قصة قصيرة بعنوان (سفير العذاب) 
للكاتب أ. تامر صَفَر

داخل تلك ألحانه جلس شاب على طاوله يحتسي الشراب ويبدوا عليه أنها المره الأولى التي يشرب فيها
حتى اتاه ذلك الشاب الوسيم وجلس بجانبه وأخبره انه يعلم انها المره الأولى التي يشرب فيها وانه يريد أن ينسى امر خيانة صديقه له مع حبيبته
نظر اليه ذلك الشاب الثمل في تعجب فكيف له ان يعرف ذلك الأمر وهو لا يعرفه
اخبره الشاب الوسيم انه سيحكي له كيف عرف ولكن بعد أن يغادرا تلك ألحانه وبالفعل انطلقا سويا حتى وصلا الي منزل ذلك الشاب صاحب الطعنه في قلبه من الغدر
جلس الشاب الوسيم على كرسي قريب من النافذه لتتبدل ملامحه الي وجه خالي من الحياة وكأن جمجمة فارغة على جسد حي
لم يستطع الشاب ان يطلق صرخة خوف وكأنها تحشرجت في حلقه ظل ساكناً مكانه والخوف يعتريه
هنا تحدث اليه ذلك المسخ الذي تحول من فجأة من إنسان الي مخلوق اخر وقال له 
تلك هي قصتي سأتلوها عليك وأنا ادخن سيجاري الذي لا يفارقني
تبدأ حكايتي عندما كنت انسان مثلك أتعايش مع البشر بكل قسوتهم وغبائهم وحقدهم وخيانتهم كنت مثلهم اكذب احياناً وابكي احياناً وعندما اكون صادقاً يروا اني غير سوي تعودوا يا صديقي عالنفاق ولكن ادركت ان من يريد الحقيقه سيراها على حقيقتها ومن يريد الزيف سيتعامل معه بكل ارتياحيه 
حتى اني سئمتُ منهم وقررت أن اصنع تعويذه على نفسي وان انتقم من كل الذين سخروا من الحقيقه واستمتع بالضلال
انت تراني الان بتلك الهيئة المشوهه أتدري لماذا لأنك أردت أن تعرف الحقيقة حين التقينا فالحانه كنت أراك تشرب تريد أن تشرب حتى الثماله فادركت انك تريد الهرب من حقيقة ما فأنا لا أظهر الا لمن يريد معرفة الحقيقة فقط
انت تراني في حقيقتي فتعويذتي قد قتلتني نعم أنا لست من البشر ولا من الشياطين ولا من الجن ولا من الأشباح
أنا طيف من نسج خيال كل من يريد الهروب من الحقيقة
أتدري كم قتلتُ من البشر مثلك قبل أن اتيك
ها ها ها ها ها لا أدري فقد ماتوا فزعاً حين ظهرت لهم وجهي الحقيقي فهو يظهر لمن يتعمدون يستمتعون بالكذب والضلال
وسامتي تجذبهم ابتسامتي المزيفه تروقهم اتودد الي ضحيتي بصورتي التي رأيتني بها فالحانه
أكاد أجزم انك لا تتذكرها لأنك لم تعرني اهتمام كنت غارقاً في شرابك تحاول ألنسيان
أتدري ما هو ألنسيان يا صديقي هو الجائزة التي يحصل عليها القليلون فأنتم البشر قليلي ألنسيان لكل ما هو سئ ولكن تنكرون كل ما هو جميل وتتناسوا متعمدين
أتدري من اول ضحاييا كان صديقي فقد نسي لا لا اقصد تناسا اني اعاني وتركني اموت بكل بطء
حين ادرك اني قد رحلت او اعتقدت اني من الحياة غادرت تذكر انه لم يحاول ان يعاونني في محنتي
ظهرت له بشكل جديد وملامح مختلفه تقربت إليه اكثر واكثر جعلته صديقي الوفي حتى اَقوعته في فخ يناسبه
قال لي ادركني يا صديقي وادركته وظهرت له وجهي الحقيقي الذي حين رئاه اطل الخوف في عينه وتجمد الدم في عروقه تكسرت عظامه من الألم
كل هذا وانا ادخن سيجارتي ووصلت رحلتي سنوات احصد من أرواح هؤلاء الافاقين
حتى عثرت عليك فأنت تريد الهرب من الحقيقه لأنك لم تحتمل الخيانه
ولكني سأمنحك هديه
حين تستيقظ لن تتذكر مأساتك وكأنها لما تكن وكأنك لم تقابل ذلك الصديق ولم تحب تلك الفتاه سيلقوا مصيرهم مع وجهي الحقيقي لو كان الأمر بيدي لمحوت ذاكرتك لتصبح انسان بلا ماضي
ولكن من لم يملك جزء من الماضي لن يملك الحاضر
أخذ نفساً عميقاً من سيجارته ونفث دخانها ليملاء الغرفه ويتذوب ملامحه مع ذلك الدخان
يسقط الشاب الثمل أرضاً حتى اطل الصبح بنوره داخل غرفته أفاق من سقوطه وهو ينظر حوله لا يتذكر ماذا حدث بعد أن وصل للحانه ولماذا ذهب إليها اصلا
Share To: