اهتمام عاشق | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


اهتمام عاشق | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
اهتمام عاشق | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 


السلام عليكم ، 

اهتمام عاشق : 

في غُمرة الليل حيث الكل نِيام كان يتسلل إليّ ليسترق النظر إليّ خِلسة من أجل الاطمئنان عليّ بعد ما أصابني في غيابه طوال الفترة الماضية حيث داهمني المرض بغتةً واعتل بدني ولم أكن قادرة على الحِراك سوى لبعض الخُطى القليلة التي تمكِّنني من أداء أبسط المهام اليومية كالمأكل والمشرب ، حدث هذا منذ يومين وقد كنت في غاية الرَهبة والخجل فما اعتدت أنْ يقترب مني أحد لهذا الحد رغم أنه كان زوجي فقد عَقَد قرانه عليّ قبل أنْ يعتريني هذا المُصاب ، كانت ليلةً دافئة فقد كانت أول مرة أشعر فيها بهذا القلق من قُبيل شخص آخر بعيد تماماً عن عائلتي ، حقاً أنه شعورٌ مختلف ومُغاير عمَّا اعتدت ، فحب أقربائك هو أمر بديهي معتاد أما حب شخص لم يعاشرك أو يَعِش معك أياماً من حياتك لهو أمرٌ غريب بعض الشيء ومميز أيضاً وهذا ما كنت أرغبه طيلة حياتي وقد تحقَّق بالفعل ، فكنت ما بين شعوري التعجب والسعادة حيث اندهشت من كم الخوف الذي كان يملأ عينيه في تلك الساعة المتأخرة من الليل ولهفته للاطمئنان على حالتي بمجرد وصوله البلدة وسعدت بهذا الشعور الذي غيَّر معنى حياتي تماماً ، الحب الذي استشعرته منه ، رجفة قلبه وخفقاته السريعة التي كانت تَرُج أرجاء المكان ، لمسته الحانية التي ربَّت بها على كتفي ، كلماته الدافئة التي أطربت قلبي حينما وقعت على مسامعي ، اقترابه الذي أطفأ لهيب قلبي وقلَّص خوفه كثيراً ، فما وددت شيئاً في حياتي أجمل وأرقى من هذا ، فقد كان نعمةً من الله لي جاءت في وقتها الذي لم أتخيله أو يخطر لي ببال ، فكان وَقْعُه عظيماً على قلبي وحياتي بأسرها ، كان طيباً حنوناً كريماً مرناً قادراً على فهمي واحتوائي في لحظات ضعفي ، تهدئة روعي ، تخفيف أحزاني ، مداواة آلامي ، تضميد جراحي ، الشعور بي في أي وقت كان ، لذا كان وجوده لازماً في هذا التوقيت من عمري حينما انفض من حولي الجميع إلا من بعض الأقرباء البعيدين تماماً عن دائرة اهتمامي ...




Share To: