ما جنيتُ من الحياة | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى
![]() |
ما جنيتُ من الحياة | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى |
ماذا جنيتُ سوى الأسى من عمرِنا؟
غرسٌ سقاني الهمَّ في أغصاني
طرقتُ بابَ الرجاءِ أرجو فرجَه،
فرجعتُ محمولًا على أشجاني
كتبتُ دربي قصةً من لوعةٍ،
ومضيتُ وحدي في دروبِ فَنانِ
ألقيتُ خوفي فوقَ كفِّ زمانِهم،
فتمادى خوفي في طعانِ طعانِ
أدركتُ أني تائهٌ في رحلةٍ،
ما عادَ فيها مَن يُضيءُ مكاني
كلُّ الوجوهِ غدتْ كبحرٍ عابسٍ،
لا ضوءَ فيهِ… والنداءُ أمانُ
ويحَ القلوبِ إذا تفتّحَ جرحُها،
فالصدقُ يفضحُ ضعفَها بلسانِ
ضاعَ الزمانُ… وكنتُ أحسبُ أنني
ما زلتُ حيًّا في رؤى الإنسانِ
حتى إذا سيفُ الزمانِ انجلى،
وجهي، مضى بي نحوَ موتٍ ثانِ
هل للحياةِ بأن تعودَ مجازَها؟
قد كان في خيالي عمرٌ ثانِ
أهديتُ حرفي للورى بمحبةٍ،
لكنْ… أيا قلبي، مَن أهداني؟
أطوي صحائفي، ولستُ بنادمٍ،
فالهاربون إلى رحيمٍ، دانِ
وغدًا الرحيلُ… فلا تبكِ الفَناء،
لنُزهرَ الآتي بأعلى الجِنانِ
لا تهدرِ الأعمارَ في حلمٍ مضى،
فالانتظارُ سبيلُ كلِّ جَبانِ
عدْ للحقائقِ، واتركِ الأوهامَ،
فالحقُّ يُنجي من لظى الخسران
#ندى_موسى
Post A Comment: