(صراطُ العابرين) 
بقلم و إلقاء الشاعر الفلسطيني أ. عبد المحسن محمد



جئتُ المدينةَ هاربًا مِنْ ذاتي
فاترُكْ خطاكَ تضيعُ في خَطَواتي

عبثَ الزّمانُ بمقلتيكَ وأدمُعي
وكأنّنا في الأرضِ بعضَ رفاةِ

ضاقَتْ بكَ الأوطانُ، غرّبكَ الهوى
فرحلتَ أنتَ وكنتَ كلَّ جِهاتي!

كمْ يرحلُ النسَّاكُ عن أوطانِهمْ
كسفينةٍ فرّتْ مِنَ المرساةِ

هذا صراطُ العابرينَ لموتهم
فاعبرْ ترى روحي معَ الأمواتِ

يومًا سيلفظُكَ الهوى وتعودُ لي
كالنِّيلِ يسألُ عن طريقِ فُراتي

كفّاكَ شيّدها الفؤادُ معابدًا
لأقيمِ في عينيكَ بعضَ صلاتي


Share To: