن نفصلها عن القيم، فقط عندما تنفد إليها المافيا في صيغة اللوبي أتكهن بسقوطها.

 

عزباءٌ!! | بقلم الكاتبة اللبنانية أ. دعاء قاسم منصور

عزباءٌ!! | بقلم الكاتبة اللبنانية أ. دعاء قاسم منصور
عزباءٌ!! | بقلم الكاتبة اللبنانية أ. دعاء قاسم منصور


دائمًا ما يفاجئني سؤال، لا أصدق بهذه الخلقة والأخلاق وعزباءٌ أنتِ!! نعم يا عزيزي، لم أستمر مع أحد كنا وعشنا سويًا أيامًا وليالٍ يملؤها الحب والمشاركة في أدق تفاصيل يومنا... ليس لأنَّني لم ألتقِ بشريك جيّد، بل على العكس، لستُ ممن تناقض ذاتها فكل من عبر في حياتي كان من اختياري، واختياراتي دائمًا جيّدة، مميزة وجميلة، ولو أنني لم أرَ التميّز والجمال والحُسن والثقة بالذات لما اخترت شخصًا من بين الحشود والمحيطين ليكون خليلًا لقلبي!! لكنني لم أجد شريكًا بما للكلمة من معنى، كنتُ ألتقي بنصف شريك، ونصف مُحب، ونصف رجل! وفتاةٌ مثلي لا شك بأن تكره الأنصاف والأشباه، وتحب الوضوح، والشجاعة، وما ثمة من رجل التقتيتُ به لغاية اليوم مكتمل الرجولة والشجاعة... يخاف استقلاليتي، وقوتي رغم أنها ما يُلفته!! يخافني ويكره نفسه، يشعر بنقصٍ أمام ما بي من محاسن!! ولو أنه كان به من الثقة بالنفس ما يكفي لاستمراريتنا سويًا، لما خاف من خوض معترك الحياة معي، لما استصعب حياتي بما أخترته من صعوبات لشق مساري وتحقيق ذاتي، كان سيدعم قلبي ليقوى، ويحبني بما يكفي لتزداد ثقتي بذاتي، يسعد بعدم وضعي على كاهله أعباء تُتعب رأسه ولا تضيف قيمة على رجولته إن تركتُ موضوع حلّها له، فالأُسود دائمًا ما تُرسل إناثها للمعارك الصغيرة، وتبقى هي في جهوزية تامة لخوض المعارك الشرسة!! 

لم أُفلِتُ رجلًا إن كان كافيًا ليكون بنظري ملاذًا آمنًا، وسندًا لا يميل، وداعمًا، ومُحبًا، أنجحُ وينجح بي، أسعد ويسعد بي، يعلو وأعلو به، يطمح وأطمحُ إليه...

ولم ولن أُفلِتُ يدًا يومًا اختارتني، قبل أن أكون قد استنزفت كل طاقتي وصبري على المحاولات، وهبتها عوضًا عن الفرصة فرصًا، وعوضًا عن الحب تتيّم، وعوضًا عن التميّز استثناء، وعوضًا عن الوفاء موتٌ لسائر الأيادي في عيني، وإن اتخذتُ هذا القرار بإحدى الأيام، أكون راضيةً بما قدمت، وبعدها علامَ تريدني أن أحزن!! ما الذي أنتَ منتظره؟! في آخر المطاف، وفي نهايتنا لن يبقى لكَ سوى الفخر بأنني كنتُ في أحد الأيام برفقتكَ وبقربكَ، والفخر الأكبر لكَ بأنكَ سمعتَ مني "أحَبَكَ قلبي"!!





ميثاق الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


ميثاق الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
ميثاق الحب | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 

 

 السلام عليكم ، 

ميثاق الحب : 

قد يتحول الحب لمأساة إذا لم يمنحه الطرفان نفس القدر من الاهتمام بحيث يُقدِّمان نفس التضحيات ، يوفيان بالعهود ، يكونان على قدر المسئولية الجبارة التي وُضعَت على كاهلهما منذ بدء المشوار سوياً ، فإنْ حدث وفضَّل أحدهما الآخر على ذاته فسوف يخسر كثيراً في تلك العلاقة للحد الذي يجعله يخسرها بالكامل ، فيجب أنْ يبذل كل منهما بنفس القدر فيكون العطاء متبادلاً دون أنْ ترجح كفة أحدهما على الآخر فذلك التوازن هو ما يحافظ على استقرار تلك العلاقة دون أنْ تختل أو تنهدم ذات يوم ، فعلى كل طرف أنْ يعلم من البداية أن مشروع الحب أو الزواج ليس مجرد تجربة فحَسب ولكنه مسئوليةٌ كبيرة سوف تكلِّفه الكثير من الأمور أهمها احترام الطرف الآخر وتَفهُّمه والقدرة على احتوائه في لحظات ضعفه وانكساره والتمسك به لآخر يوم بحياته دون أنْ يسمح للمشكلات بأن تُعكِّر صفو تلك العلاقة التي رَغِب في استمرارها لأمد الحياة ، فهذا الميثاق الغليظ لا بد من الالتزام به فهو كلمة حق قِيلت في لحظة صدق لذا فالاخلال بها يُعَد خيانة للعهد وتهاوناً بحقوق تلك المرأة التي وعدها بأنْ يحافظ على قلبها من شرور العالم أجمع ما دامت في رِحابه ، فالرجل كلمة وإنْ لم يلتزم بها فَقَد استحقاقه لذاك اللقب الذي منحه له المجتمع منذ ولادته فهو القادر على تَحمُّل مسئوليات كلماته التي يتفوه بها ويَعِد بها الآخرين دون أنْ ينقُضها بها ذات يوم أو يجعلهم نادمين على تلك الثقة التي منحوه إياها حينما ائتمنوا على قلوبهم معه ...





طبع الطيبة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


طبع الطيبة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
طبع الطيبة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 

 السلام عليكم ، 

طبع الطيبة : 

لا تُغضِبنَّك طيبة قلبك فقد تتأذى بسببها ولكن إنْ احتسبت أن تلك المعاملة السوية إنما تكون لوجه الله وإنك تُثاب عليها وتُوضع في ميزان حسناتك لن يعتريك الندم ذات مرة على حُسن سلوكك مع الغير ، فلا تتخلَ عن أفضل ما فيك تجنباً للأذى الذي قد يَلْحِق بك من قِبَل البعض ، فإنْ سِرت على هذا النهج لن تتمكن من الحياة نهائياً وسوف تظل تعاني من نوبات الضيق والحزن المتكررة بلا قدرة على الخلاص منها وبهذا ستظل سجيناً في تلك الشرنقة الضيقة بلا قدرة على رؤية الأمور الأخرى في العالم الخارجي وبالتدريج قد تتحول لشخص مختلف تماماً لا تُرضيه تلك التصرفات التي يتخذها مع الجميع ، فعِشْ بفِطرتك وطبيعتك التى خُلِقت عليها غير محاول تغيير طِباعك من أجل مواكبة العصر أو مسايرة أخطاء الغير فلن تعود عليك بالنفع مطلقاً وستظل متحسراً على ما اقترفت وقدَّمت طيلة حياتك بلا قدرة على تغيير أي شيء ممَّا مضى ، فامضِ ولا تلتفت أو تكترث بمِثل تلك الأمور السطحية تكن حياتك على ما يُرام ...




 

كن لى... | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة


كن لى... | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة
كن لى... | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة



أوَكلما أحببتكٍ فارقتنى... أوَكلما احتويتكِ تجاهلتنى...

أوَكلما أنتظرتكٍ خذلتنى... أوَكلما أمنت بكٍ كذبتنى...

كن لي ملجأ ومأوئ أهوى السكن فيه ... كن لي مرفأ ومرسى تاخذني الأمواج إليه... كن لي شمس حين ارتعش تدفأني وقمر ينير ليالي... كن لي عينٌ ونهر يروي ظمأي واحب الغوص فيه.


انى هجرت الناس لاتبعك،فلما غيابك عنى لا يوجعك!

هيا استجب لنبض قلبى لعل شوقى يبلغ مسمعك. زُرني إذا بلغَ اشتياقُكَ حدَّهُ... أو دع خيالُكَ كيْ يزورَ خيالي. ما كُنتَ مِثْلَ العابرينَ فإنهم... مرُّوا عليَّ و أنتَ سِرْتَ خِلالي


ف‏في عيونك ‏لحن حب يحتويني، ‏ينثر الاحلام عزفا

‏بين ايامي وسنيني ،‏فاعزف ماشئت من انغام الهوى

‏ان حبك قصة تعلو جبيني. ‏فالعشق طبعي والهوى يكويني. ‏لا تكن قيدا لعشقي بل من نبع الهوى أرويني


أفَكلَّما وجَّهتُ قلبي وجهةً، أتي غرامُك أوَّل الوُجهاتِ

أوَكلما نويت التجلُّدَ جئتَني في الصَّمتِ في الإلهام في الغفواتِ. وفى الخِصامَ رمَقتَني، فتراجعتْ وتَخاذلتْ نيَّاتي. أنتَ لعِبتَ بهيبَتِي حين خالفتُ فيكَ مجامِعَ العاداتِ. لا يغرن قلبك أن النّفس صابرة على الحنين أو ان أحلامي تواسيني. فالصبر لا ينقذ ولا الأماني من الآلام تشفيني.


‏ارسل حروفك فبعضا منك يكفين ... واكسر سكونك فهذا الصّمت يشقيني. والله لست أيوبَ في صبري على ألمي، ولست يعقوبَ كي تبيضَّ أحداقُ. يا يـوسـف، الـشـوق أضنتني لواعجه كالويل باتت وقلبي فيهِ إحراق.


ذا مرة مررتُ بحيِّها ، فتسابقت النبضاتُ في أعماقي

وإذا تصادفَ والتقت نظراتنا ياويل قلبي من لقا الأحداقِ. وما حديث العيون سوى سـيلٌ من الأشـواقِ

كم تَسمّرت قدماي لم تتحركا ترجو البقاء فقربها ترياقي. هذا الحنين بسكن أضلعى، فهل للهوى بداخلى من راقِ؟ تمضى الدقائق فى وجودك كحيل سباق، 

أواه كم وددت أن تبقى معى دون فراق.


احببت فيك اشياء لست تدركها ، ورسمت فيك بحبر الحب اكوانا . اشتاقت اليك روحا انت سارقها، فبت قريرا وبت في الليل سهرانا . أشتقت إليك عجاف انت يوسفها، فهل رميت على العميان قمصانا؟ اما دريت بأن هواك يحيينا ! كفاك بعدا وكفاه الموت اردانا 

ألست بشرع الحب محكمة ؟ فمال حكمك بشرع البعد قد بانا. ‏سأعود إليك دائما ففي كل زاوية للشوق مئذنة،

أصواتها تبعث المدفون في ذاتي... الله أكبر يا جرحاً أكابده ، قد يفصح الشعر ما تخفيه آهاتي.


شوقى إليك رواية حنين تعجز سطورى عن روايتها.

ويبقـى في القلب شعور فــوق تفــاصيل الكلام سيادتها. وَيبقى الإشتيآق سراً في القلب لآ يشعر به إلا المحبين.


فلا تخاطبنا سوى الأرواح التي تشبهُنا ، نتخاطر بلا كلمات. فللجمـال مراتب ، أقلها جمال الملامـح ، و أوسطها جمال الكـلام ،وأعلاها جمال الـرُوح ، واغلاها جمال النفـس ولكن أنقاها جمال القلب.


ياحبيبيِ كَمْ مَلَلْتُ الانتظارا، فلتكن للحبّ والاخلاص جارا، أشعل غيابك الوجدان نارا. ياخليلَ الروحِ يا نبضًا بقلبي، منكَ غارَ النجمُ والبدْرُ استثارا

لا تكن للعشق يا إلفي ظلوما. فطيورُ الودّ كانت في دياري وأمست اليوم ْ تتوارى.

ياحبيبي متُّ شوْقا واغترابًا ، من نبيذِ الحُبِّ أَثْمَلْتَ فُؤادي، فغدا شعري نديمًا للسكارى. كم كُنتُ للعُشّاقِ عشتارَ زماني، وَلهم مازالَ محرابي مزارا، لكننى صرت بمزارى أسيرا فكابدْت من زمانىُ حصارا. كم صارت بى الليالى كَأعاصيرُ جليدٍ تتبارى. 


رَحْمةُ الله على إحساسِ رجل عاشَ بالنبضاتِ قهرًا ودمارا. ويكأنَّ الروحَ تاهتْ في الصحاري وشغاف القلب قد عانى احتضارا.


فهلا صنعتَ العشق للنبض كساء ونسجتُ الحبّ للروح دثارا؟ فيك حرفي هائما شق الورى، ساجدًا للحبِّ صلّى في خشوعٍ . مثل نحلٍ فاضَ منّي كُلُّ شَهْدٍ، حينَ همسي صارَ لحنا لايُجارى. مثلَ روض فاحَ منّي خيرُ عطرٍ، يمنًحُ الأَعذار يرجو الاعتذارا. كُلُّ مافينا تلاقى في خضوعٍ، ماملكنا في تلاقينا القرار.


وختاما فسلام لكن من وجد الوتين فى صدر حنون وحب مجنون وعين تغار من همس العيون ...فالجنون هو قلب مفتون والروح فداه أينما يكون .. ربنا تظنوا أن هذا ليس بحب .بل هو عشق الروح ومسح للجروح ، وروح استوطنت روح. ونشكو بالعيون إذا ألتقينا . فأفهمهُ ويعلم ما أردت . أقول بمقلتي إني مت شوقآ ! فيوحي طرفهُ أني قد علمت.




 

إلى جُزء مِني | بقلم الكاتبة اللبنانية/ جِيهان محَمد لويسي


إلى جُزء مِني | بقلم الكاتبة اللبنانية/ جِيهان محَمد لويسي
إلى جُزء مِني | بقلم الكاتبة اللبنانية/ جِيهان محَمد لويسي 

 

مِنذُ أوَل مَرحباً مَررتُ على قَلبِي حُباً، منذُ أول مَرحباً وَأنا مِثل طَير حُر بِعفَويَتي وَتصرُفَاتي وَكلامِي ..

مِنذُ أن مَررت حُباً على قَلبي وَأنا أشعُر كأنَما سَكينة تَسكُنني واطمِئنان يَمشي في شَراييِني وَأنَني لا أحتَاج لِلجمَال فَفي أسوء الحَالات تُجمِلني نَظراتِك، مِنذُ أن تَعارفنَا وَأنا لا أهَاب السُقوط كأنَني أملِك جِهاز دَعم يَساندني كُلما أميل ..

تَحتل الجُزء الأكبر مِني لا بَل تَحتلني كُلّي بِكُل خَلية تَخصني وأَعلم أَني غَارِقة في حُبِك مِن أخمَص قَدمي حَتى أعلى رَأسِي  وَأَن وُجودِي بِجانِبَك يَسرُقَني إلى عَالم لا يَحوي غَيرنا فَالغرام يسرُقَنِي مِني فَأرى نَفسِي بِعينَك جَميلة كَما طِفلَة تَركُض بَين زَهر الرَبيع الأصفَر ..

الحُب يَا غَرامِي وَما أَدرَاك مَا الحُب! 

تَهزِم غَضبي بَسمتك وَتُرضي حُزني بِغمرَتِك أَما حِنيَتِك فَهي مَن تَجعَلنِي أَمتَلِك كُل الكَون وَكأنَ لا شَيء فِيه يَعنينِي سِوى وُجودِك..

أنتَ أَفضَل جُزء مِني، أَنتَ أنَا بِنسخَتي الأرقَى وَالأكثَر لُطفاً ..





 

أرق | بقلم الكاتبة السودانية / هنادي إسحق إسماعيل 


أرق | بقلم الكاتبة السودانية / هنادي إسحق إسماعيل
أرق | بقلم الكاتبة السودانية / هنادي إسحق إسماعيل



منتصفُ الليل ولا شيء هُنا ..

بردٌ قارص وظلامٌ حالِك ولا شيء هُنا ..

صوتُ عقارب الساعة تدوّي مُعلِنة نفاذ ساعاتٍ أُخرى من حياتي ولا شيء هُنا ..

أنفاسٌ تتسارع ودقات قلبٍ تهوي ولا شيء هُنا ..

نفذت رُغبتي في الصراخ فألتهمتُ شراييني ونفثتُ رعشات دمي ولا شيء هُنا ..

لماذا نحنُ هُنا؟

وكيف وصلنا؟

ماذا نفعل عندما نخاف؟

نُحِب ..؟

هل الحُب حقًا يُذهب الخوف؟

أم نضحك ونتكلم ..؟

 هل حقًا الكلام يُسمع؟

أم نعزف الموسيقا أو نرسم ..؟

هل حقًا نستطيع محو صوت الرصاص والوان الدماء؟

أم نُصلّي ..؟

هل ستُقبل هذه الدعوات والصلوات من هذه القلوب السوداء؟

أم ننتحر ..؟

هل سنموت ونذهب لجحيمٍ آخر غير هذا؟

  لنبقى في مجرة أحلامَنا الوهمّية وحياتُنا القمعية .. لا شيء هُنا!

لا شيء... 

‏حتى الأيدي الحنونة سافرت! 

‏والعِناق تمزق!

‏والليلُ مُمتد بالأسَى وعلى عاتقيه السهارى!

‏الجميع يغادر!

ولن يتبقى أحدٌ هُنا ..

لا أحد..

لا أحد



 

أصابع من طحين: الأب | بقلم الشاعرة والكاتبة السورية / فاطمة يوسف حسين


أصابع من طحين: الأب | بقلم الشاعرة والكاتبة السورية / فاطمة يوسف حسين
أصابع من طحين: الأب | بقلم الشاعرة والكاتبة السورية / فاطمة يوسف حسين 

 


خبز خبز خبز.. 

ينادي البائع في السّادسة صباحاً "خبز.. خبز"، تسمع صوت الجارات يتداخل مع أصوات أطفال الحي، وأصوات الرّجال الذين لم تلدغهم الشّمس وهم يتعاركون حول الوقوف في محطّة الشّارع، بينما يغطينا والدي بقلبه حتّى لا نبرد، ويذهب لعمله بعد أن يكون قد خبزَ لنا القهوة بطحين أصابعه! 


باربي شقراء، باربي باربي..! 

كانت سُكينة ابنة الجيران تبكي متى ما رأتني وأخوتي نمازح اللعبة. كان والدي يهمس في أذني: أعطها لسكينة، وغداً تشترين لعبة جديدة. كنّا نفعل، وكانت سكينة تعود للبكاء، ليعود والدي ويهمس في أذني: أعطها لسكينة. 

يأتي الليل من دون لعبة تعانقني وتربت على كتفي، أنام في حضن والدي، وهو يصنع من شعري جديلتين، وبعدها يأتي بمرآة صغيرة مدورة تملك أذنا وفما، لتصحب وجهي؛ مرددا: باربي حمراء.. جميلة أليس كذلك؟

كانت سكينة صباح كلّ يوم تسخر مني، وتلاحقني متفاخرة: 

لدي ألعاب كثيرة في حجرتي، أمّا أنت فحجرتك فارغة! وكنت أبداً لا أهتم؛ كوني أعرف أنّ سكينة كما جميعهم، لا تعرف  أنّي باربي أبي!


دواء... 

كانت أمّي تعاني من أمراض عدّة، السّكر والكوليسترول والضّغط، كان أبي ينزع من محفظته متى ما استطاع ألف ليرة، يضعها في جرّة من فخّار، وكلّما حان موعد شراء الدّواء يكسر الجرّة. يخرج المنزل ويداه عاريتان، يعود وفي إحداهما دواء، وفي الأخرى وردة. ويقول لأمّي: هذه لكِ طفلتي..!

فتنشرح أمّي، وترى في كيس الدّواء وردة أخرى! 


مرض أبي ذات يوم، بحثنا عن أصابع من طحين.. لم نجد!

بكت سكينة مراراً وتكراراً من دون نتيجة..! 

وانتظرت أمّي طويلاً أن يقول أبي: "هذه لك طفلتي.."

ولمّا تأخّر بالمجيء، شاخت جدران البيت، ونبتت في حديقة قلبها التّجاعيد. تحوّل الخارج لمدفأة.. ونحن لحطب!





ومضة عن القناعة | بقلم الكاتب المغربي / العبودي أنس


ومضة عن القناعة | بقلم الكاتب المغربي / العبودي أنس


جميل أن تكون لدينا قناعة حتى لا نجعل من أنفسنا ريشة يلعب بها الريح، لكن لأي مصير دفعناها إن قفلنا عليها أبواب الاحتكاك لتبقى قابعة في ظلمة الدغمائية.