"كن لها ادم تكن لك حواء"
بقلم الكاتبة عبير الفقي


إلي متي سيظل آدم وحواء لغزان كل منهما الي الآخر؟
هل هو بسبب اختلاف سيكولوجية خلقهما؟ أم بسبب وسوسة ابليس الذي توعد التفريق بينهما. أم هوى النفس الذي أحاد بطبيعتهم الفطريه التي خلقها الله عليهما !!
مع أن الله غفر لهما خطيئتهما ولم يغفر لإبليس.
وهنا يكمن سر اللغز والبطل الخفي وراء تعاسه الزوجين!!!
خلق الله آدم وأكرمه واسكنه جنته لينعم بها ولكنه كان وحيداً ومن محبه الله له أراد أن يزيده من نعمه ويقطع وحدته فخلق له حواء من ضلعه الأعوج لتكون له سكناً ويألف بها حياته وتزيّنها.. 
خلقها من ضلعه ولم يخلقها منفرده كما خلقه .
كما يخلق الوليد في رحم أمه.. 
آدم من أعطاها الحياة وهي من أعطته جمال الحياة..
هو الكل وهي الجزء الذي لايجزأ منه.
المعني عميق ورائع يحمل في طياته كل معاني الحنان والحب والدفء والأمان والسعادة الأبديه.
ولكن للأسف مانراه في زماننا هذا هو فقد للفطرة التي فطرنا الله عليها
وما نحن موكلون به من الله لإسعاد كل منا للآخر .
تربص كل منهما للآخر وسعي وراء البقاء للأقوي 
إختلفت غريزتهم، تبدلت أدوارهم وتركوا أنفسهم لأهوائها وافسحوا لأبليس المجال للتفريق بينهما.. 
أصبح سلاح المبارزة بينهما هو ضعف واحتياج كل منهم للأخر
تسابقوا علي الإذلال والعناد والقهر والرق لبعضهما .
فقدوا السكن والأمان والسند وأصبح إبليس هو البطل الخفي لأشعال الحرب بينهما.
كل هذا مؤداه الأساسي والأخطر هو البعد عن الله وعدم الرضا بالأقدار وعدم الصبر علي البلاء ومشاق الحياة.
الحياة الزوجيه هي نوع من أنواع العبادة أدائها عبادة لله تعالي 
فهي سعادة في الدنيا وحسن الجزاء في الآخرة.
كما قال رسول الله عليه أفضل الصلوات والسلام.
"لو كنت آمرا لأحد أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"
أنه تكريم للزوج وباب جنه تسعي له الزوجه هرولا
كما جعل الله الجنة تحت أقدامها كأم.. أعطي لها طريق السعادة في الدنيا وفتح باب آخر للجنة وهو رضا الزوج.
ولو علم الزوج أن النساء والمسك هما المصنفان الوحيدان من الجنة في الأرض!!
لعلم كم هي مكرمة ونعمة من الله في الدنيا سعادتها فرض ومكافأة له في الجنة في الآخره.
هي أمانة الله في الأرض فليحسن معاملتها ويجعلها تاج علي رأسه 
لا يقهرها، ولايبكيها، فرضاؤها عبادة.
الموضوع في منتهي اليسر ولكنه يحتاج إلي الهدوء النفسي والرجوع إلي الله وإزالة غشاوة القلوب قبل غشاوة الأبصار.. 
يتسائلون أين السعادة ويبحثون عنها وهي تطوف حولهم و بداخلهم ولكنهم لا يبصرون .
حقاً إبليس لقد انتصرت بجدارة في معركتك مع الإنسان حتي الآن..
ولكن ابداً والله إن موعدك معنا أمام الله عز وجل فنحن المنتصرون ...
أفيقوا وتخلوا عن رغباتكم وأهوائكم وارجعوا لفطرتكم ..
أنتم موكلون من الله في الدنيا لتعيشا معاً زوجاً وزوجه سكناً ورحمة .
كما قال الله تعالي في كتابه العزيز في سوره الروم
"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً "صدق الله العظيم
يجب أن يعلم آدم لن تكون دنياه جنة بدون حواء.
وتعلم حواء أن آدم من أعطاها الحياة.
لاتهدروا أعماركم وتزهقوا أرواحكم للبحث عن سر السعادة المفقود وهو بداخلكم!!!
فلنحيي ذكري خلق آدم وحواء ونصلح ما أفسدته أهواؤنا ونبدأ كما بدأ الكون من جديد ..
"كن لها آدم تكن لك حواء"


Share To: