كل عام انتم بخير | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف


كل عام انتم بخير | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
كل عام انتم بخير | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 

 

عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال :


 كان النبي صلى الله عليه وسلم إِذا رأى الهِلالَ قال : 


اللَّهُمَّ أهلّهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ ، وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ .


رواه الترمذي وحسنه .


وعند الدارمي بلفظ : 


اللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ والإيمَانِ ، والسَّلامَةِ والإسْلاَمِ ، والتَّوْفِيقِ لِمَا يُحبُّ ربُّنا ويَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ .


وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ


ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم أن كل المخلوقات تعبده ، وتُسَبِّح بحمده  قال تعالى : 


{وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}


سورة الإسراء: 44


ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشعر ذلك جيدًا ومن ثَمَّ نجده في بعض الأحاديث يُخاطب هذه المخلوقات غير العاقلة ، ويخبرها أنه صلى الله عليه وسلم والمؤمنون يعبدون الله عز وجل معها ، وكان من هذه المخاطبة ما يفعله مع الهلال في أول كل شهر هجري قمري كما في الحديث الذي معنا .


قوله : أهلَّه أي : أطلعه علينا وأرنا إياه .


والمعنى : اجعل رؤيتنا له مقترناً بالأمن والإيمان .


قوله : بالأمن أي : مقترناً بالأمن من الآفات والمصائب .


قوله : والإيمان أي : بثبات الإيمان فيه .


قوله : والسلامة أي : السلامة عن آفات الدنيا والدين .


قوله : ربي وربك الله ؛ خطاب للهلال الذي استهل ، وهذه إشارة إلى تنزيه الخالق أن يشاركه شيء فيما خلق .


فكان صلى الله عليه وسلم يُردِّد هذا الدعاء اثنتي عشرة مرَّة في السنة ، وكأنه يستفتح كل شهر بطلب البركة فيه ، والثبات على الدين، وهو في الوقت نفسه يحثُّ المسلم على رصد الهلال وملاحظته لأن هناك عبادات مرتبطة بمعرفة أول الشهر ؛ كصيام الأيام البيض أو صيام عاشوراء أو غير ذلك .


كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم إِذَا رَأَى الْهِلَالَ قَالَ :


«هِلَالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ ، هِلَالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ ، هِلَالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ ، آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ» .


 ثَلَاثَ مَرَّاتٍ


ثُمَّ يَقُولُ : 


«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ذَهَبَ بِشَهْرِ كَذَا وَجَاءَ بِشَهْرِ كَذَا» .


 سنن أبي داود


وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه رضوان الله عليهم بقدوم شهر رمضان ودليل ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه  قال :

 كان رسول الله ﷺ يُبَشِّرُ أصحابه بقدوم رمضان يقول :

 قد جاءكم شهرُ رمضان شهرٌ مُباركٌ ، كتب الله عليكم صيامه ، فيه تُفتح أبواب الجنة وتُغلق فيه أبواب الجحيم ، وتُغَلُّ فيه الشياطين ، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ ، من حُرِمَ خيرها فقد حرم. 


قَـالَ الحَافِظُ ابـنُ رَجبٍ في لطائف المعارف: 


هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان، كيف لا يُبَشِّر المؤمن بفتح أبواب الجنان ، كيف لا يُبَشِّر المذنب بغلق أبواب النيران ، كيف لا يُبَشِّر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين ، من أين يشبه هذا الزمان زمان.

نهنئكم وأهليكم ومن تحبون بشهر الخيرات والبركات، والإحسان والنفحات، ونسأل الله لنا ولكم أن يوفقنا فيه إلى ما يحبه ويرضاه، من الطاعات، والأعمال الصالحات، وسائر القربات، في صحة وعافية، ونعمة وستر، وسلامة أبدان، وزيادة إيمان.


وأن ينصر إخواننا فى غزة الأبية ، ويهلك عدوهم .


كل عام أنتم بخير




Share To: