قصة (في الغيبوبة)
الجزء الثاني.. بقلم الكاتب أ. تامر صَفَر
حاول ادهم فتح باب الغرفة ليتفقد ما فيها الا ان احد العاملين هرع اليه بسرعة ...عاوز حاجة يا استاذ ؟
بدي علي ادهم التوتر محاولا اخفائة حيث اخبر العامل انه يريد مقابلة الدكتور مصطفي لطفي وقد اخبرته احدي الممرضات ان ذلك مكتبه
نظر اليه الرجل نظرة يملئها الريبة والشك ليخبرة ان مكتبه في الدورالاول وذلك ليس مكتبه لينصرف ادهم وقد زاد فضوله في البحث عن سر تلك الفتاة ولماذا انا بالتحديد التي تأتيني وماهي الرسالة التي تريد ان توصلها لي .
اذا اردت معرفة حقيقة امر ما عليك ان تجمع اكبرقدرمن المعلومات عنه وأن تكون مستعدا لاي مفاجاة قد تواجهك في اي وقت من الاوقات .
بعد تلك الحادثة التي المت بأدهم وما مر به وعاشها تغيرت شخصيته بعد ان علم حقيقة اقرب الناس اليه ، تعلم ان النفوس تكمن فيها اسرار وخبايا تحمل في طياتها شرورا واحيانا ألاما ادرك ان ليس كل ما يظهره الناس يمكن ان يكون مثل ما يكنونه في نفوسهم .
نصحه الاطباء أن يسافر في اجازة علي سبيل النقاهه ، انصاع ادهم لكلام الاطباء واصطحب دعاء وطفليه وسافر الي الاسكندرية ، وهناك اخبر دعاء انه علم بمرضها وانه مهما حدث لن يتركها او يتخلي عنها حيث شعر انه لابد ان يقوم بتصحيح مسار حياته معها وان يبدأ حياة جديدة يطمئنها فيها انه سيظل بجانبها حتي تستكمل رحلة علاجها ، انهارات دعاء باكيه تريد الاختباء في احضان ادهم شعرت بالامان في احضان زوجها الذي شعرت انها اقترفت خطأء حين لم تخبره حقيقة مرضها .
تمر الايام الا ان مريم ظلت ملازمة له في احلامه في كل مره يشعر انها تريد ان تخبرة شيئا ما ولكن هناك ما يحول بينهما حتي اصبحت مريم قدرا محتوم عليه ان يتعايش معه حتي يصل الي ما تريد ان توصله اليه .
بعد انقضاء عشرة ايام عاد ادهم الي القاهرة وهو عازم ان يصل الي معلومات تخص مريم حتي ذهب الي المستشفي واثناء دخوله المستشفي وجد الممرضة التي تحدث معها اول مرة بعد ان استيقظ غيبوبته واخبرته بان مريم متوفيه ظل يسألها عن مريم ولكنها اخبرته انه منذ ان قال انه رئاها وهي في حيرة من امرها كيف له ان يراها
فمريم سر باتت المستشفي في وقت من الاوقات تتسأل عنه وعن سبب وفاتها الا ان ادارة المستشفي اخبرت اهلها انها كانت تعاني نزيفا داخلي وقاموا بأجراء عملية جراحية لها ولكنها فارقت الحياة في غرفة العمليات .
هكذا اخبرته زينب صديقة مريم المقربة وانها من يوم ان اخبرها انه رأها وهو في الغيبوبة ان وراء موت مريم سر وتمنت لو تعرفه وكأن مريم زارته لتخبره بشيء لكن ادهم لم يفصح لها عن ما مر به وما يراه في احلامه مع مريم .
انصرف وقد زاد شغفه الي معرفة ماتسعي اليه مريم لتخبره به ، هل تستطيع الارواح الساكنة في المجهول ان تأتي الينا وتحملنا أمانة تريدنا ان نؤديها فلو كانت الارواح تسستطيع كشف الحقائق فلماذا لم ترشدنا اليها مباشرة ؟
هل السر مكمون في الحياة ام ان بعد الحياة هو السر؟ نعيش ونحن نجهل المستقبل ولكن الماضي شبحا يطاردنا يحمل اسرارا لم نعاصرها في حينها ويعود بنا الي الوراء كي نعيشها مرة اخري
داخل اروقة المستشفي تتجه مريم الي احدي الغرف يتبعها ادهم يدخلا الغرفة كأنهما دخان يعبر من فتحات الباب ليجد ادهم نفسه داخل غرفة عمليات بدون مريم
الساعة الخامسة صباحا اليوم 25/3 /2016 داخل غرفة العمليات يوجد شاب يعاني طعنة نافذة في القلب من حوله ثلاث اطباء معهم مساعد طبيب وأحد الاشخاص يمسك بكاميرا فيديو يصور العملية التي تجري علي المريض
الساعة الثالثة صباحا اليوم 12/7/2017 داخل غرفة العمليات توجد فتاة تعاني من تهتك في عضلات البطن وجروح قطعية في الصدر والرقبة اثر حادث سيارة وحولها ثلاث اطباء ومساعد طبيب وأحد الاشخاص يمسك كاميرا فيديو يصور العملية التي تجري علي المريضة
يستيقظ ادهم من نومه وهو ينظر حوله في كل مكان ليجد نفس علي سريره في غرفته يحاول ان يجد تفسيرا لكل ما رأه وألم يعتصر رأسه ماذا تريد ان تخبرني مريم ؟
تعددت الاحلام في كل مره يستيقظ ادهم فيها وكأنه عاصر تلك الاحداث بالوقت يتذكر كل التفاصيل حتي انه بدء يدون في اجندة كل التواريخ والاوقات التي رئاها في احلامة
عاد ادهم مرة اخري الي المستشفي ولكن اثناء دخوله وجد احد الاطباء المشاركين في العمليات التي رأها في حلمه ولكن يبدو انه من الاطباء المهمين داخل المستشفي حاول ان يلعب دور رجل المباحث وسأل احد افراد الامن عن هذا الطبيب ليخبره انه الدكتور منذر مدير المستشفي حيث يعمل طبيبا للمستشفي منذ اكثر من عشر سنوات وله نفوذ كبير.
توصل ادهم الي بعض المعلومات من فرد الامن بحث عن زينب صديقة مريم وسألها عن الاطباء الاخرين حيث وصفهم ادهم بدقة شديدة لتخبره زينب ان هؤلاء لاطباء الثلاثة هم مديرالمستشفي ونائبه الدكتورجورج والطبيب شريف الذي اتي من الخارج منذ عدة سنوات واحتل مكانه في المستشفي رغم صغر سنه ويعتبر الرجل الاول لدي الدكتور منذر، ومساعده الطبيب حسين الذي لم يأتي الي المستشفي منذ اكثر من ستة شهورونعمان احد العاملين بالمعمل هو الشخص الذي رأه ادهم يمسك بالكاميرا .
حاولت زينب ان تعرف السبب في اسئلة ادهم حول هؤلاء الاشخاص بالتحديد الا انه لم يعطيها اجابة وتركها وانصرف وتركها غارقة في حيرتها
مرت ايام ولم تأتي مريم اليه حيث اعتقد انها توقفت عن زيارته او ان دوره انتهي الي هذا الحد حتي تلك الليله التي كان ادهم يعاني فيها من ألم شديد في رأسه حتي استشار الطبيب المعالج له الذي اخبره ان يأخذ بعض المسكنات وانه امر طبيعي من اثر الحادث بعد أن أخذ ادهم بعض المسكنات القوية نام بعدها وعادت مريم اليه مرة اخري ، ولكن تلك المرة اتت وهي حزينة تبكي حاول ان يقرب منها اقترب منها لكنها بدأت في الاسراع في خطواتها وكأن احدي يطاردها استمر ادهم في تتبعها حتي وجد نفسه في غرفة بها عدة خزنات علي احداها اسم مريم وكانت مغلقه بمفتاح
استيقظ ادهم من نومه وظل يفكر فيما رأه واين يمكن ان يجد هذه الخزانه وماذا يوجد بداخلها ؟ اسأله تدور في رأسه يتمني لو يجد لها اجابة .
بات ادهم محملا بأمانة علي عاتقه ، أمانة تكشف اسرار يمكن ان تريح روحا تتألم روحا قد اتت اليه لتخبره ان الحياة الاخري تحمل اسرارا وحكايات يحملها اصحابها ويبتعدون بها لا يستطيعون ان يخبروننا بها الا اذا اندمجت ارواحنا معهم هكذا باتت روح ادهم حين هامت في عالم اخر واكتشف اسرارا لم يكن ليكتشفها ولم تكن حياته لتتغير مثلما حدث معه الان
اصبحت المستشفي هي بئر الاسرار.
ذهب ادهم الي المستشفي مرة اخري وبحث عن زينب صديقة مريم والتي اعتادت علي قدوم ادهم وتصرفاته الغريبة استنبط ان تكون الخزانه هي احدي خزنات المستشفي والتي كانت تخص مريم حيث سأل زينب ليجدها وقد اخبرته ان ينتظرها بالخارج عند باب المستشفي وسوف تأتي اليه حتي لا تلفت النظر اليهما وقدومه المتكرر ووقفهما معا ، ليخرج ادهم وبعده بدقائق اتت اليه زينب ليسألها :
هيا مريم كان ليها دولاب او درج هنا في المستشفي باسمها
نظرت اليه زينب بنفس الاندهاش المعهود ....وانت عرفت منين ؟ ايوة كل واحدة فينا من طقم التمريض ليها دولاب بمفتاح خاص بيها
معاكي مفتاح درج مريم ؟
اجابته : اليوم اللي تعبت فيه مريم سابت حاجتها هنا وبصراحة انا شيلتها عندي في الدولاب وكنت كل ما اقول اروح اديها لاهلها يحصل حاجه
يعني شطنتها معاكي ممكن يكون فيها المفاتيح ؟
مش عارفة ممكن
طيب ممكن تشوفيها وتفتحي درجها ارجوكي وقوليلي لاقيتي ايه
شعرت زينب ان ادهم يعرف اكثر مما يعرف غيره بات في قلبها شيئ يجعلها تتعاون معه لسبب لا تعلمه
اجابته انها ستساعده علي ما يريد ولكن يجب ان لايعرف احد او ان يراها وهي تعطيه اي شيء داخل المستشفي ، اتفقا علي ان ينتظرها ادهم بعد انتهائها من ورديتها بعد ساعتين وان يتقابلا في الخارج وتعطيه ما ستجده في درج مريم ، انصرف ادهم والشغف والفضول يعتصره منتظرا النتيجه التي ستصل اليها زينب
اخرجت زينب الشنطة الخاصة بمريم لتجد فيها سلسلة مفاتيح بها مفتاح درج مريم لتجد بعض من متعلقاتها الشخصي حتي لفت انتباهها اسطوانة كمبيوتر (c.d ) ظلت تتفحصة وتحاول ان تقرأ المكتوب عليها اثناء ذلك دخلت احدي الممرضات دون ان تشعر بها لتسأل زينب عن ما تفعله لم تتوقع زينب دخول احد في ذلك التوقيت ليبدو عليها التوتر وقد اخفت الاسطوانه بين المتعلقات الموجوده بالخزانه لتخبر المرضه الاخري ان والدة مريم وجدت مفتاح الخزانه الخاصه وتريد ان تفرغها من محتوايتها لتعطيها لوالدتها لم تعطي الفتاة الاخري اي اهتمام لتنهي ما جائت لاجله وانصرفت ، كانت ضربات قلب زينب تتسارع من التوتر والقلق خشيت ان يراها احد او يعلم بما تفعله اخذت زينب الاسطوانه ووضعتها في حقيبتها واغلقت الخزانه مرة اخري قبل ان يأتي احد لتخرج بعدها وتعطيها لادهم في المكان الذي اتفقا ان ينتظرها فيه .
بعد ان طلبت منه ان يخبرها بما سيجده داخل تلك الاسطوانه وعدها ادهم حين يحصل علي اي معلومات سيخبرها لانها اصبحت الوحيدة التي تعرف ماذا يفعل وان ما يفعله من الممكن ان يريح روح مريم
عاد ادهم الي المنزل يملؤه الشغف حول ما سيجده تلك الاسطوانه ، ظل يتفحصها قبل ان يقوم بتشغيلة وقد كتب علي المظروف الذي يحتوي علي الاسطوانة بداخله باللغة الانجليزية دكتور منذر (تجارب مبدئية )D.MONZER (Initial experiences)
قام ادهم بتشغيل الاسطوانه علي اللاب توب الخاص به ليجد العمليات التي رئاها في رؤياه من قبل .
علمت مريم بطريق الصدفة أن الدكتور منذر ومساعده دكتور جورج ودكتور شريف يقومون بعمل تجربة تسمي ( الاحتيال علي الموت ) ((FRAUD OF DEATH ) حين عرضت الفكرة علي دكتور منذر من قبل دكتور شريف الذي كان مشاركا في احدي المستشفيات بالخارج علي تلك التجربة التي لم تنجح بشكل كامل ولكنه اراد تطبيقها في مصر بعد ان اقنعه انه توصل لحلول قد تجعل العمليه ناجحه وبهذا يكون لهم السبق الطبي في تلك العمليات ، وتعتمد تلك التجربة ( الاحتيال علي الموت ) علي وضع حالات معينة من المرضي اصحاب الاصابات الخطيرة والتي تتطلب وقت طويل فالعمليات بين الحياة والموت بهدف منح الجراحين الوقت اللازم لعلاج الاصابات التي يمكن ان تودي بحياة المريض وهو ما يتطلب ايقاف جميع العمليات الحيوية واعادة تشغيلها مرة اخري بما فيها القلب الا ان الدماغ تظل تعمل لفترة حيث تتطلب تلك العملية سحب الدم من جميع أجزاء جسم المريض، وفي هذه الحالة يتوقف النبض تماما ، ولكنه يظل علي قيد الحياة من الناحية الاكلينيكيه حيث سينتج الجسم طاقة بمعدل بطيء من شأنه ان تمنح خلايا الجسم الحياة بضع ساعات وهي التي يحتاجها الجراحون لعلاج الاصابات القاتلة للمريض فبعد ان اقنع دكتور شريف دكتور منذر أن تلك العملية ستكون نقلة علمية لهم وقد قاموا بعمل تجارب علي حالتين دون ان يخبرا اهل المرضي ولكنهما فشلا وماتا علي اثرها
مما دفع مريم أن تخبرهم انها لن تصمت عن تلك الجرائم التي عرفتها خصوصا انها حصلت علي الاسطوانه الخاص بالعمليات من مكتب دكتور منذر
حيث كانت مريم في احدي الايام لديها وردية مسائية حيث مرت بالصدفة بالقرب من مكتب دكتور منذر حيث سمعت صوت داخل المكتب في وقت متأخر فهم لم يعتادوا ان يظل دكتور منذر لهذا الوقت المتأخر في المستشفي تسللت دون يراها احد لتجد دكتور منذر ودكتور شريف ونعمان عامل المعمل وهما يشاهدا لقطات من العمليات التي صورها نعمان واعطاها لدكتور منذر بعد ان قام بتحميلها علي الاسطوانه حيث رأت دكتور منذروقد وضع الاسطوانه في احدي ادراج مكتبه وقاموا الثلاثه بالانصراف اختبئت مريم في احدي الطرقات حتي لا يروها واغلق دكتور منذر مكتبه خلفة بمفتاحه الخاص حيث لا يملك احد مفاتيح لمكتبه
انتظرت مريم لليوم التالي حتي اتي دكتور منذر وعلمت انه غير موجود بمكتبه ويقوم بالمرور علي اقسام المستشفي تسللت الي داخل المكتب وحصلت علي الدليل الوحيد الذي يدينهم
رئاها احد العاملين وهي تخرج من مكتب دكتور منذر ليخبره بالامر.
لم يكن امام ادهم سوي يذهب الي احد اصدقائة وهو الطبيب ناصر واخبره بما حصل عليه حيث شرح له كل التفاصيل والمعلومات التي وجدها وشرح مفصل عن طريقة العملية ونسب نجاح وفشل كل منها ، واسباب فشل كل منها ، وبيانات المرضي التي تم اجراء التجربة عليهم ،
اخبره دكتور ناصر ان تلك تعد جريمة ويجب الابلاغ عنها وأن يؤدي تلك الامانة التي وضعت علي عاتقه حيث تقدم ببلاغ في دكتور منذر الي مكتب النائب العام
لم تمر ايام قليلة حتي تم القبض علي دكتور منذر وكل من اشترك معه في التجربة هنا علمت زينب بعد ان اختفاء ادهم وعدم ظهوره مرة اخري ان تلك الاسطوانه كانت تحتوي علي معلومات ادت الي القبض علي دكتور منذر ومن معه
اعترف دكتور منذر وشريف بأنهم استدرجا مريم بحجة التفاوض معها حول ما رأته وانها علمت بالامر وشرحا كل التفاصيل التي اخبرتهم مريم انها عرفتها عنهم حيث قام شريف بحقنها بمخدر بينتوثال الصوديوم حيث تم اعطائها جرعة قوية وتم نقلها الي الغرفة واذاعوا انها مصابة بمرض شديد وسيتم اجراء جراحة عاجله لها ولكن تم الاتفاق علي التخلص منها حتي لايفضتح امرهم واشاعوا انها توفت علي اثر تلك العملية
بعد أن علم ادهم بأمر القبض علي دكتور منذر ومن معه شعر أنه قام بعمل ما كانت ستقوم به مريم حيال هذا الامر.
منذ وقت طويل لم ينام ادهم وهو يشعر بالارتياح منذ ان ظرت مريم في احلامة حيث تظهر مريم امامه لاول مرة وهي تبتسم بدات في الابتعاد عنه وتمشي بخطي مسرعه اراد ادهم اللحاق بها ولكنها ظلت تسير مسرعة حتي وجدها تدخل بوابة خرج منها ضوء شديد أصاب عينه ظل يبحث عن مريم وقد اختفت ومنذ تلك المره لم تعد إليه في أحلامه مرة اخري
ما بين الحياة والموت فاصلا واسرار لا يمكن ان ندركها الا لمن تعطي له احدي تلك الاسرار
قد تكون غيبوبتك مرآة الحقيقة التي يمكنها أن تحل ألغازًا لن يستطيع أحد حلّها أو اكتشاف خباياها سواك .
******************************
الاسم العلمي للبينتوثال الصوديوم هو ثيبونتال وهو ينتمي الي عائلة الباربيتيورات وهو يعمل علي القشرة الحسية في الدماغ ويقلل من النشاط الحركي والتنويم
Post A Comment: