احك يا شكيب : " سيدة سبعينية بشعر أبيض " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب : " سيدة سبعينية بشعر أبيض " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير
احك يا شكيب : " سيدة سبعينية بشعر أبيض " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


هي سيدة مسنة عاشت كل مراحل حياتها بحب ، طفولة و شباب و كهولة ثم شيخوخة و لا زالت على حالها ، كانت مندمجة في حياة ملؤها الحب  و التفاؤل :  ايجابية في كل شيء ، خدومة  تبذل كل جهدها لخدمة إخوانها في الإنسانية دون تمييز بين  ذكر أو أنثى ولا تمييز كذلك بين العرق و الدين   ، تساعد في الضراء و تألم  عندما ترى محتاجا أو مريضا ، و تسعد لسعادة من تعرف ، لا تتردد في القيام بالواجب ، تجدها حاضرة بقوة في كل ما ذكرت .

مرة دار حوارا بينها و بين شابة معجبة بشخصيّتها .

البنت الشابة : يا سيدتي أنا من المعجبات بشخصيتك ، أنا أعتبرك قدوتي و أتابع كل تحركاتك بل كل خطواتك 

السيدة المسنة : شكرا لك يا بنيتي على هذا الاهتمام و التتبع ، 

البنت الشابة : يعجبني يا سيدتي تواضعك و بساطتك و عفويتك .. من أين لك بهذه الصفات ؟ 

السيدة المسنة ؛ هكذا ربياني  والدي ، ر بياني على الحب و البغض … الشابة دون انتظار تتمة كلمة السيدة المسنة مقاطعة إياها 

البنت الشابة : كيف ذلك ؟ لم أفهم قصدك ؟ و أنا التي ترى كل ما تفعلين خير في خير ، فأين أجد هذا الذي تدعين؟ كونك شريرة ؟ 

السيدة المسنة : أنا بكلامي لم أقصد ما فهمت أنت؟ 

السيدة المسنة : القصد من كلامي يا بنيتي  وهو انني  احب الخير و الأخيار ، و أبغض الظلم و الأشرار ،

البنت الشابة  : يا سيدتي انت جميلة جدا لك جمال ساحر ، لو غيرت لون شعرك من البياض  للسواد لكان أفضل  لتبدين أكثر شبابا  كما تفعل غيرك  من النساء ،  

السيدة المسنة :يا بنيتي لو علم النساء و الرجال ان مراحل تطور حياتنا في هذه الحياة لم يكن عبثا ، بل هو ناموس إلهي   وجب التعامل معه  كما هو ، و في كل ذلك سعادة لا يعرفها سوى من حافظ على ذلك التطور ، بل يمكن فعل ذلك في حالات خاصة منها التشوه الخلقي أو حادثة سير غيرت بعض الملامح فوقع تشوه ، أما أنا  يا بنيتي فكل مرحلة في حياتي احببت تفاصيلها عشت طفولتي كما كان يعيشها الأطفال لهو و لعب و تنزه و تمدرس ومرحلة  الشباب هي كذلك عشتها كما كان يعيشها غيري أحلام شباب و مغامرات شباب مع عدم تجاوز الحدود التي رسمتها لي تربيتي التي تربيتها من والدي التي أساسها الحرية المرتبطة بالمسؤولية و جاءت بعدها مرحلة التخرج و العمل و الزواج و الأبناء و بعد ذلك جاءت مرحلة الشيخوخة مع تقاعد ، ففي هذه المرحلة الذهبية من حياتي بدأت في انجاز ما لم يتيسر الوقت لانجازه من قبل و أنا الان أعيش بشكلي هذا الذي ترين ، و بياض شعري أنا فخورة به و تجاعيد وجهي فخر لي انني وصلت لهذه المرحلة من عمري ، لست نادمة و لا متحسرة على ما فعله الزمان في ، هل فهمت يا بنيتي ، جيلكم فقد متعة العيش على الطبيعة التي خلقنا عليها الله ، 

البنت الشابة : يا سيدتي و يا قدوتي الآن فهمت ما لم أقو على فهمه من قبل ، لكل مرحلة في عمر الإنسان لها مواصفاتها ، لا لتغيير الملامح لا إضافات في الجسم و لا نفخ في الفم و لا تأثر بما يبثه المؤثرون من سموم تجعل الإنسان عبدا  أجيده مغيرا لخلقته و خلقه ، 

السيدة المسنة : أنا الان سعيدة بهذه النتيجة التي وصلت اليها يا بنيتي و اتمنى لك حياة سعيدة 

البنت الشابة : نعم انت مثالي و قدوتي و سأعمل على نشر فلسفتك في الحياة : لا لتغيير خلق الله 

ذ شكيب مصبير




Share To: