أشجار الكافور التي كانت تتناثر بأعداد قليلة على أطراف الخلاء المحيط بالبيت كانت عارية من الأوراق، كأن خريفًا مفترسًا قد سلبها أوراقها دون رحمة، تتراص فوقها غربان لا تكف عن النعيب، بدت الأشجار العارية من الأوراق من بعيد كأنها كتلة سوداء من كثرة الغربان المتراصة فوقها، لكنها هدأت فجأة فغمر الصمت الخلاء للحظات، قبل أن تمزق ضربات أجنحتها الهدوء وهي تضرب الهواء محلَّقة في سرعة، وفزع.
على امتداد بصري، لم أر بيوت القرية التي كانت تطل من بعيد، كانت قد اختفت، ولم أر أيضًا الممر الترابي الذي يوصل بين الخلاء وبين القرية، تبدّل المكان من حولي، حتى البيت الذي خرجت منه للتو تبدَّل إلى كوخ مخيف!
الشيء الوحيد الذي تبقّى من المكان الذي أعرفه، هو العُوَاء.

أكوديسفا
رواية
جناح دار ببلومانيا للنشر والتوزيع  B72 صالة 1
معرض القاهرة الدولي للكتاب 
إهداء الرواية للقارئ 
إن شاء الله تعجبكم
للكاتب 
محمد عبدالرحمن شحاتة






Share To: