(انتحار مخلوع) 
بقلم الكاتبة فايزة محمد ابراهيم

لن احصى الزمن الماضى
على تلك القصه
فلها توقيت مختلف
ولكن...
ها انا احاول أن اكتشف
مأساتها... وأبعادها...
.....
اشتم من ذاك الرجل
رائحة فساد وخمر
وبالرغم من هذا الفجور
يطمع برحمة رب غفور
....
أما زوجته
تلك الصغيرة الجميله
اشتم منها..رائحة
بخور وعطور...
.....
جئت اليوم أدلى بشهاده
ولا اعلم..
من الظالم ومن المظلوم؟؟؟

جئت استرجع ذكريات الماضى
عشته على لسانه ولسانها
......
لا
لن يصل كلامى للختام
ولن يمل لسانى من الكلام
حتى قلمى...جف حبره
ابدلته..لاكمل الحكايه
     
      محكمه
نادى صوت الحاجب
الكل قيام الهيئة الموقره
    
اسمع المرافعة عن الزوج
الرجل الطموح..ذو المنصب والجاه
كم عاش قسوت...ورغد الايام
   لعمله.....تفانى
ولقانون القلب...تناسى
تجمدت كل عواطفه
عند خط عمله...

يملك المال..الجاه..السلطه
واصبح اسمه من أهم الاسماء
 برجال امن الدوله
فمن لا يسمع او يعرف
    هشام ابو الوفا

وهنا قرر 
أن يكمل الشكل الاجتماعى
ويبحث عن زوجه
حتى وان كانت فتاة ثانوى..
صغيرة...بلا ماضى
بيضاء القلب نقيه
لم تجرب اهات الحب

    وتم الزواج
وهنا...تتوقف الزوجه...
اتسمح لى سيادة القاضى

نعم أنا زوجته..
حياتى معه شيئ يقال ولا يطال
عشت معه أياما قليله
فى السعاده والخيال
عشت معه باقى أيامى احزان
لم يشعر بى واحساسى
احساس بنت العشرين
واقول انى...بالثمانين

يتأخر بعمله..يتركنى وحدى
بجنبات وحيطان صماء
لا تسمعى و لا تشعر بى

تجمدت العاطفة عندى
هو هو من اطفا...شعاع احلامى
دمرنى..وكيانى

نعم هو رجلا
لكن...قاسى المشاعر
شيخا..فى المشيب
يبحث عن الشباب
   فتزوجنى
ولم يكن لى حيله
فى الرفض أو القبول
   به أو بغيره
اهلى قالوا لى...
انه...
مثال 
الرجوله والنضج..والمنصب..والجاه
     لكن سيدى القاضي

بعد زواجى منه وتقربى له
تجمدت بداخلى العاطفه

أصبح عمر فرحى...قليل
اصبحت حياتى..معه..هى المستحيل
عاش معى بالف شخصيه
القويه..الرومانسيه...الوصوليه
....
هاهى المسرحيه
أبطالها..انا وهو...
تصل للنهاية
...نعم
وافقت عليه زوجا لى
يوم من الايام
وبعد زواجى
عشت مغتربه عن كل ماحولى
خائفه من انى
   
    زوجة رجل مهم

تمضى سنواتى بطيئة كئيبه
هاهى..
شمسه تلوح بالرحيل
ويتتغير الكراسى
والمنصب الكبير..يزول

تنسحب السجاده من تحت قدماه
تتفتح له الآلاف الدفاتر
مدون بها...
انسان متنوع المذاهب
يعيش الصراعات البدائيه

ماعدت سيدى القاضى
اقوى على العيش معه
لقسوته معى وجحيمه

هو جرحا...اصابتى
لن اشفى منه
وان طال الزمان بى

     صمت الحضور

وهنا بدأ دفاع هشام ابو الوفا

   سيدى القاضى
هذا الرجل الماثل أمامكم
كم خدم وطنه
كم بات ساهرا على أمنه
وكم حرم على نفسه
النوم...
لينام غيره محتميا بالامن

بعد مشوار طويل
يتجرد من منصبه
تجده..
يجلد فى اليوم مئات المرات
من نظرات شامت أو حاقد
   أصيب بحالة
جعلته...صامتا
سجينا هو بالبيت
ساهرا بالليل
تحوطه الظنون
    ....
هاهى زوجته
   الان
تطلب الرحيل عنه
   تطلب خلعه
ربما كان قاسى عليها
لكنه زوجا لها
وكان يجب عليها احتوائه

    وهنا ساد الصمت

نظر الزوج.....لزوجته
   وبلحظه
قرر التخلص من حياته الكئيبه
اخرج مسدسه من جيبه
    يحب زوجته هو
ولكنها كشفته وأسراره
  وتطلب خلعه..
   وبلحظة خاطفه

أطلق النار على قلبه
سقط صريعا...
  
ضاع كل شيئ
   الوظيفه..المال..الجاه
  واخيرا زوجته
              نهاية..
     ربما نهاية ظلم
     نهاية فترة حكم
    ام نهاية زواج انتهت
     بانتحار الزوج

    القصة مستوحاه من فيلم  (زوجة رجل مهم)
Share To: