قصة (زندبيل) 
بقلم الكاتبة نور أبو عودة


في إحدى الأيامِ التي نَحياها، ظَهرتْ بشاعة بَني البشر على هذا الكوكبِ المُلطّخ بجرائم السفك ، وَهدّرٌ لدماءِ الأبرياء. لقد انُتزعتْ الرحمة من قلوبٍ غريبة، لا تعرف معنى الرفقَ بالحيوان، لقد سَودتْ الليلَ وألبستهُ وشاحين، وحولتْ زُرقة النهر إلى أحمرِ دماء، كلونِ الجرائم الخطيرة. فهناك في البعيد تعيشُ أُم محتضنةً لصغارها تُطعمهم بلبنِ حناها، حاملةً معها هم تربية صغارها، يأتيها أقذار بني البشر وينصبون لها كمين سخرية، من أجل أن يملؤا أفواهم بضحكاتهم الصاخبة
من أجل إشباعِ غريزة التسلط والجبروت على هذه الحياةِ البائسة. ما زال الطُغيان والاعتداء قائم، ما زالت الراية السوداء تُرفرف ، ما زالت أقلام القهر تكتب 
وما زال هناك فيلٌ يُحرق بخدعةِ كبريتٍ أو لعبة نار
فغياب الضمائر أصبح كشُربِ الخمرِ والتلذذِ بطعمه النتن
وقسوة القلوبِ قد أصبحتْ كالحجارةِ الصماء
لكنه سيأتي اليوم التي تقفُ به القلوب أمام قاضيّ العدل، أمام شاهد بريء قد قُتل بهتاناً وزورا
ليأخذ حقه من عديمي الرأفة والحب.
يحكى في زمان هذا العصر، كانت أم قد اقتربَ موعدَ ولادتها، إنها أم ليستْ من أجناسِ البشر،كان إسمها ( زندبيل🐘) كلمعتاد خرجتْ لتبحث عن لقمة عيشها لها 
، ولدغافلها التي في رحمِ بطنها، فجلست بالقربِ من نهرٍ
تستمتعُ بحركة مياهه العَجيجية، وتتأملُ لمعانه السحري، وكانت الشمس تعكس صورةً لولبية على حافته. واذا بصوتِ أقدامٍ تُهرول صوبها، تُشبه أصوات
مُجرمي المعركة، فقد اقتربوا نحوها، ورموا بجانبها حَبةُ
 أناناسٍ مفخخة. 
نظرتْ زندبيل بعيونٍ بريئة تحملُ لهم الحُبَ والفرح، شاكرةً لهم عن معروفهم الجميل.
اقتربت وحملتها لكي تأكل حَبةُ الأناناس، فاذا ببركانٍ
ينفجرُ بداخلها ، فتعالتْ أصواتِ قهقهاتهم اللعينة، فرحاً بلعبةِ التعذيب
وهرولتْ(زندبيل🐘) مسرعةً نحو النهر لتُطفئ نارَ صدْرِها
ولتنقذَ دغافلها التي في رحْمِها
وكانتْ الكارثة أنْ سَقطتْ على الأرض، صاعدةً روحها إلى عنانِ السماء.


Share To: