احك يا شكيب : " معاناة إمرأة " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير 


احك يا شكيب : " معاناة إمرأة " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير
 احك يا شكيب : " معاناة إمرأة " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير



خلق الله هذا الكون من زوجين  اثنين ، و شرع  لهما سنة الزواج انسجاما مع الفطرة التي  خلقهما عليها ، يميل الرجل إلى المرأة و تميل المرأة إلى الرجل ، و ليكون هذا الزواج ناجحا تسوده السكينة و الاستقرار  فلابد له من مقومات   منها  المودة التي تعني المحبة و التقدير  و كذلك مقوم أساسي ثاني  مهم وهو الرحمة  التي تعني الرفق و التعاون ، و لكن حياتنا التي نعيشها نجد في كثير من الاحيان غياب الأساس الثاني الرحمة ، كيف ذلك ؟ نعطي مثالا بشهر فضيل  ألا وهو شهر رمضان شهر الرحمة و الغفران ، ففي هذا الشهر ،فمن عادات المغاربة و غيرهم من الدول الإسلامية كثرة الاستهلاك و يكثر الإقبال على ما لد وطاب من المأكولات و المشروبات ، و التي تتحمل هذه المشاق الزوجة ، سواء كانت ربة بيت أو موظفة تبدأ نهارها مبكرا و لا ينتهي بها  المطاف  إلا مع وجبة السحور ، في حين تجد  في كثير من الاحيان البنت و الابن و الاب إما في العمل أو الدراسة و بعد عودتهم يأخذون قسطا من الراحة ، نوم و مشاهدة تلفاز أو قراءة كتاب أو تتبع ما يمكن مشاهدته عبر جهاز هاتف ذكي ، و لا يتململون إلا مع اقتراب آذان صلاة المغرب ، و بعد تناول وجبة الفطور و الصلاة يسرعون لمشاهدة التلفاز و الذهاب للمسجد وبعد الصلاة يذهب الزوج للمقهى و الاولاد منشغلون بتتبع مسلسلات رمضانية ، و تبقى تلك الزوجة حبيسة مطبخ تغسل الاواني و تهيئ وجبة العشاء و السحور  طيلة شهر فضيل و كأنها غير معنية بفضائله و واجب عليها القيام بذلك لوحدها دون مساعدة باقي أهلها ، يا لها من أنانية قاسية بل في آخر يوم من شهر رمضان تبقى مستيقظة طوال الليل تهيئ مستلزمات يوم العيد من فطائر  و حلويات و واجب عليها ايقاظ افراد أسرتها صباحا … و نفس الشيء يحدث معها أثناء عطلة الصيف فالجميع يسافر و يستمتعون بالعطلة بين سباحة و تنزه و سهر و قدرها ملازمة مطبخ و إعداد طعام طيلة يومها يا لها من أنانية !!! و هذا قليل من كثير فهي ملزمة باستقبال الاولاد بعد عودتهم من الدراسة بل هي من يهيئ لهم ما يحتاجونه قبل الذهاب للتمدرس ، أي ظلم هذا الذي تعيشه المرأة في مغربنا هذا ، أين نحن من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " رفقا بالقوارير " و من حديث آخر " لا يكرمهن إلا كريم  و لا يهينهن إلا لئيم " أي إهانة أكبر من جعل المرأة حبيسة مطبخ في كل الأوقات و المناسبات !!!!

ذ. شكيب مصبير




Share To: