صبح يتنفس.. 
بقلم الكاتب أ/ إسلام نصر.. 



من اكثر اسباب تمسكى بالعمل فى مدرستى رأس التين الثانوية العسكرية بنون انها ليست سجنا بالمعنى المعمارى فهى ليست مسورة الا من الخارج اما مبنى المدرسة و صرحها الاساسى فمربع ناقص ضلع بشكل غير مكتمل تعانقها الشمس من الجهات الاربع و تحتويها الغربيات العكسيات بالأحضان المطيرة و تبث لها النجوى بين برق و رعد و منها تشاهد شبه جزيرة راس التين كاملة ..تنتقل عبر دروبها بخفة تتخللها شموس الصحبة و قفشات الطلاب و روح البحر و نقاء زرقته ..تدبج المؤامرات الجميلة كل صباح فى البوفيه العتيق المضمخ بالدخان و القهوة و الصحبة الطيبة 
لابد من تحية للممر بين صرحى المدرسة ممر مكشوف يربط بين مبنيين كدرب العشق الواصل بين نافذتين 
قارنها بالمدارس المربعة الاضلاع توأم السجن و القلاع ذات الاسوار الغليظة و الجنازير و الابواب الموصدة و الاسلاك الشائكة و القلوب المتجهمة و الصراعات المكبوتة و عقول الانفتاح التسليعى و ذوى التشوهات النفسية و الامنجية و خلافه ..تخيل يا مؤمن مدرسة على شكل سجن!!!؛؟؟  ارجح و اظن ..و ليس كل الظن اثم ... انه امر مقصود فطالب سجين اكثر طاعة و انقيادا و تغييبا من طالب حر الافق مفتوح امامه للابداع و التحرر
مستدرك :: معظم المدارس الآن خالية من صخب الأرواح و عبث الحياة ترتع فيها الأشباح و تمرح فيها الغربان و يغيب عنها العلم و يعشش العمى.. 
Share To: