احك يا شكيب :  " ضيعة الحارس " | بقلم الكاتب و الفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير



احك يا شكيب :  " ضيعة الحارس " | بقلم الكاتب و الفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير
احك يا شكيب :  " ضيعة الحارس " | بقلم الكاتب و الفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


شاب في الأربعينيات من  عمره مغربي الأصل و فرنسي الجنسية ، هاجر لدولة فرنسا  تحقيقا لحلم راوده منذ الصغر ، فانتهى به المطاف بباريس حلم شباب جيله ، فزاول مهنا عديدة ، وجد واجتهد و كابد  سنين ذوات العدد  إلى ان اهتدى لمشروع تجاري بدأ بسيطا و بعده أصبح محلا تجاريا  لابأس به لبيع المواد الغذائية ، يجلب له كل ما لد و طاب و منها مواد يجلبها من دول مغاربية مثل المغرب و تونس و الجزائر فأصبح محجا لسكان الضواحي الباريسية و حتى الفرنسيين ، و في خضم كل ذلك كون أسرة و أصبح له  ذرية ، و كان أيضا من  بين أحلامه و طموحاته امتلاك عقارات داخل فرنسا ووطنه الأصل المغرب ، و بالفعل حقق ذلك بأن أصبحت له شقة متوسطة بباريس و منزل بالمغرب مضاف اليهما ضيعة كبيرة بضواحي مدينة الرباط ، و كان من عادته ان يقضي عطلته السنوية بالمغرب التي مدتها شهر  بالتمام و الكمال ، و لم يكن يفته زيارة دول مجاورة خلال السنة  ، و لكن عطلته السنوية كانت مخصصة لبلده المغرب حيث يلتقي بالعائلة الكبيرة و تكون فرصة لصلة الرحم و السفر سوية لمدن ساحلية أو جبلية أو جنوب المغرب أو شرقه حسب الاتفاق ، 

مرة و هو يقضي عطلته الصيفية بالمغرب دار حوار بينه و بين والدته   حكاه لي كالآتي :  

الأم : يا ابني الغالي و العزيز هل هذه " الفيرمة"  الضيعة التي نتواجد بها الآن هي لك ؟ 

الابن : نعم يا أماه هي ضيعتي 

الأم : هل هي ملك خاص و خالصة لك ؟ 

الابن : نعم يا أماه 

الأم : لا اعتقد يا بني 

الابن : و الله يا أماه هي ملك لي  اشتريتها بمالي الخاص و هي في اسمي و لا أحد له معي فيها شيء و الوثائق معي تثبت ذلك 

الأم : أنا يا ابني اعرف كل هذا و لكن الحقيقة التي  لا تعرف انت و هي ان الضيعة لغيرك 

الابن : يا أمي كلامك هذا  أقلقني هل لك ان توضحي  لي كثيرا بالفعل لم افهم مقصودك من هذا الكلام الذي حيرني ؟ 

الأم : يا بني حسب ما أرى انت تأتي للمغرب مرة كل سنة و لمدة شهر  هل هذا صحيح يا بني ؟ 

الابن : نعم يا أماه و أين المشكل يا والدتي ؟ 

الأم : و هل تقضي كل الشهر هنا ؟ 

الابن : لا يا أماه ، كما تعلمين نقضي عشرة أيام أو على أبعد تقدير أسبوعين 

الأم : و من  يقيم كل أيام السنة هنا ؟ 

الابن : السيد الحارس و أسرته 

الأم :  يا بني ماذا يوجد بضيعتك؟ 

الابن : زراعة حبوب و خضر وفواكه و حيوانات و طيور 

الام : و من يستفيد من كل هذا خلال أيام السنة ؟ 

الابن : يا أماه لحد الان لم افهم مقصودك جيدا 

 الام : يا بني حسب ما أرى ان الحارس هو صاحب الضيعة فعليا لانه هو من يستمتع بخيراتها طوال أيام السنة و انت تأخذ فتات ما يبقى من مداخيلها و في كثير من الاحيان انت من تنفق لتسديد مصاريفها ، و تستفيد منها فقط لمدة أسبوعين على أبعد تقدير خلال كل سنة 

الابن : نعم يا أماه كل ما قلته حق و صدق 

الام : سؤالي سيكون واضحا فمن هو صاحب الضيعة يا بني ؟ 

الابن : حسب كل ما تقدمت به فصاحب الضيعة يا أماه هو الحارس و أسرته ، أما أنا فمالك الضيعة بالوثائق فقط 

الام : اذن أنا كنت صادقة فيما قلته لك يا بني 

الابن : شكرا لك يا أماه على ما تفضلت به لي و الان سأفكر في شراء ضيعة هناك حيث أقيم واستمتع بها أنا و أسرتي الصغيرة و أسرتي الكبيرة  التي انت ضمنهم عندما تبادلوني الزيارة في المهجر 

ذ شكيب مصبير



Share To: