تجاوزت رواية ظل الشوك النظرة الكلاسيكية للمراة،لم تعد ذلك الكائن الضعيف المظلوم،الذي يلهث من اجل الكرامة والمساواة بينه وبين الرجل،ولم ترتبط شخصية الأنثى في ظل الشوك بماهو حسي جسدي عاطفي...كما عهدناها في جل الأعمال الادبية العربية.
المرأة في ظل الشوك هي المربية والفيلسوفة التي تعشق الحكمة ولا امام لها سوى العقل...
فالزوجة "هنية" تقودها القيم والاخلاق في علاقتها بزوجها وابنتها والمجتمع وهي ابنة الثقافة البدوية الخالصة ومع ذلك تميل الى الفن  والجمال وتعشق العلم والأدب فترى في ابنتها زبيدة كل ما حلمت به ولم يتحقق...فكانت سندها؛المربي الداعم،والمحفز الفطن...لذلك تحدت كل شيء؛الفقر والخصاصة...وجاهدت من اجل نجاح ابنتها"زبيدة"
تكبر زبيدة وتتقدم في درجات العلم ومع ذلك تساعد امها في العمل،تجمع الطين في الوادي وتعرضه على طريق المدينة لبيعه بعد أن تحوله امها الى اواني فخارية جميلة...
في السنوات الأخيرة من المرحلة الثانوية تعشق زبيدة  الفكر الحر والأدب والفن والفلسفة...
وتعلم امها بأنها ستخطار الفلسفة في أحد الجامعات الاجنبية العريقة...
وقد مثلت شخصية "يسرى" في رواية"ظل الشوك"
الوجه الآخر للمرأة،في صراع النفس بين الخير والشر
مما جعلها شخصية استثنائية ساهمت في تأجج احداث النص بعد أن استولت على كنز بشير وتقاسمته مع شرارة الذي اصبح رئيس حكومة بفضل الكنز 
ولكن يسرى تعيد الاملاك الى الشخصية البطل بشير 
فتمثل بذلك القلب الجميل والعقل المتعض للمرأة...
نجحت زبيدة واختارت شعبة الفلسفة بألمانيا...
ومن ذلك السعي الى تحرير الانسان من العبودية والخرافات واعتقاد البعض انه ثمة جنس أرقى من جنس بشري اخر...! فالاختلاف والتنوع هو تنوع حضاري يساهم بشكل كبير في رقي المجتمعات وتحضرها على طريقتها ومنهجها الخاص...
 المرأة في رواية"ظل الشوك"هي المفكرة،الفيلسوفة
التي تنافس من اجل تحقيق اهدافها دون شعورها  بأنها تفقد شيئا من حقوقها...
وهذا ناتج عن عمق الكاتب في قراءة المجتمع وفهم التفاصيل وايمانه بقدرة الانسان على العطاء مهم كان؛امراة او رجل. وهذا ما جعل الرواية تحقق نجاحا كبيرا  في العالم العربي،لانها مختلفة تقطع مع التصورات القديمة للحياة والأدب والفكر،فأنتجت عالما خاصا  يؤكد قدرة الروائي التونسي:الأمين السعيدي
على  التجديد والقطع مع الموروث السردي العربي.







Share To: