شكرا لجراحنا..
بقلم الكاتبة عبير الفقي
كم انت أيها الإنسان ضعيفا″ هزيلا أمام مشاق الحياة؟...
نحن بلا استثناء مررنا بالآلام والأوجاع والإنكسار والخذلان مع اختلاف رواية كل قصة !!
من منا لم يستطع النهوض من شدة الألم؟ ومنا من استسلم لانكساره ودمر حياته ولم يجني منها شيئاً.
ومنا من اتخذ من آلامه وجراحه درج للصعود والنجاح.
كل أوجاعنا ماهي الا ابتلاءات من الله تعالي تحمل معها الحكمة والتدبر واليسر الذي لا نعلمه ولا نراه ولكن الله أكده لنا في سورة الشرح «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً"
هذا تأكيد صريح بأن كل ضيق يصاحبه يسر ويسر مؤكد
ولكن مرحله تخطي الإبتلاء من أصعب المراحل التي يمر بها الإنسان، قد ينجح فيها وقد يفشل.
يجب أن نتعايش بعقيدة ويقين أننا في كبد لامفر!!
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ)
في سوره البلد..
هذه الآية هي اليقين الواضح والمفسر لكل ما نمر به من متاعب ومشقة في الحياة.
ليس له علاقه بسلوك ولاتدين الإنسان من عدمه ولكنها وتيره الحياة وحقيقه دورنا فيها .
إنها اختبارات الله .
من اجتاز فقد نجا ومن أعرض فقد خسر.
بعد اليقين يأتي التفكر والتدبر والحكمه في هذه الإبتلاءات.
نبحث بداخلها علي الخير ونستبعد الشر مؤكد لأنها من الله عز وجل
نتساءل ماهي الرساله التي بعثها الله لنا في صورة هذا الابتلاء؟؟؟؟
ان الله ليس عليه بهين أن نشعر بالألم ولكنه تقويم للنفس وحمايتها من أهوائها وقراراتها الخاطئه.
كما يقسو الوالدين علي ابنهما لهم وجة نظر خاصة بهما !!!! ولكن يري الإبن أنها قسوة وتعنت.
ولكن الحقيقه أنهم ادرى بالأمور للأفضل ولكن مدي الإدراك يتأخر إلي أن تثبت الأيام ذلك.
هذا هو حالنا مع الله يريد لنا الأفضل . يعطي ويمنع لمصلحة الإنسان بحكمه لا يعلمها غيره!!
نستشعرها بعد مرور الوقت ونسجد له شاكرين لأن النتائج تكون مبهره والعوض رائعا.
نتوجع ايام ونعاني شهور وقد تطول الي سنين ولكن نعيش بيقين القلب أن الله يدبر الأمر.
نحن ماعلينا إلا أن نربط علي اوجاعنا ولا نستسلم.. نخرج اجمل ما فيها بغض النظر عن ما هو سبب الوجع ؟ ومن؟ وكيف؟ ولماذا؟
نزيل عثرات الحياة، لا نقف في نفس مكان الوقوع، نكمل السير .
نتخذ من عثراتنا درج لنعلو لنخرج من بئر الأحزان المظلم المخيف
لان بأعلاه شعاع من النور
ننظر إلي أي بارقه أمل حتي ولو صغيره نسعي ورءاها .
لا تحاول أن تنتقم من الايام ولا الأشخاص. لا ترد الكسر بالكسر
اترك كل ذلك وامضي في طريقك وتجاهل وانسي وتذكر أن الله لاينسي!!
قضيتك من الدنيا سواء جرح أو ظلم أو خذلان أو غيره في يد الله
رفعت لمحكمه السماء القاضي فيها هو الله العادل والشهود هم الملائكة.
أليست قضيتك مضمونه النجاح؟؟؟؟
ان كل جراحنا ماهي الا اسلحة وأسس للقوة في مواجهه الحياة
تخلص من كل اخطاءك سلبياتك كل ما يؤذيك حتي لو أشخاص!!
كل ما يهدمك تخلي عنه ابتعد لا تبالي بمن يحبطك يتكلم عنك ويتهكم عليك.
كلها عقبات للوصول إلي نهايه طريقك.
لاتمد يدك لأحد اجعل من يدك الأخري السند لك.
احنو علي نفسك وقلبك ترفق بهما انت المعين لنفسك انت من تشعر بالألم والفرح فأنت لست بحاجه للآخرين.
اتخذ من نفسك صديقا محببا لك تكلم معها وفكر معها لأنها أوفي صديق لا تجاملك وتفهمك دون أن تتكلم .
لا تنظر وراءك وانظر لأعلي فأن من خلقك هو الذي يرعاك ويدبر لك أمرك.
ارضي عن الله ليرضي عنك.
كل يوم جديد فهو بدايه منحك الله إياها. لاصلاح حياتك
لا تقول فات الوقت أو إنتهي.
أفتح نافذة الأمل بداخلك فالأمل باب صغير الحجم ولكنه يفتح أبواب الحياة كلها.
يمكن للإنسان أن يعيش بدون رؤيه اي شئ حوله ولكن لا توجد حياه تستحق العيش فيها بدون أمل.
غير ألوان حياتك .مفهومك.
تعامل مع ناس آخرين يضيفون لك وتضيف إليهم.
أفقد الذاكرة لكل ما مضي لكي تنجو من البئر المظلم .
تذكر قصه سيدنا يوسف عليه السلام بدأت بحلم وانتهت بتحقيقه.
كل ما تمر به فهو هين. يبدو صعبا ولكن بعد مرور الوقت ستتذكر نهايتك المفرحه فقط.
ستبحث بداخلك عن جراحك ستجد لها علامات واضحه ولكن غير مؤلمه ستجعلك تبتسم وتقول بكل يقين سبحان الله شكرا جراحي لولا انتي لما كنت أنا!!!!
ابتسامتك هذه التي ورائها روايه قصتك ستكون سبب لجعل الحياة أجمل وألوانها رائعه تمتع بصرك وتنعش قلبك.
أليس من الواجب أن نقول بكل امتنان «شكرا لجراحنا»
Post A Comment: