انهمار العَبرات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


انهمار العَبرات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
انهمار العَبرات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 

السلام عليكم ، 

انهمار العَبرات : 

دَمعة سقطت من مُقلتي عبَّرت عن تلك الآلام الدفينة داخلي التي لا أتمكن من الإفصاح عنها بالكلام أو وصفها بدقة على أقل حال ، لذا كانت تلك نهاية المأساة التي أَراحَت القلب بعض الشيء ، قلَّصت من آناته ، هدَّأت من اضطرابه ، خفَّفت عنه الثِقل ، أَدخَلت له بعض الهدوء ولو كان مؤقتاً ، فالعَبرات هي الحل النهائي الأسلم الذي يلجأ إليه الجميع حينما يفيض بهم الكيل وتُغلَق أمامهم الأبواب وتعجَز كل كلمات اللغة عن وصف ما يَعُج بداخل أرواحهم ، يسبِّب تلك الثورة العارمة التي تجتاح الجسد بغتةً فتَرُج كل جوارحهم وكأنها غُصةٌ وقفت في الحلقوم فنغَّصت نكهة الحياة للأبد ، مرَّرت معنى الكون في أعينهم ، غيَّرت كل الحقائق التي صدَّقوها في الماضي ، بدَّلت كل شيء للنقيض وكأن العالم صار كاحلَ السواد كرمش عين فتاة حسناء يَصعُب الوصول إليها ولو بمجرد نظرة خاطفة ، فللعَبرة فوائد عديدة قد لا يفهمها الكثيرون ولكن مَنْ يتذوق لذتها فيستريح بعد انهمارها تتغير نظرته لها للأبد ، فلها وقعٌ فعال على حياة مَنْ يُجيد استخدامها في الوقت المناسب قبل أنْ ينغمس في حالة اكتئاب لا انتهاء لها ، يغوص في حزن أبدي لا يدري له مسببات ، يدخل في دوامة من اليأس والإحباط والضيق الذي يَجثُم على صدره غير متمكِّن من الخلاص منه ، فلا بد من إيجاد شيء للتنفيس عن الذات حتى لا نختنق ونُصاب بحالات ميئوس من الشفاء منها بفِعل التراكمات التي لا داعي لها نظراً لبساطتها أو قدرتنا على تقليصها ولو بالقدر الطفيف ، ولكننا قد نتكاسل عن اللَّحاق بأنفسنا قبل أنْ نُصاب بأي اضطراب نفسي لا علاج له ، فكل أمر يتم التغافل عنه يتفاقم بسرعة فائقة مع مرور الوقت دون أنْ نفعل له حساباً أو نُخطِّط له مُسبقاً بشكل حكيم ، فيجب أنْ يقف المرء مع حاله ليتساءل أَهو على ما يُرام أم أنه بحاجة لبعض الوقت لتصفية حساباته مع نفسه ومع الحياة حتى يعود لحالته الطبيعية السليمة التي تُمكِّنه من استكمال الحياة بشكل هادئ بعيداً عن أي مشكلات قد يكون المتسبب الأَوليّ فيها وبهذا يجد نفسه أكثر استقراراً من ذي قَبْل ، متحلِّياً بمزيد من السَلامة والراحة ، قادراً على اتخاذ قرارات حياته الهامة بمزيد من التأني والثقة والدقة والسلاسة دون أي تردد أو تراجع قد يُضيِّع منه أنسب الفرص وأفضلها ، فيجب أنْ يلتفت لمصالحه قبل أنْ تنقضي حياته بلا طائل أو تحقيق المُراد فهذا آخر ما يتمناه المرء ...



Share To: