اختلاف رؤى الإنسان | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


اختلاف رؤى الإنسان | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
اختلاف رؤى الإنسان | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 

 


السلام عليكم ، 

اختلاف رؤى الإنسان : 

وإنْ كنت ترى أنها أيامٌ تمضي فحَسب فيكفيك أنك صحيحٌ البدن ، كاملٌ القوى العقلية ، تملك قوتاً يكفي احتياجك ، تملك قلباً كالياقوت ليس له مثيل ، تحفُل حياتك بالمزيد من النِعَم التي تُلهيك تلك الأوقات الحالكة عن رؤيتها ، تملك قدرات تُمكِّنك من ممارسة حياتك بسهولة ويُسر ، حباك الله من الهِبات ما تعجز عن شكره عليها إذْ لا تُعَد ولا تُحصَى ، فلا تجعل تلك الحالات التي تُصيبك تُفقِدك القدرة على استشعار كم النِعَم والمزايا التي تزخر بها حياتك قبل أنْ تُزاح من طريقك تماماً بلا عودة ، فكلنا معرَّضون للإصابة بمثل تلك المِحن والظروف المختلفة والروتين القاتل الذي يمحو الشعور بأي شيء في المُطلَق ويقتل قدرتنا على الإبداع ورغبتنا في تقديم أي جديد ، لذا علينا أنْ نقضي عليه ولا ندَعه يُحطِّم الجزء البرَّاق من حياتنا قبل أنْ يطفئه تماماً بلا قدرة على استعادته مرة أخرى ، فلكل أمر زوايا يمكننا رؤيته من خلالها فلا علينا أنْ نصب تركيزنا على زاوية واحدة سوداوية حتى لا نفقد الشعور بالجانب المشرق من الحياة ونفقد بصيرتنا التي تضئ لنا الجوانب الأخرى ، فهكذا خُلِق الإنسان وهو القادر على اختيار الجانب الذي يراه فهو ما يجعل الحياة تختلف في ناظريه فلا يعود يراها بشكل مُحبِط بائس طوال الوقت فتتجدد رغبته في العطاء والتقدم والازدهار في كل نواحي الحياة ، فلا يوجد شخصٌ غير راغب في الاستمتاع بحياته ولكن هناك البعض مِمَّن يظلمون أنفسهم حينما يضعونها في دور الضحية لائمين الحياة على كل ما حدث لهم وكأن لا ذنب لهم في أي قرار اتخذوه أَودَى بهم لمصير غير منشود تماماً ، فلا علينا أنْ نكون مثلهم ذات يوم حتى لا تنصرف من بين أيدينا تلك الأمور التي نرغبها بالفِعل لحين أنْ نشعر بفُقدان الرغبة في مُطلَق الحياة ...




Share To: