شاب يحمل وطنا في عيونه | بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح
شاب يحمل وطنا في عيونه | بقلم الأديب الفلسطيني طلعت قديح
نبيل أبو رجيلة
نبيل أبو رجيلة، شاب من بلدة خزاعة شرق خانيونس، منذ بدايات الحرب على غزة ومن خلال الواقع الصعب الذي نشأ؛ عمل على إنشاء فريق إغاثي وأسماه (بذور الخير)، كانت الفكرة إسهاما في دعم النازحين والتخفيف من معاناتهم، بدأت الأفكار تتوافق مع الظرف الميداني للنازحين.
لم يكن نشاط (بذور الخير) عبثيا بل كان الكم والكيف هو الفارق مقارنة بكيانات أخرى لا تعتمد على آلية صحيحة، أو توجه خالص لخدمة المواطنين، حيث بدأ الإغاثة الغذائية في مرحلة الحرب الأولى حين كان النازحون في مدارس وكالة الغوث (الأونروا) تم توفير كمية كبيرة من الطحين، والذي كان سعره يثقل كاهل الأسر، ثم جاءت الإغاثة الغذائية على هيئة أكياس الخضراوات، وبذلك عمل أبو رجيلة وطاقمه على سد ثغرة كبيرة للواقع المعيشي.
ومع دخول مرحلة أخرى من الحرب وخروج النازحين من المدارس غصبا، والانتقال إلى الخيام، حرص الشاب نبيل أبو رجيلة على سد ثغرات أخرى من العجز الناشيء عن النزوح، فقام بإنشاء (تكية) غذائية مساهمة من فريق (بذور الخير) لتوفير وجبة غداء يومية طازجة يقوم عليها طاقم العمل، وما يسبق ذلك من توفير الدعم اللوجستي للتكية من حطب ومواد غذائية بمقادير تتناسب مع حجم التوزيع والذي كان يضم مئات العائلات.
لم يترك نبيل أبو رجيلة فرصة إعانة النازحين من بلدته وغيرها إلا وعمل على تنفيذها، فعمل بموازاة التكية على توزيع مساعدات الخضراوات والأطعمة الجاهزة وتوزيع المياه المعدنية على عدة مخيمات في مختلف المناطق.
كان هناك اهتمام من قبل الفريق العامل بالأطفال حيث قام بعمل أيام ترفيهية وزعت بعض الألعاب والمعجنات مع فريق ترفيهي يساهم في إضفاء بعض البهجة للأطفال.
ثم جاءت مرحلة العودة الطوعية لبعض النازحين لبيوتهم المهدمة دون وجود ضمانات أمنية وسلامة تامة، وكان التحدي الأكبر هو توفير المياه المعدنية للمناطق التي يوجد فيها المواطنون، عبر براميل متنقلة يتم ملئها وتعبأة جالوناتهم، ولا يخفى مدى المجهود الكبير الذي يكون من خلال استئجار المركبة المناسبة لنقل البراميل من محطة التحلية إلى مكان التوزيع
نموذج فريق بذور الخير بقيادة الشاب نبيل أبو رحيلة يعد مثالا واضحا للعمل الإغاثي الشفاف والمستمر على الأرض وبجهود حقيقية
طلعت قديح
Post A Comment: