(مابين و بين) 
قصة قصيرة بقلم الكاتب و الروائي أ. تامر صَفَر 



لا تتركي نفسِك فريسة لقلبك يحرككِ ويغتال أحلامك فمن جرحك متعمداً لن يستطيع ان يكون طبيبك 
بتلك الكلمات كان رد ساره على سؤال إحدى الفتيات في جروب نسائي في موقع الفيس بوك طرحت مشكلتها بأن خطيبها السابق يريد أن يعود إليها بعد أن انفصلا لانه صارحها بأنه كان على علاقه لفترة بأحدي صديقاتها ولكنه ندم علي تلك العلاقة ويريد ان يكمل حياته معها هي، وتكمل صاحبة المشكله انها فضلت الانفصال لأنها شعرت انه حتى وإن صارحها لكنها ستظل تتذكر انه خداعه في وقت من الأوقات ولكنها لازالت تحُبه
كانت الردود مختلفه أراء تقول ان تعطيه فرصه أخرى لانه اثبت حسن نواياه وآراء أشارت عليها ان تستفتي قلبها ولا تحُكم عقلها تباينت الاراء وباتت مختلفه ، اما رد ساره كان نابع من خلال تجربتها السابقه والتي غيرت كثيرا من شخصيتها بعد انفصالها عن زوجها بعد زواج استمر خمس سنوات فرغم أنهما تزوجا عن حب الا ان بعد مرور فترة من الزواج اكتشفت ان الحب اضعفها وجعلها تتنازل عن أحلامها من أجل من تحب إلا أنه بعد كل ذلك قابله بأنانيه حيث انه لم يُقدر تضحياتها وساورته نفسه بعد أن علم عدم قدرتها على الإنجاب بأن يتزوج زوجة أخري من أجل ان يصبح اباً

هنا قررت سارة ان تخرجه من حياتها الي الأبد ولم تتقبل ما حدث رغم محاولاته المستمره ان تظل في حياته الا انها بائت جميعها بالفشل فقد أخبرها انه لا يزال يحبها ولكن أمام ضعف نفسه وحلمه ان يصبح اب اقدم على تلك الخطوة 
إلا أن سارة كان قرارها حاسماً وأمام اصرارها نالت حريتها ولكن قلبها أصبح سجين تغيرت مشاعرها التي كانت تفيض بالحب لتتحول الي صلابةً حتى ان الدموع التي زرفتها من عينيها اخذت معها كل لحظات الماضي ونسيته تماماً فقد قررت ان تصنع لنفسها حياة جديده 
من اجل ذلك الحب تخلت عن عملها كصحفيه وفنانه تشكيله أيضا تصنع أجمل اللوحات حيث أرادت ان تجعل زوجها هو كل حياتها واكتفت به ولكن أدركت ان مقابل ذلك كان التخلي .
عادت الي عملها بالجريده وقررت ان تعيد نفسها الي لوحاتها ثلاث سنوات بعد الانفصال عن زوجها ارتبطت بالعمل فقط وكانت تعطي لنفسها كل المتسع ان تصنع لنفسها كيان جديد حتى أن خلال تلك الفتره لم يكف من كان يملك قلبها وأصبح ماضي بليِ أن تعطيه فرصه جديده الا انها اجهضت كل محاولاته 
لم يمنعها عملها كصحفية ناجحه ان تسلم روحها لفنها وأطلقت العنان في رسم أجمل اللوحات حيث اقامت معرضها الأول وحققت أول أحلامها في ذلك المجال 
أثناء المعرض دخل صديقها زاهر ومعه صديقه كريم حيث دعاه ان يحضر المعرض لانه يعلم مدى شغفه لذلك الفن ، قدم زاهر كريم لساره واخبارها عن اهتمام كريم لذلك الفن 
كان لقاء كريم بسارة حافل بالنقاش حول أعمالها ومدي انبهاره في تجسيدها للالوان مع رسومتها التي غلب عليها طابع الكلاسيكيه والحزن في الكثير من الأعمال 
لم تمنع طبيعة عمل كريم كصاحب شركة برمجيات من أن يتعمق في المعرفه حول هذا الفن وحضور معارض عديده واقتنائه لوحات من تلك المعارض حيث لفت نظرة احدي اللوحات داخل المعرض تحمل عنوان طفلة فالخمسون حيث اثار انتباهه مسحة الحزن العميق التي في عين الطفله ومن حولها خمسون يد ممتد حولها في كل مكان وكأن الطفله صارت عجوز بانها رسمت جزء من وجه الطفلة كأنها امرأة عجوز بتجاعيد بسيطة ولكنها مؤثره كانت الالوان التي استخدمتها والطريقة التي عبرت بها شديدة البلاغه فالمعناه التي تعانيها تلك الطفلة 
وقف كريم طويلا امام اللوحة حيث لاحظت سارة اهتمامه بتلك اللوحة حيث اثارة اهتمامه ولماذا سميت بهذا الاسم  
اجابته في كل عام يمر قد نكبر عشر سنوات مما نقاسيه في تلك الفترة ، فالطفلة قد تعتقد انها ابنة عشر اعوام لكن عانت خمس سنوات جعلتها تكبر خمسون عام علي عمرها حيث كانت لتلك الطفله قصه واقعية اختارت ان تجسدها في لوحتها 
زاد اعجاب كريم باللوحه اكثر وطلب ان يشتريها ولكن جاء رد سارة صادم حيث اخبرته انها لا تنوي ان تبيع تلك اللوحة لان لها ذكري تخصها 
لم يتطرق كريم الي الذكري التي تخصها ورفض ان يدخل الي منطقة شخصية في حياتها ولكنه اخبرها ان تلك اللوحة تركت اثرا في نفسه وكم تمني ان يقتنيها ، حيث اعتذرت له بشدة عن انها لن تستطع ان تلبي رغبته 
بعد ان اخذ كريم جولته في المعرض هو وصديقه زاهر انصرفا لكن لازالت تلك اللوحه تشغل بال وحزنه علي عدم اقتنائها  
ساورالفضول نفس كريم ان يعرف اكثر عن سارة وعن حياتها اخبره زاهر ببعض التفاصيل التي يعرفها وانها عانت بعد انفصالها فترة الا انها سرعان ما بدلت حزنها والمها الي طاقة ايجابيه استثمرتها في العمل وفي الرسم 
بعد أنتهاء المعرض الذي لم تتوقع الاقبال علية كما وجدته علي معرضها مما اعطاها بريق من الامل فالحياة مرة أخري حتي وقفت امام لوحة طفلة فالخمسين وتذكرت مدي تأثر كريم بتلك اللوحة 
مرت ايام حتي تم دعوتها لحضور احدي المعارض الفنية لبت سارة الدعوة وظلت تتجول داخل اروقة المعروض التي كانت بها الكثير من اللوحات التي تحمل انماط مختلفه من الفنون الكلاسيكي والسريالي 
جمعت الصدفة كريم بسارة داخل المعرض حيث اتي بناءا علي دعوة اتته ايضا للحضور حيث دار بينهم عن بعض اللوحات داخل المعرض الا انه اخبرها ان لوحتة طفلة فالخمسين لازالت عالقة في ذهنه حتي الان وانه حزين لعدم اقتنائها ولكنه يحترم رغبتها في عدم بيعها 
تطرق الحديث الي اعماله ومدي حبه لمجال البرمجه وكيف انه انشىء شركة للبرمجيات هو وبعض من اصدقائة وهم في سن صغير حتي دعاها الي ان تأتي الي الشركة ليطلعها علي اخر المستجدات في مجال البرمجه والافكار التي ينوي تنفيذها ، قبلت سارة دعوته واخبرته انها في اقرب فرصة ستتصل به وتأتي كي تكون زيارة عمل ايضا وتقوم بعمل تغطية صحفية لاعمال شركته وماهي الافكار المستقبليه التي ينوي طرحها 
بعد ان انصرفت سارة ظل كريم يفكر كثيرا فيما شعره تجاهها فهي تحمل في داخلها حزن شديد لاتريد ان تبوح به وشروخ في روحها تغطيها بكفيها حتي لا يراها الاخرون وتظل مختفيه عن الجميع فقد علم عن حياتها السابقة معلومات قليله من صديقة زاهر الا انه شعر برغبه شديدة في ان يتقرب اليها .
ارسل كريم اليها علي الواتس اب مكان شركته وطلب ان تزوره في اقرب وقت حاول ان يجعل موضوع الشركة نقطة بداية تقربه منها 
استجابت لطلبه وحددت موعد بعد يومين لزيارته كانت سعادته لا توصف حين علم انه سيراها مرة اخري ولكنه لا يريد ان يقتحم حياتها مرة واحده ولكن يريد ان يدخل الي عالمها برويه  
في اليوم المتفق عليه اتت سارة الي الشركة حيث رحب بها كريم ولكنها كانت تحمل في يديها شيء ما مغلف اعطته اياه واخبرته انها هدية بسيطة منها له 
اندهش كريم من ما تفعل سارة وشكرها فأخذ يزيل الغلاف ليجد انها اهدته لوحة طفلة فالخمسين تلك اللوحة التي اثارت اعجابة  
اختلطت مشاعره بالدهشه والفرح وتسأل عن سر تنازلها عن تلك اللوحه
 اجابته انها ادت رسالتها حين رسمت تلك اللوحه ويكفي ان تجد احدا يهتم بتفاصيل تلك اللوحه ويريد اقتنائها فوجودها لديها ستقلل من قيمتها وانها واثقة تمام الثقة انها ستكون في مكانها المناسب لدية 
ظلت نظرة الاعجاب باللوحة حين رئاها اول مرة نفس النظرة والتي رصدتها سارة فكريم وهو يتحسس اللوحه بيديه 
تسأل ان كان بأمكانه تحديد قيمة تلك اللوحة ؟
مما جعل سارة تشعر بالضجر من طلبة 
اعتذر كريم عن كلماته واخبرها انه لم يقصد المعني الذي وصل اليها ولكن طلب منها ان تغفر له خطأه وسوء تقديره حاول ان يشرح الموقف ولكن ظل يتعثر فالحديث 
ابتسمت سارة حيث كانت تلك المرة الاولي التي يري كريم تلك الابتسامة علي وجهها التي جعلت من ملامحها وكأنها انسانه اخري تشع البهجه منها
لم يتواري ان يطلب منها ان تقبل دعوته عالغداء تكفيرا عن خطئه 
الا انها ترددت قليلا في قبول الدعوة الا انها وافقت بعد ان تنتهي من المهمة التي اتت اليها حيث دار بينهم حديث طويل عن بداياته وكيف وصل الي بالشركة ان تصبح من اهم الشركات في مجالها بين الشركات التي في نفس مجالها 
احيانا تعطينا الدنيا فرصة جديده ان نتصالح معها ...........
كان لقائهم الاول علي الغداء حافل بالحديث عن عمل كلا منهم وعن الصعوبات التي يواجهها في عمله والمواقف الطريفه التي يمران بها ظلت الابتسامة التي عرفت طريقها الي سارة منذ زمن بعيد تعتلي ملامحهها لتزيدها جمالا علي جمالها لم يتطرق كريم الي اي اسئلة شخصية خوفا من يفسد تلك اللحظات الجميله التي يشعر بها معها الان 
باتت الاتصالات بينهم مستمرة يحكي كلا منهم عن ما حدث في يومه وما مر به اصبح بداية يوم كريم بأن يتصل بساره ليعرف ما تخطط له في يومها وهو الاخر يطلعها علي ما ينوي فعله في اليوم ذاته 
كان لكريم موهبة في تأليف قصص للاطفال فهو يعشق الاطفال ويعتبر ابناء اخته الوحيدة هم ابنائه بدء ان يقص علي سارة بعض من القصص التي يرويها لاطفال اخته ليجد ان سارة تغفو وهو يحدثها عالهاتف ويروي القصة حتي اصبحت تطلب منه ان يحكي لها قصة كي تنام لانها فالفترة الماضية كانت تعاني من قلة النوم والارق بسبب ضغط العمل   
ما اصعب التعود علي اشياء لا نملكها ولا نستطيع ان نمنع انفسنا عنها 
اتفقا علي حضور معارض للفنون حيث يجمعهما حب الفن حتي ان سارة وجدت ان لديها الرغبة في رسم الطبيعة فهي لم تتطرق الي رسم تلك اللوحات بهذا الاسلوب من قبل وجدت احدي المنتزهات التي تعمر بالمناظر الخلابة وبها بحيرة طبيعيه تلهم الفنان ان يبدع اجمل اللوحات 
اخبرته سارة عن المكان التي وجدت نفسها فيه كي تبدأ رسم احدي اللوحات كان كريم يأتي اليها ويشاهدها من بعيد مستمتعا برؤيتها وهي ترسم ثم يذهب اليها بعد ان تنتهي من وقت الرسم 
تعددت لقائتهما علي الغداء حتي ذلك اليوم الذي تطرق الحديث بكريم عن علاقته بأسرته وانه رفض الزواج بعد قصة حب فشلت لا كتشافه ان الانسانه التي احبها كانت علي علاقه بصديقه مما تسبب في عزوفه عن فكرة الارتباط مرة اخري  
حتي قابلها تغيرت كل حياته ونظرته للحياة اعتقد في باديء الامر انه تعود الا انه تأكد من حبه لها وأنه سامح الماضي لأجلها وطلب منها ان تعطيه الفرصه لتراه بنظرة اخري غير نظرة الصديق 
تغيرت ملامح سارة فكانت مصارحته لها كفيلة ان تعود بها الي الماضي الاليم لم تكن تدري ان تلك اللحظة التي كانت تخشاها اتيه لا محاله لحظة اعترافه بحبه لها فكانت دائما ما تكذب احاسيسها بأن كريم يكن لها مشاعر مختلفه عن مشاعر الحب لكن لم تستطع وقتها ان تمنع نفسها ان تنسحب 
تسائل كريم عن سبب تغير ملامحها الا انها اثرت الصمت وطلبت الانصراف حاول كريم ان يستفهم منها عن الامر الذي جعلها تتغير بهذا الشكل وهل مصارحته لها القت عليه بصدمة بهذا الشكل 
اعتقدت سارة انها لن تتطرق يوما من الايام الي حياتها السابقة وانها نسيت ، بدأت تروي له قصتها وكلما تروي تلمع الدموع في عينينها حتي شعرت بأن الضعف يحاول ان يتسلل الي نفسها وان الماضي سيهزم قوتها
طلبت ان تنصرف علي ان يكملا حديثهما في وقت لاحق فلم يكن من كريم الا ان يلبي لها ما تريد 
استقلت سارة سيارتها عائدة الي منزلها لتطاردها اشباح الماضي ولاول مره من فترة انقطعت فيها اخبار زوجها السابق ليعاود الاتصال بها تلك الليله مما زاد من تعميق جراحها اكثر واكثر رفضت الاجابه علي هاتفها بعد عدة محاولات منه حتي اغلقت هاتفها 
في نفس الوقت استقل كريم سيارته هو ايضا عائدا الي منزله وهو محمل بعبء ما سمعه من سارة فقد اصبحت سارة محور اهتمامه ولم يكن لقائه بها الا رغبة منه فالتقرب اليها اكثر واكثر فقد تسلل حبها الي اعماقه اصبح صوتها هو مصدر سعادته تحولت علاقته بها من صداقه الي مشاعر جارفة اخفاها حتي يبوح بها فالوقت المناسب 
شهور طوال قضوها سويا باتت ايامه معها اشبه بالحلم الجميل عرف ما تحبه سارة من انواع طعام وحتي افلامها المفضله واغانيها التي تفضلها 
اعادت اليه سارة الثقه دون ان تشعر في ان يتصالح مع الحب من جديد اعطته صك غفران الماضي ولكنه لا يعلم انه ايقظ ذلك الوحش الكامن ليصحوا من غفوته وينهش قلبها ويفتح جروحا باتت ندوب ولكنها ظلت جروح حيه 
ما اصعب ان تعيش حياتك بدون قلب يحيا بالحب وروح تسعي الي حبيبها ومشاعر تتأجج في حضرة صاحبها فتصم أذنيك عن كلمات العشق التي تذيب جبال الثلج من علي الصدور ويظل قلبك باردا لا تسطع عليه شمس الحب لتدفئه كل ذلك لانك تخشي من ماضي مخيف يطل عليك بملامحه السوداء ليمنعك ان تعيش من جديد 

لم يكف كريم عن الاتصال بسارة التي اغلقت هاتفها هربا زوجها السابق الذي اصبح يزعاجها ويلح باتصالاته حيث بات في اعتقاد كريم انها اغلقت الهاتف من اجله هو كي لا يصل اليها 
لاول مره من شهور طوال من التعود ان ينام بعد ان يروي قصة لسارة وان يكون اخر صوت يسمعه هو صوتها نام دون ان يكون صوتها حاضرا 
جلست سارة علي سريرها منكمشه كأنها طفل في رحم امه وكأنها تريد ان تضم نفسها بنفسها تزرف الدموع التي باتت منذ سنين لا تعرف طريقها الي عينيها 
تهشم غلاف القوة التي احاطت به نفسها فهي في شعور متناقد بين ان تلجأ الي كريم لتختبىء فيه وشعور بالخوف من كل شيء حولها وانها ترغب في ان تحمي نفسها بنفسها 
وقفت تنظر الي نفسها فالمرئاه لتتملكها الحيرة بين ارضاء عقلها ام سماع قلبها حوار يجذب كل طرف فيه سارة تجاهه كي يثبت انه الاصح
 يحدثها عقلها ويحذرها 
اتريدي ان تعودي لسابق عهدك هشه تحركك المشاعر وتتحكم فيكي اغراءات الحياة وتوهمك بأن لديها ما تقدمه لكي من سعادة في كنف شخص آخر غير نفسك ، هل تودي ان تعودي لنقطة الصفر بعد أن أصبحت روحك حره وقلبك كامن في مأمنه 
أما قلبها ظل يدافع عن ذلك الحب ويقول إن الحياه تستحق ان نعطيها فرصة أخرى كي تثبت لنا انها ليست بهذا السوء ويمكنها ان تعوضنا عن ما فات لا ضير ان نخطئ في اختيار الأشخاص ولكن المهم ان نتعلم من اخطاء الماضي اعطه الفرصه ليقدم ما بداخله
يعود صوت العقل ليمنعها من الالتفات الي كلمات القلب عاد وهو يصرخ حذاري حذاري ان تنغمسي مرة أخرى في وحل المشاعر والأحاسيس ابتعدي ولا تستمعي الي هراء القلب واغوائته فهو يريد أن يستمتع بلحظات تعيشيها ويترك روحك تعاني وتنزف وسوف يتبرأ منكي بعد ذلك
جذبها القلب بقوة الي ان تنظر في المرأه وهو يقول بحده انظري انظري الي نفسك الي ملامحك باهته دون حب عيون جامده بلا حياه كيف وانتي في مثل عمرك ان تقتلي زهرة الشباب وتضعينها تحت قدميكي
اصمت أيها القلب الضعيف 
انت من يجب أن يصمت وان تظل حبيس الذكريات
صراع بين القلب والعقل وسارة بينهم لا حول ولا قوة ارهقاها حتى صرخت 
كفى كفى لا استطيع ان استمع اليكما اريد الهروب اريد الهروب 
باتت سارة ليلة لم يعرف النوم طريق الي جفونها صوت كريم يتردد في اذنها صورة زوجها الاول تظهر امام عينيها 
تصارع من اجل ان تبقي مستيقظه كأنها تعاقب نفسها اما كريم ظل جالس علي كرسيه امام النافذه في انتظار ان يلوح النهار في السماء حتي يذهب الي سارة في الجريده 
الساعة السابعه صباحا رسالة تأتي لهاتف كريم بأن هاتف سارة مفتوح بدون تردد اتصل سريعا 
تنهدت سارة حين رأت اسم كريم الا انها لم تحسم امرها من الصراع الذي عاشت فيه تلك الليله 
اتصل بها عدة مرات الا انها لم تجيب حتي تسلل اليأس الي قلبه ، ولكن امامه فرصة اخيرة سينتظر قدومها الي الجريده ويخبرها انه يريد الحديث معها مجددا
ولكن فضل ان يرسل اليها اولا فبعث رسالة عالواتس اب فحواها 
لو ادري ان مصارحتي لكي بحبي ستجعلني افقدك لاثرت الصمت واحتويت حبي بداخلي دون ان ابوح بمشاعري فرؤيتك كانت تحييني وصوتك كان يؤنسني لا اطلب منكي سوا لقاء اخير نتحدث فيه قليلا

 
رأت سارة الرسالة ويداها ترتعش تارة تكتب اوافق وتارة تكتب يجب ان تنساني اثرت الا تجيب حتي تعطي نفسها فرصة لكي تتخذ القرار السليم 
حين رأي كريم انها قرأت رسالته ولم تجبه تملكه اليأس من ان الماضي سيطر علي تفكيرها ومنعها من ان تعيش حياة جديده مرة اخري هنا تراجع عن فكرة ان ينتظرها امام الجريدة كما عزم الامر لشعوره بأن اي ضغط علي مشاعرها قد يأتي بنتيجة عكسية 
دخلت سارة في عزلة حيث ابلغتهم فالجريده انها في اجازة اغلقت هاتفها عاشت اسبوع منعزله في شقتها لا تتحدث الي احد سوي الي صديقتها امل التي سافرت المانيا في رحلة عمل فهي صديقتها الوحيده حيث كانت تنصحها امل بأن تعطية فرصة وتخبرها ان الرجال ليست كلها زوجها السابق ونفس الصفات او الطباع وان الحياة نفسها متغيره فلا تحكم عليه من خلال افعال اخرين 
لكن كان الصراع بداخل سارة اكبر من اي كلمات او وعود او حتي ان يطمئنها اقرب الاقربين اليها فقد احتاجت ان تطمئنها نفسها ويريحها عقلها الا انها ظلت في عزلتها 
حاول كريم الوصول اليها بشتي الطرق فهاتفها مازال مغلق حسابها عالفيس بوك معطل حتي انه علم بأنها في اجازة من الجريدة 
ما اصعب ان تعيش وانت نادم علي ضياع من تحب فقط لانك صارحته بحبك له 
فعدم البوح بالحقيقة مؤلم ولكن البوح به يقتل

علم كريم من زاهر ان ساره ستحضر معرض في تلك الليله حيث قام بتوفير دعوه له لحضور المعرض بعد ان اخبره كريم ببما حدث ومدي حبه لسارة 
وصلت ساره الي مكان المعرض خرجت من سيارتها لتشاهد ما لم يكن تتوقع ان تشاهدة اصابتها الصدمه التي شلت عقلها وجعلتها تظل في مكانها تجد ان كريم وقد وصل قبلها منتظرا علي باب المعرض في نفس الاثناء كان زوجها السابق علم بانها ستحضر المعرض واراد ان ينتظرها ليزيد من الحاحه في طلب العوده اليها مرة اخري 
لم يكن من سارة الا انها ركبت سيارتها وانطلقت مسرعة هربا من ذلك المشهد الذي رأته فالماضي والحاضر مجتمعين امامها يحاول كل منهم ان يجذبها نحوه 
اعتقد كلا من كريم وزوجها السابق انها تهرب منه ، ولكن كان بداخلها اذا كان وجود كريم فقط لكانت قد تخلت عن بعض من صلابتها وانهارت قواها امامه لتخبره انها تحبه ولكن يجب ان يساعدها ان تشفي من الماضي   
يأس كريم من الوصول الي سارة خصوصا بعد تلك الليله ، حاول جاهدا ان يبتعد قليلا كي لا يكون سبب ضغط رغم محاولاته السابقه التي فشل فيها 
هنا اتخذ القرار بعد ان حدثته نفسه انها اذا كانت تحبه بالفعل ستعود مرة اخري وتتحدث معه او حتي علي الاقل ستحافظ علي ما تبقي من علاقتهم وقرر ان يبتعد ولكن ظل حبها لها يتملكه 
قررت ساره ان تواجه نفسها وان تعود الي الحياة مرة اخري ولكن بعد ان اتخذت قرارها فقد استجابت الي عقلها الذي هزم قلبها لتعود لحياتها من جديد لتسافر الي شقيقتها في ابو ظبي حيث ظلت ستة شهور تعمل كمراسلة للجريدة وايضا فرصة للابتعاد عن الماضي والحاضر لم تحاول الاتصال بكريم ، ظنت ان الايام وحدها ستجعله يناساها وهي الاخري ستنساه ، ولكن حبها له وأنجذابها نحوه الذي كان مسيطرا عليها ، تمنت كثيرا ان يبقي معها الا انها قررت الابتعاد لانها تعتقد ان الحب سيضعفها مرة اخري 
مر عام كامل وقد عادت سارة الي مصر بعد ستة اشهر ، حيث علم كريم بسفر سارة من وقت سفرها ولم يعلم عنها بعد ذذلك اي شيء ، اما سارة التي بات كريم لها كذكري جميلة اثرت ان تحتفظ بذكراه بداخلها 

بعد ان انهت سارة عملها بالجريده اتفقت ان تلاقي احدي صديقاتها في كافيه في احدي المولات التجارية 
اثناءتجولها داخل المول لم تدري انها ستلتقي بكريم بعد تلك المدة وبعد ان شعرت انها بالفعل قد نسيته فكيف تنساه وقد اعلن قلبها عن صرخة مدوية هزت كيانها بأنه كان في اشتياق اليه توقفت مكانها ارتسمت السعادة علي وجهها لرؤيته فكيف سيكون هو حين يراها وهل لازال يحبها بعد تلك المده ، كان كريم واقفا امام احدي المحلات في الجهه المقابله اقتربت بخطي سريعة تود ان تفاجئه 
ولكن 
توقفت مكانها فقد صدمها ما رأته وجدت معه عربة اطفال بها طفل يبدو عليه شهوره الاولي ظل كريم منهمكا في هاتفه فلم يقع نظرة علي سارة التي تراجعت ببطء والدموع تمليء عينيها فقد بات الندم ينهشها بأنها شعرت ولو للحظات باشتياقها لكريم فقد عاش حياته بدونها وتزوج وانجب فالكلمات والعهود كلها تطير في الهواء 
بينما يقف كريم امام محل ملابس الاطفال خرجت سلمي التي كانت تشتري للصغير بعض الملابس الجديدة لتعتذر منه عن التأخير ليجاوبها انه يعلم ان كل النساء لديهن داء الشراء وانه اعتاد منها علي ذلك ابتسمت سلمي ومازحته انها تعلم مدي حبه لها مهما فعلت ولكنها توقفت لتشكره علي انه ترك عمله ليكون معها وهي تشتري للصغير ملابس جديده ، فكريم هو شقيقها الاكبر الذي يرعاها خلال فترة سفر زوجها فهي شقيقته الصغرة المدلله التي طالما كان يصطحبها معه في كل مكان ويعلم مدي حبها للشراء ولكنها سألته كيف يحب الاطفال كل هذا الحب وخصوصا انها تعلم ما يفعله مع ابناء شقيقتها الكبري وكيف لم يتزوج لينجب اطفال 
بات في عينه حز ظاهر واخبرها ان حب سارة في قلبه طغي علي حبه بأن ينجب اطفال فهو لم ولن ينساها وسيظل باقيا علي حبها ابدا

استقلت سارة سيارتها واجهشت في البكاء تنهشها الاسئله هل ان كريم كان لديه الحق ان يعيش حياته بعد ان تركته واغلقت كل الابواب في وجهه؟
أم انها كانت محقه لانه مثله مثل غيره من الرجال فقد نسيها بسرعة وتزوج وانجب؟
ظلت تتسأل وتتسأل ولكنها لم تدرك ان كريم يعيش عذاب مثل ما تعيشه هي الان 
فهل سيأتي اليوم الذي يتقابلا فيه وتتضح الصورة علي حقيقتها 
ام ستظل سارة تعاني لانها اغلقت الباب في وجه من احبها بأخلاص ؟
وهل سيظل كريم يعاني فقدانه لسارة واستسلمه ليأسه في الوصول اليها مرة اخري ؟



Share To: