نزيف العقول البشرية بين المفهوم والأسباب والآثار الإقتصادية
بقلم / أ. جمال القاضي
لقد بات إصطياد العقول العربية النابغة تجريفا واضحا ونزيفا مستمرا لهذه العقول والتي بسببها أدى إلى خسائر فادحة لهذه الدول بسبب هجرتها إلى الخارج .
وتعد أكبر الدول إصطيادا لهذه العقول النابغة هي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبريطانيا حيث تحصل على نسبة 75% من هذه العقول مما أدى إلى خسائر مايقرب من 200 مليار خسائر عربية بسبب هذا النزيف الدائم .
وتشمل هذه العقول طائفة كبيرة تضم علماء في مجال الطب والهندسة وخبراء في العديد من المجالات كان نصيب الدول العربية نسبة 31 % منها بين هذه النسبة 50% أطباء ، 23% مهندسين ، 15% من العلماء من مجموع الكفاءات العربية .
لنسأل أنفسنا أين ذهب كل من الدكتور مصطفى السيد وأين كان الدكتور زويل والدكتورعلي مشرفة والدكتور فاروق الباز والدكتور منير حسن نايفة والدكتور مايكل عطية والدكتور محمد النشائي والدكتورة شادية رفاعي حبال والدكتور عدنان وحود والدكتور شارل عشي والدكتور مجدي يعقوب وغيرهم وماذكرته منهم كان على سبيل المثال وليس الحصر فهم كثيرون .
أليسو جميعا عرب وكانت بلادهم أولى بما قدموه لهذه الدول التي ذهبوا إليها .
تعد هذه من سياسات الغرب في إصطياد العقول وسرقة الأدمغة العربية مماسبب بدوره نزيفا لهذه العقول بصفة مستمرة وحتى يومنا هذا .
وقد أفاد تقريرا صادرا من البنك الدولي أن هذه الهجرة وهذه الظاهرة أدت إلى تقدم دول بسبب الإختراعات التي قدمها لهم هؤلاء العلماء مما جعلها في حالة نمو إقتصادي مستمر وجعل دولا آخرى غيرها تبقى أسيرة الفقر والفقدان والتأخر الإقتصادي وفي جميع المجالات غيره .
ووفق تقريرا عربيا صادر بعام 2009 أن أكثر الدول المصدرة لهذه العقول هي مصر وسوريا وتونس .
وقد أصدرت الجامعة العربية عشرات التقريرات التي حذرت فيها من أن العالم العربي يعاني من فقر علمي بسبب هجرة هذه العقول إلى الدول الأجنبية وتشير تقريرات غيرها بإنخفاض نصيب الدول العربية من براءة الإختراعات التكنولوجية على مستوى العالم .
وأضاف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته التي ألقاها أمام المنتدى العربي الأفريقي قائلا ( أخذوا البحث العلمي وحولوه إلى سلعة ثم إلى الأسواق )
مبينا أيضا أن كفاءة البحث العلمي البشرية والعقول المتميزة في الدول الأفريقية أكثر من الدول المتقدمة .
لنذهب إلى ماهي الأسباب التي كانت وراء هذا النزيف وهذه الهجرة للعقول العربية النابغة وإستراتيجيات الحلول وإزالة تلك الأسباب .
حيث كان منها وأولها :
عدم تهيئة المناخ المناسب الذي يشجع على النجاح بالداخل من فشل الإدارات المعنية بالبحث العلمي وعدم وجود إستراتيجيات واضحة لها في كثير من الأحيان.
ثانيا : عجز الدول النامية وعدم قدرتها على إستيعاب أصحاب الكفاءات وضعف الدخل المادي المخصص لهم والذي خلق لديهم إحساسا بأنهم عاطلين عن العمل ممادفعهم إلى البحث عن مصادر خارجية بالهجرة لتمويل بحوثهم وتحقيق نجاحهم
ثالثا : غياب الإستقرار وكثرة الصراعات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط بين الدول وبعضها أو داخل الدولة الواحدة نفسها .
رابعا : الروتين الذي عليه قوانين الدول العربية والتي تعيق كثيرا النجاح بطول الفترة التي يحصل عليها العالم على براءة إختراعه .
خامسا : التسهيلات التي تقدمها الدول الأجنبية للعلماء وتوفير الجانب المادي والذي كان معه سرعة إنجاز الإختراعات في أقل فترة ممكنة وبالتالي كان حافزا على الإستقرار في هذه الدول والبقاء فيها .
سادسا : غياب الجانب الأمني لهذه العقول مماأوجد لديهم إحساسا بعدم حمايتهم وتعرض حياتهم للخطر وإغتيالهم بأي لحظة من أي جهات لاترغب في نجاحهم .
سابعا وأهم هذه الأسباب : وجود فجوة كبيرة بين البحث العلمي والتطبيق حيث لايوجد هناك قطاعا خاصا يعمل على تحويل نتائج هذه الإختراعات إلى واقع .
وعن إستراتيجيات الحلول والتغلب على الأسباب السابق ذكرها
أولا : لابد من وجود وزارة بكل حكومة دولة وتفعيل دورها أن كانت قائمة لتصبح معنية بتطبيق نتائج هذه الأبحاث عن طريق التنسيق بين المخترع وشركات خاصه
أوشركات عامة تابعة لها لتنفيذ الإختراعات مع توفير الجانب المادي الازم لذلك .
ثانيا : إزالة عقبات الروتين الموجود بالقوانين وذلك بإستحداث قوانينا جديدة تختصر بها المدة التي يحصل عليها العالم على براءة إختراعه .
ثالثا : توفير الحماية للعلماء والمخترعين وكذلك منحهم حوافزا مادية بشكل يجعلهم في رضا مادي يجعل حياتهم مستقرة وشعورهم معها بالأمان .
رابعا : إظهار نجاح كل عالم أو مخترع في وسائل الإعلام المختلفة فهم أولى بذلك عن غيرهم .
رابعا : التعاون مع منظمة اليونيسكو لإقامة مشروعات في الدول العربية لجذب العقول النابغة .
خامسا وأخيرا عمل شراكة بين هذه العقول والمراكز البحثية والعلمية والصناعية وإنشاء أكاديميات خاصة لتبادل الأفكار فيما بينهم
Post A Comment: