قصيدة (الشمس)
بقلم الشاعر أ. حَسَنْ الأُقْصُري
الشَّمسُ هٰذا اليوْمَ جائت تخبُرُ
وتُنَبِؤ الأرْضَ الحَزينة والنَخيلْ
وتَبُثُ في هٰذا النَهارِ بِشارَةً
وتُداعِبُ الأمواجُ في بَحْرٍ ونيلْ
وتَصُبُ في كأسِ المرارَةِ نشْوَةً
وحَلاوَةً كالْشَهْدِ أوْقاتِ الأَصيلْ
فالصُبْحُ في عَيْنِ النَوارسِ جنةً
وضِيائُهُ التِرياقُ للجَسَدِ العليلْ
وغَمامَةُ الليلُ الطويلِ قَدْ إنْجَلَتْ
كَوِلادَةٍ عَسْراءُ منْ رَحِمٍ هزيلْ
فالناظِرينَ منَ الأطِبةِ أجْمَعوا
تِلْكَ الوِلادَةِ مِنْ أجَّلِ المُسْتَحيلْ
وتَثاقَلَتْ كلُ السَنابِلِ گـونـها
حُبْلَى بِأحلامِ البَلابِلِ والصَهيلْ
والزَهْرُ شَبَّ مِنَ إنْتِكاساتِ الوَجَعْ
مُتَحَرراً مِنْ سَطْوَةِ اللّيلِ الطَويلْ
الشَّمسُ هٰذا اليَومُ جائَتْ تُسْدِلُ
في شَعْرِها الذَّهَبيُ آمالٌ لِجِيلْ
وتَحُطُ في تِلْكَ الأيَادِي النَاعِمَةْ
وتُلاعِبُ الغِلْمَانَ بالخَصْرِ النَحِيل
وتَطوفُ في الأُفُقِ البَعيدِ كأنَّها
أُنْثى الخَيالِ وتطْلُبُ التَقْبيلْ
لا تَطْلْبُ الغُفْرانَ مِنْ أمْسٍ مَضَى
أو تعْلَمُ الغيماتُ كَم نَجْمٍ أفيلْ
قَدْ تُجْهَضُ الأَحْلامَ في صَدْرُ السَما
إنْ يسْكُتُ السَيْفُ المُزَيَنُ بالصَليلْ
عَبَثُ الوُجوهِ إذَا تَبَسَمَ ضاحِكاً
وَشْمٌ بَدا منْ وَصْمَةِ الزَمَنِ البَخيلْ
يَبْقَ الضَلالُ عَلى الدُروبِ مُهَرْولا
كالنّمْلِ حينَ تَدوسُهُ أقْدامَ فيلْ
Post A Comment: