كان لي صديق أعتز به تعرفت عليه من الحداثة و عشنا معاً وواجهنا الحياة بكل ما فيها و تذوقنا مرها و حلوها . و قد كنت أعتمد عليه فيما لا أقدر عليه أنا و لا باقى أعزائى و للحقيقة لم يتوان أبداً ...
و لا أنسى إننا ( مصينا قصبا و نحتنا دوما وأكلنا بندقاً و فسدقاً معاً وأحتسينا الشاى و الأيس كريم و كنا ندخن بشراهة ) و كان لا يحلولأى منا أن يتذوق شيئاً بدون صديقه ... و دامت العشرة مع صديقى - الذى وصفته بالعاقل كما وصفه الجميع بذلك - و كذلك باقى الأحباء وأستمرينا معا منذ كان عمرى 15 عاما حتى شهور قليلة مضت ...منذ أدركنى الخريف وعصف بى و كما تتساقط أوراق الأشجار و لا تثمر فى الخريف ...بدأ أحبائى فى هجرى و أنا لا حول لى و لا قوة رغم إننى وسطت أصحاب الرأى و الخبرة و لكن أثروا أن يهجرونى واحد تلو الآخر و قد تقبلت الأمر إذ أصبح وجودهم فى حياتى مصدرألم و متاعب و كذلك رحيلهم و لكن هذا قرارهم ...و رغم تمسكى بالأخير لكونه عاقلاً و صبوراً و قوياً ... فاذا بوجوده مقلق و متعب و هجره لى يدمى القلب و لذا صبرت و صبرت و رأيت إنه لابد من اللجوء الى أهل الربط و الحل ...و المختصين فى العلاقات و باءت المحاولات بالفشل ...
و كان قراره - لا قرارى - تركى أعانى لوعة الفراق مما جعل سحابة ممطرة تحجب عنى كل جميل و إذا بأمطارها تهطل بغزارة فى الأخاديد التى صنعها الزمن
و رحل أعقل الاصدقاء و رحل معه باقى الأصدقاء مما أدمى قلبى و أنا أسترجع أيامنا معاً فأنا إنسان ( عشرى ) أحسن العشرة و أقدرها و يؤلمنى أن أواصر الود تنفصم لاى سبب و لكننى كنت مكرهاً و هذه هى سنة الحياة
وأتسعت الساحة ليحل بدلاً منهم أصدقاء مزيفون و فى سبيل ذلك عانيت الأمرين
تلك كانت رحلتى مع صديق العمر ( ضرس العقل ) الذى سبب لى الإصابة بالجنون
عبده مرقص عبد الملاك سلامة
Post A Comment: