احك يا شكيب : "لو لم أولد يوما ؟ " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب : "لو لم أولد يوما ؟ " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير

احك يا شكيب : "لو لم أولد يوما ؟ " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير





لو  لم أولد يوما  لأرى و ما سأرى  و ما رأيت ، نعم رأيت كما رآى غيري و رأيتم أنتم ، مصائب  يندى لها الجبين ، نعم سمعتم و سمعنا حكايات غريبة عن مآسي لم نكن نتصور يوما ما أنها  حدثت و لا زالت تحدث ، حكايات أسوقها لكم من واقعنا المعيش  ، حكايات لم يكن يتصور  حدوثها من كانوا قبل جيلي و من جايلوني و من أتوا بعد جيلي ،من بين كثرة الحكايات أسوق لكم بعضا منها :

"أستاذ يدرس طلبة في تخصص ما كان يقايض طالباته خلال السنة الدراسية و خاصة عند كل دورة بالجنس مقابل نقاط مؤهلة للنجاح ، و مثله أساتذة يلزمون طلبتهم بشراء   مقرر دراسي من تأليفهم و عليهم توقيعاتهم حتى يمكنهم الحصول على معدل في موادهم …"

"إعلاميون و صحفيون تركوا قضايا اجتماعية و سياسية ذات أهمية و أصبحوا يخوضون في أعراض بعضهم البعض ، عوض التحليل   للظواهر المعيبة و القضايا الآنية ، ينزلون قذفا و تشهيراً و تنقيصا من زملائهم بل تعدى تجريحهم الخوض في أعراض أسر زملائهم باختلاق الكذب و البهتان …"

" شباب عوض ركوب مغامرة تسلق درجات العلم أصبحوا يركبون قوارب الموت ، بحثا عن مستقبل كله أوهام و أحلام أكثرها لا يتحقق فيضيعون و تضيع معه أحلامهم ، بل منهم من أصبح مسجونا أو مقتولا أو مدمنا خمر أومخدرات…"

" نساء يبدون أنهن محترمات ، تعاطين لمحتويات تافهة بل ماجنة بمسمى روتيني يومي بحثا عن جمع المال ، و منهن بمباركة ازواجهن و منهن  بمشاركة أزواجهن ، و منهن من أقحمن حتى صغارهن …"

"رجال   أعتبرهم ذكورا تخلوا عن والديهم في دور العجزة أو المتخلى عنهم  وهم من ضحوا من أجلهم بالغالي و النفيس ، و أصبحت لهم مراكز مهمة داخل المجتمع ، فتنكروا لهم و انتهى بهم المطاف فيما ذكرت … " 

"أحزاب  ونقابات عوض تأطير المنخرطين من الشباب وهم النسبة العظمى مالوا نحو المناصب و جمع المال ، فتركوا فراغا و خلقوا جيلا من المصلحيين و المنتفعين …"

" أناس باسم العمل الخيري جمعوا أموالا عوض أن تنفق فيما جمعت له ادخروها   لحسابهم الخاص ، و ما أكثرهم ، و هم من يطلق عليهم تجار المآسي و تجار الدين الذين يستعملون الدين و الدين منهم براء …" 

"أناس يأتون طالبين سلفات  و بعد تمكنهم مما طلبوا انقلبوا على من ساعدهم و تنكروا لهم ، مما خلق عدم الثقة ، و جعل الناس الشرفاء يكفون عن ذلك … "

" نساء حصلن على طلاقهن و ابتعد عنهن من واعدنهن بالزواج لسبب بسيط من تخون زوجها فهي لا تستحق ان تكون زوجة فتبخرت أحلامهن التي بنينهن بوعود كاذبة …" 

" رجال  أي ذكور بدأوا حياتهم مع زوجات مخلصات وفيات من درجة الصفر بعد أن فتحت الدنيا عليهم رزقا تنكروا لمن  ضحون معهم و تركوهم بحفنة أولاد و تزوجوا صغيرات و ضيعوا زوجات و أولاد …" 

هذا قليل من كثير ، ماذا تغير ؟ و لم صرنا هكذا ، أسئلة أصبحت متداولة بين من آلمهم هذه المشاهد و الوقائع التي غيرت من صورة مجتمع البساطة و الوفاء و التضامن إلى مجتمع الخيانة و الكراهية و الأنانية 

ذ شكيب مصبير




Share To: