(القلق البيئي) 
بقلم الكاتب و المفكر أ. رامي محمد




مضى أسبوع وأنا أعمل خلف تلك النافذة في طقس ربيعي رائع ونفس هادئة، بامتنان كبير للطقس اللطيف في تلك الفترة، فكل ما له علاقة بالمناخ من برودة وحرارة واعتدال له أثر على مزاجيتي وسلوكي وفكري ودرجة انتاجي.


فنسمة الربيع تروح عن النفس وتبعث العواطف الإنسانية الرقيقة، بينما الحرارة في الصيف أو البرودة في الشتاء؛ ترتبط بالانفعالات النفسية الحادة، كما يرتبط الخريف في المخيلة بالذبول والهدوء والسكون. كل هذه التغيرات له تأثير مباشر على اعتدال المزاج وتوتره ودرجة الاسترخاء في الانفعال والسلوك.

يستخدم بعض علماء النفس كلمة -القلق البيئي- لأننا نجهل ما سيأتينا غدا من أنواء ومصير غير متوقع، ويعتبرون كلمة -تغيّر المناخ- ليس مجرد خطر يهدد العالم أو مفهوم علمي يخص علماء البيئة فحسب؛ بل لأنه مصدر لأكبر المشكلات التي تؤدي إلى اضطرابات نفسية وعاطفية؛ لما للطقس من تأثير مباشر على نفسية الانسان.

مثل ما يعرف بالاكتئاب الموسمي الذي يسببه الشتاء بسبب غياب الشمس وقصر ساعات النهار والظواهر الشتوية كالرعد والبرق والظلام وأثرها السلبي على مزاج الفرد وميله إلى التشاؤم، ومثل أثر الحرارة الشديد على استعداد الفرد وقابلية التعاون مع الآخرين! وما للشمس المعتدلة من تأثير على المزاج الرومانسي.

لكن هناك شيء لطيف ومطمئن في بعض الدراسات : )) أن الأمر ليس قاعدة؛ وأن بعض الناس ينعم بمزاجية وحالة نفسية أفضل؛ تبعًا للطقس الذي ارتبط بوقت ولادته، فمن يولد والشمس مشرقة تبقى الشمس بالنسبة له مصدرًا للطاقة ومن ولد في الليل يبقى الليل وقته المحبب وهكذا بحسب طبيعة كل فصل، كما أن المطلوب منّا هي فكرة التكيف من خلال تغيير تصوراتنا الداخلية وتهيئة المزاج بحيث يواجه تحديات المناخ وتقلباته، لينعم بالاتزان تحت أي ظروف.
Share To: