ٱلْجامعة ٱلشّعبية بمكناس تفتتِحُ موسمها ٱلْجديد بٱلْمُركّب ٱلتّربوي ٱلْخصوصي "لابيل إيكسيلونس" بموضوع:"ٱلثّقافة وٱلْقِيَم"

 ٱلْجامعة ٱلشّعبية بمكناس تفتتِحُ موسمها ٱلْجديد بٱلْمُركّب ٱلتّربوي ٱلْخصوصي "لابيل إيكسيلونس" بموضوع:"ٱلثّقافة وٱلْقِيَم"

................................................ 

كتبت الأديبة / سعيدة الرغيوي 

عَشيّة ٱلْيوم ٱلسبت 22 أكتوبر 2022 بٱلمركب ٱلتّربوي "لابيل إيكسيلونس" بمكناس تجدد لقاء روّاد ٱلْجامعة ٱلشّعبية بدرس ٱفتتاحي موضوعه:  "ٱلثّقافة وٱلْقيم"؛ ٱلذي أطره كل من ٱلدكتورة" ٱلرّوائية  وٱلناقدة وٱلْأستاذة ٱلْجامعية وٱلْكاتبة "زهور كرام " وٱلدّكتور " المصطفى حدية"؛ باحث متخصص في علم ٱلنّفس " وٱلْأستاذ " سعيد لكحل" ٱلْباحث في ٱلْإسلام ٱلسِّياسي وٱلتّطرف" وقد سيرت ٱللّقَاء ٱلْأستاذة " ٱلزهرة ٱللهيوي".

اُفتتح ٱللقاء بكلمة ٱلْأستاذ" مصطفى المريزيق "رئيس ٱلْجامعة بحضور مؤسسي ومؤسسات هذا ٱلصّرح ٱلْمعرفي ٱلّذي رحّب بٱلْحُضور من مُختَلفِ ٱلْأطيَافِ وٱلْمشارب ٱلْمُنتصرين لفكرة ٱلْمعرفة للجميع وٱلْمشجعين لهذه ٱلْمبادرة ٱلْمدنية ٱلتي تجعل فعل ٱلْمعرفة مُتاحاً لكل ٱلشًرائح ٱلْمجتمعية وبٱلْمجان.

كانت ٱلْمداخلة ٱلْأولى للأستاذة"  زهور كرام" ٱلّتي أفاضت في ٱلْموضوع من خلال إثارتها للعديد من ٱلنّقَط ٱلْمرتبطة بٱلتّحول ٱلْمُجتمعي وٱلانتقال من عالم يعتمد على ٱلْمكننة ويتمركز حول ٱلْإنسان إلى إنسان عصر ٱلرّقمنة وٱلزخم ٱلتكنولوجي وٱلْافتراضي.. أسئلة كثيرة تصب في ٱلطفرات ٱلانتقالية ٱلتي شهدتها ٱلْعديد من ٱلْمفاهيم من قبيل: ٱلثقافة، ٱلقيم،  ٱلذّكاء ٱلْاصطناعي.. الخ.

إذ طرحت جملة من ٱلتساؤلات من قبيل موقع ٱلْإنسان ٱلْيوم لاسيما بعد " كورونا" وكيف يفكر؟.

وٱلْإنسان في ظل ٱلتَّحول ٱلرقمي" ٱلْإنسانيات  ٱلرّقمية" وعلاقة ذلك بٱلْقِيمي وٱلْهوياتي، إذ بات ٱلْمَيْسم ٱلْبارز كون ٱلْإنسان ٱلْجديد يَتّجِهُ نحو عالَمٍ متحولٍ رقمي يحتاج للتسلح بثقافة ٱلْعصر ٱلْجديد(( ٱلثّقافة ٱلرّقمية))؛ٱلّتي باتت مُلحّة؛ إذ أشارت إلى تغير ٱلْبنية ٱلْإدراكية للكائن ٱلْبشري في ظل عالم غزته ٱلتقنية وتحولت فيه منظومة ٱلْقيم وٱلْعُرف ٱلقِيمي؛ سواء داخل ٱلْأسرة أو ٱلمجتمع أو ٱلْمدرسة أو داخل ٱلنظام ٱلْجديد " ٱلْوسيط ٱلرقمي" ومتعلقاته.وأعقبتها مداخلة ٱلْأستاذ " ٱلمصطفى حدية"؛ ٱلذي ألمع إلى ضرورة ٱلتّوجه إلى تأطير ٱلشّباب وجعله ينتبه إلى ٱلتّهديد ٱلذي باتت تمارسه هذي ٱلْأخيرة " ٱلتّقنية" على ٱلْوعي ،إذ ٱعتبر أن ماهو  قيمي يتأثر بطبيعة ٱلتّحول في ٱلْبنية ٱلْإدراكية  وبطبيعة  ٱلثقافة ٱلسائدة  وٱلْمُهيمنة ..وأشار إلى ضرورة إيجادِ سياجٍ يوجه ٱلثقافة وٱلْقيم، وينأى بهؤلاء عن ٱلْمتاهة والسّلبية.

كما أكّد على ضرورة ٱستثمار ٱلْعالم ٱلرقمي من أجل ٱلْوعي؛ ومن أجل مجتمع ٱلْمعرفة وإعطاء ٱلذات قيمة.

ليتناول في ٱلْأخير ٱلْكلمة ٱلْأستاذ " سعيد لكحل"؛ ٱلْباحث في ٱلْإسلام ٱلسّياسي وٱلتّطرف؛ ٱلّذي بدوره سَيُثِيرُ مجموعةً من ٱلتّساؤلات في ظل ٱلْواقِعِ ٱلْجديد ٱلْمُتحَوِّلِ من قبيل: " كيف يحافظ شبابنا على خصوصياته ٱلْهوياتية وأسوار ٱلْجامعات تستضيف نماذج متأسلمة تُمَرِّرُ أفكارا سلفية متطرفة؟!.

- كيف نبني صرحا معرفيا وٱلصُّروح ٱلْمعرفية صارت  تعرف بث وتمرير سُمُومَ فِكْرٍ هَدّامٍ.. ناهيك عن إشارته إلى ٱلتّحول ٱلّذِي شهده ٱلْبُعد ٱلْقِيمِي.. مُؤكدا على ضرورة ردِّ ٱلْاعتبار للجامعة لتسييج منظومة ٱلْقِيمِ، ولجعل ٱلشّباب يدركون ٱلْأخطار ٱلتي تتهددهم أمام فكر سلفي متطرف يقيم ٱلْأسوار داخل مدرجات ٱلْعلم وٱلْمعرفة.. إذ رأى ضرورة ٱلْانتصار للفكر ٱلنيِّرِ ٱلّذي يتغذّى على قيم إنسانية كونية تعيد للإنسان قيمته وتجعله يعِي كُنْهَ ٱلْمخاطر ٱلّتي تحيط به في ظل تحول منظومة ٱلْقيم ٱلْمُجتمعية، وفي ظل تلاحق موجة ٱلطّفرات ٱلتقنية ٱلْمُتسارعة،ٱلتي باتت تمارس تأثيرها على شباب تتوزعه تجاذبات عدة وثقافات متباينة.

ورأى في ٱلْأخير ضرورة ٱلْالتفاف ٱلْمُمنهج حول سِياجٍ ومكون ثقافِيٍّ ينْتصِرُ لما هو قيمي أخلاقي معرفي ثقافي وإنساني.

لتعقب ٱلْمداخلات تدخلات ٱلْحُضورٱلنّوعي،ويُختتم ٱللّقاء بكلمة لرئيس ٱلْجامعة أكّدَ فيها على أن أعمال ٱلْجامعة ستحط ٱلرّحال بمختلف مدن ٱلْمملكة. وهذا ما أقرأه أيضا أعضاء ٱلْمكتب ٱلْمؤسسين لهذا ٱلصّرح ٱلْمعرفـي.