في عادة سنوية لطيفة تتحول -التوليري- إلى قطعة من القرن الثامن عشر بأزيائه الفالنسية الأنيقة والرقصات الكلاسيكية وتقاليع العصر وعاداته. فتشعر أنك عدت بالزمان إلى الوراء، واللطيف هنا هو أثر الثورة الفرنسية على طبيعة الأزياء والموضة في هذا العصر.
تُوّج نابليون بونابارت امبراطورا على فرنسا عام -1804- واتخذ من الأزياء وسيلة يعتمد عليها بشكل أساسي في إنعاش الاقتصاد الفرنسي بعد تراجع صناعة المنسوجات الفرنسيّة خلال الثّورة لصالح المنسوجات الإنكليزيّة!
أصدر نابليون قراراً بإيقاف استيراد النّسيج الإنجليزي وأعاد إحياء صناعة الأزياء الفالنسية، وبدأت أقمشة جيّدة بالظهور مثل التُّول الرقيق tulle والباتيستي batiste.
ومن اللطيف أنه كي يجعل النساء تستهلك أكبر كمّية من الأقمشة قام بمنعهن من ارتداء الثّوب نفسه مرّتين، كما منع المواقد في حديقة Tuileries وسط باريس لجعل النّساء تلبس المزيد من الملابس اتقاءً للبرد!
فضلا عن إرسال ما كان يعرف وقتها بعرائس الموضة للعواصم الأوربية وهي دُمى عرائس تستعرض أشكال وتصاميم الأزياء الفرنسية الجديدة بغرض الترويج والتجارة، كما ظهر على إثر ذلك أول مجلة أزياء في العالم منتصف القرن الثامن عشر!
كانت زوجتُه -جوزفين- أيقونة الموضة في عصرها وقلّدتها الكثير من النّساء. ولم يغفل كذلك عن دور الرجال في استهلاك الّنسيج، فأجبر العساكر على ارتداء سراويل من السّاتان الأبيض في المناسبات الرسمية.ً
Post A Comment: