(ناجي) : 
بقلم الكاتب أ. صالح بحرق


قيل لي : مات ناجي..فمرت بسرعة سنونه ..تذكرت أخيه .. فهاتفته..أظهرت له حزني العميق..وتجهزت لتشييع الجنازة.
كنت أسير بين الحشود الكبيرة التي أتت من كل مكان لتودع ناجي..ناجي الفتى الصغير.. الذي كان يحضر نقاشاتنا نحن الذين نكبره.. ويرد بذكاء..إلى أن أصبح قاضيا..وتوفي أمس.
.قال لي عجوز في المقهى:
 ناجي انتقل الى ربه.. ودمعت عيناه تفرست في وجهه.. امتعضت.. تذكرت جلسته معنا في المقهى.. صباحا كل يوم ..تذكرت صديقه عماري الذي يحبه..فنهضت وتوجهت اليه معزيا..كانت على سحنته علامات الدهشة والفراق ..كان يتحدث ببطء..ويؤمىء برأسه إلى الخلف..مسهبا في تفاصيل المرض والوفاة.. وناجي يبدو لي ذلك الفتى الذكي المشاغب المحب للجدل والمعرفة..وقدتركت المجال لعماري يتحدث عن الموت والرحيل. وانا ارتجف وغيوم الاسى والخوف تتسربان إلى داخلي..وقد امتدت يد الفاجعة لتصل إلى أعماق روحي فتوقظ فيها نداءات الحنين.. والفقد..وناجي يتماهى مع اشجاني كلما حركت تفاصيل صديقه عماري لواعج الاحزان والبكاء والأنين. 
لتطوقني ذكرى ناجي بمزيد من الألم وهو يذهب بعيدا في بياض كالشمس.



Share To: