لا تمنح ثقتك بلا شروط..
بقلم الكاتب و المفكر أ. رامي محمد
لا تمنح ثقتك بلا شروط، لا أحد يستحق ثقة مطلقة بلا اختبارات بقدر كافٍ لعمل علاقات متوازنة، لا تثق أكثر من اللازم كي لا تنخدع أو تضار!
لا تمنح ثقتك بلا شروط، الاختبارات ليست بيدك، الزمان وحده يتكفل بها ويسوقها والأحداث تفرضها، وغالبا تتفاجأ وتُصدم لا أكثر. لذا تبقى الشروط بيدك أن تضعها من البداية كما تريد بما يضمن لك سلامك وقدرًا أقل من الندم والتحسّر وقت الصدمة!
لا تمنح ثقتك بلا شروط، وتخلص من العلاقات التي تحملُ فيها العبء الأكبر ولا تحصل فيها إلا على القليل أو غالبا لا تحصل على شيء!
لا تمنح ثقتك بلا شروط، ودعك من دور الفارغ دائمًا، المُنصت أبدا، الحاضر الذي لا يصح أن يغيب أو يتأخر أو يعتذر، الحكيم، الناصح، الصبور، الطيب، المتسامح، هذا الدور الذي فرض عليك منذ سنوات ربما من فرط السذاجة، أنت أولى بك وبوقتك وجهدك من الآخرين!
لا تمنح ثقتك بلا شروط، فلا أحد يحق له أن يطّلع على عيوبك ونقاط ضعفك وأخطائك وزلاتك ومفاتيحك ومشاعرك، بل حتى ميزاتك ومواهبك وآرائك كاملة، ولا يصح أن تكون كتابًا مفتوحًا للجميع، كعربون صداقة أو برهان تصالح مع النفس!
لا تمنح ثقتك بلا شروط، وليقرأ من يريد ما يريد مما تريد وتسمح أنت به، الخصوصية ربما كلمة مناسبة لوصف المساحة التي يجب أن لا يطلع عليها أحد سواك، يعني حدود أسوارك المضروبة حول النفس؛ التي لا يصح أن يتخطاها إلا قليل، هالتك المقدسة التي لا يجوز أن تدنس.!
Post A Comment: