(الوقوع في الحُب) 
بقلم الكاتب و المفكر أ. رامي محمد 



القلب الذي يعرفُ الحب مقتصرا على شخص بعينه غير مبالٍ بمصير بقية البشر، هو قلب لا يعرف الحب، ولا يفهم المعنى الحقيقي له، وإنما هو يعاني من تعلق آني لا يتجاوز لحظته.

يرفض -إريك فروم- استخدام كلمة الوقوع في الحب، إذ يعتبر أن -الوقوع- فعلٌ سلبي، لأن فعل الحب بذاته إيجابي، يسمو بالمحب ويخصب طاقاته الحيوية. لا تجاه محبوب واحد، بل تجاه العالم والبشر والطبيعة والمخلوقات.

فالحب ينهض به لا يوقعه! وهذه الكلمة -الوقوع في الحب- تصلح لفكرة التعلق الجسدي الذي ينشد اللذة ولا يعرف التجاوب والألفة والمتعة والخفة، والتي هي أعظم ثمار الحب الحقيقي. 

أمارة الحب الصادق؛ فيض الأثر على الشعور تجاه الآخرين، شيء يغمر الإحساس بالمحبة الكلية تجاه كل شيء حي، وطريقة جديدة للتعامل مع التفاصيل بشكل مختلف!

حيث تجدك أشد حساسية تجاه الجمال، تنعم بعاطفة حانية ولو تجاه قطط الشارع، وأعين المارة المتعبين، هو رقة في القلب ودفء في الروح ورهافة في الحس، وتحررٌ من المخاوف ولغة جديدة تخلق بداخلك، لم تكن تعرفها قبل.

وكما يحكي شوبنهاور "يستثير الحب في المرأة أقصى درجات أنوثتها وفي الرجل أقصى مراحل رجولته، فتصبح المرأة أكثر أنوثة والرجل أكثر رجولة، و ينتج عن اجتماعهما في الحب الكمال الإنساني الذي ينشده الإنسان ويسعى له منذ ولادته"
Share To: