حمامة سلام | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
السلام عليكم ،
حمامة سلام :
قلبكِ كحمامة سلام لديّ إذْ يبعَث داخلي الطمأنينة والسكينة والراحة التي لم أَعهَدها مسبقاً قَبْل أنْ ألاقيكِ أو أصطدم بكِ ، لقد كُنتِ طوق نجاة لغريق أوشك على لفظ آخر أنفاسه تحت دوامات المياه العاتية التي تضرب به الواحدة تلو الأخرى حتى يكاد يموت في الحال ثم جئتي لتنتشليه من تيهه وشِتاته ، تلملمي تَبعثُر روحه ، تُضمِّدي جراحه ، تُخفِّفي عنه وطأة شعوره في بعض الأحيان ، تربِّتين بكلماتك الدافئة على كل كيانه فتطيِّبين بها خاطره وتجبُرين قلبه الذي ذاق مَرار الوحدة وعانى مشقات الخذلان على مدار حياته السابقة قبل أنْ يعرفكِ ، فأنتِ لقلبي نِعْم الملاذ ، صِدق الشعور ، راحة البال ، ذاك الأريج العَطِر الذي يفوح في الأرجاء وقتما تحلِّين ، يبعَث بنفسي سعادة غير مرتقبة النظير وكأني كنتُ في انتظار قدومك منذ قديم الأزل كي تُشفَى نفسي من كل العِلل التي أصابتها ويتغير مجرى حياتي للأبد ، ليتكِ كنتِ معي قبل أنْ تتعثر خُطاي وأفقد دربي وتضيع حياتي لهذا الحد القاتل الذي يفتك بي كل يوم ويرميني صريعاً بين الدروب ، تائهاً ، حائراً لا يدري أين الطريق وإلام يريد الوصول ؟ ، لقد صرت هادئاً في رحابك أيتها الفتاة الشقية الهادئة التي تعبَث بكل ذرة بجسدي ، تُثير جنوني بكل ما فيها سِمات تأسرني وتجعلني متيَّماً بها ، مغرماً بجمالها طيلة الوقت ، غير راغب في التوقف عن التطلُّع إليها للحظة تذوب فيها كل آهاتي وتتلاشى كل آناتي التي عَلِقت بي لسنوات طوال وها قد مَحوتِها بحضورك الخلاب الذي يسرق لُبي وقلبي في كل الأوقات والساعات ، دُمتِ لي خير الحبيبة القريبة لقلبي حتى الممات ...
Post A Comment: