الكاتب والإعلامي / عبدالله مرجان يكتب :  بلا عنوان وسؤال ؟ جديد الشاعر والزجال محمد نفاع




صدر حديثا للكاتب والزجال المغربي محمد نفاع عن دار بصمة لصناعة الكتب ديوانه الزجلي الثالث موسوم ب "بلاعنوان وسؤال؟ "

ويقع الديوان في  60 صفحة، ويضم بين طياته  24 قصيدة عنون العشرين منها ب "بلا عنوان" و اربع قصائد معنونة كالتالي: من وحي الظلام، راه راه، إلا جات عليا، صيكان الحكرة.

وتعد تجربة الأديب محمد نفاع متفردة إذ يمتزج فيها ما فلسفي بماهو أدبي صرف ، جاعلا مواضيعه تمتح نصوصها من الخيال ،وفي كثير منها  أقرب للواقع الذي يجسد الأوضاع المهترئة لمناحي الحياة و انحطاط القيم، ونلمس ذلك بوضوح من خلال توجيه العتاب واللوم لأولائك الذين يحملون سهام الغدر والمكر ناكري  الجميل المتفننون في افشاء الأسرار .

ويكشف الكاتب عبر تنايا قصائد مكانة الأم في قلبه حيث تمنى لو أسعفته الظروف لشيد كونا له وللمرآة التي أحبها حتى النخاع ، والتي لوكان البحر مدادا لما حق له أن ينظم في حقها قصائد وقصائد تعدد خصالها وفضلها اللامحدود. 

ويتساءل الزجال محمد نفاع عن القصد من زرع الأشواك بدل زرع الورود والياسمين ،في أشارة إلى رؤية الحياة بعين السلم والمحبة والسلام بدل الضغينة والحقد وفساد الأخلاق، متحسرا في الوقت نفسه عن أيام العز والنخوة والهمة والشان بأمكنتها وشخوصها .

ولا تبدو لغة الزجال محمد نفاع  صعبة لكنها مليئة بالإشارات التي  يتطلب  فهمها الانتماء إلى ذات الثقافة والتراث الشعبي الذي أبدع هذه التعابيرالعامة(المنجج  - الوقاقف - السدى- بلهدهود  ..)

وقصائد ديوان بلاعنون وسؤال للزجال محمد نفاع  تعكس أحلام الطبقة المقهورة  من جهة، وسهام غدر الذئاب، كما يتغنى  بالحب الضائع وحسرتة عن ماضي جميل...

والأكيد أن  الزجل كشكل  شعري رغم أنه لا يخضع لخصائص  الشعر المتعارف عليها، إلا أنه غني بالرمزية والآساليب البلاغية ، و هو الأقرب إلى هموم  الناس.

ومنذ أن استقر الزجل شكلاً من النظم معترفا به، ومنظوماته تعالج مختلف الأغراض التي طرقتها القصيدة العربية التقليدية، كالمدح , والهجاء ,والغزل و والخمر .. وقد استمرت تلك الأغراض قائمة يتناولها الزجالون على توالي العهود والعصور حتى اليوم، غير أن للزجالين، في كل عهد معين وبيئة محددة، مجالات يرتبطون بها . ومن ثم كان مركز اهتمامهم ينتقل من أغراض بعينها، تلقى قبولاً في هذا المجال أو ذاك، إلى أغراض أخرى، تختلف باختلاف العهود والبيئات الثقافية التي ينتمون إليها.

وعموما فديوان الزجال محمد نفاع  "بلاعنوان وسؤال" يحمل في تناياه عديد الرسائل الواضحة والمشفرة التي تحتاج جهدا لفك رموزها، وهو مؤلف قيم جدير بالقراءة والإهتمام لحمولته اللغوية الراقية من جهة وكونه يستضمر جراحا متعددة الأسباب، ويتطلع إلى رسم رؤية للحياة خالية من السواد والظلمة والحسرة  تسطع فيها شمس المحبة والتآلف بلا نفاق .

والجدير بالذكر أن للكاتب أعمال ادبية صدرت سابقا منها  ديوان ": عطش الزمان الذي صدر سنة  2018، وديوام  تهتهيت العشية الصادر سنة 2020.


الكاتب والإعلامي / عبدالله مرجان يكتب :  بلا عنوان وسؤال ؟ جديد الشاعر والزجال محمد نفاع


الكاتب والإعلامي / عبدالله مرجان يكتب : بلا عنوان وسؤال ؟ جديد الشاعر والزجال محمد نفاع


Share To: