Articles by "قصص"
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص. إظهار كافة الرسائل


جريمة مُسبَقة | قصة بقلم الأديب المصري محمد عبدالرحمن شحاتة 


جريمة مُسبَقة | قصة بقلم الأديب المصري محمد عبدالرحمن شحاتة



مُمتَنٌّ جدًا لرنينِ جرسِ البابِ، لقد أيقظني في الصباحِ الباكرِ؛ فتفاجأتُ بمنبّه هاتفي؛ وقد تجاوزَ وقتَ التنبيهِ، دون أن يمارسَ حقّه في إيقاظي كعادته. 

جررتُ أقدامي نحوَ البابِ، بجسدٍ يُثقلهُ النُّعاس، وبعينينِ تبصرانِ بمشقّةٍ، أمسكتُ بأوكرَةِ البابِ، ثمَّ جذبتُها لأسفل؛ فانفتحَ البابُ؛ ليفصحَ عن شخصٍ يضعُ جريدةً في الصندوقِ الأحمرِ المخصَّص للجرائد، والمثبَّتِ في الحائط بجوارِ الباب. 

ثمَّ ابتسمَ لي، وهو يومِئُ برأسِه قبل أن يغادر. 

تحرَّكتُ خطوتينِ للأمام، ثمَّ مددتُ يدي؛ لأُمسكَ بنسخةِ الجريدة، وما إن بدأتُ في قراءةِ عنوانها الرئيسي؛ حتّى تذكّرتُ استيقاظي المتأخر؛ فأسرعتُ إلى داخلِ الشقّة، تاركًا الجريدةَ فوقَ طاولةِ الصالة؛ لأتصفّحها بعد عودتي من عملي، وذهبتُ لتبديلِ ملابسي. 

انتهيتُ سريعًا، ثمَّ أخذتُ مفتاحَ سيارتي وهاتفي، واتجهتُ إلى بابِ الشقّة، خرجتُ: ثمَّ وقفتُ أرتدي حذائي؛ فسمعتُ صريرَ بابِ الشقةِ المجاورةِ لي، ثمَّ تبعه صوتٌ يقول:

_صباح الخير، أنت الساكنُ الجديد؟ 

نظرتُ لذلكَ الرجلِ الذي يتحدَّثُ إليَّ؛ فإذا بهِ رجلٌ عجوز، مبتسمُ الوجهِ، هادئ النبرة؛ فقلتُ مُبتسمًا:

_صباح النور، نعم أنا أسكنُ هنا منذُ أمسٍ فقط. 

أومأ برأسهِ مبتسمًا؛ ثمَّ تابعَ خطواتهِ البطيئةَ نحوَ المِصعد. 

انتهيتُ من ارتداءِ حذائي، ثمَّ اتجهتُ إلى المصعدِ؛ كي ألحقَ بذلكَ العجوزِ المُبتسم، لكنّي لم أجد له أثرًا. 

إنها مجردُ لحظاتٍ، بينَ إيماءَةِ رأسِه لي وانتهائي من ارتداءِ حذائي، ثمَّ إني لم أسمع صوتَ بابِ المِصعد؛ فأينَ ذهبَ ذلكَ الرجل؟ 

ربما أسعفتهُ الصدفةُ؛ وكانَ المصعدُ في طابقنا ولم أنتبه لصوتِ الباب، كل شيء جائز. 

أنهيتُ يوميَ المُمِلَ، ثمُّ عدتُ إلى الشقةِ، ومعي وجبةٌ قمتُ بشرائها من مطعمٍ قريب، وكانَ الليلُ قد أسدلَ ستائرَه، جلستُ على كرسيِّ الطاولةِ؛ لأتناولَ الوجبةَ التي أأملُ أن تنجحَ في إخمادِ جوعي، تذكّرتُ الجريدةَ التي تركتها في الصباح، لقد كانت قريبةً منّي، مددتُ يدي نحوها، لكنّي سرعانَ ما سحبتُ يدي! 

لقد تركتُ الجريدةَ كما تناولتها من صندوقِ الجرائد، لكنّها الآنَ مفتوحةٌ على صفحة ما، لمّا أمعنتُ النظرَ إلى عنوانها، وجدتُها صفحةَ الحوادث! 

كيفَ فُتِحَت الجريدةُ على هذه الصفحةِ؟ لا أعلم! 

بيدٍ مرتعشةٍ أمسكتُ بالجريدةِ، كان يتصدَّرُ الصفحةَ عنوانٌ عريض "مقتلُ عجوزٍ في السبعينَ من عمرهِ طعنًا على يدِ شابٍ في الثانيةِ والثلاثين". 

كانت تفاصيلُ الخبرِ صادمةً؛ فالعنوانُ الذي حدثت فيه الجريمةُ أمام شقّتي، صورةُ المجني عليه كانت صورةَ جاري العجوز، وكانت صورتي مطبوعةً في مساحةٍ لا بأسَ بها، ومذيَّلةً بكلمةِ الجاني. 

لقد عَلِقَ الطعامُ في حلقي، فقدتُ شهيَّتي على الفورِ، ثمَّ أمسكتُ بالجريدةِ؛ لأتفاجأ بأنَّ تاريخَ هذا العددِ لم يحِن بعد! 

كانَ التاريخُ يشيرُ إلى الخميسِ القادم، دارت رحى عقلي؛ ولم أستطع استيعابَ ما يحدثُ، تساؤلاتٌ كثيرةٌ، ما الذي بيني وبينَ العجوزِ كي يُقتَلَ على يدي؟ ولماذا أرتكبُ جريمةً نكراءَ كهذه؟ 

أغلقتُ الجريدةَ، ثم أمسكتُ بها واتجهتُ نحوَ البابِ؛ كي أعيدَها إلى الصندوق، ولمّا خرجتُ من الشقّةِ؛ تفاجأتُ أنَّ الصندوقَ ليسَ في مكانه! 

وقفتُ مبتلًّا بماءِ عَرَقي، يبتلعني الذهول، بينما تسكنُ الجريدةُ بينَ أناملي، ثمَّ سمعتُ صريرَ بابِ الشقةِ المجاورةِ، نظرتُ في حذرٍ؛ فإذا بالعجوزِ يبتسمُ لي قائلًا بنبرتهِ الهادئة:

_لماذا تقفُ تائهًا هكذا؟ 

تلعثمَ لساني، وجاهدتُ في ابتلاعِ ريقي، وقلتُ:

_لقد كان الصندوقُ هنا.

_عن أي صندوقٍ تتحدث؟

_صندوق الجرائد.

_أنت جديدٌ هنا، لقد تمّت إزالةُ صناديقِ الجرائدِ منذ شهورٍ.

_مستحيلٌ؛ لقد تناولتُ هذهِ الجريدةَ منه في الصباح؛ وكنتُ أقرأ في صفحةِ الحوادثِ منذ قليلٍ؛ لقد وجدتُ تاريخَ النسخةِ مختلفًا عن تاريخِ اليوم، كما أني وجدتُ خبرًا عن... 

حتى هنا؛ انقطعَ صوتي من تلقاءِ نفسه، حينما عاودتُ النظرَ إلى الجريدةِ؛ لقد كانَ اسمها مختلفًا، هنا سخرَ منّي العجوزُ قائلًا:

_أنت شابٌ صغير، لا خبرةَ لكَ في الجرائد، هذهِ الجريدةُ يا بنيَّ ليست بها صفحةُ حوادث، كما أنكَ تسلَّمتها من يدِ بائعِ الجرائدِ في الصباحِ، وليس من الصندوقِ الذي في خيالك، لقد رأيتُ ذلك. 

لقد كانَ مُحقًّا؛ فالجريدةُ في تاريخِ اليوم، كما أنها ليسَت بها صفحةٌ للحوادث، شعرتُ أنَّ جسدي هزيلٌ من الخجلِ؛ فتركتُ العجوزَ ودخلتُ شقّتي، ثمَّ أغلقتُ البابَ خلفي. 

لا أعرفُ كيفَ رأيتُ كلَّ ذلك، ولكنّي آثرتُ أن أنسى، ربما تغيُّر المكان قد تسبَّب لي ببعضِ الهذيان! 

قضيتُ أيامي في حذرٍ، أخشى ذلكَ العجوز، أتجنَّبُ النظرَ إليه، حتى مساءِ ذلكَ اليوم، كانَ يومَ أربعاء، ارتميتُ فوقَ سريري بعد يومٍ شاق، كنتُ مُصابًا بإعياءٍ شديد، لكنها المرةُ الأولى التي أشعرُ فيها بأقدامٍ تسيرُ بالقربِ منّي، هناكَ شخصٌ آخرُ معي، نظرتُ حولي بينما يقتلني الأرقُ، لكنّي لم أعثر على شيء. 

استسلمتُ ليدِ النومِ التي تجذبني، نمتُ كما لم أنم من قبل، ولكن هاهي يدٌ تحيطُ بعنُقي، تعتصرهُ بكل ما أوتِيَت من قوةٍ؛ لتخنِقَني، جاهدتُ كي أفتحَ عيني؛ فإذا بالعجوزِ يحاولُ قتلي، يطبقُ على عنقي بيدٍ؛ بينما يُمسكُ سكّينًا في يدهِ الأخرى، رافعًا إياها لأعلى؛ كي يهوى بها على صدري!

في محاولةِ للهروبِ من الموتِ؛ صفعتهُ بيدي في وجههِ، فإذا بهِ يبتعدُ؛ لتسقطَ السكينُ من يده؛ فأمسكتُ بها على الفورِ بينما لاذَ بالفرارِ، خرجتُ وراءَه حاملًا السكينَ في يدي، انتبهتُ إلى صوتِ بابِ الشقةِ؛ ولمّا اتَّجهتُ صوبَه وجدته يهربُ للخارج؛ تابعتُ خطواتي وراءَه؛ فخرجتُ متجهًا نحوَ شقتهِ؛ فإذا بهِ قادمٌ نحوي، ولم أشعر بنفسي؛ إلا والسكينُ تخترقُ بطنَه؛ ليخرجَ طرفُها المدبَّبُ من ظهره. 

لم يكن ذلكَ ما صدمني، لقد قالَ العجوزُ بصوتٍ مُتهتِّك، وهو يلفظُ أنفاسَه الأخيرة:

_جئتُ كي أسألكَ عن شيءٍ للصداع، إن كان لديكَ شيئًا. 

ثمَّ سقطَ جثةً هامدةً. 

وقفتُ ويدٌ من الذهولِ تطبقُ على قلبي، لقد كان العجوزُ يرتدي ملابسَ غير تلكَ التي حاولَ فيها قتلي، فكيفَ في لحظاتٍ استطاعَ استبدالها والعودة مرةً أخرى؟! 

إذًا من كان معي؟ من كان يحاولُ قتلي؟ من تركَ لي السكينَ ولاذَ بالفرار؟ لا أدري، كل ما أعرفهُ هو أنَّني قتلتُ! 

فكَّرتُ في أشياءَ كثيرةٍ؛ ولم يكن من بينها الهربُ، أحسستُ كأنَّ للجرائمِ رائحةً، تفوحُ فتخبرُ الناسَ عن وقوعِها، لقد تجمهرَ عددٌ من الجيرانِ، لا أعرفُ كيفَ علموا بالأمر بهذه السرعةِ، لكنّي كنتُ أتخذُ ركنًا بعيدًا، أجلسُ القرفصاءَ لا أصدقُ ما حدث. 

ثمَّ انتبهتُ على صوتِ شخصٍ يتحدثُ في هاتفهِ، إنني أعرفُ ذلكَ الصوت، هو صوتُ حارسِ العقار، ثمَّ لفتَ انتباهي حديثهُ الغريب:

_لم أكن أعرفُ أن الشقةَ لازالت ملعونة منذُ الحادثةِ التي وقعت بها، لقد أحضرتُ شيخًا لتطهيرها، لكن يبدو أن الروحَ التي بها لازالت حاضرة، تحاولُ الانتقامَ من كل شخصٍ يسكنها. 

كنتُ أستمعُ في ذهولٍ وهو يتابعُ حديثه، ويقول:

_هو لم يحاول الانتحارَ كمن سبقوه، لقد قام بارتكابِ جريمةِ قتل، لقد قتلَ جاره العجوز. 

لم أكد أقفُ من مكاني، كي أبرحه ضربًا، حتى وجدتُ شرطيًّا يقبضُ على يدي، ويصطحبني إلى رحلةٍ أعرفُ نهايتها جيدًا. 

في صباحِ اليومِ التالي، امتثلتُ أمامَ النيابةِ؛ متهمًا بجريمةِ القتلِ العَمد، بينما كانت تقبعُ فوقَ مكتبِ وكيلِ النيابةِ تلكَ الجريدةُ، بنفسِ التاريخ، مفتوحةً على صفحةِ الحوادث، التي يتصدّرها نفسُ الخبر بتفاصيليهِ المحفورةِ في ذاكرتي"مقتلُ عجوزٍ في السبعينَ من عمرهِ طعنًا على يدِ شابٍ في الثانيةِ والثلاثين". وهاهي صورتي، وكنتُ أمتثلُ للتحقيقِ بنفسِ القميصِ الذي أرتديه في صورةِ الخبر، حيثُ قاموا بالتقاطِها لي؛ بمجرّد أن ألقوا القبضَ عليَّ! ولا أعرفُ هل أخبرهم في التحقيقِ أن روحًا تسكنُ شقَّتي، جرَّاءَ حادثةٍ لا أعرفُ شيئًا عنها، وأنَّها من دفعتني للقتلِ؛ فيتم إيداعي مصحةً نفسية، أم أعزفُ عن ذلكَ الأمرِ؛ فيتمُ إعدامي وإيداعُ جسدي في قبرٍ ما.


***


 

الكاهن | قصة قصيرة بقلم الكاتب المصري محمود بكر 


الكاهن | قصة قصيرة بقلم الكاتب المصري محمود بكر



"إن فضيلة الرجل هي أثره ولكن الرجل سيئ الذكر منسي"

من شاهد قبر مصري قديم

لن أنسى ذلك اليوم، الغيوم الرمادية تفرد أجنحتها في السماء كطائر أسطوري عملاق، الرعد يدوى كزئير ألف أسد جائع، العرق يغمر وجه أخي (بكاري) رغم برودة الطقس، جسده النحيل يرتجف، يهلوس بأشياء عن قدس الأقداس، عن الكاهن الأعظم.

يتمتم قائلا : احذره يا أخي أنه الشيطان نفسه، لابد من قتله قبل أن ينشر الظلم والرعب والجوع على أرضنا الطيبة.

أقول : أهدأ يا أخي أنت مريض، وتحتاج إلى الراحة

يقبض بشده على ذراعي: أنت لا تفهم إنه ليس بشريا ليس من هذا العالم

أنه الشر مجسدا إنك لم تر ما رأته عيناى وماذا يفعل فى ضحاياه أنه يسلخهم أحياء يتمتع بعذابهم وبصراخهم ضحاياه من الأسرى ومن العبيد والضعفاء

- ولماذا يفعل ما يفعل؟

- لأنه قاتل مجنون إنك لم تر عينيه المظلمتين كقاع بئر و....

يسعل أخي وينظر لي قائلا: لابد أن نوقفه بأي طريقة ممكنة

طرقات عنيفة على الباب، يتحطم الباب فجأة ويظهر جنود من حراس القصر، ينقضون على جسد أخي الهزيل، أحاول منعهم أتلقى ضربة من قائدهم تجعلني ارتطم بالحائط، وأسقط أرضا.

اصرخ قائلا: اتركوه إنه مريض

عيناه بلا بريق، يودعني بلا كلمة، حملوه كالذبيحة، ولم تمض أيام معدودات حتى نفذ فيه حكم بالإعدام بتهمة الخيانة والتآمر على قتل الملك.

مر عامان على موت أخي

اليوم سوف يتم تكريسي لأكون أحد الكهنة الأتقياء الذين يقومون بأعمال بسيطة مثل السقاية في المعبد والاهتمام بنظافته

بعد حلاقة شعر جسدي كله، وإزالة حواجبي، واقتلاع رموش عيني من منبتها، الأن أخلص من كل ما كان عالقا بي من مساوئ أخلع ملابسي، أتطهر بالماء البارد، يقول أحد الكهنة: لابد أن تكون طاهر الروح والجسد حتى يتسنى لك أن تكون في شرف المعبود في قدس الأقداس يريق الماء البارد بغزارة على جسدي ثم يعطيني قليلا من مذاب النطرون لأغسل به فمي، أرتدي ثيابا من الكتان فلا يجوز للكهنة أن يلبسوا ملابس مصنوعة من القطن لأنه نجس يقول الكاهن المسئول عن تعليمي: ليس لك أن تأكل الثوم او الكرات أو البصل لابد ان تكون رائحة فمك طيبة دائما، لا يخرج من فمك إلا الكلام الطيب الحسن

لم أر الكاهن الأعظم إلا مرة واحدة، لا يسمح لأحد بالاقتراب منه إلا إذا أمر. له رهبة شديدة في النفس، كم أبغضه ولكني سأنال منه يوما ما. أدعو الاله في صلواتي أن يأتي اليوم الذي أنتقم فيه لأخي...

"أنت أيها الينبوع العذب الذي يروي الظمأ في الصحراء.. ينبوع موصد لمن يتكلم .. مفتوح لمن يتزرع بالصمت

يا إلهي ساعدني لأقتل ذلك الشيطان القديم قدم الشر فأنا لم أغتصب طعاما ولم أنطق كذبا وقلبي لم يطمع فيما لا أملك

الكاهن الاعظم يطلب رؤيتك قالها أحد الكهان واختفى

انتفض أحاول ان أبدو متماسكا كل خطوة أخطوها ناحية غرفته تبدو دهرا أتذكر أخي بكاري وما فعله به أتحسس خنجري المعقوف بين طيات ملابسي أدخل غرفته أراه مهيبا طويلا كمسلة كان يعطيني ظهره بلا أي اهتمام هل أنقض عليه الأن أم أنتظر أخرجني من ترددي قائلا : ماذا تعرف عن الموت أيها الكاهن؟

أتلعثم قائلا: أنه انتقال إلى جانب الاله حياة أخرى

يقول بابتسامة شيطانية: استعد إذن للانتقال فقد حان وقتك عيناه تتحول لفجوتان للجحيم ملامح وجهه تتبدل لوجه شيطان مريد تبرز مخالبه أنه ليس بشريا كما قال أخي (بكاري) ينقض علي محاولا غرس أنيابه في عنقي أتفاداه لكنه يمزق صدري بمخالبه الحاده تندفع الدماء لتغرق صدري يبتسم ويتنسم الهواء قائلا ما أجمل رائحة الدماء! ابتلع ريقي بصعوبة يلطمني لطمة شديدة تدفعني لأرتطم بالباب وأسقط أرضا أمسك مقبض خنجري في قوة وفي تلك اللحظة الذي جثم فيها على صدري غرست الخنجر حتى مقبضه في صدره شهق شهقة طويلة وبدأ دخان أسود كثيف ذو رائحة خبيثة يخرج من فمه وعيناه ليسقط بعدها جسده ويتحلل فلا يبقى منه شيئا

وقفت على قدماى بصعوبة التقط انفاسي غير مصدق لما حدث

أعلنت في المعبد أن الكاهن الأعظم رفع إلى السماء بواسطة الإله وأنه أوصى لأكون له خليفة حتى يعود من رحلته وافق كل الكهنة على ذلك وأرسلوا للملك ليبدي موافقته فوافق وأصبحت أنا الكاهن الأعظم

الأمور كانت على ما يرام إلا أنني لم أعد أرى صورتي في المرآة.

***



 

فكشفنا عنك غطاءك | قصة قصيرة بقلم الكاتبة المصرية مروة أبو العلا 


فكشفنا عنك غطاءك | قصة قصيرة بقلم الكاتبة المصرية مروة أبو العلا



تململتُ في نومي كالعادة فقد اعتدتُ الأرق لعدة سنوات و بات لي صديقاً حميماً نلتقي دوماً عند مكاننا المفضل بالفراش . تدثرتُ بغطائي الثقيل جيداً كي أتحاشى البرودة القارصة التي قد تتسلل إلى مفاصلي الواهنة؛ فلا طاقة لي و لا تحمل للمزيد من الآلام. فلْتُقْبِلْ أيها الأرق اللعين؛ فلا ونيس لي سواك في أيام وحدتي الرتيبة. عجوز كئيب يقضي أيامه متشابهةً واحداً تلو الأخر بمنتهى الانضباط، و على نفس النهج و الروتين. انصرف عني الجميع حتى أبنائي، و اكتفى كل منهم بإرسال رسائل نصية باهتة الكلمات،  فقيرة المشاعر. أعترف أني كنتُ السبب الرئيسي  في قسوتهم تجاهي و نفورهم من صحبتي؛  فلم أكن يوماً أباً مثالياً و لم أقترب  حتى من ذلك اللقب قدر أنملة. لكن لماذا كان الجميع يلومني على ما أنا عليه،و أجمعوا كلهم أنني شخص أناني بل مفرط الأنانية؟ أكان عيباً أني كنتُ أحب نفسي و أدللها كثيراً، بل و أفضلها على أيٍ كان ؟ ليست جريمة نكراء بالدرجة. بالتأكيد جميعهم أغبياء فليس لي يد في ذلك ولا حيلة. و لكن هل كان الثمن أن أعيش وحيداً بلا رفيقة أو ابن أو ابنة حانية تهون عليَّ شيخوختي ؟ نعم، أعترف أنه ثمن فادح مقابل ما فرطتُ فيه  أيام شبابي و عنفواني و جبروتي. خدعتني نفسي الأمارة بالسوء وليس  لشيطاني القرين يدٌ ولا ذنب فيما فعلت بنفسي. عشتُ  دنيايَ طولاً و عرضاً غير آبهٍ لمن حولي و لمن هم دينٌ في رقبتي، و تقع مسؤوليتهم على كاهلي. ظلمتني أمي الحبيبة بزواجي؛  فأمثالي طيور جارحة لا عشٌ يكفيهم و لا جدرانٌ تؤويهم. خُلِقتُ للمرح و الانطلاق و الاستمتاع بحريتي بلا قيود، أو أسرة، أو أبناء و دنيا غريبة لم أرغب بها يوماً. لكن الثمن كان حقاً فادحاً ، فها أنا لا أجد من يحنو عليَّ سوى حارس العقار الذي أسكن فيه،  و بشروط بالطبع ، و ليس طوال الوقت. حسنٌ، لا يهم فلطالما اعتدتُ أن أكون مؤنساً لنفسي ولم أحتج يوماً لمخلوق يُشعرني بالاهتمام. مهلاً، كفاني كبراً و عناداً. سأعترف أنني نادم على كل لحظة ضيعتها على ملذاتي و شهواتي. أندم باحتراق على كل حضنٍ دافيء لم أحظَ به من أبنائي. أندم على ضياع زوجتي العزيزة التي تحملت كينونتي السخيفة الكريهة. نعم أنا نادم على الماضي و هل ينفعني الندم؟ هل أمسكُ هاتفي المحمول و أحادث أبنائي أعتذر منهم عما بدر منى قبل فوات الأوان ؟ لا، لا لن أفعلها فلن أتحمل منهم صداً أو بروداً أو تجاهلاً. لا لا، كرامتي فوق كل اعتبار. لا يهم، سأنهض من فراشي و أحاول إسعاد نفسي بنفسي كما اعتدتُ. نعم هذه هي الروح المطلوبة فليذهب الجميع للجحيم و لأنعم أنا بما تبقى لي من أيام في الدنيا. و لكن مهلاً، لم لا أشعر بقدمي ؟ بل لا أشعر برجليَّ، هل أُصِبتُ بالشلل؟ ما هذا ؟ لا أستطيع تحريك حتى وجهي ولا حتى عيني. ما الذي يحدث لي ؟ من أنتم و من أين دخلتم؟ من أنتم أيها الكائنات المرعبة و ماذا تريدون مني؟ لا لا تقتربوا أكثر ، ابتعدوا ابتعدوا !!!! لم لا يخرج صوتي من محجري؟ لا أستطيع الصراخ ولا التنفس ولا الحركة!! ياللمصيبة أيكون ذلك هو الموت ؟ هل تلك الوحوش هي ملائكة العذاب أتت لتقبض روحي العاصية  ؟ يبدو أنني أنا من سأذهب للجحيم. فلتمهلوني قليلاً أرجوكم فقط بضع دقائق أعلن توبتي عما اقترفت يداي على مدار  السنين. أتوسل إليكم ، أتوسل إليكَ يا إلهى أمهلني و لو ثوانٍ. لا أريد الموت الآن فلستُ مستعداً على الإطلاق للقائك يا ربي. أريد أن يسامحنى كل من ظلمته قبل أن ألقاك، أريد رؤية أبنائي و أحفادي للمرة الأخيرة قبل أن تتلقفني ملائكة عذابك. لاااااااا ما هذا الألم المبرح؟ لا أستطيع حتى الصراخ أو النطق بالشهادة.  ستصعد روحي السوداء إلى السماء فمهما دعوتُ و توسلتُ فلا مجيب. انغلقت أبواب الرحمة في وجهي بعد أن كانت متاحةً لي طوال عمري لكني و لكبريائي الخبيث لم أطأ أياً منها، و لم أحاول حتى الاقتراب. يا ويلي و يا عذابي ، لقد كنتُ في غفلة من هذا فانكشف عني غطائي فبصري اليوم حديد. عملي السيء هو لعنتي و قريني فلا خيار أمامي سوى الاستسلام. ها هي جثتي الباردة بدأت بالتعفن ،و لا أعتقد أن أحداً سيلاحظ غيابي كالمعتاد؛ فلطالما كان وجودي مثل عدمه.





المتحف | قصة بقلم الكاتب والباحث الجزائري: محمد بصري


المتحف | قصة بقلم الكاتب والباحث الجزائري: محمد بصري


 

وقف شاردًا أمام لوحةٍ قديمة جدًا. تشرح تفاصيل حصان آشوري بلمسة تكعيبية في متحف عتيق متهالك ورثه أصحابه عن عائلة مولعة باصطياد التحف والهدايا المُعَتّقة بالتاريخ الُمنهكة بفتور الصمت.فضاء المزار الفني كان مكانًا قاصيا بشرق بيروت.كل القطع كانت  تفوح منها روائح الماضي، تماثيل من شجر السنديان والأرز اللبناني، صور هنا وهناك تُؤرخ لزمن العربدة العربي بالأبيض والأسود فالحياة جميلة بلونين باهتة وساذجة وبريئة ... كل الزوار لم تُعِرهم اللوحة الموقوفة الصامتة والماكثة اهتماما في ركن كئيب من المتحف إلا هذا الشاب الكث اللحية وقد بدا عليه الإعياء و الوجع، ثلاثيني بلباس التمرُد في السبعينيات قبعة ثورية تتوسطها نجمة خماسية تشبه تلك التي كان يضعها تشي غيفارا وهو يُلهب الجماهير بخطابات نارية  صادمة للشعور الإمبريالي. بنطالون فتنامي  وقميص أحمر .الهيئة بالكاد إيديولوجية تُفصح عن الانتماء الطبقي والشيوعي للفتى  ...جلس مُترنِحا فوق كرسي خشبي يعود إلى فترة الاستعمار الفرنسي  يُحملق في اللوحة ويتتبع كل مداخلها وأشكالها، أشعل سيجارة من تبغ أسود ركيك مرّ المذاق لا نكهة فيه  وتَـــــــنهّد ..عدَّل من عدسات نظاراته بيدين مرتعشتين وقفز إلى أرضية المتحف  في وضعية جلسة القرفصاء  .أمعن جيدا في اللوحة يبدو أن هذه التحفة المُهملة مارست عليه غواية مومس فاتنة .كانت بتوقيع غريب لرسام مجهول فهو يعرف تماما أصول التحف الفنية، خاصة الرسوم والمنحوتات نظرا  لطبيعة اختصاصه  وشهادة تخرجه من معهد بغدادي  عراقي للفنون . كان الجو باردًا في الخارج حبيبات من المطر تلتصق بزجاج نوافذ الصالة الكبيرة للمتحف. تنزلق بقوة  وهي تحت وقع سياط ريح خفيفة  تعبث بها .كانت هذه الأشكال  المبعثرة لصراع زخات المطر مع رياح  الشتاء تشكيلة فنية أضيفت إلى  القطع النادرة في المتحف ..

هناك سرٌ ما في اللوحة .غموضها اللامُبرر والمُتَعمد بتفاصيل تكعيبية وألوان آنارشية وأخرى عميقة وأساسية الصورة اليائسة لفارس غامض يقبع فوق صهوة الحصان البابلي وهو يحمل درعا دون خوذة فوق رأسه. الرأس الدقيق للجواد يجعله أصيلا متميزا من سلالات كنعانية ضاربة في القدم .كان الزائر الغريب الأطوار منسجما شاردًا ثابتا وكأنه يُسبِّح ويمارس صلاة وقداس و طقوس غريبة    في معبد بوذي .لا يمكنك أن تسمع إلا طقطقة كواعب الأحذية لنساء ورجال جمعهم الفضول ونشوة الكشف وأحيانا الرياء.بعض السيدات المنتشيات بقاماتهن العربية وسحرهن الشرقي. الجمال اللبناني وما أدراك ما لبنان  الأصول التَغْلِبية والغسانيات الفارهات الطول واللواتي بعيونهن حورٌ كن يفتشن عن رسومات للزينة تتبرج بها صالونات وغرف الضيوف وأخريات لا يجلبهن في زيارة أمكنة ثقافية غير التباهي والبريستيج الاجتماعي.قلة من يستهويهم روح المتحف فهو نافذة الروح على الماضي والفن.لا يفقه فلسفة المعارض الفنية و انزياحاتها إلا من امتزجت أرواحهم بفعل التثاقف والتماهي مع الطبيعة الانسانية.لن نكون إنسانويين إلا إذا اعتدنا على فهم طبيعة ذواتنا من خلال علاقاتها بالكون والوجود والفن. المتحف هو فضاء التجلي الإنساني فسحة للإطلالة على البعد الثالث في الكائن البشري الذي تلوث بالتقنية والنفط والفيول .قد تسمع همسا من هناك ووشوشات. هو ضد الصخب يافعات يتقاسمن ابتسامات أُرستقراطية مع مثيلاتهن في أروقة الدار وشباب يفتش عن اللحظة المثالية لإقناع الذات بتوفر إرادة المعرفة ولاقتناص هنيهات المتعة الفنية.وربما لبصبصة عابرة تنتشي بها الغرائز مؤقتا.

في عمق الصورة كانت هناك  رمزية مسكوت عنها مُــــــــبهمة ورمزية هي شبيهة بصوفانية غامضة.بدأت الحركة تتناقص والأصوات تخفت والزوار يتراجعون فمدة إقفال الأبواب اقتربت .الشمس تقف في كبدِ السماء إيذانا بظهيرة ملتهبة الساعة الثانية .صاحبة الدار تقف في وسط القاعة يعلو وجهها البيروقراطي إبتسامة ثلج باردة مُفتعلة تُعبِّر عن رغبة في أن يغادر ما بقي من الزوار . يوم حافل بالتعب والعدمية.تعقب الآثار والفنون لم يكن بذلك الصخب الذي كانت تتوق وتنشده العارضة.رغم  أصالة ونُدرة قطعها الفنية .

استأذن الشاب المرأة الستينية المشرفة وفاجأها بطلب مثير وغريب.

سيدتي : وضعية هذه اللوحة غير دقيقة ومعكوسة لقد عبث بها التقني الذي ثبتها في هذا الركن البائس.لم يُحسن قراءة دلالاتها .

حاولت السيدة أن تستوضح  هذا الجنون والتدخل المريب في أداء الموظفين والقائمين على تنظيم وترتيب وتصنيف المعروضات.

كيف ذلك أيها الشاب؟.

لم ينتظر كثيرا واستسمحها أن يعيد وضع اللوحة بشكل مغاير بحيث تستقر بشكل مقلوب عن الوضعية الأولى.

سيدتي : القماش الأصيل الذي رسمت فوقه الأشكال يجب عكسه بحيث تصبح خلفيته هي الواجهة وتعريضها للضوء ربما يفصح عن هويتها الحقيقية .

السيدة :ماذا تقول أتعتقد أن اللوحة مريبة تم العبث بشكلها؟؟.

الفتى : لا سيدتي لقد تم إلصاقها بعناية وترتيبها بهذا الشكل خوفا من الرقابة.

السيدة : ربما.... فقد أهداها لي شيخ سوري .فقد طُمرت في النسيان في مخزن له ببيته. هو شيخ يعاني الخرف ولا يكاد يتذكر شيئا.نصحني بعض المتخصصين بعرضها لأن لها قيمة تاريخية فقد رُسمت في بدايات القرن  العشرين.

لم تتلكأ المرأة وسمحت بذلك.عمد الشاب الفنان إلى قَلبِها لتكون المفاجأة. لقد كان شكل الفارس والحصان الآشوري خارطة للعالم العربي وهو يتآكل. رأس الفرس كان فلسطين .درع الفارس كان العراق. وهو يتحول إلى شعلة من الركام والانفجارات والثغرات والبؤر المشتعلة  .حطام درع.قلب الفرس كان أحمرا يختزل  صورة لبنان وتضاريسه .مياه وشكل مستطيل يغرق يوحي دلاليا ورمزيا على تضاريس وهيئة مصر وهي تغرق. ظهر الحصان في مؤخرته كان لسوريا بها تشققات رمادية مخلوطة بلون ناقع أسود ودموي .الكواعب الخلفية للحصان تجمُع دول المغرب العربي والنيران تمتد لها. 

وقفت السيدة مشدوهة أمام الصورة المزدوجة التي مارست تخفيا وتجليا.أدركت أنها اللوحة الوحيدة النادرة والمؤثرة في ثروتها الفنية.قالت بصوت خفي .يالله .يارب رسمها صاحبها في العشرينيات من القرن الماضي ولم ندرك الفاجعة إلا ونحن في الثلث الأول من العصر الجديد.

لن أبيعها....أبدا..... ضغط الفتى بحذائه السميك على ما تبقى من كعب سيجارته وغادر الدار وترك المرأة جاثمة مرتبكة أمام تآكل العالم العربي.



 

مركز العلاج النفسي | قصة قصيرة بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


مركز العلاج النفسي | قصة قصيرة بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم ،

مركز العلاج النفسي : 

ذهب للطبيب النفسي بعد أنْ تدهورت حالته النفسية للغاية ولم يَعُد الحديث يُجدي مع أي شخص مهما كان قريباً منه ، كان بحاجة للحديث مع شخص غريب لا يعلمه بحيث يسرد له كل التفاصيل التي تؤرق حياته ، تُصيبه بتلك الحالة المذرية التي لا يتمكن من الخلاص منها مهما قدَّم من محاولات ومهما تَقدَّم به العمر ، بدأ أول جلسة ، في البداية انتابه بعض الخوف فهو لم يَعْتَد التردد على مكان كهذا ولكنه قاوم تلك المخاوف وشرع في الكلام المُرسَل الذي لم يفكر فيه وكأنه يروي كل ما حدث بحياته منذ كان طفلاً صغيراً مروراً بالمراحل المختلفة التي عاشها إلى أنْ وصل لتلك المرحلة التي أفقدته ثقته بنفسه ودمرت حياته حينما تعرض لفشل تلو الآخر لم يتمكن من تجاوزه حتى وإنْ حاول تحقيق أي نجاح في أي أمر آخر ، فلقد ترك هذا الفشل أثراً جانبياً في نفسه لم يستطع التعامل معه ولم يعترف بأن الفشل هو بداية طريق النجاح في مجالات أخرى أو حتى علاقات أخرى ، لم يعلم أنه كان سوء اختيار في أي شأن من شئون حياته ، لم يرغب في تجريب شيء جديد ، ربما توقفت به عجلة الزمن عند تلك المرحلة من حياته وكأنه صار عاجزاً عن التقدم ، شرَح كل ما دار بخُلده للطبيب النفسي الذي رآه للوهلة الأولى مستشاراً لحل أزماته وفَكْ عقدته فقدَّم له بعض الإرشادات الواجب عليه اتباعها كي تتحسن حالته وأشار عليه ببعض الأدوية والعقاقير الطبية التي قد تُهدئ من روعه إنْ أصابه أي مكروه أو عصف به الاكتئاب ذات ليلة ، ونصحه ألا يترك ذاته لتلك الأفكار العنيفة كي لا تُحطِّم نفسيته ويعود لنقطة الصفر مرة أخرى بل أنه طلب منه إجراءً بسيطاً ككتابة ورقة بها بعض المهام التي من المفترض أنْ يُلزِم نفسه بالقيام بها حتى يستغل وقته في أمر مفيد بدلاً من ضياعه في التفكير والتحسر على الماضي دون تقديم شيء للمستقبل ، فما هذا إلا تبطر على النِعم التي تحيط به من كل صوب وحدب ، نصحه باتباع تلك الأوامر وتسجيل النتيجة في ورقة جانبية وعَرضِها عليه في الجلسة القادمة ليُتابعا التطور الذي طرأ عليه سوياً وفي حالة عدم تحققه عليهما البحث عن خطة أخرى كي يصير في حال أفضل ويتقدم خُطوات عديدة في حياته ، انصرف المريض وهو يحاول تَذكُّر تلك الكلمات التي تفوه بها الطبيب في محاولة للاقتناع بها ولكنه قرر الالتزام بها عساه يجد التَغيُّر الذي يصبو إليه منذ قديم الأزل ثم يعود إليه في المرات التالية إنْ وجد منه أي رجاء أو مساهمة في عودته لحياته المبهجة المليئة بالمَسرات والأمل ...



مصرع ذبابة | قصة قصيرة جدا بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك


مصرع ذبابة | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك 



كانت تحوم فوق رأس الرجل المريض 

الراقد في الفراش من زمن ..

تحلق بجناح ناعم 

تلهو في أمان ، لا شيء هنا إلا المريض. 

تحشرجت أنفاسه كالمعتاد ، كثيرا ما ظنوا انه الموت ..ولكنه كان يسعل كثيرا فقط.

الا هذه المرة لم يسعل قط..

أمتلئت الغرفة بالاهل ..

بكى بعضهم،  وتنفس بعضهم الصعداء

اخيرا ارتاح وأراحهم...

فى الزحام خافت الذبابة وارتعبت.

علت وعلت رعبا ..اصطدمت بمروحة السقف فى خوف .سقطت صرعة

لم يبك احد عليها ...

ولم يشعر احد بالحادث المميت ...

...




حب |  قصة قصيرة بقلم الكاتبة التونسية نبيلة وسلاتي 


حب |  قصة قصيرة بقلم الكاتبة التونسية نبيلة وسلاتي


      *حب* 

ليلة هادئة و الكل نائم إلا أنا و نفسي لم يدق النوم بابنا فقررنا التسلل إلى السطح  لتأمل السماء كعادتنا ، لكن هاته الليلة غير التي عاهدناها فسمائها مرصعة باللؤلؤ  كأنها ثوب زفاف مع نسمات الهواء الباردة المدغدغة لفؤادي المذكرة لي بنسمة الهوى المختلجة لذاتي عند رؤيتي لعيناه وراء رف الكتب .. مم عيناه الشبيهة لحبات القهوة مع غزو خيوط الشمس لهما ذبت أنا 

يبدو أنك وقعت بالحب ؟-

لا .. لعله فقط إعجاب ! -

لا أظن هذا .. أنظري للمعة عيناك و بسمة ملامحك عند ذكره-

هل يعقل أن أقع بحب شخص لم أرى منه إلا عيناه ؟-

حب من أول نظرة -

- لننسى هذا و نعود للإستمتاع بسكون الليل و سماه ....

عدنا لتأملنا و تركنا العنان لأرواحنا ترقص على همسات الريح و تدندن مع لحنه بكل فرح إلا أنا روحي خانت نفسي لترقص على أوتار الكلف على أمل أنتظار معشوقها الغير عالم بوجودها .. لكنه هذا هو الحب يخطفك فجأة منك و يلقي بك في قاعه ليتركك تتخبط بمشاعرك المخضرمة إلى أن يأتي منقذك و هذا ما يحصل لي .. أردت عدم التفكير فيه لكن أشعر أن الكون متآمر ضدي بتفاصيله ليذكرني به  بإشتغال أغنية فاضل شاكر "فين لياليك " لتزيد من لهيب إشتياقي خاصة مع أول كلماتها " فين لياليك عمال بناديك مشتاق لعينيك

واحشني لقاك 

بالي مشغول بهواك " 

حقا هذه الكلمات جسدت ما بكياني بحروفها الرقيقة كرقة الكواكب المترقرقة بجوها المشحون حبا مما زادتني عشقا 

ممم يالا عجب هذا الليل الحامل بطياته حنين العشاق لكن عشقي فريد مذاقه حلو رغم مر وحدته 

آه لو يشعر بي ... 

-ما رأيك أن نقوم له بتخاطر الأرواح 

- هل ينفع ذلك ؟ 

- لنجرب 

إتبعت نفسي بكل خطوة أملتها علي إلى أن دخلت هالتي بهالته و أمسكت يداه وأسهبت بعيناه و أخبرته عن مدى إشتياقي لهما و كم أنا أحبه رغم عدم معرفتي به إلا أني أحببته ..... 

فجأة إختفى كل شيء و صحوت من حلمي الذي لم يتم سوى بعض دقائق في ليلة حب مليحة لخصت كل ليالي الحب لتكون ليلة الألف ليلة و التي لا تضاهيها ليلة  و ما أجملها و أجمل لحظتها المليئة بفرحة الوقوع بالحب كفرحة الأرض بهطول الأمطار بعد جفافها لتكون قطراتها بلسما لإنشقاقها كبلسم حبه لقلبي و يا جمال و قبح المنام ...

- لا تنكرين إنه لشعور لذيذ 

- صدقت ذلك يا نفسي 

- أتعلمين حقا خطفني بعيناه أشعر و أنه إمتلك كياني و أخذني مني إليه لأصبح كل كله .. و كما قالت أم كلثوم "و الهوى آه منه الهوى .. سهران الهوى ..." 

................




قصة: موحد القبائل الاتكوشية (غونار خان) | بقلم محمود هشام محمد من مصر


قصة: موحد القبائل الاتكوشية (غونار خان) | بقلم محمود هشام محمد من مصر


      الفصل الاول: نشأت غونار خان ابن الامير 

1- ولادة غونار خان:-

في يوم من الايام وفي الليل الدامس ولد لامير قبائل الاتكوش في جبال التاي وفي قبيلة اورغ ولد من زوجته الاولى وهي الام كيرمان وكان هذا الولد اول ابناء الامير اراغو وكان هذا اليوم يوم عيد عند الاتكوش وهو عيد انتهاء الشتاء فصل الجوع والبرد وحلول شهر الربيع فكانوا يعتقدون ان من يولد في هذه الايام فسوف تباركه الاسلاف لان هذا اليوم يوم البركة والفرحة وكانت النساء قلقين على الام كيرمان لان المؤشرات اشارت على انها سوف تلد بعد اسبوعين وظلت الولاده قائمه من منتصف الليل حتى ولد عند مطلع الشمس والذي كانوا يخافون منه  لم يحصل وانزلته الام كيرمان معافى لابيه فبعد ان عرف الامير اراغو انه ولد فقرر ان يسميه غونار ليص منهبح خانا عظيما في المستقبل القريب ودعا له عند ولادته  لإله السماء تنغري خان في يوم العيد ليباركه ويحميه وولدى غونار في اوائل خلفاء بنو العباس وبالاخص في بداية عهد الخليفة هارون الرشيد عهد العلم والعلماء والازدهار 

2-تربية ونصائح الام كيرمان:-

عندما بلغ غونار الرابعه من عمره علمته امه الكلام بلغة اهل القبيلة وصنع ابوه له سيفا خشبيا حتى يلعب مع الاطفال الذين من عمره ويتدرب به ونصحته بان لا يخرج من القبيله الا بجنود حتى لا يحدث له مكروه ونصحته بالا يخاف من احد لانه الوريث الشرعي لاماره القبائل الاتكوشية وكان ابوه يجعله يركب حصانه عندما يرجع من النظر في احوال اهل القبائل ومراعاة المراعي وعندما يراه الجميع وهو راكبا  حصان ابيه كانهم يرون اميرا مستقبلي وفي هذا السن المبكر كان لا يخاف من من ركوب الحصان وكان تجلبه امه لابيه في الاجتماعات حتى يفهم عند الكبر لماذا كان يجلس مع الكبار والاطفال يلعبون في الخارج وعلمته حب الاخرين  ومقاسمه الطعام مع الغريب قبل القريب وقالت له امه يجب ان تتحلى بالشجاعة لانها تجلب الفوز في كل الاوقات علمته بعضا عن النسيج والسجاد حتى لا يغش احد في المستقبل واخر نصيحه هي عدم خيانه الصديق والاخوه والعدو لان الخيانه لا تجلب  الخير ابدا وشرفك سوف يلوث في التراب وعلمه ابوه الاعراف والتقاليد تعلم غونار كل هذا من ابوه اراغو وأمه كيرمان على مدار ثلاثة سنوات حتى اصبح عمره سبعة سنوات

3-تعاليم المعلم هيرام لغونار:-

 فبعد اتمام غونار السابعة من عمره قرر والده الامير اراغو ان يرسله الى المعلم هيرام افضل معلم في قبيلة اورغ والقبائل الاخرى ارسله ليعلمه اولا اللغه العربية  فاستغرق هذا عاما حتى اتم الثمانية من عمره وعلمه اللغه العربيه لانهم كانوا على الدوام متصلين ببلاد المسلمين في كل شيء لانها كانت لغه شؤون البلاد الاسلاميه ولغه التجار والعلم عندهم حتى دينهم واللغه العربيه كانت عليها ان يعلمها اللغه العربيه اولا لان التعليم في الصغر كالنقش على الحجر والتعليم في الكبر كالنقش على الماء ومن بعد ذلك علمه تقاليد فقال له إذا ذهبت الى الصيد وجلبت حيوان قوي فإذا كان ميت فسوف تدرعه حتى راسه ويختم على الدرع اسمك عليه وعلمه أعراف الاتكوش حتى يتبع مسار اجداده القدماء والا يخالف ايا منهما و سوف يفهم اكثر عندما يجلس في مجالس اهل القبيلة والامارة وثم ثانيا علمه عن الدين بلغه القبيله واللغه العربيه حتى اذا سال احد المسلمين عن دينه فيجيبه في الحال وعلمه بان يفتخر  اعيادهم ومواسمهم الدينيه والدنيويه وعرفه على من هو تنغري هي كلمة وتعني  السماء الزرقاء او اله السماء عندما عرف هذا كله لم يبقى الا حبه للمعلم والبحث عن علوم جديده ليستفيد منها الغير ولم يتبقى الا اهم عنصر في كل العناصر وهو فنون الحرب والقتال فعند اتمام العاشره من عمره بدا المعلم هيرام في تعليم غونار مسك السيف الفولاذي فصنع له سيفا على مقاس حجمه حتى يتدرب به بجديه وبمرونه وبجانب مسك السيف كان يعلمه رمي السهام حتى يعرف الاصطياد اولا ثم يستخدمه في الحرب والقتال فبعد مرور ثلاث سنوات من تعليمه اصول الحرب وفنون القتال بالسيف والرمح والقوس والسهم علمه اهم عنصر في كل السنوات وهو ركوب الخيل حتى اصبح خيالا ما يقدر احد من عمره الجري بالفرس وعلمه الوفاء لحصانه  حتى يخلص لك هذا الحصان  وأخبره المعلم  بتسمية الحصان اسم يليق بصفاته وأخبره شيئا عن ركوب الخيل فقال له المعلم في الحرب ياغونار اركب ذكور الخيل لانها تتحمل مشقت الحرب  وفي الغارات اركب اناث الخيل لانها لاتصهل فلا تكشف غاراتك فقال له المعلم أنا الآن اتممت تعاليمك ولن يبقى الا أن تتعلم عند المسلمين وهو طريقك التالي انت وصاحبك تيموجا العلم يا غونار هو أهم شيء في حياتينا كانوا يتدربون بكثره معا ومع المعلم هيرام فلاحظ المعلم ان غونار كل عام تزيد حدته في رمي السهام وقوته في في شد القوس فهذا اثبت له بانه سوف يكون له مستقبل باهر وانه اول واخر من راهم في التعاليم يستجيبونها بسرعه ففي مده سبع سنوات كنت مطيع للأوامر وصبور في تنفيذها نصيحتي الأخيرة يا غونار وتيموجا ان تتعلما من العدو قبل الصديق ومن الفقير قبل الغني ومن البعيد قبل القريب

4-ولادة أخا لغونار :-

فعندما كان غونار اتم الثامنه من عمره كان لزوجه ابيه الامير اراغو خان الثانيه وهي السيده كيلاميش على وشك الولاده بعد غياب دام لسنوات ولدى هذا الولد في قبيله دورغ عند جده وعندما وصل الخبر للامير اراغو فرح فرحا شديدا ولكن في لحظه من اللحظات شعر بضيق وخوف من الداخل كان هذا الامر لانه بقى معه اثنان من الاولاد فخاف من الفرقه عند الكبر بسبب الحكم والطامعين فيه واخفى الامير اراغو نيته انه سوف يختار غونار من بعده كامير للقبائل وجلب غونار من عند المعلم هيرام فقال يا ولدي لقد اتى اخا لك من امك كلاميش لا تفترق انت واخاك ابدا ولا تحزنه ولا تؤذيه حتى اذا كان هو المخطئ عرفه خطاه واجعله ذراعك اليمنى في حياتك وحكمك وعدني انك لن تخلف وصيتي لك لاخاك مهما كان فقال غونار اعدك يا ابي بان اجعله فوق راسي وفوق كل من يعتدي عليه فقال الامير اراغو هيا اذهب ورتب نفسك لانه قادم من عند جده قال نعم يا ابي حالا وسوف اذهب الى اهل القبيله واعلن ان نبا قدوم اخي فقال عشت ودمت يا غونار يا ولدي وعندما وصلت السيده كلاميش صاروا اهل القبيله يهنئوها ودخلت الى خيمه السياده وقال تركت اسمه لك يا امير فقال عشت انت وولدك  فقالوا ماذا سوف تسميه يا امير قال سوف اسميه على اسم جده الذي في دورغ وهو دوغان ليصبح عظيما بين القبائل مثل جده ويعيش شريفا مشرفا في الدنيا و تبالركه الاسلاف وهنئتها السيده كيرمان بولدها وقالت باذن القدر أن يكون دوغان وغونار سندا لبعضهم في الدنيا وقال غونار أنهوا يشبهني يا ام كلاميش متي سوف يكبر حتى نتدرب سويا فقالت الام كلاميش ليس الان يا ولدي غونار

5-رحلة المعلم والطفلين :-

وبعد ان اتم غونار الرابعه عشر قرر المعلم ان ياخذه الى مكان سوف يعجبه ويحبه ولكن بشرط ان يذهبوا معا الي الصيد هو و المعلم قبل ذهابهم الى الرحله فقال غونار انا موافق يا ايها المعلم وهل سوف ناخذ معنا تيموجا فقال نعم سوف ناخذه بعد الصيد اولا ثم  ذهب المعلم مع غونار الى الغابه واخذوا يمشون بحذر وبدون صوت حتى لا تهرب الفريسه منهم واستغرق غونار والمعلم من منتصف النهار حتى قبل الغروب يبحثون عن الصيد فنفذ صبر غونار من هذا الصيد وقال للمعلم هيرام انا لم اقدر على ان اجلب صيدا لك ايها المعلم فالان لا يمكنني الذهاب معك الى هذه الرحله ولا تيموجا ثم قال له المعلم لا تياس غونار هل نسيت تعليمي فقال لا فقال المعلم انظر امامك الفرج قادم اليك فاصطاد الصيد واهداه  للمعلم فقال المعلم ماذا تعلمت يا غونار من هذا الصيد فقال تعلمت عدم الياس وتحمل الصبر حتى قدوم الفرج فقال المعلم لقد نجحت في هذا الاختبار ويمكنك الان الذهاب معي الى هذه الرحله وذهب المعلم لاخذ الاذن من الامير اراغو ليصطحب معه غونار لجلب بعض الكتب من بلده مسلمه قريبه من الاماره فاعطاه الاذن الامير ولكن قال له علمه علم الطريق وكشف الاثار ومعرفه البلدان وعن التجهات في الامور وهكذا فقال سمعا وطاعا يا اميرنا المبجل وبعد ذلك ذهبوا منطلقين في هذه الرحله وعلمه المعلم هيرام بعض الاشياء عن علم الاثار التي في الارض والاتجاهات واسامي البلدان التي مروا بها حتى وصلوا بعد اسبوع الى رجل مسلم عنده مكتبه بيع كتب في بلاد المسلمين اسمه المعلم سليمان هذا كان يعرفه المعلم هيرام وكان يمده بالكتب وياتي بالكتب للمعلم هيرام مخصوصا وقرر المعلم هيرام الاستراحة يومان في هذه البلدة ثم ينطلقوا الي القبيلة وقد أعجب غونار وتيموجا بكتب مكتبة المعلم سليمان وبعد يومين انطلقوا واخذوا معهم ويكفيهم من الطعام والشراب حتى وصلوا الى منتصف الطريق وقرر المعلم الاستراحه لانهم تعبوا وعند رؤيتهم خانا للقوافل قرار الاستراحه فيه يوما والرجعه في الصباح الباكر وعند دخولهم خان القوافل كان هناك رجالا غرباء من وجوههم كانهم ليس من هذه البلاد حتى انهم عندما دخل المعلم وغونار لم يتركوا النظر على غونار و قال يا معلم لماذا ينظرون الينا كثيرا قال لا تكترس لهم وكل طعامك وبعد الانتهاء قال لهم العامل احذر يا معلم انهم لا يبشرون وجههم بخير ابدا كانهم قطاع طرق وقال المعلم سوف نرى ماذا يخفون وراء هذه الاوجه نام المعلم وغونار وتيموجا معا في الغرفه وفي منتصف الليل تسلل ثلاثه رجال وخطفوا الطفلين من المعلم ولكن الغريب بالذكر ان المعلم لم يشعر بهم وبعد ذلك هربوا الثلاثه رجال الى الخارج الخان وقد كانوا يتكلمون عن متى سوف يذهبون من الخان حتى لا يشعر بهم العجوز وكيف سوف يبيعوهم في سوق الرقيق بعيدا عن هذه البلاد وقالوا سوف نكسب فيهم مالا كثيرا فحدث لما لم يكن في الحسبان انه كان يسمعهم المعلم وتركهم يكملون الحديث حتى ان المعلم كان متفقا مع العامل في الخان بان يراقبهم ويخبر المعلم اذا اقتربوا  من الغرفه فقال العامل امرك يا معلم هيرام دخل عليهم المعلم وحاربهم وقتل واحد منهم ثم قطع يد الاخر والثالث ماسك بغونار وتيموجا فقال المعلم لا تقرب والا قتلتهم فقال المعلم اهدى يا هذا لن اقترب فقلق الرجل فقال في خوف ابتعد ابتعد يا هذا فقال المعلم يا صغيرين اتعرفون ماذا فعل الاسد بفريسته فانقضوا على قاطع الطريق حتى ترك السيف وذهبوا الى المعلم وهرب القاطع الطريق

6-نصيحة المعلم الأبدية :-

بعد ذلك الموقف فكان من الواجب من المعلم ان يعطي نصيحه حتى لا يحصل هذا مجددا وبهذا سوف يكونوا قد أتموا العلم عندالمعلم هيرام والباقي الدنيا سوف تعلمهم إياه فقال المعلم لهم يا ابنائي انا ليس لدي اولاد وانتم اولادي حتي مماتي فلا تتركوا علمكم ودينكم ونومكم للصدف فاحذروا غدر القريب قبل البعيد وعلموا أنفسكم علما يفيد اهلكم ويعظم شأنكم ولاتخونوا لان الخيانه قدرها الموت ولاتقربوها حتى اذا رفعى السيف على رقابكم وبهذا انتهى دوري والباقي دوركم والان بدأت مسيرتكم للتوى فهيا بنا إلى أرض الوطن فاتحدوا فيما بينكم لان بالاتحاد يأتي كل شيء. 




الفصل الثاني:حلم فهد الثلوج

1-حلم الامير اراغو وتفسير المعلم:-

في ليله من الليالي وفي جوف خيمه السياده كان يدور في راس الامير اراغو حلما لو تحقق لقضى على سيادته وهو غارق في النوم الشديد حلم الامير اراغو باجتماع الساده في مقر امارته في اروغ وعندما جلسوا اتى على الفور الطعام والشراب من رجال غرباء لا يعرفهم احد وترى في اشكالهم كانهم اعداء امامك وعند تقديم الشراب كان احمر مثل الدم وطعمه كان مرا بدرجه انهم بسقوه من افواههم والطعام اتى بعدما جاعوا الساده ولم يشبعوا بعدها من هذا الطعام ومن ثم دار حوار بين الساده فقط ولم يشركوا الامير في هذا الحوار وبعد ذلك انتهى الحوار قبل مطلع الشمس وقالوا للامير لقد اتخذنا قرارنا وكان هناك بعض من السادة لم يتكلموا ابدا وعند خروجهم من خيمة السياده وكان الامير اراغو يودعهم ثم اتى فهد الثلوج مسرعا نحو الاسياد كانه وجد فريسته فانقض على الساده واحدا تلو الاخر وكانهم عاجزون على اخراج سيوفهم لانقاذ انفسهم وقتل الفهد الثلجي جميع الساده والغريب انه لم ياكلهم بل قتلهم وتركهم يتعفنون حتى الامير اراغو لم يقدر على التحرك من مكانه خطوه واحده كانه مقيد في خيمة السياده وبعد ذلك ظل فهد الثلوج في التحديق في الامير اراغو طويلا وراى الامير خوفا في عين الفهد وظل محدقا بخيمه السياده حتى اشرقت الشمس واختفى الفهد واستيقظ الامير من هذا الحلم المروع عند بذوغ الشمس فقام منفزعا من هذا الحلم وقال لعله خير ثم ذهب الى المعلم هيرام مسرعا يقص عليه هذا الحلم فوصل الى خيمه المعلم هيرام ومن هنا قال له هل تاذن لي بالدخول الى حضرتك فقال الاذن لك يا اميرنا فاخذ الامير اراغو يقص كل هذا الحلم حتى يعرف هل هو حلم عادي ام لا فقال له المعلم امهني لحظه من فضلك حتى اعرف تفسيره وهل هذا حلم عاديا ام لا مرت ساعه على غياب المعلم فوصل الى تفسيره ثم قال للامير اراغو سوف احتاج منك ان تقص عليا هذا الحلم مرة أخرى حتى ادمج ما وصلت له بالحلم ثم حكى الامير الحلم مجدداً فقال المعلم استمع جيدا يا اميرنا لان هذا الحلم غير عادي وسوف اخبرك ما وصلت له فقال المعلم اول شيء في هذا الحلم ففسر المعلم ان اجتماع الاسياد في هذا الوقت يعني انه كان امرا طارئ والثاني ان الرجال الغرباء تعني في هذا الحلم انهم اعداء قريبين منك لوصولهم الى الاجتماع والدليل يكمن خلف هذا الامر حين قدموا الطعام والشراب من نفسهم وليس بامرك فقال هذا صحيح يا معلم فاكمل المعلم تفسيره فقال والشراب الذي الذي يشبه الدم وطعمه المر يعني انه سوف تقوم حربا بين اعداء جدد وسوف يسفك الدماء كثيرا في هذه الحرب لان كل الاسياد شربوا من هذا الشراب والطعام الذي لم يشبع أحدا من الاسياد يعني ان القحط اتى على الاعداء فقال الامير وماذا بعد يا معلم فقال المعلم اهدا قليلا يا امير سوف اري باقي الحلم حتى استنتج باقيه يجب ان ننتظر بضعه الوقت حتى اعرفه بدرجة كبيره لانه مستقبل نسلا كامل و بعد ساعات من البحث قال المعلم لقد وصلت الى النصف الاخر من هذا الحلم بفضل الاسلاف وقال ان هذا الحوار الذي دار بين الساده وحدهم يعني انهم سوف يتخذون قرارهم من دونك يا امير والصامتين هم غير راضيين عن هذا القرار وسوف يقفون في صفك وعندما قالوا لك اتخذنا القرار يعني انهم لن يرجعوا على اتخاذ ما اقدم عليه حتى ولو استخدمت القوة معهم فقال المعلم يا اميرنا امهلني بضعه ساعات اخرى لاعرف باقي التفسير لان ذلك فهد الثلوج حيرني في كل مره تقص عليها في هذه الرؤيه ذهب الامير الى خيمته وانتظر حتى علم بأن المعلم وصل الى الباقي ثم ذهب الى المعلم حتى يعرف ماذا سوف يحدث بعد ذلك ثم قال الامير الى ماذا توصلت يا معلم فقال المعلم يا اميرنا لا تحزن من هذا الكلام الذي سوف اقوله لانه لا يبشر بخير ابدا فقال الامير لماذا تسكن قل كل شيء يا معلم ولا تخبئ اي شيء حتى اطمئن على نسلنا فقال المعلم مكملا تفسيره فقال الفهد الثلجي يدل في اعرافنا على القوه والسرعه يعني انه سوف سوف تهجم عليك قوه كبيره وسوف ترهقك انت والقبائل وان سرعه الفهد تعني ان الخطر سوف ياتي لمحال له ولكن لا يظهر متى سوف يظهر هذا الخطر والامر الآخر ان الفهد قتلهم ولم ياكلهم تعني انا سوف تحدث زعزعه في القبائل والذي حيرني ان عدم تقدم الفهد لمهاجمه خيمة السياده ومن فيها تعني انه لن تتاذى امارتك لان خيمة السيادة تعني في عرفنا وتقاليدنا انها مركز الحكم وكثره التحديق في الفهد لك تعني انه يوجد شخص خلفك او منك له قوه وسوف يهزمه وترجع الأمور على يد هذه القوة واشرقت الشمس تعني ان في عرفنا انها البدايه وانه بدا الخطر في التقدم لك فقال المعلم ادعوا الأسلاف ان تحمي سيادتك ونسلك من هذا الخطر

2-انضمام غونار للمحاربين:-

وبعد ذلك اسرع الامير في التخطيط حتى يكون مستعدا الى اي خطر مهما كان فقال للحاجب ان يستدعي رئيس الجيوش السيد تانجي في اسرع وقت فذهب مسرعا الحاجب الى تانجي وذهب اليه في الغابه لانه كان يصطاد مع الجنون ووصل الحاجب الى تانجي وقال له يا رئيس الجيوش لقد تم استدعائك من اميرنا في امرا عاجل فقال ما هذا الامر يا ايها الحاجب فقال لا اعلم يا سيدي ولكن كانه امر طارئ فزاد قلق الرئيس وقال لنفسه ماذا سوف يريد مني اميرنا في هذه الجلبه لعله خير وذهب مسرعا مع الحاجب حتى وصل الى خيمة السيادة فاستاذنا الرئيس تانجي بالمثول امام امير القبائل فقال ادخل يا معلم الجيوش فاستغرب تانجي من هذه التحيه فقال فقال السلام لاميرنا فقال اجلس يا تانجي قال ماذا تريد يا اميرنا من خادمك المطيع قال سوف اكلفك بمهمه يا تانجي فقال وانا جاهز حتى الموت فقال ما تفاصيل المهمه يا اميرنا فقال سوف تذهب ومعك هذا المرسوم مني الى جميع القبائل سوف تاخذ الرجال البالغين من ابناء الاسياد ورجال الصغار البالغين من دور ابني حتى تجمع عددا كبيرا وسوفا تاتي بهم الى هنا للتدريب والتعليم حتى نجعل ابناء الاسياد حتى ابني منهم على جعلهم يتحملون كل انواع القتال بمواجهه اي خطر يهدد القبائل وسوف تاخذ معك المعلم هيرام ليختار معك الجنود فذهبوا مسرعين الى جميع القبائل والبحث عن رجال يحملون قوه العضلات ورجاحه العقل وبعد اسبوع من المشقه في الاختبار  حتى اشرفوا المعلمان على تعليم الابناء وتقسيمهم على حسب جسمهم وعقلهم وكان غونار معهم منضم مع المحاربين وكان في فريق غونار صديقها تيموجا وكان ابن السيد فوجين سيد قبيلة الفوجار ابنه توغين فكان لا يريد الذهاب الى هذا الفريق وكان يحقد على غونار لانه بارع في رمي السهام عنه وهو ذاع صيته في رمي السهام منذ كان صغيرا وقوته العقليه والعضليه كانت تسمح له بأن يكون مع أي فريق ولكن المعلم هيرام اختاره في فريق ابناء الاسياد الذين من عمره حتى من كثره هذا كله تبارز توغين مع غونار بغرور وحقد حتى غونار كان يفكر انه مجرد مبارزه بينهم الاستعراض وكان سوف تدخل فيه جديه حتى جرح غونار توغين من غير قصد فقال المعلم هيرام يكفي هذا من المبارزة بالسيف مابكم هل هذه مبارزة ام قتال بين عدويين فذهب غونار مسرعا الى توغين لمساعدته على النهوض فقال لها ابتعد يا هذا لا احتاج الى مساعدتك فقال انا اسف لاني جرحتك لم اقصد يا توغين فقال لا يؤثر في مثل هذه الجروح  فذهب المعلم الى غونار وقال له لا تحزن انه حاقد عليك من قوتك فاحذره فقال انا لم اقصد هذا يا معلم فقال اهدا يا غونار انها مبارزه عاديه اكمل التدريب فانصرف المعلم هيرام للنظر إلى البقية وأخذ غونار يتدرب كثيرا أمام الجميع حتى تنطفئ النار التى بداخله وقد أعجبوا كل الفرق بتدريب غونار وبالمبارزة

3- اصتياد غونار لفهد الثلوج حيا :-

مرت الايام والاسابيع على غونار وهو مع المحاربين حتى اصبح اقوى رامي سهام في القبائل حتى من شده اعجاب المحاربين الاخرين بغونار في رمي السهام كانوا يتمنون لو كانوا مثله وذاع صيت غونار في دقته في رمي السهام يوما بعد يوم حتى ابناء الاسياد كانوا يغيرون منه ولكن كانوا يحبونه لان طيب القلب و رحيم وفي يوم اتى رئيس المحاربين تانجي الى المعسكر التدريب وقال تجهزوا يا ايها المحاربين سوف تبدء مسابقة الصيد بين الاسياد وفيختار كل ابن سيد واحدا ليرافقه من قبيلة مختلفه حتى يسود التعاون المحبه بين ابناء القبائل وسوف تقام بعد اسبوع من اليوم فمن يريد ان يشارك فليرفع يده فاول من رفع يده هو غونار ومن ثم باقي الاسياد فقال الرئيس سوف نحصي كم من ابن سيد سوف يشارك في هذه المسابقه ومن ثم ياخذ معه في مدار هذا الاسبوع وسوف نقول لكم قواعد الصيد بعد ما تختارون الرفيق الذي سوف يذهب معكم ومن دون اي شك اخذ غونار صديقه تيموجا لانه من قبيلة القونار فهذا يسمح له بالمشاركه مع غونار فبالطبع كان اول من شارك بالرفيق هو غونار فاخذوا يسرعون في اختيار الرفيق من القبائل الاخرى فكان اقوى منافس لغونار هو توغين ابن سيد فوجين فقرر توغين بانه سوف ياتي باحسن صيد وانه سوف يفوز بجائزه المسابقه التي لا يعلمها الا ثلاثه وهم المعلم والامير ورئيس الجيوش انتهى الاسبوع وسجلا اثنا عشر ابن سيد ومنهم اثنان ابناء امير الاتكوش وهم غونار واخوه دوغان فكل القبائل المشاركه يوجد فيهم من دخل باثنان ومن دخل بواحد لان القانون ينص على التقارب العمري للمتسابقين ولا يسمح لابن السيد اذا كان عمره يفوق بكثير عن الاغلبيه فمر الاسبوع فكان كل الابناء والمرافقين جاهزين وفي هذا الاسبوع ظل غونار يتدرب على رمي السهام كل يوم حتى ميعاد المسابقة المرتقب وفي انتهاء الاسبوع حانت اللحظة المرتقب كان كل الاسياد والامير يفتتحون المسابقة لمدة اسبوع وقال الأمير الفائز من يرجع بالصيد الثمين واعلموا بان لا يساعد احد الاخر الا المرافق فقط وان من سوف يفوز فله جائزة كبرى وقالوا اذهبوا اينما شئتم ولكن المهم الصيد فسوف يتبعكم احدا من بعيد لكل الاثنى عشر  وقال انا سوف البي اي شيء تريدونه اكتبوه للمعلم وللرئيس تانجي بدات المسابقة واخذوا الخيول مسرعين وكل شخص ذهب في منطقة غير الاخرى فانطلق غونار وتيموجا إلى الشمال حيث يسكن اشرس حيوان في المنطقة وهو فهد الثلوج فقال تيموجا يا صديقي هل انت متاكد من هذا فقال الفوز لا ياتي للضعفاء افهم هذا يا اخي العزيز فاكبر صيد في هذه المنطقة هو الذي نحن ذاهبون اليه فهل انت معي ام لا انا نويت ان اجلبه ولن ارجع الا به هذا الامتحان الذي اخترته بيدي ولن ارجع فيه ومن ثم ذهبوا وكان خلفهم مراقب يراقب حتى يخبر الامير بما حدث في رحلة الصيد يعرف الأمير مستويات الاسياد المستقبلين ذهبوا في نواحي جبل في الشمال فكانوا حذرين في تقدمهم فراى غونار اثار هذا الفهد و كانه منفرد لا يتواجد مع القطيع فراه وهو يتسحب الى نحو الجبل كانه راى فريسته وكان جائعا بدرجه ان ظل في مكانه من التعب بعد ملاحقة هذه الفريسة فقرر غونار ان ينصب فخا في هذا الجبل المليء بالصخور العالية والمنخفضة

الصخور العالية الى المنخفض حتى يعرف الفهد انه يمكن الان ان يمسك بفريسته واخذ غونار يطلق الفزاعات حتى يلهيه عنه ويكسب غونار بعض الوقت ومن ثم  يتعب من ملاحقة غونار حتى يفتح له الطريق ليرى اللحم في القفص ويدخل الفهد من الجوع ولكن الفهد كان قبل دخوله القفص سوف يمسك بغونار عندما نزل غونار في صخره منخفضه لم يراها اخذت تيموجا يسرع في دوره ان يطلق الفزعات الاخيره من عند القفص واصدار صوت حتى يتقدم ويزداد رائحه اللحم فلم يجد الفهد غونار  كانه اختفى عند سماع صوت تيموجا من خلف الفزاعة وعند رؤيه الفهد القفص الذي به اللحم دخل اليه مسرعا ثم اسرع تيموجا بقفل القفص عليه وهو يأكل وبعد ذلك قرروا أن يرتاحوا في الليل السادسة وقال غونار سوف ننطلق في صباح اليوم السابع وهو اخر يوم في هذه البطولة حتى كان هناك احتفاليات بعودة اللاعبين كلهم ما عدا غونار وتيموجا والقانون الاخير في هذه البطولة انه سوف تنتهي هذه البطولة في ليله اليوم السابع واذا لم ياتي المتسابق في هذا الوقت فيعتبر انه لم يصطاد شيئا والكل كان يصوت على توغين انه سوف يفوز لانه صيده اثمن صيد وحزنوا على غونار لانه تاخر ولم ياتي حتى الان والا في اخره لحظه وقبل اعلان الفائز اتى غونار وتيموجا وهم راكبان الحصانين ومن عظمتهم وشموخهم كانه  مثل صيداهم الثمين وكان المراقب الذي كان يلاحقهم كان راكبا على عربه الفهد وراء غونار واخذوا اهالي القبائل المجتمعه بالهتافات من مدخل القبيلة حتى مراسم المسابقة يهتفون بصيد غونار وتيموجا ويقولون كل قبائل في صوتاً واحد عاشوا صيادين الفهود وظل الامير واسياد يسمعون كانهم راوا معجزه تحققت في صوت وقال الامين من قادم يا هذا قال صياد الفهود ابنك غونار فاصتاد الفهد من دون اي خدش في كليهما حيا فتعجب من هذا عندما سمع انه اصتاد الفهد ومن دون خدش وتزكر حلمه المروع وتفسير المعلم فاخفى خوفه على الجميع واخذوا يمدحون غونار وتيموجا من جميع الساده والامير حتى المنافسين اخذوا يباركون لغونار وتيموجا وقال دوغان اخو غونار يمدحه ولقبهم بالصيادين الفهود الرفعه تليق بان تكونوا  لكم  قد رفعتم رفعة قبائلكم والاماره فشكره غونار وتيموجا على هذا كله فاصطفى الاثنى عشره منافسه ومرافقينهم ومراقبينهم فاخذ كلا من المراقبين التحدث عن الطريق كل واحد فيهم كيف اصتاد فريسته وفكره عمل كل صيد اخذ الاسياد والامير والمعلم والرئيس تانجي في ترتيب صيد كل واحد من حيث كل شيء حتى قرروا اتخاذ قرار انهم سوف يعرضون اول ثلاث مراكز فقط حتى لا يضعفون من معنوياتهم الاخرين فقالوا جميعا بلسان الامير انا الذي حصل على المركز الثالث هو دوغان من قبيلة اروغ والثاني هو توغين من قبيله الفوجار والاول والذي سوف يفوز بالجائزة الكبرى هو غونار من قبيلة اوروغ فاخذوا يهنئ كل واحد من الاسياد غونار اخذ كل من الاهالي من جميع القبائل فقال امير سوف نقول الان احسن المرافقين من حيث سرد القصه سوف نقول ثلاث مراكز فقط والثالث هو من قبيله الجانج والثاني من قبيلة دورغ والاول هو احسن مرافق في هذه البطولة هو من قبيلة القونار وتيموجا صنع فرح في قبيلته وحظى بتقدير الاسياد له بهذا الشرف الكبير فقال الامير الجائزه الكبرى هي من نصيب غونار وتيموجا وهي 10,000 قطعه ذهبيه لهم وجعل غونان رئيسا لرمي السهام وتلقيبه بصياد الفهود كان الغضب في هذا الحفل كله من توغين بعد ذلك اتى غونار من وسط الحفل واخذ لحمه ليرميه امام الاهالي الى الفهد هذا اللحم يقوله هذا كله من فضل الاسلاف وهذا الفهد كذلك وقال لهم اشكركم واتمنى التوفيق لكل من شارك في هذه البطوله وادعمه واحترمه لانه عمل الذي لا يقدر عليه احد لانه شارك بكل ما لديه من قوة الصيد محتاج الصبر والتحمل يا رفاق يجب على الكل أن يتعلم الاثناعشر صيدا ويأخذ منهم عبرة وقالت الام كيرمان عشت يا بني يا صياد الفهود عشت على كل شئ فعلته ليعلوا شرفك وشرف ابيك ليدم حكمك ويذاع صيتك في البلدان يا غونار


4- اجتماع السادة الثلاثة سرا :-

وبعد هذه البطولة التي عانت شقاء كثيرا بين ابناء الاسياد كان يحدث بعد ذلك في قبيلة الفوجار أموراً غريبه والا هي ان الطمع ساد خيمه سيد القبيله غضبا شديدا على ولده لانه كيف لم يفز في هذه البطولة فكان في هذا الولد حقد من كل من في القبائل لانه يدعمون غونار في اي شيء ففكر في الانتقام من الامير المخادع الذي اعطى الجائزه لولده وانا احق منه فخطرت في بال الولد فكرة ان يحرض ابيه على التمرد حتى ياخذوا الاماره من الاورغ وتذهب الى اقوى قبائل والا هي الفوجار ولكن كيف يفعل ذلك فقال سوف احرضه على أن يجمع الساده في السر ويعرض عليهم الهجره الى موطن الاجداد الى جبال تيان شان في الصين واذا لم يوافق الامير فسوف يهاجر معك بعض القبائل وتكون اماره قويه في موطن الاجداد فعندما سمعت امه هذا قالت انت ولد ذكي يا توغين ولكن كيف سوف نقنع اباك بهذا فقال اتركي هذا لي يا امي فقالت سلجفي امه انا سوف احرضه على عدم تقبل تصرفات الأمير واحرضه على معارضه بعض الاشياء حتى يقوي قلبه على هذه الفكره فمرت الايام وكان يوجد اجتماع في اروغ على بعض القرارات فكان هناك قرار من قرارات الامير يعجب فاعترض عليه فرد الامير بقسوه فقال له انا هنا الامير انت تنفذ يا فوجين انا اعلم الصالح لنسل الاتكوش فلا تعدل على قراري هذا فهل يوجد لديك شيء ينفعنا فقل وإلا تصمت فكان فوجين راجعا الى قبيلته وهو غاضبا من الامير فجاء دوره الابن وامه لأخبار ه بفكره التحريض فقالت توغين يا ابي سوف اجعلك تنتقم من هذا الامير الظالم فسوف اقول لك فكره ان نفذتها سوف تنصب اميرا للقبائل فابتسم وقال له وكيف هذا يا ولدي الحبيب فقال سوف تسمع ما ساقوله يا ابي انك سوف ترسل الى بعض قبائل تدعوهم سرا الى خارج القبائل وتحرضهم على الهجره الى جبال تيان شان والذهاب من الشتاء القارص في جبال التاي وان هناك مراعي واسعه ومكان جيد للتجاره مع المسلمين فاذا لم يوافق الامير اراغو بالهجره الى هذه المنطقه سوف يؤيدك بعض القبائل والاخر سوف يكون في صف الامير وسوف تعد العده ولم يجرؤ  الامير اراغو على سفك دماء الاخوه ونحن سوف نساندك سوف تساندك القبائل وسوف نهاجر الى موطن الاجداد وسوف تكون امارتك اقوى من اماره اورغ فقال انا معك يا بني حتى النهايه والموت فقالت زوجته اسمع مني ما ساقوله لقد عرفت انكم تريدون من سوف يرضى في الذهاب معنا وقبول دعوتنا السريه انا عرفت من سوف يوافق فقال من هم يا سلجفي فقالت  السيد قانير سيد القونار والسيد هونجي سيد الهونجار فقال السيد لما هؤلاء يا سلجفي فقالت فلم  فلم يخبروا الامير ما اما الاخرين فلا يحبون الفوجار وهذان القبيلتان هم من نسل جد واحد واقرب إليك في الدم من الاخرين وهم تضرروا من الشتاء  الماضي  فسوف تقول لا ندري ماذا سوف يحدث في الشتاء الجاري او الذي بعده وسوف تقول ايضا اننا سوف نكون قريبين من بلاد المسلمين فيمكننا ان نصل قبل اماره اروغ الى سوق نيسابور فقال السيد فوجين ان كل هذا جميل ولكن ايضا كيف سوف نرسل الدعوه سرا الى اسياد القبائل حتى كيف سوف نراوغ جواسيس الامير فقال توغين اترك هذا لي فقال كيف يا بني فقال انه سوف يرسل امه سلجفي الى قبيلتين كانها اتيه في زياره زوجات السيدان وهي ذاهبه سوف تعطي الرساله التي سوف تكتبها الى زوجة السيدان وتقول لهم اعطي هذا الى سيد القبيلة لان السيد الفوجار يريده في امرا خاص فلا تقراوهن ولا تخبرا احدا بهذه الرساله فسوف يخافون من هذه الرساله ولن يقول لاحد ولن يقبلوا على معرفه ما فيها لانها بين الاسياد فقط فقال السيد فهيا تحركي يا زوجتي العزيزه لانه لا يوجد وقت لان الشتاء اتى علينا فيجب التحرك للهجره قبل حلول الشتاء ففي اليوم التالي ذهبت اولا الى قبيلة القونار  الى زوجه السيد قانير فاستقبلتها وقالت لها اهلا بك في قبيلتنا فقالت انا اتيت اليكي وجلبت لك هديه بسيطه وهي اجود سجاده صنعت في الفوجار وقالت لنفسها لي زمن لم اتي الى القونار فقالت سلمت يا سلجفي فاخذوا يتكلمون عن احوال القبائل الاخرى حتى انتهوا فقال سلجفي ان انا سوف امشي الان وهم ماشيين مغادرين القبيله قالت سلجفي لزوجه السيد القونار خذي هذه الرساله لقد ارسلها سيد الفوجار الى السيد قانير لوجود امر خاص بينهم الا تفتحيها وقولي له الان لانه امر ضروريا وذهبت سلجفي الى قبيله الهونجار وقالت لزوجة السيد هونجي نفس الكلام وبعد ذلك ذهب السيد فوجين وابنه إلى المكان الموجود في الرسالة وبعد ذلك اتي كلهم ماعدا السيد قانير ولكن تاخر السيد قانير عن القدوم وكان السيد فوجين قلقا على قدوم السيد قانير لانه لم ياتي ولكن لم يطول الكلام حتى وصل السيد قانير وقال لما هذه الجلبة يا سيد فوجين لقد قلقت انا انه يوجد امر طارئ فما هو هذا الامر  فقال السيد فوجين عداني ان لا تقول لاحد ان ما ساقوله الا عندما اقول لكم فتقولوا لهم فقالوا نعيدك يا سيد فوجين فقال ما هذا الامر فقالوا جمعتكم اليوم بخصوص الهجره التي لم نتكلم فيها منذ زمن بسبب الأمير وقال انا ادعوكم الى الهجره الى موطن الاجداد في جبال تيان شان الذي يمتاز بكثرة مراعيه وموقعه المتميز الذي يكون قريب منه بلاد المسلمين وسوف تكون موقع لتجاره المنسوجات لنا والجو في الشتاء معتدل عن ما هنا الا تعرفون ماذا حصل لكم في الشتاء الماضي من موت في القطيع وقله الصيد ولا ندري ماذا سوف يحدث لنا في هذا الشتاء ولا يمكن ان ندري ان الدور يمكنه أن يأتي  على اطفالنا وهناك يوجد الصيد الوفير والمياه العذبه ومسيره الهجره لا تتجاوز  الشهرين واذا وافقتم انتم فيمكن ان توافق بعض من القبائل الاخرى وسوف تقوى فرصه الهجره بين القبائل وسوف يضطر الامير اراغو على الهجره وحتى اذا لم يهاجر معنا القبائل فنحن معا نكفي وهم سوف يفكرون في الذهاب معنا بعد فتره فقالوا لحظه من فضلك اتركنا لوحدنا بضع دقائق انا وهو فتركهم يتشاورون واخذ توغين يقول لابيه ماذا فعلت افترض انه وافق الامير في الذهاب معنا فهكذا  تضر بإنشاء امارة الفوجار فقال لن يوافق الأمير على هذا القرار يا غبي لانه وضعه هنا احسن من ان يبدا


فيه في جبال تيان شان فانتهى حديث السيدان على قرار الهجره فقالوا نحن معك يا سيد فوجين فقال وانا كنت اعلم بشجاعتكم التي لا تقدر بثمن فقالوا سلمت وسلم قرارك يا سيد فوجين فقال لهم  اعدوا العده للهجره حتى يسمع باقي القبائل بالهجره ويعلن الامير عن اجتماع الاسياد ونقول ما قلناه لكم مع بعضنا البعض وسوف يكون هناك اقبال على قرارنا انشاء الاسلاف


5- قلق القبائل وإعداد العدة :-

بعد اعلان الاسياد الثلاثة عن اعداد العده للهجره فقلقوا اهالي القبائل الثلاثة من غضب الامير عليهم ولكن اجبروا على اعداد العده لانه امر اسياده وعند سماع القبائل الاخرى عن ما حدث في الثلاثة قبائل قلقوا وكانوا لا يدرون ماذا سوف يفعلون هؤلاء حتى وصل الى اسياد القبائل الاخرى واجتمعوا وقالوا هل هذا كله يعلمه اميرنا فقال البعض ربما قال لهم هم اولا وسوف يقول لنا بعدهم فقال حتى واذا كان أتخذ قرار الهجره فكان يجب عليه ان يقول لنا لاننا لا نريد الهجره لاننا استقرارنا دام طويلا وتعودنا على هذه الارض ونحن نريد البقاء لان لدينا سيطا واسما في هذه المنطقة

6-اتخاذ قرار الهجره وغضب الامير اراغو:-

بعدما علم الامير اراغو باعداد العده للقبائل الثلاثة للهجره عرف في داخله ان هكذا الحلم اقرب على نهايته وقرر اجتماع جميع القبائل وكان الامير يقول في داخله هذا اخر اجتماع لنا فارسل المحاربون برسائل المثول امام الامير الليله لغرضا مهم وصل كل اسياد القبائل اولا ومن بعدهم الثلاث قبائل المقررين للهجره فدخل الامير وسارعوا في الوقوف الا فوجين كانه لا يبالي وقف بعدهم فدخل الامير وقال لهم وهم واقفين فكانوا سوف يجلسون فقال لهم لا تجلسوا فظلوا واقفين وهو يتكلم وقال لهم موجها قوله الى الثلاثة قبائل ويقول لهم ماذا فعلتم الا تريدون ان الذى فعلتموه لا ينص على تقاليدنا واعرافنا يا له من عارا غطى عليكم فسارع السيد قانير في الكلام من دون اذن فقال الأمير له اصمت هل اذنت لك بالتكلم حتى في الكلام لا تاخذون اذني فقال لهم هل تريدون التفرقه بين اخويكم فقالوا يا امير لن يولد من يفرق بين الاخوه فقال الأمير لقد عاش وولد فلماذا فعلتم هذا فقال السيد فوجين اتاذن لي بالتحدث فاذن له فقال يا امير اولا نحن اتخذنا هذا القرار حتى تتحرك القبائل في هذه الى الاجتماع ونعرف رايهم بصراحه حتى ياخذون فتره حتى ذلك الاجتماع في التفكير في والسبب الثاني هو لو عرفت القبائل الى اين سوف نتحرك فسوف يفهمون قصدنا فقال لد الى اين الوجها يا فوجين فقال الى موطن الاجداد الى جبال تيان شان في الصين فاخذوا الاسياد يتشاورون بهدوء فقال الامير والثالث يا ايها السيد فقال فوجين اننا سوف نكون بالقرب من بلاد المسلمين وهذه المراعي موقعا متميزا في التجارة مع الصين والهند والمسلمين فقال الامير ونحن نتعامل مع كل هذا يا اميرنا ونحن الثلاث قررنا الهجره ولا رجع في هذا القرار ونطلب نحن الثلاثة ان تقام اجتماع ونرى من يريد الهجره معنا ومن يريد البقاء ما اميرنا فقال الأمير انا موافق على هذا وسوف اجعلكم يوما واحدا وترى من معكم ومن معي فقال الامير سوف اجعلكم تهاجرون حيث ما شئتم لاني لا اريد ان استخدم القوة ضد اخوتي وكل سيد يعرف مصلحة قبيلته فكلهم رجعوا الى قبائلهم واقاموا اجتماع للاسياد القبيلة فقط ويرون من سوف يذهب مع فوجين ومن سوف يبقى مع اميرنا فجاء اليوم التالي ودخلوا الجميع الساده ينتظرون الأمير اراغو كان الامير ينتظر بضعه دقائق في خيمة زوجته كيرمان وقالت للامير اجعل يا اميرنا كل قبيلة على راحتها حتى لا يقولوا هذه الاماره اماره مستبده ويعرف الاعداء ان يوجد خلاف بين القبائل وبعضها البعض واتمنى ان لا يهاجر احدا مع هؤلاء القبائل الثلاثه وانا اعرف من حرض هؤلاء القبائل فقال الامير من فقالت زوجة السيد فوجين السيده سلجفي لانها لا تحب امارتنا بسبب الحكايه القديمه التي حصلت مع ابيها ووالدك الامير تنغري خان وعندما قتله بسبب الخيانه على يد الامير تنغري فقال اراغو نعم انا اتذكر هذه الحادثه كنت مثل غونار في العمر فذهب الامير الى هذا الاجتماع وكان معه غونار وراءه ورؤساء المناصب في القبائل ودخل الامير اراغو وكان يعلم ان الحلم تحقق وانه سوف يقف معنا بعض القبائل وسوف يهاجر الثلاثه ولا يعلم من سوف يذهب معهم دخل الامير والقوا عليه التحيه وبدا الامير في التحدث يقول سوف نبدا اليوم اخر اجتماع لنا والذي سوف يقرر مصير هذه القبائل واسيادها نبدا اليوم بعرض قرار الهجره الذي اتخذوه الثلاث قبائل والذي انا لا اريده فمن مع قرار الهجرة مع هؤلاء الثلاثة ومن سوف يكون معي في البقاء والاستقرار في هذه الأراضي فتح التصويت وكل سيد اخذ يتشاور مع كل من بجانبي ويعرفون رايهم باقي أربعة قبائل متحيرين فقرر كل سيد فيهم قرارا بعد الاخر فاول من اتخذ القرار هو سيد الجانج فقرر البقاء مع الامير وبعد لحظات قرر سيد الدورغ البقاء وقرر سيد التاوش البقاء كذلك وظل متحيرا سيد الدورش لان الباقين اربعه قبائل والمهاجين ثلاث قبائل فهل يتساوى المهاجرين والباقين فسيد الدورش هو من سوف يقرر هذا سوف يعطي قوة لمن يذهب معه وكان خائفا السيد فوجين من قرار الرجعه بين الذي معه من القبائل ولكن سوف نرى الان اتخذ سيد الدورش قراره الاخير وهو البقاء مع الامير اراغو فقال الامير الخيار لكم هل تريدون البقاء فسوف اسامحكم واذا هاجرتم فمكانكم سوف يبقى حتى اذا قررتم الرجعه في الاعوام الاتيه فقرروا الهجره وقالوا اخر كلام للامير نحن اتخذنا قرارنا النهائي والهجره اصبحت مؤكده فسوف نجعلكم تفكرون ولكم معنا مكانا لكم اذا فكرتم في الهجرة وبعد ذلك ذهب كل سيد الى قبيلته يعلموهم بقرار الاسياد


7-قرار الامير اراغو:-

وبعد قرار الهجره الذي اتخذوه اسياد القبائل قرر الأمير العمل بالعرف والتقاليد فاعطى مهمه لاجدر الرجال عنده وهم المعلم هيرام وولده غونار وبضعا من الجنود ارسل الامير الحاجب ليرسل الى المعلم هيرام وغونار فاتوا مسرعين حتى يعرفون ماذا يريد الأمير فقال الامير ادخلهم فدخلوا فقال الامير يا معلم ويا غونار ارسلت لكم لمهمه خاصه وهي انكم سوف تذهبون الى جبال تيان شان وتجد مكانا مناسبا للقبائل الثلاثة وان تعلم غونار الطرق والمدن وتخبره عنهما حتى يتعلم لانه سوف يمسك القوافل فيما بعد الى بلاد المسلمين والي سوق نيسابور ولك مهمه اخرى يا معلم الا هي انك سوف تجند تيموجا في قبيلته وهي القونار كجاسوس حتى نعرف ماذا يخططون بعد ذلك ومن يملا عليهم هذه الاوامر وسوف ينفعنا في اشياء عديده فقال غونار يا ابي لماذا تيموجا فقال ابوه لانه صديقك فقال غونار فانت تعرف انه صديقي فلماذا فعلت ذلك وانت تعلم ان ابويه متوفين وانه يريد البقاء معنا عندما سمع قرار الهجره فقال الامير اراغو يا بني سوف اعلمك شيئا والا هو ان الذي تربى معك ويخاف على فراقك فاعرف انه لا يخونك ابدا مهما كان حتى واذا كنت اميرا فلن يؤثر او يغير رايك فيه فقال نعم يا ابي انا علمت ما قصدك من ارسال تيموجا مع المهاجرين حتى يكون لدينا عين في هذه البلاد وهذه القبائل فقال المعلم وانا لي طلبا يا امير فقال الامير قل يا ايها المعلم ما طلبك فقال اتسمح لي بان اخذ غونار معي الى سمرقند لاعلمه تعليم بلاد المسلمين حتى يعرف اكثر عن العلم والمعرفة وعن المسلمين وحتى نجد طريقا نعلمه لتيموجا في التواصل معه وسوف يكون قريبا منا ولكن سوف نبقى كثيرا حتى ناخذ المضمونه منه فقال الامير اراغو انا اوافق وهو امانه لديك يا ايها المعلم وعلمه عند احسن المعلمين وافضلهم في بلاد المسلمين واذهبوا واخبروا تيموجا بامري واريد طريقه حتى لا يتاذى تيموجا منا ولا يضره لاننا لن يبقى لدينا سلطان عليهم فاذا قلت لهم شيئا فسوف يفعلوه مثلما فعلوا في الهجره ذهبوا وقابلوا تيموجا وقالوا له الامير يكلفك بمهمه هل توافق عليها فوافق دون تردد فقال حياتي فداء لاميرنا فماذا تريدون وانا تحت امركم فقالوا ما عليك فعل ان تكون جاسوس لنا في جبال تيان شان   وافق على هذا دون تردد وقال غونار له سوف احزن على فراقك يا اخي تحمل وحاول ان لا تقع في مصائب هذه المهمه الصعبه كل هذا يبقى على عاتقك انا اتمنى ان اكون مكانك ولكن القدر اخفى العجب فحافظ على روحك الثمينه يا اخي ذهب تيموجا واعدى العده بالهجره  مع القونار كما امره الامير


8-وصول القبائل واستقبال المعلم :-

وقبل أن ينطلق غونار إلى المهمة ودعته امه كيرمان وقالت له اعتني بنفسك يا بني وحافظ على روحك الغالية الي انا وارجع إلينا سالماً فقال غونار اعدك اني سوف اعود وودعه اخوه دوغان وقال له هل يمكنك أخذي معك فقال سوف اخذك عما قريب وأعتني بالفهد يا اخي وقال له دوغان لا تخف عليه يا اخي العزيز وودعته امه كلاميش وقالت له عد الينا سالما يا غونار فقال لها سوف اعود وبعد ذلك تحرك غونار والمعلم وبعضا من الجنود بخيولهم قبل القبائل المهاجره الى جبال تيان شان لعمل اول مهمه كلفوا بها من الامير  فكانوا يتحركون من بداية الفجر حتى وقت الغروب ويستريحون في الليل كله في خان القوافل او في مكان بالقرب من صيد ومنبع للماء ليستريحوا فيه كانت مسيرته من جبال التاي في منغوليا الى جبال تيان شان في الصين تاخذ مسيره شهرا بالخيول سوف يتحركون مسافه 150 فرسخا حتى وصولهم وسوف يصلون قبل هؤلاء القبائل لانهم قليلين في عددهم اما هم الاف يتحركون تباعا وراء بعضهم البعض استراحوا حتى وصل المعلم وغونار الى مدينة مسلمه اسمها فرغانة في بلاد ما وراء النهر في اقليم فرغان كانت قريبة من جبال تيان شان فظلوا فيها عند وصلهم قبل دخول المدينة راى غونار من الاعناب والجوز والتفاح وسائل الفواكه والبنفسج والورد والريحاني مباح ذلك كله لا مالك له ولا مانع يمنع ان تاخذ هذه الفواكه وقال المعلم هيرام اترى هذه المدينه وما بها من فواكه اتعلم ان فرغانة يوجد بها اكثر القرى في بلاد ما وراء النهر فقال غونار يا لها من مدينه عظيمه وهل اهلها عظماء مثل مدينتهم فقال بالتاكيد يا غونار استراحوا المعلم والجنود وغونار الليله في مدينة فرغانة حتى الصباح لتنفيذ امر الامير وايجاد مكان مناسبا للقبائل فقال المعلم في الصباح التالي يا غونار يجب علينا ان نسرع في ايجاد مكان مناسبا لان القبائل المهاجره باقي لديهم على مسيره 45 يوما على مسافه 220 فرسخا باقي لديهم 15 يوما تعني مسافه 75 فرسخا فظلوا في جبال تيان شان اربعه ايام حتى يجدوا افضل مكان لهم ورسموا خريطه بمواقع والمنابع المياه في كل قبيلة باماكنهم ووجدوا افضل الاماكن لهم فسوف يوافقون على هذه الاماكن لانها افضلها الخريطه مهمه للغايه لانها بذلك سوف يعلمون المداخل والمخارج والمنابع المياه وبعد ذلك عادوا الى فرغانة حتى يبقوا على مرام البصر يرون القبائل ويستقبلوهن في هذه الجبال ويعطوهم الخريطة ويرسلوا سلام الامير لهم جلس غونار و المعلم يتدربون في هذه المدينة واخذوا يتعرفون على عادتهم وتقاليدهم لانهم سوف يظلون لمده من الزمن وثبتوا علاقتهم مع رجال هناك وعرفوهم واحبوهم مثل عائلتهم واحب غونار مدينة فرغانة كانها وطنه وبعد ما مر 15 يوما حان الوقت لانه اقتربوا من فرغانة وذهبوا غونار والمعلم والجنود في الوصول الى مشارف جبال تيان شان وحتى يستقبلوهم ويعطوهم الخريطة وعندما راى السادة الثلاثة المعلم نزلوا من فوق خيولهم ليعلموا ما الذي اتى به الى هنا وما غرضه رموا التحية على ابن الامير اراغو اولا ثم الى المعلم والجنود فقال غونار لهم اهلا بكم يا سادة في موطنكم الجديد وقال المعلم لقد ارسلنا الامير اراغو لايجاد لكم مكانا وتامين هذا المكان للقبائل فقال السيد قانير وهونجي سلم اميرنا وارسل السلام له وطلبوا السماح من الأمير وقالوا اننا اضطررنا في هذه الهجره  ولن نتحمل الشتاء القارص  فقال غونار لا يهم هذا كل ما نحن عملنا واجبنا نحو التقاليد واعطاهم المعلم هذه الخريطه التي رسمها فقال السيد فوجين لما اتعبتم انفسكم فنحن لا نحتاج الى احد ولكن سوف ناخذها واشكروا اميركم على هذا فكتم غونار غضبه لاجل خاطر المعلم والجنود الذي معه ورجعوا من دون ان يسلموا على تيموجا حتى لا يثيروا الشكوك ورجعوا الى فرغانة حتى ياخذون امتعتهم ويذهبون الى الرحله التاليه واعطى المعلم الجنود امرا وهو ان يبقى مع واحدا منهم ويعود الباقين الى الأمير ويعلموه بكل ما حدث و يخبروه انهم ذاهبون الى سمرقند لاجل غونار وعادت المحاربين وذهبوا في طريقهم وصلوا في سلام وخير واخبروا الامير كل ما حدث في هذه الرحلة ولاكن الذي أعجب الامير في هذه الرحلة كلها هي مدينة فرغانة وترك الامير هذا كله واحب وصف فرغانة لجنوده كانهم يوصفون جنة


9- رحلة سمرقند والشيخ الجليل :-

وعند ذهاب الجنود الى جبال التاي كان المعلم غونار والجند الذي تركوه ذاهبون الى سمرقند ليتعلم غونار اكثر ويعرف أكثر عن المسلمين لانه سوف يقود رحلة الذاهبة الى سوق نيسابور ومسيره الرحلة التي تبدا من فرغانة الى سمرقند مسيره سبعه ايام تعني مسافه 37 فرسخا تحرك المعلم بخيولهم  واخذوا يستريحوا هنا في الليل ويتحركون في النهار حتى قبل وصولهم بيومان استراحوا في خان القوافل حتى الصباح واكلوا الطعام وشربوا الماء وظلوا جالسين بضع ساعات لانه غونار لم ياتيه نوم لاحظ غونار بضعه رجال يشبهون اللصوص وطريقة اكلهم بشعه لدرجه انه غونار ادار وجهه الى الخلف ونيتهم كانت غير واضحه فقال المعلم لا تشغل بالك يا غونار هيا بنا نحن لننام حتى نكمل في اليوم التالي مسيرتنا على بعد بضعة فراسخ من سمرقند وسوف يدخلون هذه المدينة العريقة ففي نفس الوقت كان هناك قطاع طرق ولصوص حصروا رجلاً  كبيرا في السن وابنته وكانوا يريدون منه ماله وابنته ليبيعوها في سوق الرقيق وفي الناحيه الاخرى كان قيد التقدم غونار وكل خطوه يخطوها كان يقرب من قطاع الطرق وعندما حاصروا الابنه وابوها صرخت وقالت النجده ساعدونا يريدون خطفنا هل يوجد احد هنا فقال ابوها يوجد يا ابنتي وهو الله عز وجل وقال قطاع الطرق لن يسمعكم احد هنا وسمع غونار هذه النجده ولكن لم يتاكد منها ولما تكررت فقال غونار للمعلم هل سمعت شيئا فقال المعلم لا فقال غنار انا سمعت احدا يستنجد بنا واعاده البنت تكرار النجده حتى علم غونار انه يوجد احدا في مأزق وذهبوا هم الثلاثه نحو هذا الصوت وقال غونار يا قليلين الادب هل تتكاثرون على رجل وبنته فكانوا أربعة وقالوا له لا تتدخل انت فالمشكلة ليست معك فارحل من هنا فقال سوف اريكم ان من يقوى على احد من غير مستواه فوجهوني لانني في مستواكم ولم يتدخل المعلم تركه ويريد ان يعرف ماذا سوف يفعل في مواجهة الأول و الثاني والباقين اوقعوا  وابيها على الارض وهربوا ولحق بهم غونار حتى حشرهم في الزاوية وسارع احدهم في قتاله حتى جرح ولم يكمل القتال معه وذهب الى من يمسك بالبنت وقال لها اتركها وسوف اتركك تذهب فقال لا ابتعد من هنا والا قتلتها فقال اهدا يا هذا لا تجن فقال ابتعد وهو متوتر من هذا وقالت البنت لغونار ساعدني ارجوك فاخرج الخنجر وهو غير مركز فضربه في راسه حتى مات وتحررت البنت وذهبت الى البوها الذي جرح وقال غونار لقاطع الطريق له من الذي بعث بكم فقال لا احد فنحن قطاع طرق نبيع الرجال والنساء في سوق الرقيق فقط ارجوك لن افعل هذا مجددا فقال اذا عشت فسوف يتاذى احد اخر فاذهب الى الجحيم وقتله وعادوا الى الرجل الجريح ابو البنت وذهبت مسرعا البنت الى والدها وتقول لغونار اشكرك شكرا جزيلا يا فقالت ما اسمك فقال غونار فقالت اشكرك يا غونار انت لديك دين لدينا وشكرالرجل غونار  على انقاذ ابنته واخذوا يمشون نحو سمرقند وسرعان ما يتعرفوا على بعضهم فقال الرجل انا اسمي الشيخ احمد بن سليمان البغدادي اتيت الى سمرقند منذ سنتان وانا اعرف هذه البلده جيدا وانا اعلم الناس علمي الذي اكتسبته في دار الحكمة في بغداد وقال غونار وانا ابن امير الاتكوش اراغو وهذا معلمي وصديقي واتينا من جبال التاي لنتعلم في سمرقند فقال الشيخ الجليل اتوافق يا ايها المعلم على ان اعلم غونار بنفسي فقال لا مانع لدي في هذا وانت يا غونار فقال انا موافق  وقالت ابنته اسماء انت يا غونار فزت بمعلم كبير فاحتفظ به جيدا حتى يحفظك هو ودخلوا المدينة وعرفهم على المنطقة التي يسكن بها الشيخ فيها  وعرفهم على المكان الذي سوف يبيتون فيه واخذهم في جولة بسيطة في المدينة حتى عادوا في الليل وكل واحد ذهب الى النوم






قصة (بنت الزبال) | بقلم الكاتب الصحافي المصري شعبان ثابت


قصة (بنت الزبال) | بقلم الكاتب الصحافي المصري شعبان ثابت

 


أصدقائي وقرائي الأعزاء قصة اليوم قد تكون متكررة في أكثر من مكان أو زمان لكن وجب التذكير بأن كلمة قد تكون سببا في شقاء إنسان أو سعادته إن إستسلمت للواقع والضغوط تكن سبباً في تعاستك وإن قررت أن تأخذ الكلمة كحافز لتغيير الواقع ستكون سبب سعادتك. 


القصة مأخوذة عن أستاذة طب الأعصاب بجامعة حلب في سوريا الشقيقة الدكتورة ( رولا الأبيض) تقول كان إسمي في الشارع والمدرسة وفي منطقة ( نبعة) بإحدى حواري سوريا (بنت الزبال) ونسي الجميع إسمي والسبب أن والدي كان يعمل في البلدية جامع قمامة ( زبال) لذلك كان يُطلٓق عليا بنت الزبال؟ 


وتكمل قصتها تقول كنا أسرة بسيطة تتكون من ثلاثة صبيان وبنتان وأنا أكبرهم ونعيش مثل أي أسرة بسيطة نأكل ونشرب ولا نأكل من ( بالزبالة) كما كان يعتقد الناس؟! 


وفي المدرسة كانت البنات تُطلق عليا بنت الزبال وكُن يخجلن الجلوس معي معتقدين أنني لا أستحم وريحتي زبالة وفي يوم من الأيام سألتني المعلمة ماهو حلمك عندما تكبري فأجابت طالبة بجواري حلمها (تلم زبالة) وضحكت كل البنات عليا ولكني بكيت بحرقة. 


ضمتني معلمتي لصدرها وهمست في أذني لاتغضبي ولاتخجلي من عمل والدك فأنا شخصياً والدي كان يعمل حارس عمارة ( بواب) ويغسل سلم العمارة ويجمع الثياب القديمة وكنا نلبسها ونفرح بها كُوني قوية فقررت أن أكون قوية ولا أدع أحد يضحك عليا مرة أخرى؟ 


مرت السنوات وتفوقت في الثانوية العامة ودخلت كلية( الطب) بعدها تغير الوضع وأصبح الجميع ينادوني الدكتورة راحت الدكتورة جات وأنا في منتهى السعاده ومرت سنوات  الجامعة بسرعة وتخرجت وتشاء الأقدار أن يحتاجني كل من سخروا مني وضحكوا عليا ويعلم الله لم أقصر مع أحد منهم؟! 


وكبر والدي ولم نعد في حاجة لعمله وإنتقلنا لمنزل آخر تٓجٓمعنا فيه كأسرة واحدة إخوتي الذكور إثنين مهندسين والثالث يدرس في كلية طب الأسنان وأختي في كلية الصيدلة. 


تزوجت وأصبحت أم لولدين وإخوتي منهم المتزوج والخاطب وتغيرت حياتنا تغير كلي ولكن لم ننسى يوما أننا كنا ( أولاد الزبال) تلك الكلمة التي كانت تذبح والدي قبل أن تذبحنا ولكننا لم ننسى فضله ولم نخجل يوما من عمله الذي تعلمنا منه بالحلال الطيب. 


لاتُلقوا بالكلمات والألقاب هكذا على بعض البشر ربما كلمة قتلت وربما كلمة أحيت إجعلوا كلماتكم مِعوٓل بناء لا مِعوٓل هدم! 


وإلى أن نلتقي في مقال آخر أترككم في رعاية الله وحفظه.




قصص قصيرة جدا | بقلم الأديب الجزائري د. وليد خالدي 


قصص قصيرة جدا | بقلم الأديب الجزائري د. وليد خالدي

 


 وَهْمٌ في عطر بلا رائحة.                                    

في خلواته يجعل من الوهم موطئا للقدم؛ وعبر الشاشة الزرقاء يزيد قذارة؛ وقد شابه اصفرار الأوراق الذابلة، وعلى وقعها ارتعدت فرائص الكون؛ فكانت إيذانا على هجرة النوارس يعلوها حزن شديد.


                                                       

 ضياء هارب

قام كفرس جموح يمسك العالم بأنامل يديه؛ ولكن يدي سواد الغيوم المجنحة يخفق بلا انتهاء؛ ينحر الضياء من أمامه سبعين مرة في اليوم، فتراءت له الخفافيش تجلس على واحة صدره القرفصاء.


                                                                               

ديدان الأرض

عند مغادرته يرتدي روائحه النتنة؛ يرتشف فنجان الأيام الصاخبة، يحمل الرياح العاتية؛  وفي طريقه يطعن أنغام الصباحات المنعشة؛  يطوي مجاري الأنهار؛ ساجدا في محراب العفاريت والأبالسة؛ فكان يوما جنائزيا؛ أطلت فيه الحياة يومها ضامرة الضرع.



 

قصص قصيرة جدا | بقلم الأديب الجزائري د. وليد خالدي 


قصص قصيرة جدا | بقلم الأديب الجزائري د. وليد خالدي

                                                       

 متى الرجوع؟

قرأت حروفه في أفق السماء يرتل العهود والمواثيق؛ فحسبته في طلّته اللؤلؤ والمرجان؛ فإذا بي أفاجأ برجل قارب السبعين يحاكي طيش الشباب؛ وحمام المنايا يفرك يديه يقص لنا بطولاته الخرافية. 

                                                              

  نعومة في أرض جدباء

كلما خيم الليل يقصد الكهوف والمغارات؛ماضيا يطلب السعادة من إبليس؛ ومع حلول ضوء النهار يعتلي المنابر كناصح أمين يحدثنا عن وطنية مهدورة؛ وقد اتخذ من الأنصاب والأزلام وساما له؛ تعلوه تجاعيد شيخوخة بالية.

                                                             

 سعادة تحت النعال

في همسه طوفان يزرع الألغام والعبوات الناسفة؛ ويوم اللقاء يلبسنا ثياب العدالة؛ تعانقنا الحياة وهي تنام على بساط الأمل.

                                            

  إشراقة في بيت الأيتام

وأنت في طريقك إليه تتنسم عذوبة كلامه؛ تنبجس أمامك كل إطلالات الابتهاج بالحياة؛ ولكن تحت ثعلبية عيونه يقدمنا هدية لمخيمات اللجوء؛ نبتلع كل صنوف الحرمان.




 

الوظيفة الروتينية | قصة قصيرة بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


الوظيفة الروتينية | قصة قصيرة بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 


السلام عليكم ، 

الوظيفة الروتينية : 

دق جرس آلة التنبيه الخاصة بي فاستيقظت فزعةً حتى أتمكن من اللحاق بموعد عملي الذي كان باكراً جداً عن باقي الوظائف التي يعمل فيها الآخرون ، فعساه يجلب لي الفائدة ولأي مِمَّن حولي ولا يكون إهداراً للوقت فيما لا يُجدي لأنني حصلت عليه في وقت مبكر كنت في أوج طاقتي وحماسي وربما لم أكن على القدر الكافي من الوعي بما يناسب حياتي حينها ، كنت ألهث وراء تحصيل المال فحَسب كغيري من البشر من خلال أي وظيفة إلى أنْ أدركت أنها مجرد وظائف روتينية رتيبة لا تُحقِّق للمرء سوى الإجهاد والتعب المُضني دون عائد مُجزٍ ولكن ماذا عساي أنْ أفعل الآن ؟ هل أُقدِّم استقالتي وأُغيِّر نمط حياتي الذي اعتدته تماماً أم أنني سوف أعود لنقطة البداية مرة أخرى وأندم على هذا القرار ؟ ، المزيد من التساؤلات التي تُزيد حيرتي ويأسي من الحياة بأسرها ولا أتمكن من الوصول لحل مُرضٍ على الإطلاق ، فأمسكت بسماعة الهاتف وقررت أنْ آخذ مشورة أحد أصدقائي علَّه يشاركني الرأي ويُقلِّص حيرتي ويُخلِّصني من الارتباك الذي شتت انتباهي وكاد يفتك به للوهلة الأولى فأنا دوماً ما أكون مُنظَّمة الفكر والتنفيذ أيضاً ولكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً تماماً عمَّا خططت له ورسمته في ذهني ، ها قد أجاب صديقي وأسدى لي عدة نصائح ربما أخرجني من حيرتي بعض الشيء ولكني لم أتخذ القرار بَعْد ، فما أجمل تلك الصداقات التي تمنح الحياة قيمةً وتعمل على مساعدتك ومساندتك وإخراجك من التيه الذي قد يُحاوط عقلك في بعض الأحيان دون القدرة على الفرار منه والتملص من سيطرته المستبدة التي تظل تطاردك إلى أنْ تقع في فخها للأبد ، فلقد صرت أهدأ كثيراً عقب ذلك الاتصال الهاتفي المُميَّز المريح للأعصاب الذي خفَّف من وطأة الحدث داخلي ...





قصص قصيرة جدا | بقلم الأديب الجزائري د. وليد خالدي


قصص قصيرة جدا | بقلم الأديب الجزائري د. وليد خالدي




 مخادع                                               

 ككل مرة يفضل مجالسة رحيق الأزهار يشتم عبق حروفها؛ ولكن رمل الذاكرة يطل على عوالمه المتوحشة فيتراءى لنا تراب العفاريت الأسود الذي يتطاير من شرارة عينيه.

                                                                                 

سارق الرحيق


كلما أطل برأسه إلا وتجده يتشبث بكل جمال آخاذ، وعلى حين غفلة منا وبحركة بهلوانية تعكس ذاك الطفل المشاكس الذي يسكن جوانحه،  يتلون كالحرباء حتى يطوي قذارة تاريخه الملطخ بالعار؛ لكن عازف القيتار المتجول ينهض من سباته العميق ومن غير جلبة ولا بلبلة يعزف على مرايا الصفاء فيظهر سارق الرحيق؛ وقد لفظ كل نور منبعث من الأفق في قاع بحر مظلم، وهو  يسلخ جلده على شرف الضباع.

                                                              

الطائر الوقواق


في شرود النجوم المتلألئة؛ ينتحل الطائر الوقواق حَوَرَ العيون؛ مرتديا نغمات الاغتصاب، فتنضج الحرائق في أجنحته تعلي من السنابل الفارغة، يحيي بها جروحا لم تندمل، وقد بلغ من الكبر عتيا؛ فيغدو إكسير الحياة تحت أوراده وتسابيحه مستعصيا على الفهم،  ينشر أوجاعه كالسم الناقع، فيطحن أمعاء الوجود على حبل مشنقة العدم.




حكاية ما قبل النوم | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد 


حكاية ما قبل النوم | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد




حكاية ما قبل النوم | بقلم الكاتب الصحافي خالد جهاد
اللوحة للفنانة السورية فيفيان الصايغ

وتركتي لي دميتكِ.. بعضاً من عطركِ، ظلاً أبيضاً لا نهاية له مثل غربتي، صوتاً غائراً كجرح، وبضعاً من الأحلام التي تمنيت أن نعيشها سوياً، أخذتي معكِ مواسم التوت وأوراقه فاختفى الحرير من الوجود، هجرت الحساسين صباحاتي، أصبح للقهوة أسماءٌ كثيرة مع أنها باتت بلا طعم، وتراكم الحنين على متن سفينتي حتى أغرقها وطفوت وحيداً فوق وسادتي، تتقاذفني الحروف والذكريات والكثير من الأيدي التي تركها أصحابها طوعاً كي لا تصافح الغرباء، منكسراً كقطعة زجاج.. حادة الأطراف ومهشمة الأعماق..


أبحث عن طفولتي في ابتسامتكِ التي تؤلمني، عبر صورةٍ زحفت التجاعيد عليها وبرزت الشقوق على صفحتها لكثرة ما استرقت النظر إليها كلما خلوت بذاتي، صوتكِ كان جزءًا من حكايتي المبتورة..كان يتسلل إلى قلبي كأشعة الشمس التي تباغت ليلي ويمسح على ندبتي فيخفيها، وكنت أرى كلماته تتشكل أمام عيني، مجنحاً كحمامةٍ أشاركها قمحي ومائي، تحط على كتفي، تشرب من كفي، تعانق روحي وتحلق في سمائي..


تلك السماء التي ينبعث وجهكِ من بين غيومها ليزيل عن حاضري وحشته ويعيدني إلى حيث أردت أن أكون، بين ألواني وطيوري، خلف نافذةٍ أرى بها العالم خارج الإطار وخارج النص، أشيد جدرانه من قصائدي، أرصف شوارعه بحروفي وأسقفه بحكاياتي، تلك التي لم تستطيعي حملها معكِ، تلك التي تبقت مني ومنكِ.. في عالمٍ يقرأ نوتة الضجيج، يسبح في بركةٍ من الأكاذيب، يعيش بين شائعةٍ وخبر وما من مكانٍ فيه للحكايا، ما من حضنٍ يضم الدمى، ما من سماءٍ تتسع لأسراب العصافير وبالونات الأعياد، من منا يعيش الحقيقة ومن منا يناجي السراب، في زمن تصبغه الوحدة وبيوتٌ ينقصها باب، يستر أحزان مآقينا، يحجبها عن قلبٍ غاب..وغابت معه برائتنا، لهفتنا، دهشتنا، أمنياتنا الأولى وحتى دمعتنا التي لم تعد تسعها الروح أو المكان..


أضحت مظلتي سلاحي الوحيد فعلقتها فوق سريري، حطمت هاتفي وأوصدت قلبي بإحكام، لففت نفسي كرضيعٍ في المهد، وأغلقت عيني لساعات ٍ دون أن أنام، لا الليل ينتهي ولا الأرق، لم تتصلي بي بعد، لم تطرقي بابي رغم أنني غيرت عنواني، ضلت الأحلام طريقها إلي، ولد الصمت صمتاً جديداً وفقدت الشمس رغبتها في الشروق وأوصتني بالبحث عن نهار في مكان آخر لا أزعجها فيه، فأمسكت قلمي وكتبت كثيراً لكن الصفحة ظلت ناصعة البياض، وكلما حاولت القراءة سقط الكتاب من بين يدي، تذكرت أنني بحاجةٍ لمن يحكي لي حكايةً حتى أنام، أي حكايةٍ لا تشبه حكايتي، تنثر بعض بذور السلام  في مخيلتي التي ازدحمت بملامح الخريف وعواصف الشتاء، لم يعد هناك وقت للخجل فالعمر يمضي والنفس تذوي.. تذوب كشمعةٍ على عتبات السهاد.. أشتاق إلى صوتٍ دافىء يرافقني حتى الطفولة.. لأغفو على نغم الإبحار في سردٍ بلا شواطئ.. فكم منا يحلم بالحكايا ويرحل قبل أن تبدأ.. كان ياما كان.. كان هناك حبيبان.. جمعهما قدر وفرقهما قدر.. ولم يعد لكليهما قلب ولا عنوان..


خالد جهاد..