احك يا شكيب : " ضيعة الحارس " الجزء الثاني | بقلم الكاتب و الفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير
![]() |
احك يا شكيب : " ضيعة الحارس " الجزء الثاني | بقلم الكاتب و الفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير |
بعدما اقتنع الابن بما أخبرته به والدته بخصوص الضيعة ، شعر بأن والدته انتابها قلق مما اخبرها به كونه سيشتري ضيعة بالديار الفرنسية ، فدار بينهما حوار ثاني كالآتي .:
الابن : أماه شعرت انك قلقة مما اخبرتك به ؟
الأم : صدقا و حقا أقول نعم
الابن : لم تسأليني يا أماه عن السبب
الأم : فما هو الدافع يا ابني لهذا الاختيار ؟
الابن : أماه انت تعلمين بأن أولادي ولدوا بالمهجر بفرنسا باريس حيث أقيم
الأم : نعم أعرف هذا يا بني
الابن : أماه ما لا تعرفينه أن أولادي تطبعوا بطباع جيلهم من الشباب الفرنسي ، فهم يعشقون المرح و حب المغامرة و يحبون السفر
الأم : كل الاولاد يحبون هذا فأين المشكل يا بني ؟
الابن : أماه نحن المهاجرون في بلد المهجر بعد بلوغ الاولاد لسن الثامنة عشرة لا تصبح لنا عليهم سلطة فهم يصبحون أحرارا في كل تصرفاتهم ، و لا ينفع معهم التسلط و إنما الأمور تدار معهم بالحوار و الإقناع فقط
الأم : و أين المشكل يا بني ؟
الابن : يا أماه أولادي ضجروا مما عاشوه أثناء حضورهم للمغرب ، بمجرد وصولهم لا يسمعون سوى أن قريبتهم فلانة متخاصمة مع أختها فلانة و خالهم فلان قاطع شقيقه فلان بسبب إرث ورثوه عن والدهما ، و إذا أرادوا الحصول على وثيقة يتطلب الأمر منهم وقتا طويلا و مساطر معقدة ، فقرروا فيما بينهم أن لا يجعلوا وجهتهم في كل عطلة نحو بلدهم المغرب ،
الأم : يا بني ألا ترى بأنهم سيحرموننا من صلة الرحم معهم ؟
الابن : يا أماه سبق و أخبرتك بأنهم الان أصبحوا راشدين و أي صراع بيني و بينهم سيجعلني أفقدهم ، لذا قررت أن أشتري ضيعة بفرنسا حتى يتسنى لي الحفاظ على وحدتنا و أضمن حضورهم بين الفينة و الأخرى لقضاء عطل و نهايات أسبوع سوية
الام : الان فهمت قصدك يا بني
الابن : هذه ضريبة الهجرة يا أماه
الابن : أعدك يا أماه أن أبذل جهدي لجعلهم يزورون بلدهم كلما أتيحت الفرصة لذلك ، كنت أتمنى لو أن مسؤولي وطننا يعملوا كما فعلت و تفعل دولة تركيا بتحبيب دول العالم لزيارة بلدهم من خلال التشجيع على السياحة بأثمنة جد مناسبة و بإشهارات تحفيزية و نحن في وطننا المغرب لنا من المؤهلات الكثير ، جبال و سهول و بحار و مناطق غابوية ذات روعة و مناطق صحراوية و مآثر ضاربة في أعماق التاريخ ..
الأم : بالفعل يا بني نتمنى يا بني أن يتحقق ذلك في أقرب الآجال
الابن : يا أماه و في انتظار تحقيق ذلك فأنت مدعوة لزيارتنا في ضيعتنا الجديدة و سنضمن لمة عائلية هناك
ذ شكيب مصبير
Post A Comment: